08-09-2011, 10:01 PM
|
|
6 رمضان 1432 هـ
7 رمضان 1432 هـ
8 رمضان 1432 هـ
السحور ..
السحور ليس شرطاً في صحة الصيام ، وإنما هو مستحب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه . [فتاوى الشيخ ابن باز ج/4 ص/259]
فينبغي أن يتسحروا ولو بقليل ، ليس من اللازم أن يكون كثيراً ، ولو تمرات ، أو يشرب شيئاً من اللبن أو الماء ، ولا يدع السحور ، فأكلته فيها بركة وفيها خير كثير ، وهي عون للصائم على أعماله في النهار ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً) . وهذه هي البركة لا ينبغي أن تضيع ، بل ينبغي للمؤمن أن يحرص عليها ولو بشيء قليل من الطعام أو من التمرات أو من اللبن ، يستعين بذلك على أعمال النهار الدينية والدنيوية [الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله "فتاوى نور على الدرب" (3/1222) باختصار ] .
بركة السحور المراد بها : البركة الشرعية ، والبركة البدنية ، أما البركة الشرعية فمنها : امتثال أمر الرسول والاقتداء به صلى الله عليه وسلم ، وأما البركة البدنية فمنها : تغذية البدن وقوته على الصوم . ["مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" ( 19/السؤال رقم 339 )] .
وليس هناك دعاء خاص يقال عنده ، فالمشروع هو أن يسمي الله في أوله ، ويحمده إذا فرغ من الطعام ، كما يفعل ذلك عند كل طعام . [موقع الإسلام سؤال وجواب 65955] .
جاءت مولاة لعمر بن عبد العزيز ، فقصت أنها رأت في المنام كأن الصراط قد نصب على جهنم وهي تزفر على أهلها ، وذكرت أنها رأت رجالا مروا على الصراط فأخذتهم النار ، قالت : ورأيتك يا أمير المؤمنين وقد جيء بك ...
فوقع مغشيا عليه وبقي زمانا مضطربا ..
وهي تصيح في أذنه : رأيتك والله قد نجوت ..!
ومالكٌ بن دينار يقول : بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذَا أَنَا بِجُوَيْرِيَةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ , وَهِيَ تَقُولُ :
" يَا رَبِّ ذَهَبَتِ اللَّذَّاتُ ،
وَبَقِيَتِ التَّبِعَاتُ ،
يَا رَبِّ كَمْ مِنْ شَهْوَةِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا حُزْنًا طَوِيلا ،
يَا رَبِّ أَمَا لَكَ عُقُوبَةٌ وَلا أَدَبٌ إِلا بِالنَّارِ ؟ "
فَمَا زَالَ ذَاكَ مَقَالَتَهَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ..
فَوَضَعَ مَالِكٌ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ صَارِخًا يَبْكِي ، يَقُولُ :
ثَكِلَتْ مَالِكًا أُمُّهُ وَعَدِمَتْهُ ، جُوَيْرِيَةٌ مُنْذُ اللَّيْلَةِ قَدْ بَطَّلَتْهُ " .
ومن سورة آل عمران أيضًا :
الآية (14) : "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ" .
ربنا زين الشهوات الدنيوية ، ليكون اختبارنا وبلاؤنا في اختيارانا ترك هذه الشهوات التي أمامنـا طمعًا في رضاه وجنتــه .
كما قال عبد الله بن مسعود : حفت الجنة بالمكاره ، و حفت النار بالشهوات .
والناس مع هذه الزينة في الدنيا على قسمين :
- قسم: جعلوها هي المقصود والغاية ، فصارت أفكارهم وخواطرهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة لها، فشغلتهم عما خلقوا لأجله وهو عبادة الله عز وجل ، وصحبوها صحبة البهائم السائمة ، يتمتعون بلذاتها ويتناولون شهواتها ، ولا يبالون على أي وجه حصلوها ، ولا فيما أنفقوها وصرفوها ، فهؤلاء كانت زادا لهم إلى دار الشقاء والعناء والعذاب ..!
