عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-20-2010, 02:57 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




New في سطور واحكم انت

 

في سطور واحكم أنت


الحمد لله وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

الدين يسر

فإنّ الله عز وجل جعل دينه دينا مناسبا لكل الأزمانوالعصور، وجعل الشرع سهلا ميسورا على كل مسلم بحيث يستطيع أن ينفذ ما أمرهالله به وأن يمتنع عما نهاه الله عنه بيسر
قال تعالى:
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[1]
وقال سبحانه:
{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} [2]
فلو حرم علينا شيئا سبحانه لا يحرمه إلاّ لأجل مصلحتنا ولو أحل لناشيئا فلا يحله إلاّ من أجل مصلحتنا فنحن متفقون أنّ الدين يسر.

سؤال

و الآن أسأل سؤالا .. هل سوف نقف أمام الله عز و جل؟
هلسوف نعرض عليه يوم القيامة..؟
وهل سوف نحاسب على أعمالنا في ذلك اليوم حيثتقسم الأعمال إلى حسنات وسيئات وليس هناك نوع ثالث؟!
هل سوف ينصب لكل منّاميزاناً للحسنات والسيئات..؟
بالطبع الإجابة نعم.

أقول لك... لمـّا تقف أمام الله عز وجل كي تحاسب وتسأل عنأعمالك صغيرها وكبيرها، سرها وعلانيتها، قبيحها وحسنها:
أين ستضع الإختلاطبين الرجال والنساء، والخلوة بهن في البيوت والجامعات والأعمال والمنتدياتوالمصانع والمتاجر والعيادات و و و....؟؟!
هل سيكون هذا العمل في ميزان الحسنات أم في ميزان السيئات ؟
هل تتقرب إلى الله بهذا العمل أم أن هذا العمل يبعدك عن الله؟
إذا أردت أن تعرف الحق فاقرأ هذه السطور واحكم أنت.....
بعض النّاس يقولون أنّ الاختلاط حرام...
وبعضهم يقول أنّهليس حرام مطلقا فلو كانت النية صالحة فلا شيء...
وبعضهم يقول ليس حراماأصلا..!!
بل إنّه يهذب الأخلاق والمشاعر ويخلق روح التنافس بينالجنسين....!!

فمن هو صاحب الحق؟؟
فالنّاس قد اختلفوا في الحكم على الإختلاط وقد قال الله تعالى:
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [3].
قال تعالي ؛
{يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِيالأمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَىاللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِالآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [4].

فهيا بنا نرد هذا الأمر إلى الله وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم ‌لنعرف من صاحب الحق في هذه القضية.

أولا:
أخي الحبيب، أختي الغالية ما رأيكم في جيل الصحابة..؟ أليس هو خير جيل أوجده الله؟.. قال الله سبحانه وتعالى:
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ} [5]
وما رأيكم في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن؟!
ألسن هنّ أطهر نساء العالمين؟!! بلى بالطبع..

فقد أنزل الله عز وجل آية في الصحابة إذا أرادوا أن يتعاملوا مع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الآية هي قول ربّنا عز وجل:
{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [6]
ومعنى الآية: يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا سألتم أزواج النبي صلىالله عليه وسلم متاعا فاسألوهن من وراء حجاب - والمتاع هو الشيء الضروريمن ضروريات الحياة - لماذا يا ربّنا؟ قال الله عز وجل:
{ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [7] قلوب من؟!!
قلوب الصحابة و قلوب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم!!! سبحان الله العظيم.

فلو كنّا أفضل من الصحابة فلسنا مخاطبين بهذه الآية ولوكنّا مثلهم فلنفعل مثل ما فعلوا ولكن الحقيقة أنّنا لسنا شيئا بالنسبة لهمفأين نحن من هؤلاء الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم:
«لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفة» [8]
و المد هو ملئ الكف.

والآية نزلت في الصحابة وزوجات النبي صلى الله عليه وسلمولكنّها عامة لكل المسلمين فالله منع الاختلاط بين أطهر الرجال
وأطهرالنساء ونحن بالطبع لسنا مثلهم، مع أنّ الصحابة لا يريدون مزاحا ولا زمالةولا صداقة ولا ولا....
ولكن يريدون متاعا ضروريا مثل طلب الفتوى أو طلبالمساعدة بالمال أو إبلاغ رسالة وما إلى ذلك.

