[أبو عمر الأزهري]

 

( يا مَنْ تُخا لِف نَهْجَ الرسول )

لاتَحـْسـَبَنَّ الإلـَهَ العظيم عمّا فعلت َسهَا أوْ غفـــلْ
كـمـا قــال حـقــا بقٌرْآنه وما هــو ماضٍ منذ الأزلْ
عليمٌ خبيرٌ بكل القرون ماهـو نــاسٍ وليس يضــلْ
ولكن إلَهى عفوٌ كريمٌ يزيل الخطايا ويمحو الزّلــلْ
فاسلك إليه الطريق ودعْ دمعك يجرى فوق المُقــلْ
فلن تنفع الأموال بشىءٍ ولا الأهل حتى ولا كــل خِلّ ْ
إذا لم يصْفحْ عنك الإلَه ولم يرْضَ عنكَ عــزّ َ وجــلّ ْ
فدعْ مايريب لمالايريب وما فيه شكّ ٌ فاتـــركْ وخَــلّ ْ
واسْلكْ درْبَ الرسول الأمين فأى طريقٍ سواه مضلّ ْ
واِعلمْ أنّ طريق الرسول إلى الغاية المنشودة يصلْ
فذاك الصراط فامضى بهِ وإيـــّاك أن تتبعِ السّبـــُلْ
أوْصاكَ ربى بآياتهِ أنِ اِئْتِ خبيــــراً به ثمّ سَــــــلْ
وهل غير سيدنا المصطفى يسأل عن ربه كى ْيدُلّ ْ؟
فسُنّته ليست من هواه ولـكـــن بوحى عليه نــــزلْ
فليس سواها به لك نفعٌ وليس سواها يَحْوِى أمــلْ
أيا من تخالف نهج الرسول وتُفْتنُ بضلالات المِلــلْ
أسْتحْلِفك برب البَريّة أنِ اِسْمعْ سُؤالاتى ثـــم قـُـــلْ
أترْجو من الله غفرانه وأنت تُقــَلّـــبُ بين النِّحَــــلْ؟
أتزْعم حب رسول الله وعن منهاجه دومـــا تَضِـــــلّ ْ؟
فهَــــلاّ تفـــكــّرْتَ فى وَقـْفَة أمـام الإلـه حـتى تُسَـــلْ
عمّا فعلـْتَ بدهْــــرٍ خــــلا فــــأىّ جــــوابٍ أراك تَقُلْ؟
إذا الله لم يرْضَ عن عبده فأىّ سمـــــــاءٍ بها يستظل؟
أمن زاد حبّاَ فى ربه مساوٍ لمــن فى المـحبة مقِـــــلّ ْ ؟
ومن يَعْلُ فى الطاعات صبره مساوٍ لمن يبتلعه المللْ؟
ومن حُشِرَ تحت لواء النبىوعن غير نهجه تراه بِحِلّ ْ
كمن كان يتبع إماماً ذميماً بكل الضلال تراه اِسْتَقَـــــلّْ؟
وماذا تقول إذا قد أتاك ملك الموت وروحك تُــسَــــــلّ ْ؟
أترضى لنفسك عيْشا َمُهيناًوفى وقت موتك ترى كل ذُلّ؟
فهل بعد هذا ماعدت تدرى بعيشـك حـقـا أين الخــلل؟
أجيبك أنك عصيت الإله وآلَيْتَ غَوْصــاً بِيَـــمِّ الزَّلـــلْ
تذكر أخى قدرة الله حيث ضرب مثالا ونعم المثـــــــلْ
سماواتُ فيها قمرٌ وشمسٌ ونجمٌ يبْزغ وآخر أفـــــــلْ
سَتُطْوىَ بيُمْنىَ الإله القدير طَىّ الكتابات داخل سِجــِلّ
واعلم أيا صاحِ قولا جميلا وأســــــأ لك بالله ألاّ تَمــَلّ ْ
علامة حب الرسول اِتّباعٌ فهَلاّ وعيت كـــــــلامى هل؟
وهلاّ عرفت بسُنّة نبىٍّ كـــــــــــانت وأبداً سوف تظلّ ْ؟
نـبـْراسُ نـــورٍ يُضِىءُ الحياة ويمحو قوياًّ عتاماتٍ ليْلْ
وهلاَّ تُخَبِّرْنى عن ظُلْمَـتـــك أزالـــــــت بحقٍّ أم لم تزلْ؟