عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 07-04-2008, 10:43 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



الكلمة الرابعة والثلاثون في حكم إظهار خواتم الذهب على اليد أمام الأجانب
ـ روى الإمام أحمد (5/398) وأبو داود (4237) والنسائي (رقم 5137/باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب) من طرق عن منصور عن ربعي بن حراش عن امرأته عن أخت حذيفة قالت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (يا معشر النساء أما لكن في الفضة ما تحلين أما أنه ما منكن من امرأة تلبس ذهبا تظهره إلا عذبت به يوم القيامة) وأخت حذيفة بن اليمان سماها الحفظ في التقريب فاطمة وذكر في الإصابة أن اسمها خولة والله أعلم.وامرأة ربعي لا يعرف اسمها, فالإسناد ضعيف.قال ابن عبد البر في التمهيد (16/105): (والعلماء على دفع هذا الخبر لأن امرأة ربعي مجهولة لا تعرف بعدالة وقد تأوله بعض من يرى الزكاة في الحلي من أجل منع الزكاة منه إن منعت ولو كان ذلك لذكر وهو تأويل بعيد). ورواه ابن سعد في الطبقات (8/326)وزاد : (قال منصور فذكرت ذلك لمجاهد فقال: قد أدركتهن وإن إحداهن لتتخذ لكمها زرا تواري خاتمها)
ـ قال الشيخ الألباني في جلباب المرأة المسلمة (ص90): (وليس استشهادي في هذه الرواية بالحديث المرفوع وإن كان صريحا في ذلك لأن في إسناده المرأة التي لم تسم وإنما هو بقول مجاهد: (تواري خاتمها) فهو نص صريح فيما ذكرت والحمد لله على توفيقه, ثم رأيت قول مجاهد بسند آخر صحيح عنه في مسند أبي يعلى (6989))
قلت : رواه أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال :(كانت المرأة من النساء الأولى تتخذ لكم درعها أزرارا تجعله في إصبعها تغطي به الخاتم)
قلت: يعارض هذا ما رواه الإمام أحمد عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابنة هبيرة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يدها خواتيم من ذهب يقال لها الفتخ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرع يدها بعصية معه يقول لها: ( أيسرك أن يجعل الله في يدك خواتيم من نار) والحديث صححه الشيخ الألباني في آداب الزفاف (ص231/المكتبة الإسلامية)
والفتخ الخواتيم الكبار.وإنكار النبي صلى الله عليه وسلم متردد بين أن يكون بسبب المغالات وبين أن يكون لأجل أنها محلقة على مذهب الشيخ الألباني.إما أن يكون لأجل إظهار الحلي مطلقا
ـ قال الإمام الطبري (18/48) في تفسير قوله تعالى (إلا ما ظهر منها): (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : عنى بذلك الوجه والكفين يدخل في ذلك - إذا كان كذلك - الكحل والخاتم والسوار والخضاب)
ـ روى ابن أبي حاتم في التفسير (15224) قرئ على يونس بن عبد الأعلى, أنبأ ابن وهب, أخبرني ابن لهيعة, عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب, في قول الله:( ولا يبدين زينتهن ) , قال ابن شهاب:( قال لا يبدو لهؤلاء الذين سمى الله من لا يحل له إلا الأسورة, والأخمرة, والأقرطة من غير حسر, وأما عامة الناس فلا يبدو منها إلا الخواتم.)
ـ وروى ابن أبي حاتم في التفسير ( 15225), ويحيى بن معين (جزء يحيى بن معين /رقم8) ثنا ابن نمير, عن الأعمش, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس:( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) , قال: (وجهها وكفاها, والخاتم)
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله الصحيح إلا أن الأعمش مدلس وقد عنعن والشيخ الألباني يسلك روايته بالعنعنة على طريقة الذهبي رحمه الله تعالى.وقد صحح الأثر ابن حزم في المحلى.
ـ قال ابن أبي حاتم: ( وروي عن ابن عمر, وعطاء بن أبي رباح, وسعيد بن جبير, وإبراهيم النخعي, والضحاك, وعكرمة, وأبي صالح, وزياد بن أبي مريم نحو ذلك)
قلت: وهو قول قتادة ومجاهد.وروي من كلام ابن عباس والمسور بن مخرمة ولا يصح إليهما طريق. وأما قول مجاهد فمحمول على أنهن كن يفعلن ذلك ورعا وإلا فقد صح عنه تجويز إظهار الخاتم والله أعلم.
