عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-18-2008, 09:55 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



جازاكم الله خيرا


وهذه كلمات جميلة للشيخ علي الخضير من ادعى علم الغيب

قال الشيخ في شرحه للأصول الثلاثة
ـ من ادعى شيئاً من علم الغيب " من " موصولة بمعنى الذي ، وهي عامة في كل من ادعى علم الغيب سواء كان مسلماً أو كافراً أو رجلاً أو امرأة . " شيئاً " نكرة فتشمل لو ادعى شيئاً بسيطا ًحتى ولو ادعى مرة واحدة ." من علم " من تبعيضية . أي بعض علم الغيب . " الغيب " مصدر غاب يغيب وهو كل ما خفي عنك ويطلق على ما لا يقع تحت الحس ، وهو ينقسم إلى قسمين :
أ- ما يسمى الغيب المطلق ويسمى أيضاً غيب المستقبل . تعريفه : هو ما لا يعلمه إلا الله . كعلم الساعة ، ومتى موت الإنسان ، وهي الخمس المجموعة في قوله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير } .
ب- يسمى الغيب النسبي ويسمى بغيب الماضي والحاضر وهو ما خفي عليك وعلمه غيرك فما يدور خلف هذا الجدار هو بالنسبة لنا غيب وأما بالنسبة لمن حضره يعتبر شهادة .

