[أم سُهَيْل]

 

الحمد لله مولى المؤمنين; والكافرين لا مولى لهم,
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين وأمة محمد أجمعين, وبعد..

،،،

أخواتي الفضليات الغاليات

لما كان للقرآن قدر وشأن عظيم حيث أنه كلام الله عز وجل
وأن حفظته لهم منزلة خاصة عند المولى جل في علاه
حيث روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران) . (البخاري ومسلم)

اللهم افصح لساننا وارزقنا حفظه والعمل به على الوجه الذي يرضيك
اللهم آمين

لذلك لابد لنا في الدرس الأول وقبل أن نخوض في شرح علم التجويد
أن نوضح بعض المطلحات الهامة المتعلقة بهذا العلم
وأيضاً بعض الأحوال المتعلقة بالإستعاذة والبسملة والتي لا يخلو حال أي قاريء منها
وقد أجملتها في عدة نقاط رئيسية هي :-
1- التعريف بالقرآن الكريم
2- الاستعاذة
3- البسملة
4- البسملة بين سورتين

راجين من الله عز وجل أن ينفع به ويثقل به ميزاننا يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
اللهم آمين

والآن نبدأ على بركة الله

1- التعريف بالقرآن الكريم

هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ليتحدى به بلاغة الإنس والجن,
المنقول بالتواتر, المتعبد بتلاوته ،المعجز بأقصر سورة منه

فهو منهج الله , وهو دستور الحياة , وهو المصدر الأول للتشريع في الحياة،
والعقيدة والعبادة والاقتصاد والسياسة, وفي التربية والسلوك , وفي السلم والحرب

التعريف الشرعي :-

هو الهدى والنور
وهو الذكر الحكيم
وهو شفاء ورحمة
وهو شفاء لما في الصدور

التعريف اللغوي :-

قرأ الكتاب ( قراءة )
( وقرآنا ) و ( قرأ ) الشيء ( قرءانا ) أي جمعه وضمه منه سمى القرآن
لأنه يجمع السور ويضمها
يقول الله تعالَّ :- " إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ "
( القيامة 17,18,19 )

والسورة في كلام العرب :- هي المنزلة والفضل
وسميت بذلك لأنه يرتفع فيها من منزلة إلى منزلة وجمعها سور

والآية هي :- العلامة
وسميت بذلك لأنها عجب تعجز البشر على التكلم بمثلها

ففي آية واحدة ذكر الله تعالِّ أمرين ونهين وخبرين وبشارتين
" الأية 7 في سورة القصص
[وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ] {القصص:7}

فالأمرين : أرضعيه / ألقيه
والنهيين : لا تخافي / لا تحزني
والخبرين وبشارتين :إنا راده إليك / وجاعلوه من المرسلين

من سلسلة
معالم بيانية في آيات قرآنية
للشيخ / صاح المغامسي

2- الإستعاذة
معناها:
الالتجاء والاعتصام والتحصن بالله عز وجل.

صيغتها:
الصيغة المختارة " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"
كما ورد في قوله تعالى:" فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" .

حكمها :

مستحبة، وقال بعض العلماء بوجوبها, وذهب جمهور أهل الأداء إلى الأول, وحملوا الأمرفي الأية السابقة إلى الندب.(الندب يعني الاستحباب)

محلها :
قبل الشروع في القراءة.

أحوال الاستعاذة:

أ/ الجهر. ب/ الإسرار.

*متى يجهر القارئ التعوذ؟

1- إذا قرأ جهراً بحضور من يسمع (ويكون عند افتتاح القراءة في المحافل ومجال التعليم) .

2- اذا كانت القراءة بالدور وكان اول من يقرآ, فالاول يقرآها والباقين يقولونها سرا.

*متى يسر القارئ التعوذ؟

1- إذا قرأ سراً .
2- إذا قرأ خالياً وحده .
3- في الصلاة السرية والجهرية
4- إذا كانت القراءة بالدور ولم يكن اول من يقرأ,بأن يجهر أولهم بالاستعاذة ويسر الباقون.

ملحوظة :-

*إذا عرض للقارئ ما قطع قراءته
( كسعال أو عطاس أو كلام يتعلق بالقراءة كالتفسير ) فلا يعيد التعوذ.

*وإن كان العارض أجنبياً
( كالتشاغل عن القراءة أو الكلام أو الأكل ) أعاد التعوذ.

3- البسملة

معنى البسملة :

مصدر من بسمل إذا قال بسم الله.

صيغتها:
"بسم الله الرحمن الرحيم".
حكمها
أثبت حفص البسملة بين السورتين، ما عدا بين سورتي الأنفال وبراءة

4- البسملة بين السورتين

ولحفص فيها أربعة أوجه ثلاث جائزة وواحد غير جائز وهي:

1- قطع الكل: جائزة:
وهو أن ينهي السورة الأولى ويقف* ثم يقرأ البسملة ويقف* ثم يقرأ السورة الثانية
مثل: (ومن شر حاسد إذا حسد* بسم الله الرحمن الرحيم * قل أعوذ برب الناس).

2- وصل الكل: جائزة:
وهو أن ينهي السورة ويصلها بالبسملة ويصلها بالسورة الثانية لا يقف
مثل: ( ومن شر حاسد إذا حسد بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس).

3- وصل البسملة بأول السورة: جائزة:
وهو أن ينهي السورة ويقف* ثم يقرأ البسملة ويصلها بأول السورة الثانية لا يقف
مثل: ( ومن شر حاسد إذا حسد *بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس).

4- الوجه الذي لا يجوز هو:
وصل البسملة بآخر السورة ويقف: وهو أن ينهي السورة ويصلها بالبسملة ويقف* ثم يبدأ بالسورة الثانية مثل: ( ومن شر حاسد إذا حسد بسم الله الرحمن الرحيم * قل أعوذ برب الناس..)
لأنه يوهم للسامع أن البسملة من آخر السورة الأولى .

الاستعاذة والبسملة والسورة:

إذا أتى القارئ بالتعوذ والبسملة والسورة فهناك أربع حالات كلها جائزة وهي:

1-قطع الجميع:
بأن يقرأ الاستعاذة ويقف* ثم يقرأ البسملة ويقف* ثم يستمرفي قراءة السورة.

2-وصل الجميع:
بان يقرأ الاستعاذة ويصلها بالبسملة ويصلها بالسورة لا يقف.

3- وصل البسملة بالسورة:
بان يقرأ الاستعاذة ويقف* ثم يقرأ البسملة ويصلها بالسورة لا يقف.

4- وصل الاستعاذة بالبسملة:
بأن يقرأ الاستعاذة ويصلها بالبسملة ويقف* ثم يستمر بقراءة السورة.

إلى هنا إنتهى الدرس الأول

في رعاية الله

لاتنسونا من دعواتكم