ـ وروى مسلم ( 885)عن جابر بن عبد الله قال : (شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكئا على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت لم يا رسول الله قال لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير قال فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن)
وفي الحديث أنهن نزعن الخواتيم من أصابعهن والظاهر أن أيديهن كانت مكشوفة..
وأما الأقراط والأسورة وغيرها فلا يجوز تبعا للمحل الذي يحلى بها . ففي حديث أبي هريرة عندما أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة لبسها لسوارين من ذهب أنها قالت له: (يا رسول الله إن المرأة إذا لم تتزين لزوجها صلفت عنده). وصَلِفَتِ المرأة إذا لم تحظ عند زوجها وأبغضها فهي صَلِفَةٌ,وهو بين في أن إظهار مثل هذه الزينة مما يثير الرجل نحو المتزينة فتحظى عنده.


الكلمة السادسة والثلاثون في أن من السنة أن تلبس المرأة أحسن ثيابها في مرض موتها

ـ روى أبو داود (3114) عن أبي سعيد الخدري أنه لما حضره الموت . دعا بثياب جدد فلبسها ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها) صححه الحاكم في المستدرك والشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1671)
ـ وقال العيني في شرح أبي داود (6/32/مكتبة الرشد): (إنما قال عليه السلام هذا القول ترغيبا لمن حضره الموت أن يلبس أحسن ثيابه وأنظفها في ذلك الوقت, لأنه وقت قدومه على الرب الكريم, ووقت اتصاله بجواره, فينبغي أن يكون في ذلك الوقت على هيئة حسنة نظيفة, والحديث يدل على أن الميت يبعث في ثيابه, وأما عريه وحفاه فذاك عند الحشر , والحشر غير البعث , والله أعلم, والحديث لم يخرجه غير أبي داود من الأئمة الستة)
وقد عورض ظاهر الحديث بقوله صلى (يحشر الناس حفاة عراة). قال أبو سليمان الخطابي في معالم السنن (1/262و263) وذكر مثله ابن القيم في حاشية السنن (8/266): (أما أبو سعيد فقد استعمل الحديث على ظاهره...وقال بعضهم : البعث غير الحشر, فقد يجوز أن يكون البعث مع الثياب والحشر مع العري والحفا والله أعلم)
ـ و قال ابن عبد البر (19/14و15): (قد يحتمل أن يكون أبو سعيد سمع الحديث في الشهيد فتأوله على العموم ويكون الميت المذكور في حديثه هو الشهيد الذي أمر أن يزمل بثيابه ويدفن فيها ولا يغسل عنه دمه ولا يغير شيء من حاله بدليل حديث ابن عباس وغيره عن النبي أنه قال: ( إنكم محشورون يوم القيامة حفاة عراة غرلا) ثم قرأ : (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم فلهذا الحديث وشبهه تأولنا في حديث أبي سعيد ما ذكرنا والله أعلم وقد كان بعضهم يتأول في حديث أبي سعيد أنه يبعث على العمل الذي يختم له به وظاهره ذلك والله أعلم)
ـ وقال القرطبي في التذكرة في أحوال الموتى والآخرة (ص193و194/مكتبة الصفا): (قلت : ومما يدل على قول الجماعة مما يواقف حديث عائشة وابن عباس قوله الحق : ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وقوله : كما بدأكم تعودون ولأن الملابس في الدنيا أموال ولا مال في الآخرة زالت الأملاك بالموت و بقيت الأموال في الدنيا و كل نفس يومئذ ، فإنما يقيها المكاره ما وجب لها بحسن عملها أو رحمة مبتدأة من الله عليها.فأما الملابس فلا غنى فيها يومئذ إلا ما كان من لباس الجنة على ما تقدم في الباب قبل ..)
ـ وقال الحافظ في الفتح (11/382و383): (ويجمع بينهما بأن بعضهم يحشر عاريا وبعضهم كاسيا أو يحشرون كلهم عراة ثم يكسى الأنبياء فأول من يكسى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أو يخرجون من القبور بالثياب التي ماتوا فيها ثم تتناثر عنهم عند ابتداء الحشر فيحشرون عراة ثم يكون أول من يكسى إبراهيم.