أصناف مدعى الغيب : كالمنجم والكاهن والعراف والساحر والرمال والعائف وغيره ممن يدعى علم الغيب بأي وسيلة والفرق بين هؤلاء أنهم كلهم يدعون علم الغيب ولكن تختلف الوسيلة التي يخبرون بها عن الغيب .
فمن أخبر عن طريق النجوم فهو منجم ومن أخبر عن طريق الخطوط في الأرض فهو الرمال وصاحب الطرق وكيفيته يأتون إلى الرمال وهم يريدون تجارة أو سفر فيقوم الرمال ويخط خطوطاً سريعة في الأرض غير معروفة العدد ثم يبدأ بمحو هذه الخطوط خطين خطين فإن بقي خطان تفاءل وحث على السفر والتجارة ، وأحياناً يستخدمون الحجارة بدل الخطوط فيجمع كومة من الحجارة ويأخذ حجرين حجرين فإن بقي حجر تشاءم وإن بقي حجران تفاءل أو يستخدم أوراقاً أو عيداناُ أو غير ذلك وإن أخبر عن الغيب عن طريق الطير فيسمى العياف أو العائف فإذا أراد أحدهم سفراً أو زواجاً أرسل الطير فإن اتجه في طيرانه إلى جهة اليمين تفاءل وسافر وإن اتجه نحو اليسار تشاءم وإن أخبر عن الغيب عن طريق الجن وما ينقلون إليه من الأخبار فيسمى الكاهن والعراف أيضاً إلا أن العراف يخبر عن السرقات ومكان الضالة بعد ما تخبره الشياطين وأما الكاهن فإنه يخبر عما في الضمير ، وكذلك الساحر يخبر عن الغيب عن طريق الجن .
" مسألة " هناك مجموعة من الأمور فهل تعتبر من ادعاء علم الغيب أمثال :
1 ـ الإخبار عن الكسوف والخسوف لا يعتبر من ادعاء علم الغيب إن أخبر به عن طريق الحساب واستخدام بعض الآلات الحديثة . إلا أنه لا ينبغي الجزم بأن الكسوف أو الخسوف سوف يحدث وموقفنا ممن يخبر عن ذلك لا نصدقه ولا نكذبه كأحاديث بني إسرائيل والاستعداد لها والوضوء والذهاب إلى المسجد قبل رؤيتها بالعين أو سماع النداء لها هذا من تصديقها ، لأن العمل من التصديق .
2 ـ إخباريات الأرصاد الجوية عن هبوب الريح أو توقع المطر أو تغيرات الجو ؛ هذه لا تعتبر من إدعاء علم الغيب ، لأن هذه أمور تعرف بالحساب وتعرف بالآلات الحديثة إلا أنه لا يجوز الجزم بذلك ، بل يربط ذلك بمشيئة الله .
3 ـ الإخبار عن المياه الجوفية في باطن الأرض والمعادن هذا إذا كانت بوسائل حسية حديثة فليست من ادعاء علم الغيب .
4 ـ إخبار ما يسمى بالقافي ويطلق عليه (المري) وهو الذي يخبر عن السرقة والضالة عن طريق تتبع الآثار أو البصمات وهذا لا يعتبر من ادعاء علم الغيب لأنه أخبر عن ذلك بطرق حسية معقولة ، ولذا جاء في الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة رضي الله عنها مسروراً فقال : ألم تسمعي ما قال مجزز حينما رأى أقدام أسامة بن زيد وأبيه زيد فقال : أن هذه الأقدام بعضها من بعض . وقد كان أسامة لونه أسود وأبوه أبيض فقد يقول قائل أنه ليس أباه فأخبر هذا القافي أن الأقدام واحدة ، فدل على جواز العمل بخبر القافي .
5 ـ الإخبار عن طريق الفراسة ولا تعتبر من ادعاء علم الغيب . قال عليه الصلاة والسلام : " اتقوا فراسة المؤمن " وكان عمر مشهوراً بالفراسة حتى أنه رأى رجل يمشي لأول مرة فقال إني لأظنه كاهناً فكان كما قال .
6 ـ ما يسمى بقراءة الكف وتعتمد على تفسير الخطوط التي في كفك وتعرجاتها ثم يخبرك بعد الإطلاع على ذلك أنك سعيد أو شقي وهذا من ادعاء علم الغيب .
7 ـ ما يسمى بقراءة الفنجان ، وهو أن يجعلك تشرب في فنجاناً وبعد فراغك من شربه يديره عدة مرات ثم ينظر ما علق بجدران الفنجان من خطوط من بقايا القهوة فإن تشكل فيها ما يشبه الحية تشاءم ؛ وإن ظهر ما يشبه الوردة تفاءل ، فحثك على السفر أو الزواج حسب السؤال .
8 ـ ما يسمى بقراءة النار وهي الإخبار عن الغيب عن طريق صور لهيب النار فإن تشكل ما يشبه الفأس أو المطرقة قال لك سيصيبك كارثة ، أو منعك من السفر ، وإن تشكل ما يشبه الشجرة حثك على الزواج أو نحو ذلك .
9 ـ ما يسمى فتح الكتاب : فلو أن إنسانا يريد أن يتزوج مثلاً فيأخذ كتاباً أو قرآناً ثم يفتحه بطريقة عشوائية وينظر إلى أول كلمة فإن كانت آية رحمة أو كلمة جميلة تزوج وإلا تشاءم وتركه ؛ وهذا كله من الكهانة وهي من إدعاء علم الغيب وهي كفر
10 ـ ومنه ما يسمى بتحضير الأرواح وهو عبارة عن استحضار جني يدعي بأدعية وتعاويذ وشركيات فيتقمص شخصية شخص أو صوته ويأتي بالأخبار الماضية أو المستقبلية ويدعي هذا الجني أنه روح فلان وهذا من ادعاء علم الغيب .
11 ـ ما يسمى بحساب الجُمّل وهي من ادعاء علم الغيب وهي أن تحسب حروف اسمك واسم أبيك واسم أمك ثم تقسم المجموع على شهور السنة والناتج هو خبر المستقبل ويكون مصحوباً بجدول فإن كان ناتج القسمة عشرة مثلاً قال لك : ارجع إلى الجدول وانظر إلى الرقم عشرة .
12 ـ ما يسمى في المجلات والجرائد بركن ( أنت وحظك ) وهو من التنجيم وادعاء علم الغيب فيقول من ولد في برج كذا فهو في هذا الأسبوع (شقي) مثلاً أو نحو ذلك .
" مسألة " حكم مدعي الغيب ذاته كافر .
وحكم من ذهب إليهم فيه تفصيل : أ ـ فإن ذهب إليهم وهو مصدق لهم أنهم يعلمون الغيب سواء الغيب المطلق أو الغيب النسبي فهذا كافر كفراً أكبر لأنه اعتقد أن هناك من يعلم الغيب غير الله . قال تعالى : { قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله } .
ب ـ وإن ذهب إليهم وهو يكره فعلهم ويعلم أنهم لا يعلمون الغيب . لكن ذهب يسألهم حاجة دنيوية أو يسألهم علاجاً شعبياً ، فهذا ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ، ولا تقبل له صلاة أربعين يوماً كما جاء في حديث حفصة رواه مسلم : [ من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ] أي لا يؤجر علي صلاة أربعين يوماً فيصلى بدون أجر وليس معنى ذلك أن يترك الصلاة بل يجب عليه أن يصلى لكن لا يؤجر لأن هذه السيئة ذهبت بأجر أربعين يوماً .
ج- أن يكره فعلهم ويعتقد أنهم لا يعلمون الغيب ولكن ذهب للفرجة والنزهة من باب الاستطلاع فهذا من كبائر الذنوب ولا تقبل له صلاة أربعين ، ومثله مشاهدته بالتلفزيون فكله لا يجوز ومثله ألعاب السيرك ، ومثله من يحضر عند السحرة لكي يتفرج على ألعابهم البهلوانية وما يقومون به من أشياء مضحكة ولافتة للنظر .


لي عودة إن شاء الله
رد مع اقتباس