ثانيا:

كانت عادة النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاةألاّ يلتفت مباشرة حتى لا تقع عينه على النساء، فالتفت ذات مرة فوجدالصحابة رجالا ونساء يخرجون من باب واحد من المسجد؛ فغضب النبي صلى اللهعليه وسلم وقال للنساء: «ليس لكنّ أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق»
[9] أي لا يصح لكنََََََََََََََََََ أن تمشين في منتصف الطريق ولكن عليكنبحافات الطريق وجوانبه، وأمر بفتح باب للنساء
وباب للرجال صلى الله عليهوسلم.

ولنا عدة تأملات في هذه القصة:

أ- أنّ الصحابة رجالا ونساء كانوا يصلون في المسجد أيأنّهم كانوا في عبادة وفي المسجد وهم الصحابة خير النّاس بعد الأنبياءورغم ذلك منع النبي صلى الله عليهوسلم الاختلاط بينهم
ولم يقل صلى اللهعليه وسلم إنّهم الصحابة أصحاب الأخلاق الكريمة والسمعة الحسنة.. لا ولكنغضب لما رأى ذلك وأمر بفتح باب
للنساء وآخر للرجال.

ورأى صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر الصحابي الجليل يخرج من باب النساء ذات مرة فقال له صلى الله عليه وسلم:
«لو تركنا هذا الباب للنساء» [10]
فلم يخرج منه ابن عمر حتى مات.

ب- أنّ الصحابة رجالا و نساء كانوا يصلون...ولم يكونوا فيجلسة سمر أو جلسة زمالة ولا صداقة ولا أخوة كما يزعم البعض حين يختلطبالنساء الأجنبيات عنه واللاتي لسن من محارمه
في الجامعات والعمل وغيرهمامن الأماكن.

ج- كان نساء الصحابة رضي الله عنهن بعد هذه القصة أول مايذوب من ثيابهن الكتف..!
لامتثالهن لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمشيفي حافات الطريق وعلى جوانبه؛ فكان الكتف يحتك ويعلق بالجدران حتى يذوب..!!

فياله من حياء من نساء لم نرى ولن نرى مثلهن..!
وياله منامتثال يدل على الإيمان العميق بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليهوسلم...
فرضي الله عن الصحابة أجمعين ومن سار على طريقهم إلى يوم الدين.

ثالثا:

أخي... أختي هل تعلمون شيئا عن الحور العين...؟
إنّهن نساءالمؤمنين في الجنّة نسأل الله أن يجعلنا من أهلها؛ لما وصف الله الحورالعين في القرآن امتدحهن بصفة هي
حقا صفة مدح؛ ومعلوم أنّ أحدنا إذا طلبمنه مدح أو وصف أحد بما فيه من المكارم فإنّه يذكر أحسن ما فيه من هذهالمكارم..

فالله لما امتدح الحور العين قال عنهن:
{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [11]
أي لا يخرجن من بيوتهن...! هذا في الجنّة حيث لا شياطين ولا سيآت ولا نية سيئة ولا.. ولا.. ولا .....!!

إنّ المرأة لم تخرج من بيتها إلاّ في العصر الحديث على يدالآثم "آثم أمين " – أتعمد كتابتها بالثاء – وصفية زغلول وزوجها سعد زغلولبدعوى تحرير المرأة؛ فكانت قبل ذلك وحتى عام 1919 تقريبا تمتثل أمر ربّهاسبحانه وتعالى:
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَوآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَه} [12]،
ولكنّهاخرجت وإنّا لله وإنّا إليه راجعون وخلعت برقع الحياء حتى صرنا اليوم نشاهدبنات ونساء المسلمين - إلاّ من رحم الله - يرتدين ملابس الكافرات من البديمثل: (الكارينا) و(الهاف ستوماك) و(الاسترتش) و(الجينز) وحزام الوسط
و(البنطالونات الساقطة وغير الساقطة والضيقة) و(الجيباتالسك والاستريت) الضيقة جداً و(البارامودا) والملابس المفتوحة مثل:
(التونيك) و(الدريل) و(التوب) والملابس الشفافة مثل (الشيفون وغيره) والمزينة والمعطرة والملفتة للنظر والتي تجسد العورات مثل (الفيزون) إلىآخره.