- والقسم الثاني: عرفوا المقصود منها وأن الله جعلها ابتلاء وامتحانا لعباده ، ليعلم من يقدم طاعته ومرضاته على لذاته وشهواته، فجعلوها وسيلة لهم وطريقا يتزودون منها لآخرتهم ويتمتعون بما يتمتعون به على وجه الاستعانة به على مرضاته ، قد صحبوها بأبدانهم وفارقوها بقلوبهم ..
فيقول الله في الآية (15) : " قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " .. فقس هذه الدار الجليلة بتلك الدار الحقيرة ، ثم اختر لنفسك أحسنهما واعرض على قلبك المفاضلة بينهما ..
ومن دعاء هؤلاء الذين اتقوا في الآية (16) : " الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " . فتوسلوا بمنة الله عليهم بتوفيقهم للإيمان أن يغفر لهم ذنوبهم ويقيهم شر آثارها وهو عذاب النار .
محاربة الشهوات .. كيف ؟!
الشيخ / محمد حسين يعقوب
بقي من شروط صحة الحديث الخمسة شرطان : انتفاء الشذوذ ، وانتفاء العلة ..
4- انتفاء الشذوذ ..
لو أن لك خمسة أصحاب : زيد ، وحمد ، وسيد ، وعمرو ، وسعد ..
أخبركَ حمد وسيد وعمرو أن زيدًا قال : عمري 24 عامًا ..
وجاء سعدٌ فأخبرك أن زيدًا قال : عمري 23 عامًا ..
فمن تصدق ؟ المنطق يقول : أصدق الثلاثة ، ويبدو أن سعدًا لم يسمع جيدًا ما قال زيدُ ونقل الكلام خطأً .. فكلام سعدٍ : شاذ .
هذا هو الشذوذ : مخالفة الثقة أو المقبول لما يرويه الأكثر منه عددًا .
طيب ، لو أخبركَ حمدٌ أن زيدًا قال : عمري 24 عامًا ..
وأخبركَ سيدٌ أن زيدًا قال : عمري 23 عامًا ..
وأنت تعلم أن حمدٌ على علاقة قوية وعلم جيد بزيد ، أكثر من سيد ..
الآن هذا واحد في مقابل واحد ، فبنقل من تأخذ ؟!
طبعًا آخذ بنقل حمد ، لأنه أعلم بزيد وأقوى علاقة به ، فصعب يخطئ ، بينما علاقة سيدٍ به ضعيفة ، فقد لا ينتبه له . فكلام سيد هنا : شاذ ..
هذا هو الشذوذ : مخالفة الثقة أو المقبول لمن هو أوثق منه ..
إذن انتفاء الشذوذ : هو ألا يروي الراوي الثقة أو المقبول ما يخالف رواية من هو أولى منه أو أكثر منه عددًا ..
مثال توضيحي :
حديث : " من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من فتنة الدجال " هو حديث صحيح .
وهناكَ حديث : " من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال " ..
أيهما صواب ؟! عشر أم ثلاث ؟!
قال الشيخ الألباني عن الحديث الثاني : أخطأ فيه شعبة أومن دونه .
وقال : فقوله : " ثلاث " خطأ مخالف لعامة الرواة الثقات عن قتادة، وكلهم قالوا : "عشر ".
إذن الحديث الأول لا شذوذ فيه ، فهو صحيح ..
أما الثاني فهو شاذ ، لماذا ؟!
لأن شعبة رواه عن قتادة أنه قال " ثلاث " ، بينما عامة الرواة الآخرين الثقات عن قتادة قالوا " عشر " ..
أرجو أن يكون معنى ( انتفاء الشذوذ ) واضحًا .. وبقي معنا : ( انتفاء العلة ) ..
لا يعرف الشوق إلا من يكابده .. ولا الصبابة إلا من يعانيهـا
اتباع الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
|