عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-04-2009, 09:15 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي الجزء الثالث من العقيدة 8


بسم الله الرحمن الرحيم



الجزء الثالث من العقيدة 8 بفضل الله (حصة الأخت راجية رحمة الله )

من الدقيقة 01:07:20 إلى 01:35

...............


سيأتي معنا في نظرية الكسب عند الأشاعرة أن الإنسان ، يقولون ، يكتسب فعله ولا يقولون أنه مجبور . سيأتي الحديث عنهم بإذن الله تعالى .

أول شيء نتكلم عن القدرية .

( ج/ الشيخ على أحد الأسئلة : تدور حول هاتين النقطتين ، المراتب. وهل له مشيئة أو لا أو له قدرة أو لا .. إلخ . إذا أتقنت المَدْخَلَيْن ، أتقنت الباب ).

لماذا سموا بقدرية بداية ؟ .. يقول ابن قتيبة ـ رحمه الله ـ : لأنهم أضافوا القدر إلى أنفسهم .
وغيرهم يجعله له تعالى دون نفسه . ومُدَّعي الشيء لنفسه أولى بأن يُنسب إليه ممن جعله لغيره. فهم الآن يقولون : نحن الذين نحدد قدرنا . إذن نُسب إليهم القول بالقدر .
فإذن عندهم أن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة . وليس بمشيئة الله وقدرته في ذلك أصلا. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
وعليه فيقولون أن أفعال العباد غير مخلوقة . لكن العبد هو الذي يخلق فعله ، أعوذ بالله .
( يجيب الشيخ على تدخل : هذا يلزم أيضا ، لكن لا أحد يقول بأن الله لا يعلم صراحة .وإلا معناه أنه يقول ، أعوذ بالله ، أن الله يجهل . لكن تجد هذا من التلاعب بالأقوال . لذلك حاول الأشاعرة ، كما سيأتي ، أن يخرجوا من هذا الباب . لكن في باب الجبر وسنتكلم عنه بإذن الله تعالى .
فهم مفرَّعون على هذا الباب . أرادوا أن يخرجوا من مسألة أن الله يعلم وأن الله يجبر وأن الله يجعل للعبد إرادة . حالوا أن يخرجوا بنظرية غريبة كما سيأتي بإذن الله تعالى ) .

وقالوا أيضا من قولهم : نحن نفعل ما لا يريد الله . ونقدر على ما لا يقدر . ( هذا كما ذكره ابن قتيبة عنهم ) . هم بذلك شابهوا المجوس ، الذين جعلوا للكون إلهين : إله النور وهو خالق الخير. وإله الظلمة وهو خالق الشر .
المجوس جحدوا قدرة الله على أنه يخلق الخير ويخلق الشر . فلذلك سمي القدرية بمجوس هذه الأمة .
( الشيخ يجيب عن تدخل لأحد الطلبة :جميع أفعالهم . نحن نقول هذا كان على القدرية في العموم وتفرع عنهم من ينسبون الخير لله والشر لأنفسهم ... الله عز وجل خلق كل شيء . فالمجوس سلبوا لخلق الشر هذا.. وأصلا خلق الله عز وجل ليس في الأصل أنه شر . لكن فيما يظهر للعبد أنه شر . فنقول أن الله تبارك وتعالى خلق كل شيء . فهم قالوا في الشر ، أو في ما يظهر لنا أنه شر ، الله لم يكن خلقه . إنما الذي خلقه ه الظلمة . إذن سلبوا الله عز وجل الإرادة . فإذن شابه هؤلاء المجوس في هذا الباب في أنهم سلبوا الله تبارك وتعالى القدرة في هذا الباب ) .

وطبعا وردت أحاديث في أن القدرية هم مجوس هذه الأمة . لكن الأحاديث لا تخلو من مقال . والصواب أنها لا تصح . لكن بعض المشايخ الفضلاء بمجموعها أوصلها إلى الحسن . ولا مُشاحتة في ذلك . طبعا نقصد المرفوع منها .

لذلك جاء من الأحاديث المرفوعة ما جاء عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ وعن أبيه . أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : لكل أمة مجوس . ومجوس هذه الأمة الذين يقولون : لا قدر .
من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ومن مرض منهم فلا تعودوهم وهم شيعة الدجال وحق على الله أن يحشرهم معه .
هذا الحديث عند أبي داوود . وهو ضعيف . وأحاديث أخرى تحمل هذا المعنى .