وهذا إن دل يدل على التبعية العمياء للكافرات وواضح جداًمن أسماء هذه الملابس أنّها من صنع خطوط الموضة التي يضعها اليهودوالنصارى لإضلال المسلمات، وكل هذا لا مانع منه ما لم
يكن فيه تشبه صريحبالكافرات وأن يكون للزوج فقط.

ولسنا ضد خروج المرأة من بيتها للضرورة ولكن إذا خرجت وجبعليها أن تلتزم بتعاليم الإسلام فلا تتزين
ولا تظهر زينتها لتفتن المسلمينوأن تلتزم الحياء الذي هو خلق الإسلام، وأن تغض بصرها وألاّ تلتفت فيالطريق وألاّ تمشي في وسط الطريق وألاّ ترفع صوتها وألاّ تخضع بالقول إذاما تعاملت مع الرجال،
وأن تلتزم بالحجاب الشرعي الكامل[13] الذي أمر اللهبه نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين وكل هذه التعاليموالضوابط سهلة ميسورة في التطبيق لأنّ الدين يسر كما اتفقنا وقد فرضهاالله عليك أختي المسلمة من أجل مصلحتك؛ وكل هذه التعاليم والضوابط أمركالله العليم الحكيم بها أيّتها الأخت المسلمة لأنّك غالية...
نعم غالية،ولست كنساء الغرب الكافرات الفاسقات الفاجرات الزانيات اللاتي يختلطنبالرجال، بل ويتخذن من أعراضهن سبيلا للرزق والمتعة المحرمة، إنّ مثلهنكمثل المراحيض العامة "دورات المياة العامة" فهي مباحة لمن يريدها وقتماشاء فإذا قضى حاجته منها تركها قذرة نجسة،
قال الله تعالى:
{وَاللَّهُيُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَالشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْيُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا} [14].

فالله قال عن الحوريات أنّهن لا يخرجن من بيوتهن و إذا خرجن قال عز وجل عنهن:
{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [15]
قاصرات الطرف أي لو خرجت فإنّها تغض بصرها فلا ترى الرجال... سبحان اللههذا في الجنّة...! فهذا حال أحسن النّاس حالا.. أهل الجنّة، أفلا نسير علىسيرهم كي نلحق بهم..
نسأل الله أن يجعلنا من أهلها بغير حساب ولا سابقةعذاب... آمين.

فهذه الثلاثية دليل قاطع على أنّ الاختلاط محرم في دينالإسلام وأنّه معصية يجب التوبة الفورية منها بل أعدها كثير أهل العلمأنّها من الكبائر.. وسبحان الله كماقال السلف: "أنّ من أضرار المعصية أنّها تجر إلى معصية أخرى".

ولو تأملت أخي.. أختي هذه المعصية بل الكبيرة؛ لوجدت أنّها يترتب عليها مفاسد عظيمة ومعاصٍ جسيمة وإليك بعضا منها:

إطلاق البصر:

فليس من المتصور أن يختلط رجل بامرأة ويغض بصره عنها...!!

من الذي أمر بغض البصر؟!! أليس هو الله سبحانه الذي قال:
{قُلْلِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَفُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَاوَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [16]
وهو سبحانه وعز وجل الذي قال:
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [17]،
هو سبحانه وتعالى الذي قال:
{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} [18]
فالله أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر وأخبر أنّ ذلك أزكى لهم أيأحسن وأطهر لهم... ألا نصدقه سبحانه و هو أعلم بنا من أنفسنا؟!! يعلم مايصلحنا وما يفسدنا،
قال الله سبحانه وتعالى:
{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [19].

يا من يرى سقمي يزيد وعلتي أعيت طبيبي
لا تعجبن فهكذا تجني العيون على القلوب

فما هو السبب الأول.. والداهية العظمى والمصيبة الكبرى الذي يوقع في داء العشق والإعجاب..؟!

إنّها السهم المسمومة.. إنّها جناية العين..

كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغيد موقوف على الخطـر
يســـر مقلته ما ضر مهجته لا مـرحباً بسرور عاد بالضرر

نعم هي جناية العين..! بل.. إنّها عقوبة المخالفة لقوله تعالى:
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}، {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}.

ما زلت تتبع نظرة في نظرة في إثر كل مليحة ومليــح
وتظن ذاك دواء قلبك وهو في التحقيق تجريح على تجريح

نعم.. قد أفسد قلبه وجرّحه..