وحمل بعضهم حديث أبي سعيد على الشهداء لأنهم الذين أمر أن يزملوا في ثيابهم ويدفنوا فيها فيحتمل أن يكون أبو سعيد سمعه في الشهيد فحمله على العموم.
قال: وحمله بعض أهل العلم على العمل وإطلاق الثياب على العمل وقع في مثل قوله تعالى (ولباس التقوى ذلك خير) وقوله تعالى (وثيابك فطهر) على أحد الأقوال وهو قول قتادة قال : معناه (وعملك فأخلصه) ويؤكد ذلك حديث جابر رفعه (يبعث كل عبد على ما مات عليه) أخرجه مسلم. وحديث فضالة بن عبيد (من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة) الحديث أخرجه أحمد, ورجح القرطبي الحمل على ظاهر الخبر, ويتأيد بقوله تعالى:( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) وقوله تعالى (كما بدأكم تعودون) والى ذلك الإشارة في حديث الباب بذكر قوله تعالى (كما بدأنا أول خلق نعيده) عقب قوله (حفاة عراة) قال: فيحمل ما دل عليه حديث أبي سعيد على الشهداء لأنهم يدفنون بثيابهم فيبعثون فيها تمييزا لهم عن غيرهم وقد نقله ابن عبد البر عن أكثر العلماء ومن حيث النظر أن الملابس في الدنيا أموال ولا مال في الآخرة مما كان في الدنيا ولأن الذي بقي النفس مما تكره في الآخرة ثواب بحسن عملها أو رحمة مبتدأة من الله وأما ملابس الدنيا فلا تغني عنها شيئا)
ـ وقال المناوي في فيض القدير: (قال التوربشتي وقد كان في الصحابة رضوان الله عليهم من يقصر فهمه في بعض الأحاديث عن المعنى المراد والناس متفاوتون في ذلك فلا يعد أمثال ذلك عليهم وقد روينا عن أفضل الصحب أنه أوصى أن يكفن في ثوبيه وقال إنما هما للمهل والتراب ثم إنهم ليس لهم أن يحملوا صلى الله عليه وسلم يبعث في ثيابه على الأكفان لأنها بعد الموت تبلى اه بالإجماع القاضي فقال العقل لا يأبى حمله على ظاهره حسبما فهم منه الرازي إذ لا يبعد إعادة ثيابه البالية كما لا يبعد إعادة عظامه النخرة.)
والظاهر حمله على ظاهره فليس ثمت ما يمنع ذلك شرعا ولا عقلا والله تعالى يفعل ما يشاء.وأبو سعيد هو راوي الحديث وهو أدرى بما روى من غيره. فلا يقال كما قال التورشتي كما في فيض القدير للمناوي أنه (كان في الصحابة رضوان الله عليهم من يقصر فهمه في بعض الأحاديث عن المعنى المراد والناس متفاوتون في ذلك فلا يعد أمثال ذلك عليهم وقد رأى بعضهم الجمع بين الحديثين فقال : فالبعث بثياب والحشر بدونها قال ولم يصنع هذا القائل شيئا فإنه ظن أنه نصر السنة وقد ضيع أكثر مما حفظ فإنه سعى في تحريف سنن كثيرة ليسوي كلام أبي سعيد ).وأما أنه سمعه في الشهيد فحمله على العموم فاحتمال كما قال الحافظ وأبو سعيد أعلم .وأما أنه لا ينفع الثوب بعد الموت فنعم ولا يبعث به لينتفع به إنما هو مراد الله وكفى.ويدل على جواز ذلك شرعا ما رواه النسائي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(اغسلوا المحرم في ثوبيه اللذين أحرم فيهما واغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة محرما). قال الشيخ الألباني : صحيح. وأصله في الصحيحين بلفظ (ملبيا) وفي رواية عند مسلم: (ملبدا).فما ذكره العيني هو ما أعتقده والله تعالى أعلم.
الكلمة السابعة والثلاثون في ذكر صفة كفن المرأة
ـ إذا ماتت المرأة فإنها تطيب بعد غسلها ثلاثا أو أكثر وترا ويظفر رأسها ثلاثة أثلاث, قرنيها وناصيتها, وتلقى الثلاثة خلفها.
