عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 02-16-2010, 11:33 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم


الدرس الثامن



الحمد لله وكفى وصلاة على من اصطفى

أتعرض اليوم ان شاء الله لبعض الأمور الشركية التي تقع بين الناس واشتهرت
بينهم
الحلف بغير الله
مامعني الحلف..؟
الحلف اي القسم والأيْمَان قال تعالي : ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم )
يقال سمي بالايمان لأنهم كانوا إذا حالفواضرب كل منهم يمينه على يمين
صاحبه .
و قيل : هو مأخوذ من اليمين بمعنى القوة ،لأن الشخص به يتقوى على فعل ما
يحلف على فعله ، و ترك ما يحلف على تركه .
و قيل : هو مأخوذ من اليمن بمعنى البركة ، لحصول التبرك بذكر الله
فاليمين لغةً و عرفاً الحلف و القسم بما يشاء الحالِف ، و شرعاً الحلفُ بالله و
أسمائه الحسنى.
وأصل اليمين إنما شرعت تأكيدا للأمر المحلوف عليه وتعظيما للخالق ولهذا وجب
أن لا يحلف الا بالله وكان الحلف بغيره من الشرك ومن تمام هذا التعظيم أن
لايحلف بالله إلا صادقا ومن تمام هذا التعظيم أن يحترم اسمه العظيم عن كثرة
الحلف فالكذب وكثرة الحلف تنافي التعظيم الذي هو روح التوحيد.
قال صلي الله عليه وسلم : ( لاتحلفوا الا بالله ).قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)
وقال صلي الله عليه وسلم : ( من حلف بالامانة فليس منا ).
وقال صلي الله عليه وسلم : (لاتقولوا والكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة).
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
(من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك).
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في
ركب يحلف بأبيه فقال : ( ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا
فليحلف بالله أو ليصمت) متفق عليه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (لاتحلفوا بآبائكم ولا
بأمهاتكم ولا بالانداد ولا تحلفوا إلا بالله إلا وانتم صادقون) رواه أبو داود .
وعن أبي هريرة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :( ومن حلف فقال في
حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله ) وفي رواية (فليستغفر) وهذا إشارة
إلى أن الحلف بغير الله شرك يطهر بكلمة الإخلاص لا إله إلا الله
قال ابن مسعود : ( لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أحلف بغيره صادقا) أخرجه عبد الرزاق.
وذلك لأن الحلف بغير الله شرك، والشرك أعظم من الكذب
حكم الحلف بغير الله :
والحلف بغير الله من المحرمات الكفرية، ولكنه من الشرك الأصغر، إلا إذا قصدأن
محلوفه عظيم كعظمة الله، أو أنه يتصرف في الكون، أو أنه يستحق أن يدعى من
دونالله، صار كفرا أكبر والعياذ بالله.
فإذا قال: والنبي ،وحياة فلان، أو وحياةالرسول، أو وحياة موسى، أو وحياة
عيسى، أو وقبر أبي، أو حلف بالأمانة وبالكعبة ، أوبرحمة أمي أوما أشبه ذلك،
فكل ذلك حلف بغير الله، وكل ذلك لا يجوز ،وكل ذلك من الشرك الأصغر.
شبه واشكالات :
الأولي :
هل يجوز الحلف بالمصحف ؟
اذا كان يقصد بالمصحف القرآن الذي هو كلام الله فإنه لا بأس به لأن القرآن كلام
الله سبحانه وتعالى تكلم الله به حقيقة في لفظه مريداً لمعناه وهو سبحانه وتعالى
موصوف بالكلام فعليه يكون الحلف بالقرآن حلفاً بصفة من صفات الله سبحانه
وتعالى وهو جائز
أمااذا كان الحالف يقصد المصحف الذي هو ذلك الكتاب والورق والمداد فلا يجوز
لان هذا مخلوق فيأخذ حكم سائر المخلوقات كالكعبة والامانة والنبي
الثانية:
يقول البعض كيف ان الحلف بالمخلوقات غير جائز والله عز وجل قال في كتابه :
(والعصر) (والليل إذا يغشى) (والشمس وضحاها) وما أشبهها ؟
إن هذا من أعمال أهل الزيغ الذين يتبعون ما تشابه من وحي الله سبحانه وتعالى
فيعارضون به المحكم فهذا الحلف ربنا سبحانه وتعالى هو الذي حلف به ولله
تعالى أن يحلف بما شاء من مخلوقاته الدالة على عظمته وقدرته وهو سبحانه
وتعالى قد نهانا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن نحلف بغيره فعلينا أن
نمتثل الأمر وليس علينا أن نعارض أمر الله بما تكلم الله به فإن الله يفعل ما يشاء
ويَسأل ولا يُسأل سبحانه
تتمة للفائدة :
- يجب علي من حُلف له بالله ان يرضي وذلك ما لم يتحقق كذب الحالف وذلك
لقوله صلي الله عليهوسلم : (لا تحلفوا بآبائكم ،من حلف بالله فليصدق ،ومن حلف
له بالله فليرض ،ومن لم يرض فليس من الله ) رواه ابن ماجه
وهذا مما يدل علي وجوب رضا من حُلف له بالله لأن ذلك تعظيم لله وذلك من كمال
التوحيد وان عدم الرضا من كبائر الذنوب الا إذا كان الحالف غير ثقة فلك عدم
الرضا.
التبرك:
التبرك على قســمين :
تبرك مشروع .
تبرك باطل .
أولاً / التبرك المشروع . وله ثلاث أنــواع :
= التبرك بالأقوال والأفعال والهيئات :
فهناك أقوال وأفعال وهيئات إذا جاء بها المسلم ملتمساً للخير والبركة حصل له ما