ولنا في آيات سورة النور التي فيها الأمر بغض البصر عدة تأملات:
أ- أنّ الله أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر ولم يقل سبحانه قل للنّاس يغضوا من أبصارهم؛ ولكن قال سبحانه وتعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ}، {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ} لأنّه لن يستجيب لأمر الله إلاّ المؤمنين والمؤمنات؛
قال الله تعالى:
{إِنَّمَاكَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِلِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَهُمُ الْمُفْلِحُونَ} [20]
ولا مفلح غيرهم لأنّهم أطاعوا ربّهم واتبعوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.

ب- أنّ الله تعالى قال:
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}، {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}
فما السبب الذي من أجله أتى الأمر بحفظ الفرج بعد الأمر بغض البصر..؟!
السبب هو أنّ الذي لا يغض بصره
لا يستطيع أن يحفظ فرجهغالبا؛ وواقع المسلمين وصفحات الحوادث والجرائد خير شاهد على ذلك.. والحرتكفيه الإشارة؛ و إذا أردت الدليل
على ذلك تأمل أي قصة كانت نهايتهاالوقوع
في الفاحشة ستجد أنّ أول خطوة في ذلك الطريق كانت إطلاق البصر..!!
قال ابن القيم رحمه الله:
"إنّ الله تعالى لما أمر بغض البصر أعقب ذلك بالأمر بحفظ الفرج.. ليدلّبذلك على أنّ من أطلق بصره.. أداه ذلك إلى إطلاق فرجه..". نعم والله..!

وكماقال السلف الصالحون:
"إنّ النظرة سهم مسموم من سهام إبليس يصيب القلب".. فتجد الذي يطلق بصرهقاسي القلب مشتت البال والسبب السم الذي أصاب قلبه من النظرات المحرمة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنالله كتب على بن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة.. فزنا العين النظر.. وزنا اللسان المنطق.. والنفس تمنى وتشتهي.. والفرج يصدق ذلك.. أو يكذبه» [21]؛
فتأمل كيف بدأ بالعين.. وختم بالفرج.. ليدل أنّ إطلاق البصر.. هو طريق الزنا..!!

قال ابن القيم:
"دافع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة..". وصدق رحمه الله.
فإنّ المرء إذا تساهل بالسهم الأولى وهي النظرة.. أصابته السهم الثانية وهي النظر بالقلب فيتفكر ويتمنى..
ثم يتدخل الشيطان فيزين ويوسوس.. يقول له: افعلها وتب.. كل الشباب هكذا.. تمتع بحياتك..
فتتحول هذه الفكرة إلى عزيمة وهمّ.. فيبدأ يفكر ويخطط.. فإن لم يدفع ذلك.. صار فعلاً.. فإذا هتك الستر بينه وبين ربّه.. هانتالمعصية على النفس.. وتعودت على المعصية..
لكنّه لو تعوذ بالله من أول نظرة.. وصاح بها كما صاح يوسف.. ويقول:
{مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [22].
هذا حال الأبرار المتقين
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [23].

ج- أنّ الله تعالى قال:
{ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ}
أي أطهر لهم أن يغضوا من أبصارهم وأحسن.. سبحان الله ذلك لأنّ الله سبحانهوتعالى هو الذي خلقنا ويعلم ما يصلحنا وما يفسدنا؛ يعلم ما نسعد به ما لانسعد به؛ ونحن في العرف نقول: أنّ الذي يصنع
آلة هو أعلم رجل بهذه الآلة،يعلم إذا فسدت أو تعطلت كيف يصلحها وكيف تعمل بكفاءة وكيف يطول عمرهاالإنتاجي...
ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض
وكما قال سبحانه:
{هُوَأَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْأَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَأَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [24].
لا تقل أنا أخلاقي حسنة ولا أوذيأحد وأفعل ذلك بحسن نية وأنا أخاف من الله وأتقيه... أقول لك لا تزكي نفسكوتمدحها فالله أعلم بخفايا النفوس والقلوب قال تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}
وقال تعالى:
{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [25].