ـ فقد روى البخاري ومسلم وأصحاب السنن وأحمد وابن الجارود ـ وهذا تنسيق من الشيخ الألباني للروايات والألفاظ كما في كتاب الجنائز (ص65) عن أم عطية رضي الله عنها قالت: (دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته زينب,فقال: اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو [سبعا] أو أكثر من ذلك, إن رأيتن ذلك, بماء وسدر [قالت: قلت: وترا ؟ قال : نعم]. واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور, فإذا فرقتن فآذنني, فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فقال: أشعرنها إياه,]تعني إزاره],[قالت: ومشطناها ثلاثة قرون], (وفي رواية: نقضنه ثم غسلنه), [فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث , قرنيها وناصيتها وألقيناها خلفها, [قالت:وقال لنا : ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها])
ـ وتكفن في ثوب أو ثوبين أو ثلاثة أثواب لا يزاد عليها كما هو مذهب الجمهور لما رواه الستة عن عائشة( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب يمانية بيض سحولية...)
ـ قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الجنائز (ص85): (والمرأة في ذلك كالرجل, إذ لا دليل على التفريق, وأما حديث ليلى بنت القائف الثقفية في تكفين ابنته صلى الله عليه وسلم (يقصد أم كلثوم) في خمسة أثواب فلا يصح إسناده, ونحوه ما زاده بعضهم في قصة غسل ابنة النبي صلى الله عليه وسلم المتقدمة (ص48) بلفظ : (فكفناها في خمسة أثواب) فإنها شاذة أو منكرة كما حققته في الضعيفة (5844))
ـ ويستحب أن تكون بيضاء لما رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الألباني في كتاب الجنائز (ص82) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (البسوا من ثيابكم البياض , فإنها خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم)
ـ وقد روى أبو داود عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا توفي أحدكم فوجد شيئا, فليكفن في ثوب حِبَرَة) والحبرة البرد المخطط. قال الشيخ الألباني في الجنائز(83): (وهذا سند صحيح عندي, وهو كذلك عند المزي, وأما الحافظ فقال في التلخيص (5/131): (وإسناده حسن). وله طريق أخرى عند أحمد (3/319) بلفظ: (من وجد سعة فليكفن في ثوب حبرة))
ثم قال (ص83و84) : (اعلم أنه لا تعارض بين هذا الحديث وبين الحديث الأول في البياض لإمكان التوفيق بينهما بوجه من وجوه الجمع الكثيرة المعلومة عند العلماء. ويخطر في بالي الآن منها وجهان:
الأول أن تكون الحبرة بيضاء مخططة ويكون الغالب عليها البياض, فحينئذ يشملها الحديث الأول باعتبار أن العبرة في كل شيء بالغالب عليه, وهذا إذا كان الكفن ثوبا واحدا, وأما إذا كان أكثر فالجمع أيسر وهو الوجه الآتي.
الثاني: أن يُجعل كفنٌ واحد حبرةً,وما بقي أبيضَ, وبذلك يُعمل بالحديثين معا...)
قلت: هناك وجه ثالث ينتج عن الوجهين السابقين وهو أن يكون أحد الأثواب الثلاثة أبيض حبرة والباقيان أبيضين خالصين.
ـ وقد روى مسلم ( 943) عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه) قال الشيخ الألباني في كتاب الجنائز : ( قال العلماء : ( المراد بإحسان الكفن نظافته وكثافته وستره وتوسطه وليس المراد به السرف فيه والمغالاة ونفاسته ) .
وفي بعض الروايات (فإنهم يبعثون في أكفانهم ويتزاورون في أكفانهم) وصححها الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم1425) فيسن أن يحسن كفن المرأة فيختار لها الأنظف والأستر والأجمل من غير سرف ولا مخيلة.