أيضا وردت آثار كثيرة في ذم القدرية ووصفهم في هذا الباب .
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : ما غلا أحد في القدر إلا خرج من الإيمان .
وبداية هؤلاء القدرية أرادوا أن ينزهوا الله تبارك وتعالى عن نسبة الشر إليه . فلما أرادوا أن ينزهوا الله تبارك وتعالى أن يخلق الشر ، قالوا بأن الإنسان هو الذي خلق فعله . وحتى لا يقعوا في الاضطراب ، حتى يقولوا مثلا أنه يخلق الخير ولا يخلق الشر قالوا إذن يخلق جميع أفعاله .

ثم جاء بعضهم وتفرع عنهم فقالوا أن الله تبارك وتعالى يخلق فقط الخير من الأفعال ولا يخلق الشر . وإنما الذي يخلق الشر هو الإنسان نفسه .
ومن استدلالاتهم في هذا الباب . قال الله تعالى {لمن شاء منكم أن يستقيم } .
هذه استدلالات القدرية .. وقول الله تعالى { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} .
وقال الله تعالى {لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } . وكل هذا فيه إثبات مشيئة العبد .

وقالوا : إذا لم تكن هذه الأفعال هي أفعالهم وهم الذين خلقوا ، إذن لماذا علَّق بالمشيئة ؟ .
لكن ، نحن وضحنا هذا الباب ، نقول أن هذا استدلال ، صح أن نقول عنه استدلالا أعور . ينظرون بعين واحدة . لكن الأولى أن ينظر بكلتا عينيه حتى يصل إلى الصواب .
فنقول بأن الله تبارك وتعالى خلق للعبد مشيئة ثم اختار العبد شيئا معينا ، سواء كان خيرا أو كان شرا . وعزم عليه فيسر الله عز وجل له ما عزم عليه وخلق له هذا الأمر وهذا سبق الإشارة إليه .
وسنعيد طبعا هذه الاستدلالات كلها من بعد ونناقشها ، لكن هذه المناقشة هي سيرة . حتى أذكر ببعض ما سبق الكلام عليه .

الأمر الثاني وهو أنهم استدلوا بالآيات التي تبين أن العباد هم الذين يؤمنون ويكفرون ويطيعون ويعصون .
قال الله تعالى {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ }الكهف55
وقوله تعالى {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ}
إذن هم الذين كفروا .. طبعا هذا استدلالهم . وواضح أنه باطل . لكنه استدلالهم .

وقوله تعالى :{وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ} . إذن هم الذين يؤمنون وهم الذين يخلقون الإيمان .

وقوله تعالى :{لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }آل عمران71 } .
إذن نُسب الفعل إليهم . وهي تابعة للأدلة التي فيها ذكر المشيئة .

قالوا : كيف يكون الله خالقا لأفعال العباد مع أن هذه الآيات تنص على أنهم هم الذين يؤمنون ، هم الذين يكفرون ، هم الذين يطيعون ، هم الذين يعصون . فكيف الله عز وجل يخلق أفعالهم ؟ .
وسبق الإشارة إليه في كلام سابق . سيأتي المزيد من الحديث عليهم بإذن الله تعالى .

قالوا ، واستدلوا أيضا بآيات الجزاء كما في قوله تعالى {جزاء بما كانوا يعملون} .
{جزاء بما كانوا يكسبون} .. إذن بفعلهم الذين هم أنشأوه .

واستدلوا أيضا بقول الله تعالى { صنع الله الذي أتقن كل شيء} .
فقالوا بوجه الاستدلال أن أفعال الله تعالى كلها متقنة . وهذا الإتقان يدل على الحكمة ويدل على الحسن . وأفعال العباد ، التي فيها مثلا يفعل المعصية ، يكون يهوديا ، يكون نصرانيا ، هذا ليس فيه حكمة وليس فيه حسن . فكيف ينسب لله تبارك وتعالى ؟ .. والله عز وجل أتقن كل شيء . هذا مما يستدلون به . لكن كما ذكرنا ، ومثلنا بمثال ونكرره ، كما يعطي الأب إبنه الحقنة .
الأصل في الحقنة أنها تؤلم . والألم هذا هو الذي نعبر عنه بالشر . وأصل الوالد لما يعطي ولده الحقنة ، ماذا يريد ؟ . هل يريد أن يضر بابنه ؟ .. أبدا . هل أب يفعل ذلك ؟ .. ويريد أن يضر ابنه؟ .. لا أبدا . ولكنه يريد له الشفاء. إذن فعل الأب هذا فعل خير وليس فعل شر . ولله المثل الأعلى . فالضر الذي قد يقع بالعبد هو لله عز وجل فيه حكمة . وأراد الله عز وجل بهذا الفعل الخير . ففعل الله خير . والذي حصل من المفعولات الظاهرة مثل الألم وغيره ، هذا هو الشر .
لذلك قولنا لله تعالى والشر ليس إليك . يعني لا ننسب أن الله عز وجل يريد بعباده الشر .