د- أنّ الله تعالى أمرنا جميعا بغض البصر فقال:
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ}
وإن لم يغضوا من أبصارهم فماذا ؟!
قال عز وجل:
{إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}
أي أنّك أمرت بغض البصر فإن أطعت الله وغضضت بصرك زاد إيمانك وإن لم تغضبصرك ونسيت نظر الله إليك فاعلم أنّ الله خبير بما تصنع؛ سوف يكتبهليحاسبك عليه
قال تعالى: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [26]
أي مكتوب عليك لتحاسب عليه وهو القائل سبحانه:
{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [27].
ولما سُئل الحسن البصري رحمه الله:
بما يستعان على غض البصر؟فقال: "أن تعلم أنّ نظر الله إليك أسبق". قبل أن تنظر تذكر أنّ الله سبحانه وتعالى يراك {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [28].

هـ- كما أنّ الله سبحانه أمر الرجال بغض البصر أمر النساء كذلك بغض البصر وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«إنّما النساء شقائق الرجال» [29] أي أنّهن مأمورات بما أمر الله به الرجال.

فهذه أول معصية تترتب على كبيرة الإختلاط ؛ أمّا الثانية فهي:
مصافحة المرأة الأجنبية:
فإنّ الذين يختلطون غالبا ما يقعون في ذلك... وقد يقول قائل: هل مصافحة المرأة الأجنبية حرام..؟
هل مصافحة زميلتي التي أعتبرها مثل أختي تماما أو جارتناالتي تربينا سويا منذ الصغر أو ابنة عمي أو ابنة خالتي أو زوجة عمي أوزوجة خالي حرام ..؟!! إنّني أصافح إحداهن وليس في نيتي شيء والأعمالبالنيات...

أقول لك أخي الحبيب... أختي الغالية:

هل تعلمون أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع الصحابةويبايعونه على الإسلام بالقول والمصافحة وهل تعلمون أنّ النبي صلى اللهعليه وسلم كان يمتحن المؤمنات – أي يشترط عليهن – قبل الدخول في الإسلام
كما في قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّإِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَبِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَأَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَأَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍفَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌرَحِيمٌ} [30]. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "فمن أقر بهذاالشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
"قد بايعتككلاماً" ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة؛ ما يبايعهن إلاّبقوله: «قد بايعتكن على ذلك» " [31].
ومعلوم كما تقدم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بايع الرجال صافحهمبل قال صلى الله عليه وسلم للنساء في موقف البيعة هذا:
«إنّي لا أصافح النساء؛ إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحده أو مثل قولي لامرأة واحدة» [32]
وقال صلى الله عليه وسلم
: «لأن يطعن أحدكم في رأسه بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له» [33].
وقد قال الله عز وجل:
{لَقَدْكَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [34].

ولنا في هذه البيعة تأملات:
أ- أنّ الرجال والنساء الذين جائوا ليبايعوا النبي صلىالله عليه وسلم جائوا يطلبون نصرة الله ونصرة نبيه صلى الله عليه وسلمفكان موقف البيعة موقف جد، موقف نصرة لله، موقف لا مزاح ولا لعب فيه ومعذلك
لم يصافح النبي صلى الله عليه وسلم أي امرأة بايعها؛ لأنّ البيعةاشتراط على الالتزام بطاعة الله وطاعة الله ملزمة لنا
في كل حين ولا يجوزأن نطيع العادات الإجتماعية الفاسدة وقواعد الذوق التي تخالف تعاليمالإسلام ونترك طاعة الله فطاعة
الله مقدمة على كل شيء؛ فالإسلام حرممصافحة الرجل للمرأة الأجنبية للأدلة التي ذكرت؛ فلا يجوز لرجل أن يصافحامرأة
أو العكس محتجاً بالعادات الإجتماعية أو بأنّ ذلك موافقا للأدبوالذوق؛ لا والله إنّ الإسلام جاء بأسمى قواعد الأدب والذوق الرفيعولكنّنا رضينا بالعادات الإجتماعية الفاسدة بديلا عن عادات وآداب
الإسلامإلاّ من رحم رب العالمين.

ثم إنّ بعض النّاس هدانا الله وإيّاهم يصاحبون المصافحةبابتسامات وضحكات وتمايلات تهيج الكامن وتقرب من الفواحش وترغب فيها مثلما يحدث بين الموظفين والموظفات والطلبة والطالبات، فعياذا بالله منالإنحراف عن سواء السبيل.

ب- رغم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان معصوما من الخطأ؛وله من الزوجات تسعة؛ وقد بلغ من العمر الستين إلاّ أنّه لم يصافح النساءاللائي جئن للبيعة ولم يلتفت إلى مسألة النية أو ما إلى ذلك وهو خير أسوةصلى الله عليه وسلم ولم يفعل ذلك لأنّ من حرم ذلك هو الله عز وجل القائلفي كتابه:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِاللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَالآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [35].