ـ طريفة
قال الحافظ ابن رجب في أهول القبور (ص 74/دار الكتب العلمية) : (قال أبو الحسن بن البراء : حدثنا العباس بن أبي عيسى قال: كانت امرأة تقية سرية توفيت, فرأت ابنة لها في المنام كأنه أمها أتتها, فقالت: يا بنية كفنتموني بكفن ضيق فأنا بين صواحبي أستحي منهن,وفلانة تأتينا في يوم كذا وكذا ولي في موضع ذكرته أربة دنانير, فاشتروا لي كفنا, وابعثوا لي معها, قالت الابنة: ولم أكن أعلم أن لها في الموضع الذي ذكرت بأسا, قالت: فلما كان بعد اعتلت.قالت : فجاؤوني فقالوا لي: ما تقولين؟ فقصصت عليهم القصة,فقالت:: فذكرت الحديث الذي روي عن عائشة أنهم يتزاورون في أكفانهم, وقلت لهم: اذهبوا إلى رجلين من أهل الحديث بزازين,يقال لأحدهما : ابن النيسابوري والآخر أبو توبة ,فليشتريا لها كفنا.قال: فذهبت البنت إلى الموضع الذي ذكرت,ووضعت الكفن معها في كفنها, فلما كان بعد ذلك رأت المرأة البنت في المنام قالت: يا بنية قد أتنا فلانة ووصل إلي الكفن , ما أحسنه وأوسعه ,أما إنه جزاك الله خيرا.)
ـ موعظة
قال ابن القيم في كتاب الروح (ص35/دار المعرفة): (لما ماتت رابعة رأتها امرأة من أصحابها وعليها حلة استبرق وخمار من سندس وكانت كفنت في جبة وخمار من صوف فقالت لها: ما فعلت الجبة التي كفنتك فيها وخمار الصوف قالت: والله أنه نزع عني وأبدلت به هذا الذي ترين على وطويت أكفاني وختم عليها ورفعت في عليين ليكمل لي ثوابها يوم القيامة قالت: فقلت لها: لهذا كنت تعملين أيام الدنيا. فقالت: وما هذا عندما رأيت من كرامة الله لأوليائه فقلت لها: فما فعلت عبدة بنت أبي كلاب. فقلت: هيهات هيهات سبقتنا والله إلى الدرجات العلى. قالت: قلت: وبم وقد كنت عند الناس أعبد منها؟ فقالت: أنها لم تكن تبالي على أي حال أصبحت من الدنيا أو أمست)
وقال (ص37): (قال يزيد بن نعامة هلكت جارية في طاعون الجارف فلقيها أبوها بعد موتها فقال لها يا بنية أخبريني عن الآخرة قالت يا أبت قدمنا على أمر عظيم نعلم ولا نعمل وتعملون ولا تعلمون والله لتسبيحة أو تسبيحتان أو ركعة أو ركعتان في صحيفة عملي أحب إلى من الدنيا وما فيها. وقال كثير بن مرة رأيت في منامي كأني دخلت درجة علياء في الجنة فجعلت أطوف بها وأتعجب منها فإذا أنا بنساء من نساء المسجد في ناحية منها فذهبت حتى سلمت عليهن ثم قلت بما بلغتن هذه الدرجة قلن بسجدات وتكبيرات)
ـ فائدة
قال النووي في شرح مسلم (7/13) في مسألة حمل النساء للجنازة : (لا يحملها إلا الرجال وان كانت الميتة امرأة لأنهم أقوى لذلك والنساء ضعيفات وربما انكشف من الحامل بعض بدنه)
قلت: فإن لم يكن من يحملها غيرهن جاز بل وجب.
وروى أبو نعيم في الحلية أن فاطمة رضي الله عنها بنت النبي  أنكرت ما يفعل بأموات النساء حين يخرجن إلى قبورهن بأكفان تصف أجسامهن فقالت :( إني استقبحت ما يصنع بالنساء ،أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها) فإن كان هذا بالأموات فكيف بالأحياء!
وروى ابن سعد (6/169) وابن أبي شيبة (3/16) وعبد الرزاق (3/498)والبيهقي (4/54) وصحح إسناده أن عبد الله بن يزيد حضر جنازة الحارث الأعور فرآهم وضعوا عليها ثوبا فكشطه وقال : (إنما يصنع هذا بالنساء) وفي رواية (فإنما هو رجل) وفي رواية عند ابن سعد: (هكذا السنة) وهذا اختيار الحنابلة والشوكاني في السيل الجرار.
وروي مثل هذا عن علي ولا يصح.
