عرض مشاركة واحدة
  #205  
قديم 01-28-2012, 10:35 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثلاثون
(37)
وبعض آيات من سورة قريش

نعمة القوت والأمن

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ – 1 إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ – 2 فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ – 3 الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ – 4

كان حديثنا في اللقاء السابق عن هلاك المعتدين على الكعبة المشرفة التي حماها الله تعالى لتكون القبلة الدائمة لخير أمة أخرجت للناس...

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ – 1 إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ – 2

قال كثير من المفسرين: إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي: فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش وأمنهم، واستقامة مصالحهم، وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن، والصيف للشام، لأجل التجارة والمكاسب.
فأهلك الله أصحاب الفيل ، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب، حتى احترموا قريش ، ولم يعترضوا لهم في أي: سفر أرادوا .

ولهذا أمرهم الله بالشكر، فقال: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﴾ أي: ليوحدوه ويخلصوا له العبادة، ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ فرغد الرزق والأمن من المخاوف، من أكبر النعم الدنيوية، الموجبة لشكر الله تعالى.
فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنة...

********


وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده ، قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها..
الراوي: عبدالله بن محصن و أبو الدرداء و عبدالله بن عمر - المصدر: صحيح الجامع

فنعمة الأطعام مكفولة لكل البشر, ولكن بسب طغاة البشر يعم الفقر على البلدان الفقيرة .
إن جشع التجار والمحتكرين يحول بين وصول السلع رخيصة لأيدي الفقراء ..فإن المحتكر يفضل إلقاء السلعة في البحر ولا يستفيد بها الفقراء..

ولذلك حرم الإحتكار في الإسلام ...ففي الأثر..
من احتكر القمح أربعين يوما سمي محتكراً ولو تصدق به ما تقبل منه...
وحين يعم الرخاء على بلد ما فإن ذلك يعد من أعظم النعم بعد الإيمان بالله تعالى..

أما نعمة الأمن فهي سعادة لا يدركها إلا من حرم الأمن ..فكل يوم نسمع ونرى القتلى للأطفال والنساء والشيوخ والشباب في بلدان ساد فيها الطغاة وتسلطوا على شعوبهم بالفقر والجهل ومن يرفع الرأس منهم يأخذ بالقمع والإعتقالات.
وحين يعم الأمن والعدل والاستقرار بين أمة ما..فإن ذلك يعد من أعظم النعم بعد الإيمان ونعمة الإكتفاء في المطعم والمشرب ..

فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ – 3 الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ – 4

هل أدركنا قيمة النعم وعلى رأسها نعمة الأطعام ونعمة الأمن..
وكيف سخر الله تعالى الكون من حولنا لخدمة الإنسان , فمنذ ملايين السنين والشمس مسخرة لخدمة الأرض ومن عليها , وكذلك الأرض تخرج خيراتها منذ ملايين السنين بإذن ربها إلى يوم القيامة.

فسبحان ربي العظيم.

اللهم لك الحمد على ما أنعمت به وأوليت..

*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس