عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 06-10-2008, 04:39 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

قال الشيخ أحمد الخالدي



في كتابه القيم



{الإيضاح و التبيين}





تعريف الطاغوت

واسم الجنس : هو اللفظ العام الذي اشتمل على أنواع ٍ كثيرةٍ وأفرادٍ عديدةٍ ويصح استعماله على كل فرد من أفراده .
" وأما تعريف الطاغوت : فهو مشتق من طغا ، وتقدير طغوت ، ثم قلبت الواو ألفاً . قال النحويون : وزنه فعلوت، والتاء زائدة قال الواحدي : قال جميع أهل اللغة : الطاغوت كل ما عبد من دون الله ، يكون واحداً وجمعاً ، ويذكر ويؤنث قال تعالى:
)يُرِيدُون أَنْ يتحاكموا إلى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا به ( النساء ( 60)
وقال تعالى في الجمع : )والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ( البقرة (257 ) وقال تعالى في المؤنث : )والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ( الزمر (17 ) وقال الليث وأبوعبيدة والكسائي وجماهيرأهل اللغة :الطاغوت : كل ما عبد من دون الله وقال الجوهري : الطاغوت : الكاهن والشيطان وكل رأس في الضلال وقال مالك وغير واحد من السلف والخلف : كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت وقال عمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهما وكثير من المفسرين الطاغوت : الشيطان قال ابن كثير : وهو قول قوي جداً، فإنه يشمل كل ما عليه أهل الجاهلية من عبادة الأوثان ، والتحاكم إليها والاستنصار بها .
وقال الواحدي عند قول الله تعالى: )يؤمنون بالجبت والطاغوت ( النساء (51 ). كل معبود من دون الله فهو جبت وطاغوت قال ابن عباس في رواية عطية : الجبت : الأصنام ، والطاغوت : تراجمة الأصنام الذين يكونون بين أيديهم ، يعبرون عنها الكذب ليضلوا الناس وقال في رواية الوالبي : الجبت : الكاهن ، والطاغوت : الساحر وقال بعض السلف في قوله تعالى : )يُرِيدُون أَنْ يتحاكموا إلى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا به ( النساء ( 60) إنه كعب بن الأشرف وقال بعضهم : حييّ بن أخطب , وإنما استحقا هذا الاسم لكونهما من رؤوس الضلال , ولإفراطهما في الطغيان , وإغوائهما الناس , ولطاعة اليهود لهما في معصية الله فكل من كان بهذه الصفة فهو طاغوت . قال ابن كثير رحمه الله تعالى :) يُرِيدُون أَنْ يتحاكموا إلى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا به ( النساء ( 60) الآية أعم من ذلك كله فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكم إلى ما سواهما من الباطل وهو المراد بالطاغوت هاهنا.
فتحصل من مجموع كلامهم ـ رحمهم الله ـ أن اسم الطاغوت يشمل كل معبود من دون الله , وكل رأس في الضلال يدعو إلى الباطل ويحسنه , ويشمل أيضاً كل من نصبه الناس للحكم بينهم بأحكام الجاهلية المضادة لحكم الله ورسوله , ويشمل أيضاً الكاهن والساحر , وسدنة الأوثان إلى عبادة المقبورين وغيرهم بما يكذبون من الحكايات المضللة للجهال الموهمة أن المقبور ونحوه يقضي حاجة من توجه إليه وقصده وأنه فعل كذا وكذا مما هو كذب أو من فعل الشياطين ليوهموا الناس أن القبور قضى حاجة من قصده فيوقعهم في الشرك الأكبر وتوابعه وأصل هذه الأنواع كلها وأعظمها الشيطان فهو الطاغوت الأكبر ". قاله العلامة عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بأبابطين[ مجموعة التوحيد : 1 / 171 ]
وقال إمام المفسرين أبو جعفر الطبري :"الطاغوت كل ذي طغيان على اللهلمن عبده من دونه إما بقهره لمن عبده أو بطاعة من العباد له إنسانا ًكان ذلك المعبود أو شيطانا ً أو وثنا ً أو صنما ً أو كائنا ًما كان من أيّ شئ ".



ذكر كبار رؤوس الطواغيت وأصولها الثلاثة


قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب :" والطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله , فكل ما عبد من دون الله , ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة :الأول : الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله والدليل قوله تعالى : ]ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين [ .
الثاني : الحاكم الجائر المغير لحكم الله تعالى والدليل قوله تعالى : ] ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا[ .
الثالث : الذي يحكم بغير ما أنزل اللهوالدليل قوله تعالى ]ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون[ , الرابع : الذي يدعي علم الغيب من دون الله والدليل قوله تعالى :]عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا[ وقال تعالى : ] وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأ رض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين[ , الخامس : الذي يعبد من دون الله وهو راض ٍ بالعبادة والدليل : ] ومن يقل منهم إني إله من دون الله فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين [ ". [ مجموعة التوحيد :1 / 14].
: " وأحسن ما قيل فيه كلام ابن القيم رحمه الله تعالى :" الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم ممن أعرض عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت ، وعن طاعته و متابعة رسوله eإلى طاعة الطاغوت ومتابعته . وحاصله : أن الطاغوت ثلاثة أنواع طاغوت حكم وطاغوت عبادة وطاغوت طاعة ومتابعة والمقصود في هذه الورقة هو طاغوت الحكم فإن كثيراً من الطوائف المنتسبين إلى الإسلام قد صاروا يتحاكمون إلى عادات آبائهم ويسمون ذلك الحق بشرع الرفاقة ويسمون بعضهم مقطع الحق أوالعارفة وغير ذلك وهذا هو الطاغوت بعينه الذي أمر الله باجتنابه " .
فالطاغوت :- اسم جنس بمعنى أن لفظ الطاغوت يصلح إطلاقه واستعماله على كل نوعٍ من أنواعه و أسمه يصدق على كل فردٍ من أفراده كالكاهن والمنجم والرمال والساحر والحاكم بغير ما أنزل الله المبدل لشرع الله والداعي إلى عبادة غير الله وكل رأس ٍ في الضلالة ورأسهم الشيطان: فالطاغوت ثلاثة أنواع طاغوت حكم وطاغوت عبادة وطاغوت طاعة ومتابعة والمقصود في هذه الورقات هو طاغوت الحكم فإن كثيراً من المنتسبين إلى الإسلام قد صاروا يتحاكمون إلى عادات آبائهم وغير ذلك من أحكام الجاهلية كالقوانين الوضعية والأعراف الدولية وهذا هو الطاغوت بعينه الذي أمر الله باجتنابه والبراءة منه ومن أهله .
انتهى النقل.



الإخوة الكرم ف المنتدى سأقوم بإنزال كتاب الشيخ أحمد الخالدي فك الله أسره تباعا في الموقع و في موضوع جديد غير هذا الموضوع,فأرجو منكم المتابعة.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفداء الأندلسي ; 06-10-2008 الساعة 04:40 AM سبب آخر: خطأ في كلمة
رد مع اقتباس