قال ابن قدامة في المغني (2/189) : (مسألة: قال: ( والمرأة يخمر قبرها بثوب) لا نعلم في استحباب هذا بين أهل العلم خلافا ... ولأن المرأة عورة ولا يؤمن أن يبدو منها شيء فيراه الحاضرون فإن كان الميت رجلا كره ستر قبره لما ذكرنا ...ولأن كشفه أمكن وأبعد من التشبه بالنساء مع ما فيه من اتباع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
* دفن المرأة في تابوت أو نعش
قال الإمام القرطبي في تفسيره (10/381): (الدفن في التابوت جائز لا سيما في الأرض الرخوة وروي أن دانيال صلوات الله عليه كان في تابوت من حجر وأن يوسف عليه السلام أوصى بأن يتخذ له تابوت من زجاج ويلقى في ركية مخافة أن يعبد وبقي كذلك إلى زمان موسى صلوات الله عليهم أجمعين فدلته عليه عجوز فرفعه ووضعه في حظيرة إسحاق عليه السلام)
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (1/98): يقال إن نوحا عليه السلام لما كان زمن الطوفان حمله هو وحواء في تابوت فدفنهما ببيت المقدس حكى ذلك ابن جرير)!


الكلمة الثامنة والثلاثون في صفة لباس المرأة وزينتها في الجنة
ـ قال الله تعالى (إنا أنشأناهن إنشاء عربا أترابا لأصحاب اليمين)
ـ وقال تعالى : (خيرات حسان)
ـ روى مسلم (2833) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا)
ـ وروى الطبراني في الكبير (23/368/870) عن أم سلمة أنها قالت : (...يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟ قال: بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة قلت يا رسول الله وبم ذاك قال بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله عز وجل ألبس الله عز وجل وجوههن النور وأجسادهن الحرير وعثمان الألوان خضر الثياب بنو الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن إلا نحن الخالدات فلا نموت أبدا إلا ونحن الناعمات فلا نبؤس أبدا ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا إلا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا طوبى لمن كنا له وكان لنا...)
ـ قال الهيثمي في المجمع (7/119): (وفيه سليمان بن أبي كريمة ضعفه أبو حاتم وابن عدي في الكامل).
ـ قال القرطبي في الجامع (16/154): (اختلف أيما أفضل في الجنة نساء الآدميات أم الحور فذكر ابن المبارك قال وأخبرنا رشدين عن ابن أنعم عن حبان بن أبي حبلة قال: إن نساء الآدميات من دخل منهن الجنة فضلن على الحور العين بما عملن في الدنيا, وروي مرفوعا( إن الآدميات أفضل من الحور العين بسبعين ألف ضعف) وقيل إن الحور العين أفضل لقوله عليه السلام في دعائه : (وأبدله زوجا خيرا من زوجه) والله أعلم)
ـ وروى ابن المبارك في الزهد (1866) ومن طريقه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (273 ) أنا رشدين بن سعد ، عن ابن أنعم ، عن حبان بن أبي جبلة ، قال : (إن نساء أهل الدنيا من دخل منهن الجنة فضلن على الحور العين بما عملن في الدنيا) ورشدين وابن أنعم ضعيفان.