أراد إذا اتبع بذلك السنة ولم يكن في ذلك مانع ، فمن هذه الأقوال :
ذكر الله : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون حِلق الذكر ... وفيه أن الله تعالى
يقول : أُشْهدكم أني قد غفرت لهم قال : يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس
منهم إنما جاء لحاجة ، قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ) . رواه البخاري
ومن بركات القرآن أن الحرف الواحد بعشر حسنات ، وأنه شفاء للناس وهدى
ورحمة ، قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما
في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ﴾ .
ومن الأفعال التي تكون سبباً للبركة طلب العلم وتعلمه ، فمن بركاته : الرفعة في
الدنيا والآخرة ، ومن ذلك أداء الصلاة جماعة مع المسلمين ، فمن بركة ذلك
مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات .
ومن الهيئات : الاجتماع على الطعام ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اجتمعوا على
طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه ) .
رواه أحمد وأبو داود
وكذلك الأكل من جوانب القصـعة ، قال صلى الله عليه وسلم: ( البـركة تنزل في
وسـط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطها ) . رواه أحمد وأبو داود .
وكذلك لعق الأصابع ، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بلعق الأصابع وقال :
( فإنه لا يدري في أيتهنّ البركة ) . أخرجه أحمد
= التبرك بالأمكنة :
هناك أمكنة جعل الله فيها البركة إذا تحقق في العمل الإخلاص والمتابعة ، فمن هذه الأماكن : المساجد ، والتماس البركة فيها يكون بأداء الصلاة فيها ، ومن المساجد ما يكون له مزيّة وزيادة في البر كالمسجد الحرام والمسجد النبوي
والمسجد الأقصى
= التبرك بالأزمنة :
هناك أزمنة خصها الله بزيادة فضل وبركة ، مثل شهر رمضان وليلة القدر والعشر الأول من شهر ذي الحجة ، ويوم الجمعة ... الخ .
ثانياً / التبرك الباطل :
=التبرك بالأماكن المباركة على غير ما ورد في الشرع ، كتقبيل أبواب المساجد
والتمسح بأعتابها ، والاستشفاء بتربتها ، والتمسح بجدران الكعبة أو مقام
إبراهيم .
ومن ذلك أيضاً : الذهاب إلى القبور لا بقصد الزيارة ، وإنما لقصد الدعاء عندها
لأجل بركتها ، واعتقاد أن الدعاء عندها أفضل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فأما إذا قصد الرجل الصلاة عند بعض قبور
الأنبياء أو بعض الصالحين تبركاً بالصلاة في تلك البقعة ، فهذا عين المحادّة لله ورسوله ، والمخالفة لدينه ، وابتداع دين لم يأذن به الله ) .
= ومن التبرك الباطل تخصيص أزمنة معينة بنوع من التعظيم والاحتفالات
والعبادات ، كيوم الرسول e ويوم الهجرة .
= من التبرك الباطل التبرك بذوات الصالحين
لبس الحلقة والخيط
ونحوهما كمن يضع شيئاً معيناً من نحاس أو غيره لدفع
البلاء ، أو يعلق على نفسه أوبيته شيئاً من أجزاء الحيوانات .
لرفع البلاء أو دفعه
ولبس هذه الأشياء قد يكون شركاً أصغر وقد يكون أكبر بحسب اعتقاد لابسها .
وكان لبس هذه الأشياء من الشرك لأن كل من أثبت سبباً لم يجعله الله شيئاً
شرعياً ولا قدرياً فقد أشرك بالله .
قال الشيخ السعدي رحمه الله في القول السديد : ولا بد في معرفة ثلاثة أمور في
الأسباب :
أولاً : ألا يجعل منها سبباً إلا ما ثبت أنه سبب شرعاً أو قدراً .
ثانياً : ألا يعتمد العبد عليها ، بل يعتمد على مسببها ومقدرها مع قيامه بالمشروع
منها ، وحرصه على النافع منها .
ثالثاً : أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله وقدره ،
ولا خروج لها عنه .
الاستغاثة بغير الله
====== وهي طلب الغوث ، وهو إزالة الشدة ، كالاستنصار طلب النصر. والاستغاثة بالمخلوق على نوعين :
النوع الأول : الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه ، هذا جائز . قال تعالى : ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ﴾ .
النوع الثاني : الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه إلا الله ، كالاستغاثة بالأموات ، والاستغاثة بالأحياء فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء المرضى وتفريج الكربات ودفع الضر .
وهذا النوع غير جائز وهو شرك أكبر.
هذه كانت أمثلة لما شاع واشتهر بين الناس وسندرس كل هذا تفصيليا بإذن الله
وهذه كانت اخر دروس الدورة التمهيدية وننتقل باذن الله الى المرحلة التي تليها
بعداختبار نهاية الدورة وذلك يوم 23/2/2010 ان شاء الله ، جزاكم الله خيراً
أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه ، موعدنا الثلاثاء القادم اسأل الله لي ولكم
العلم النفع والعمل الصالح..


لاتنسونا من دعواتكم

هــــام جدا
=======
على الجميع النظر هنـــا
http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=61861

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 02-16-2010 الساعة 11:45 AM