ومن أقوالهم في هذا ، قول عبد الجبار الهمذاني :
إتفق أهل العدل على أن أفعال العباد من تصرفهم وقيامهم وقعودهم . قال : وقيامُهم وقعودُهم حادثة من جهتهم . وأن الله جل وعز أقدرهم على ذلك . هو الذي أعطاهم أنهم يستطيعون أن يقوموا وأن يقعدوا ويفعلوا كل شيء. فقط أعطاهم القدرة وهم يفعلون ما يريدون .

يقولون : ولا فاعل لها ولا محدث سواهم . وأن من قال أن الله سبحانه وتعالى خالقها ومحدثها فقط عظم خطأه .
هذه قالها في كتابه المُغني في كتاب التوحيد والعدل . ولم يغن شيئا هذا الكتاب في الحقيقة .

وهم أيضا يجَوِّزون أن الإنسان يُفني فِعْل الله تعالى ، الذي هو القدرة . فعل الله عز وجل أنه يجعل فيك الحياة . فهو يقول : أنا الذي أقتل نفسي مثلا . إذن هو يقضي على فعل الله تعالى بأنه جعل تلك الحياة .

ويجوز أن يُبطِل فعل الغير للسكون بتحريك المحل . مثلا يقول هو الآن ساكن . أنا أستطيع أن أغير فعله إلى الحركة بإرادتي أنا وفعلي أنا .

هذه خلاصة لأقوالهم . ويظهر فيه التناقض والتعارض الظاهر وقصر النظر . لذلك نحن قلنا أنهم ينظرون بالعَوَر . ونحن قلنا بأن أبسط شيء نرد به عليهم قول الله تعالى :
{والله خلقكم وما تعملون} ... أي خلقكم وخلق فعلكم .
فأفعال العباد كلها خلق لله تعالى .

ثم بعد ذلك نتكلم عن قول الجبرية .
الآن عندنا قول القدرية . وقلنا أن المعتزلة وافقوهم في هذا القول مؤخرا ، كما سبق في المحاضرات السابقة .
والجبرية أو المُجبرَة ، الآن نسبوا إلى أنفسهم أنهم يُجبرون . أنهم مجبورون . فلذلك هم جبرية .
والله تبارك وتعالى ، كما يزعمون ، أنه جبرهم على ذلك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
فمثلا يقولون : إنسان سرق ، إنسان صلى ، إنسان صام .. هذه مثل طلعت الشمس وغربت الشمس.
تماما . مسألة واحدة . طبعا أهم الفرق التي حملت هذا اللواء . فرقة الجهمية . أتباع الجَهْم ابن صفوان الذي استقى تعاليمه من أستاذه الجعد ابن درهم ، الذي ورد أنه قُتِل . لكن القصة فيها ما فيها .
الجهمي يقول : لا فعل ولا عمل لأحد غير الله تبارك وتعالى ... هو الآن يريد تنزيه الله تبارك وتعالى . لا أحد يستطيع فعل شيء إلا الله تبارك وتعالى . وإنما أن تنسب الأعمال للمخلوقين فهذا مجازا . فيستخدم بعض الأساليب اللغوية .. طبعا والمجاز أسلوب عربي . بعيدا عن مسألة هل هو في القرآن أم في السنة ، هذه مسألة أخرى . لكن نقول : هو أسلوب عربي . يقولون : يقاتل الأسد في المعركة . يقصدون الرجل الجندي الباسل الشجاع . هذه بعيدا عن المسألة التي تقول هل المجاز في القرآن والسنة أو لا ... لا ندخل فيها . لكن هؤلاء استدلوا بهذه الأساليب وأخذوا يطبقوها على كل نص حتى يوافق ما يسير عليه .

طيب ، إستدلالات القدرية {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} .. يقول : لا ، لا .. هذه مسندة إليهم مجازا . لأنه في الظاهر أنهم هم الذين يفعلون ذلك . لكن الحقيقة لا فاعل إلا الله . لا أحد يفعل شيء إلا الله تبارك وتعالى .