ـ قال القرطبي في الجامع (16/112): (قيل أن الحور العين المذكورات في القرآن هن المؤمنات من أزواج النبيين والمؤمنين يخلقن في الآخرة على أحسن صورة قاله الحسن البصري والمشهور أن الحور العين لسن من نساء أهل الدنيا وإنما هن مخلوقات في الجنة لأن الله تعالى قال (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان))
ـ وقال ابن القيم في حادي الأرواح (ص232/المكتبة العصرية) في قوله تعالى (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان): (هم مختلفون في هؤلاء فبعضهم يقول هن اللواتي أنشئن في الجنة من حورها وبعضهم يقول يعني نساء الدنيا أنشئن خلقا آخر أبكارا كما وصفن قال الشعبي نساء من نساء الدنيا لم يمسسن منذ أنشئن خلقا وقال مقاتل لأنهن خلقن في الجنة وقال عطاء عن ابن عباس هن الآدميات اللاتي متن أبكارا وقال الكلبي لم يجامعهن في هذا الخلق الذي أنشئن فيه انس ولا جان قلت ظاهر القران أن هؤلاء النسوة لسن من نساء الدنيا وإنما هن من الحور حور العين و أما نساء الدنيا فقد طمثهن الإنس ونساء الجن قد طمثهن الجن والآية تدل على ذلك)
ـ وروى البخاري(6199) وبوب له الهيثمي في المجمع (10/417) بقوله (باب ما جاء في نساء أهل الجنة من الحور العين وغيرهن) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها يعني الخمار خير من الدنيا وما فيها)
ـ قال المناوي في فيض القدير (5/277): (أي نظرت إليها وأشرقت عليها لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما من نور بهائها)
ـ وروى مسلم (2834) عن أيوب عن محمد قال إما تفاخروا وإما تذاكروا الرجال في الجنة أكثر أم النساء فقال أبو هريرة أولم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ثم إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ملكا تليها على أضوء كوكب دري في السماء لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب)
ـ قال القاضي عياض في إكمال المعلم (8/366): (وهذا كله في الآدميات وإلا فقد جاء أن للواحد من أهل الجنة من الحوريات العدد الكثير)
ـ قال ابن كثير في البداية والنهاية : (المراد من هذا أن هاتين من بنات آدم ومعها من الحوريات ما شاء الله عز وجل ) وذهب بعضهم إلى أنهن من جنس نساء الجنة من غير تعيين وأن الثنتين أقل ما لأحدهما ويزداد عددهن بحسب دين صاحبهن كما هو مذهب أبي العباس القرطبي في المفهم (7/181)
ـ وروى الترمذي في الشمائل (رقم 205) وغيره عن الحسن قال : أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة . فقال :( يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز ) . قال : فولت تبكي . فقال : ( أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول : (إنا أنشأناهن إنشاء . فجعلناهن أبكارا . عربا أترابا )
وله شاهد من حديث عائشة عند الطبراني في الأوسط ( 5545 ) ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم416 )قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أحمد بن طارق الوابشي قال حدثنا مسعدة بن اليسع قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أتته عجوز من الأنصار فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة فقال نبي الله إن الجنة لا يدخلها عجوز فذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم رجع إلى عائشة فقالت عائشة: لقد لقيت من كلمتك مشقة وشدة فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك كذلك أن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا)
ـ قال الهيثمي في المجمع (10/419): (فيه مسعدة بن اليسع وهو ضعيف)
ـ ورواه البيهقي في البعث والنشور (ص216/مركز الخدمات والأبحاث الثقافية) قال : أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل ، ثنا نحوه الحماني ، ثنا ابن إدريس ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عائشة ، قالت : دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة ، وعندها عجوز فقال : من هذه ؟ قالت : إحدى خالاتي ...)الحديث.وفيه الليث وهو ضعيف, وزعم بعضهم أن مجاهد لم يسمع من عائشة ,وقد أثبت سماعه منها علي بن المديني والحافظ ابن حجر والدليل على ذلك ما رواه البخاري (4007/دار ابن كثير) عن مجاهد قال: (دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة قال: كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعا , ثم سمعنا استنان عائشة, قال عروة: يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن إن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر فقالت: ما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرة إلا وهو شاهده, وما اعتمر في رجب قط) والله أعلم
والحديث حسنه الشيخ الألباني في غاية المرام (رقم375/ص172) وانظر تخريجه للحديث في السلسلة الصحيحة (رقم:2987) وقد قال هناك: (ويشهد لمعنى حديث الترجمة عموم قوله صلى الله عليه وسلم : (يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين ، بني ثلاث و ثلاثين) . حسنه الترمذي ، و هو صحيح بمجموع طرقه و شواهده ، و قد بينت ذلك في التعليق الرغيب ( 4/ 245 ) و تقدم بعضها برقم (2512 ).( تنبيه ) : كنت خرجت الحديث في بعض مؤلفاتي مثل غاية المرام ( ص 215 - 216) محسنا إياه ، و الآن فقد ازداد قوة بهذا الحديث الصحيح ، مع ما جاء في تفسير ( إنا أنشأناهن إنشاء ))
قلت: في السلسلة الصحيحة للشيخ: (أحمد بن طارق الواشي لم أعرفه وهذه النسبة لم يذكرها السمعاني وابن الأثير) وهو خطأ مطبعي والصحيح أنه الوابشي وهو أحمد بن طارق أبو الحسن كما في بعض أسانيد ابن بشران في أماليه, وقد ذكره الشيخ في بعض المواضع من الضعيفة بنسبته الصحيحة وقال فيه نفس ما قال هنا, والنسبة معروفة ذكرها السمعاني فقال: (حرف الواو باب الواو والألف الوابشي: بفتح الواو والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الشين المعجمة.هذه النسبة إلى وابش بن زيد بن عدوان بن عمرو بن قيس) لكنه مع ذلك لا يعرف.ولا أعرف أحدا يروي عنه غير محمد بن عثمان بن أبي شيبة فهو مجهول العين والله أعلم.والظاهر أن الشيخ لم يحسن إلا الحديث دون قصة العجوز.