ومن المعاصي المترتبة على الاختلاط:
الخضوع بالقول:

فإذا اختلط الرجال بالنساء تجد النساء إلاّ من رحم الله تتبسم وتترقق وتلين في الكلام؛ مع أنّ الله سبحانه وتعالى نهى عن ذلك فقال:
{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا} [36]
فهذا أمر الله عز وجل لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهنالمؤمنات الطاهرات العفيفات أمهات المؤمنين..
فأين نساء اليوم منهن..؟!!

فيجب على المرأة المسلمة المؤمنة ألاّ تخضع بالقول وليسمعنى عدم خضوعها بالقول أن تكون فظة غليظة إذا حادثت بعض الرجال لأمرضروري؛ لا ولكن تتكلم بكلمات تنم عن أدب وحسن خلق ولا تجعل الرجال يطمعونفيها.. ولتدرك تماما أثناء حديثها أنّ الله يعلم ما تقول..
معها سبحانهيسمع ويرى..
ولتدرك تماما أنّ ربّها يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. عجيب أمر امرأة فظة غليظة مع زوجها و محارمها ثم هي تخضع بالقول مع الرجالالأجانب والشباب ..!!

وكذلك فلا يخضع الرجال بالقول..!!
و قد يعجب شخص من هذا فيتساءل.. هل يخضع الرجل بالقول..؟!

نعم.. هناك من يخضع بالقول من الرجال..
هناك رجل يتصلبصديق له على الهاتف فإذا وجده كلمه كلام رجل لرجل أمّا إذا ردت عليهامرأة أخذ بسماعة الهاتف..
فإذا به يتأنث معها ويتخنث ويخضع لها بالقولغاية الخضوع كي يوقعها في شراكه وحباله ..
وخفي عليه أنّ الله تعالى محيطبما يعمل عليم بما يصنع.

ومن المعاصي المترتبة على الاختلاط:

الخلوة:

ما هي الخلوة المحرمة؟

هي أن ينفرد رجل بامرأة أجنبية [37] عنه في غيبة عن أعين النّاس وهي من أفعال الجاهلية وكبائر الذنوب.

ما هو الدليل على تحريمها؟

قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا يخلون رجل بامرأة إلاّ مع ذي محرم» [38]،
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«ألاّ لا يخلون رجل بامرأة إلاّ كان ثالثهما الشيطان» [39]،
وهذا يعم جميع الرجال ولو كانوا صالحين أو مسنين وجميع النساء ولو كن صالحات أو عجائز، وقوله صلى الله عليه وسلم:
«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها فإنّ ثالثهما الشيطان» [40]،
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«لا تلجوا على المغيبات فإنّ الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم» [41]
أي لا تدخلوا على النساء اللاتي غاب أزواجهن لسفر وما إلى ذلك، فهذاالكلام موجه من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة الكرام رضي اللهعنهم
أطهر النّاس بعد الأنبياء فما بالك بنا أصحاب النفوس الضعيفة .. أصحاب الذنوب والمعاصي .. أصحاب الشهوات ..
نسأل الله أن يعصمنا من الزللوأن يغفر لنا ذنوبنا.

وقد يسهل الدخول على المرأة والخلوة بها بسبب وجود القرابةأو بسبب زوجها كابن العم وابن الخال مثلا أو صديق الزوج..
ولذلك حذرناالنبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء لأنّه من مداخل الشيطانوأسباب الفساد فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«إيّاكم و الدخول على النساء؛ فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت الحمو الموت» [42]
والحمو هو قريب الزوج الذي لا يحل للمرأة كأخيه وابن عمه، فبين النبيصلى الله عليه وسلم أنّه لو دخل أحد هؤلاء على المرأة فإنّ ذلك يفسدالحياة الزوجية كما يفسد الموت البدن؛ فلا تعرض المرأة نفسها للخلوة معأحد وإن قل زمن هذه الخلوة؛ لعدم الأمن وخصوصا مع فساد الزمن، والمرأةفتنة.

فالحكمة من تحريم الخلوة هي سد الذريعة إلى الفاحشة أوالاقتراب منها، حتى يظل المرء واقفا على مسافة بعيدة قبل أن يفضي إلى حدودالجريمة الأصلية؛
قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا} [43]
فلا يحل لشخص بعد هذه الأدلة أن يخلو بامرأة لا تحل له...