ويقول الشِّهِرستاني عن الجهم : ومنها قوله في القدرة الحادثة : إن الإنسان لا يقدر على شيء ولا يوصف بالاستطاعة وإنما هو مجبور في أفعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار . وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلُق في سائر الجماد . وتنسَب إليه الأفعال مجازا كما تُنسب إلى الجمادات . مثل : { جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ } . فقالوا : هذا نُسب إليه مجازا .
كما يُقال : أثمرت الشجرة ... هذا من كلامه هو . و " جرى الماء " و " تحرك الشجر " و " طلعت الشمس وغربت " و " تغيمت السماء وأمطرت " و " اهتزت الأرض وأنبتت " إلى غير ذلك ..
والثواب والعقاب جبر ، أعوذ بالله . كما أن الأفعال كلها جبر .
قال : وإذا أُثبِت الجبر ، فالتكليف أيضا كان جبرا .
يعني على كلامهم أن الله تبارك وتعالى خلقك وجبرك على أشياء ، وعذبك جبرا . أعوذ بالله من ذلك .
وهذا هو مذهب الجهم إبن صفوان . وواضح أن مذهبه يجعل الإنسان في أعماله مثل ورقة الشجر. جماد .

لكن الأشاعرة خالفوهم في بعض النقاط وفي بعض الألفاظ وإن ساروا إلى مذهب الجبر جملة .

فالإمام أو الحسن الأشعري ـ رحمه الله ـ يذكر رأي الجهم في القدر . لكن مع اختلاف يسير .
فيقول الأشعري عن الجهم بأنه زعم أنه لا فعل لأحد الحقيقة إلا الله وحده . وأنه هو الفاعل .وأن الناس إنما تُنسب إليهم أفعالهم على سبيل المجاز . كما يُقال : تحركت الشجرة . ودار الفلك . وزالت الشمس . وإن ما فعل ذلك بالشجر والفلك والشمس سبحانه إلا أنه خلق للإنسان قوة كان بها الفعل . وخلق له إرادة للفعل واختيارا له منفردا بذلك كما خلق له طولا كان به طويلا ولونا كان به متلونا .
هذا هو الفرق ... إذن هو يوافق في (الأساسات ؟)01:30:22 عليها . هو الآن يقول أنه لا فعل ..
هذا كلام الجهم . لا فعل لأحد ، هذا مر معنا ولا إشكال فيه . وأنه هو الفاعل وأن الناس تُنسب إليهم أفعالهم على سبيل المجاز مثل : زالت الشمس ودار الفلك ... إلخ ..
.. هو يقول ، وإنما فُعِل ذلك بالشجر والفلك والشمس سبحانه إلا أنه خلق للإنسان ...
"إلا " هذه .. أخذ يُبطِل ما سبق ويقيده . إلا أنه خلق للإنسان قوة كان بها الفعل .
( هذه توافق بعض ما عليهم الجهم . أن الجهم يقول هو أعطاه قوة وقدرة في العموم . لكن هو لا يقوم بفعل ) .
فزاد الأشعري من كلام القدرية على ما سبق . القدرية قالوا ، لما نسبوا القدر إلى أنفسهم فقالوا بأن الله تبارك وتعالى لم يتصرف في أي شيء إنما نحن الذين خلقنا هذا الشيء . فالله عز وجل هو فقط أعطانا القدرة والقوة ونحن نفعل بهذه التي وهبنا الله عز وجل كل شيء .
وهو أخذ منهم هذه العبارات وأضافها إلى كلام الجهم وهي أنه خلق للإنسان قوة كان بها الفعل الذي هو مجبور عليه . فيفعل فعل المجبور عليه بالقوة التي خلقها الله عز وجل له . وخلق له إرادة للفعل . فهو جبره على أن يريد هذا الفعل . فجعل له إرادة . لكن الأصل أنه لا إرادة له. ولا اختيار . تجد بعض الناس يفكرون بهذا حاليا . وهي مقالة قديمة . {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا}الأنعام 148
وهم قالوا لا قوة له ولا قدرة ولا اختيار . لكن هو يقول : له قدرة وله إرادة وله اختيار .
يقول : واختيارا له منفردا بذلك . فالله عز وجل جبره على أن يختار ، فاختار هو .
واختيارا له منفردا بذلك كما خلق له طولا كان به طويلا ، ولونا كان به متلونا .

فنقول : إذن هو في الأصل مذهب الجهمية .
فما أدلة هؤلاء ؟ .. يستدلون بالآيات التي معناها أن الله عز وجل خالق كل شيء . والآيات في هذا المعنى كثيرة {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }الأنعام102
طبعا ، في مقام العبودية يُقدَّم لا إله الإ هو . وأما في مقام .. لما ادعى بعض الناس أنهم يخلقون
قدم الله عز وجل {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىُ تُؤْفَكُونَ }
غافر62
هذا في الفرق بين سورة الأنعام وسورة غافر .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته


التعديل الأخير تم بواسطة نسيم الفجر ; 09-05-2009 الساعة 05:57 PM