ـ قال ابن القيم رحمه الله تعالى في حادي الأرواح (ص236) في قوله تعالى (إن أنشأناهن إنشاء) : (ظاهره اختصاصهن بهذا الإنشاء و تأمل تأكيده بالمصدر والحديث لا يدل على اختصاص العجائز المذكورات بهذا الوصف بل يدل على مشاركتهن للحور العين في هذه الصفات المذكورة فلا يتوهم انفراد الحور العين عنهن بما ذكر من الصفات بل هي أحق به منهن فالإنشاء واقع على الصنفين والله أعلم)
قلت: وعلى هذا فكل ما ذكر في الحور العين ولباسهن وزينتهن فإن الآدميات في الجنة موصوفات به من باب أولى وأحق ولله الحمد والمنة.بل قد ورد عن بعض السلف ما يدل أن فضليات نساء الدنيا يصرن من الحور العين يوم القيامة , فقد روى البخاري في الأدب المفرد(504) حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبى وائل عن أبى نحيلة : قيل له ادع الله قال اللهم انقص من المرض ولا تنقص من الأجر فقيل له: ادع, ادع فقال اللهم اجعلني من المقربين واجعل أمي من الحور العين) والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد.
ـ وروى ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (166 ) حدثنا العباس بن عبد الله أبو محمد أنا أبو المغيرة ثنا عبدة عن أبيها خالد بن معدان قال : ( إن المرأة من نساء أهل الجنة تلبس ثنتين وسبعين حلة لها اثنان وسبعون لونا, إن أدنى لونها لون شقائق النعمان تجمعها بين أصبعيك تقرأ في صدر زوجها أنت حبي, ويقرأ في صدرها أنت حبي وأنا صاحبك )
وروى أيضا (277) حدثني حمزة بن العباس ثنا عبد الله بن عثمان أنا ابن المبارك أنا معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة قال : (إن الرجل من أهل الجنة يرى وجهه في وجه صاحبته وترى وجهها في ساعده، ويرى وجهه في نحرها وترى وجهها في نحره، ويرى وجهه في معصمها وترى وجهها في ساعده، ويرى وجهه في ساقها وترى وجهها في ساقه، وتلبس حلة تلون في ساعة سبعين لونا) .وقال: حدثني عمار بن نصر ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة ، نحوه
ـ وقال القرطبي رحمه الله تعالى في التذكرة (ص445): ذكر ابن وهب عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: (والله الذي لا إله إلا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العرش لأطفأ نور سوارها نور الشمس والقمر,فكيف المسورة (أي التي تلبس السوار) وأن ما خلق الله شيئا تلبسه إلا عليه مثل ما عليها من ثياب وحلي)
قلت: روى هذا الخبر عبد الملك بن حبيب في صفة الفردوس(رقم 216) حدثني أسد بن موسى عن سليمان بن حميد قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عمر بن عبد العزيز قال ...وذكر الخبر إلى قوله : (فكيف بالمسورة)



إلى هنا انتهى شيخنا طارق الحمودي في رسالته القيمة النافعة,فجازاه الله خيرا على مجهوده و أسأل الله أن يبارك في علم الشيخ و أي يغفر له ذنوبه و يبدل سيئاته حسنات.

لا تنسونا بالدعاء



رد مع اقتباس