فلا يحل لقريب الزوج كأخيه وابن عمه أن يأتي في غياب الزوج ويخلو بالزوجة...!!

ولا يحل لصديق الزوج أن يأتي إلى المنزل في غياب الزوجويخلو بالزوجة ولا يحل له أن يخلو بها في حضور الزوج في البيت ويغلقعليهما باب...!!

ولا يحل لمدرس أن يخلو بفتاة يعلمها، ولو كان يعلمهاالقرآن، ولا أن يغلق عليهما باب كما يحدث في كثير جدا من بيوت المسلمينولا حول ولا قوة إلاّ بالله فهذا باب عظيم من ابواب البلاء...!!

وكذلك لا يحل لمحفظ قرآن أن يخلو بامرأة يعلمها القرآن. وكذلك لا يحل لمعالج يعالج بالقرآن أن يخلو بامرأة يعالجها...!!

ولا يحل لطبيب أن يخلو بمريضة ولا بممرضة ونعوذ بالله منالمهازل التي تحدث في المستشفيات والعيادات، وياليتهم يفرقون في نوباتالعمل بين الرجال والنساء ويفصلون بين الرجال والنساء...!!

وقبيح أيّما قبح أمر صيدلي أو بقال يستأجر فتاة للعمل معه حيث هناك مكان يخلو بها فيها...!!

وكذلك لا يحل لمدير أن يخلو بسكرتيرة ولا أن يغلق عليهما باب، فالشيطان ثالث هؤلاء كما قد تقدم من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

ولا يحل كذلك لخاطب أن يخلو بمخطوبته فهو لا يزال رجلاأجنبيا عنها، وغريب أمر رجل قلت مروءته وانعدمت غيرته حيث يترك خاطب ابنتهبالغرفة معها ويغلق عليهما الأبواب فهل هذا من الغيرة بمكان أم إنّه منالدياثة [44] بمكان كبير..؟!

وكذلك لا يحل لرجل أن يخلو بالخادمة التي تخدم في بيته فليست هي من محارمه...!!

وكذلك لا يحل للزوجة أو الإبنة أن تفتح باب البيت لأخيزوجها أو صديقه أوصديق أخيها في غير وجود المحرم ولا أن تختلي بأحد هؤلاءأو يغلق عليهما باب...!!

ليحذر كل مسلم ومسلمة ممـّّا يعرض على شاشات التلفاز،لمـّا ترى المرأة وقد حضر صديق زوجها أو أخيه إلى البيت وطرق الباب وقالفلان موجود؟ فترد عليه قائلة: لا.. تفضل، فيدخل و يغلق عليهما الباب ويأكلويشرب ثم يأتي الزوج فيجد زوجته مع ذلك الرجل في البيت وقد فعلت معه ذلكفيشكرها على إكرام ضيفه..!!

إنّا لله وإنّا إليه راجعون... هل هذا من دين الإسلام في شيء..؟ نعوذ بالله من الخذلان.

فهل يا ترى نجد قلوبا تعي هذه الكلمات..؟ و آذانا تصغيلتلك النداءات..؟ وكل هذه التعاليم والضوابط الربانية سهلة ميسورة لأنّالذي أمر بها هو الله الملك سبحانه وتعالى وكما اتفقنا "الدين يسر" وأنّالله لا يكلف نفساً إلاّ وسعها.

وأكبر معصية تترتب على جريمة الاختلاط:

الزنا:

فعياذا بالله من الزنا.. من أكبر الكبائر المهلكة.. تلكالفاحشة التي مقتها الله عز وجل ووعد من يفعلها ويقع فيها بالوعيد والعذابالشديد.. عياذا بالله من الزنا.. فهو من أعظم الكبائرو المصائب التي تنكدعلى من يفعلها حياته وتفسد عليه دنياه وأخراه وتجعله في نكد دائم وهم لايفارق.. ولا يزال شبحها يطارده وضررها يلاحقه حتى عند وفاته وفي قبره ويوميقوم الأشهاد.. تلك الفاحشة الكبرى التي تجلب لفاعلها العذاب في الدنياوالآخرة.. تلك الجريمة الكبرى التى تتسبب في زوال الصحة والعافية وحلولالبلايا والأسقام وتتسبب كذلك في محو البركة ومحق الأرزاق.. تلك الجريمةالنكراء التي تتسبب في قطع الأرحام واختلاط الأنساب وزوال الإيمان.. تلكالكبيرة الشنعاء التي تلحق بمن يفعلها العار والشنار وتوجب في الآخرة عذابالنّار.. فكم من نفس قد أزهقت بسببها وكم من رحم قد قطعت وكم من امراة قدطلقت وكم من صداقات قد مزقت وكم من مولود قد ألحق بغير أبيه.. كم من وجهقد سلب بهاؤه وكم من عين قد سلبت ضياؤها وكم من قلب قد اضطرب وانكمش بسببهذه الفاحشة المنكرة.

فيا الله.. نسألك الستر والعافية والنجاة من هذه الفاحشة.. نسألك يا ربّنا العصمة منها لنا ولأولادنا ولأزواجنا وبناتنا وإخوانناوأخواتنا وآبائنا وأمهاتنا والمسلمين والمسلمات فالمعصوم من عصمت يا ربّناوالمحفوظ من حفظت سبحانك.. نسألك يا ربّنا أن تجنبنا الفواحش ما ظهر منهاوما بطن وأن تأخذ بأيدينا إلى الطهر والعفاف و الهدى والتقى والإيمان.

هذا ومن المعلوم لدى عموم المسلمين والمسلمات لدى علمائهم وعامتهم أنّ الله عز وجل حرم هذه الفاحشة فقال سبحانه:
{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا} [45]
وقال عز وجل عن المؤمنين:
{وَالَّذِينَلا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَالَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَالْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَوَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْحَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [46]،
وحرمها كذلكعز وجل في مواطن كثيرة من القرآن الكريم وكذلك فقد حرم الله تعالى كلالسبل الموصلة إليها مثل عدم غض البصر عن المحرمات والاختلاط والخلوةبالأجنبيات والمصافحة واللمس والخضوع بالقول كما ذكر آنفا..
فقوله عزوجل:
{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا}
معناهلا تفعلوا وتقتربوا من الزنا بهذه المحرمات المذكورة لأنّها كلّها تقرب منالزنا.. وصفحات الجرائد وواقع المسلمين وما نراه بأعيننا لأكبر دليل علىذلك.

وبعد كل هذا...

قد يقول قائل...

قد يقول قائل أنا نيتي صالحة وليس في نيتي شيء وأنا أصادقزميلاتي أو أقاربي أو جاراتي على أساس أنّهن أخوات لي وكذلك قد تقول هذهالمقولة أي فتاة أو امرأة ...!!

أقول لك أخي الحبيب أختي الفاضلة.. إنّ النية لا تصح إلاّ في الأعمال الصالحة وكما هو معروف عند المسلمين أنّ "النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد"... فلو أنّ رجلا أراد أن يحج إلىبيت الله فهل هذه إرادة طيبة ونية صالحة..؟
بالطبع نعم فلما ذهب ليحجبالفعل سرق وحج من هذا المال فهل تقبل منه هذه العبادة.. ؟!
بالطبع لا.. لأنّه ارتكب عملا فاسدا وهو السرقة ومعلوم أنّ السرقة محرمة في دينالإسلام، ونيته الصالحة التي لا شك في صحتها لم تغير من فساد هذا العمل. فكذلك الاختلاط وما يلحق به من ذنوب من خلوة ونظر ومصافحة وخضوع بالقولوزنا،كلّها أعمال فاسدة في الشرع محرمة على المسلمين بنصوص الكتاب والسنةوإجماع علماء الأمة كما تقدم، والنية الصالحة لا تغير من فساد هذه الأعمال.

فتش عن الثغرة

قال الدكتور محمد إسماعيل المقدم .. حفظه الله:

إنّ جعبة الباحثين والدارسين لظاهرة الاختلاط حافلةبالمآسي المخزية، والفضائح المشينة، التي تمثل صفعة قوية في وجه كل منيجادل في الحق بعد ما تبين. وإنّ الإحصائيات الواقعية في كل البلاد التيشاع فيها الاختلاط ناطقة بل صارخة بخطر الاختلاط على الدنيا والدين، لخصهاالعلامة أحمد وفيق باشا العثماني الذي كان سريع الخاطر، حاضر الجواب،عندما سأله بعض عشرائه من رجال السياسة في أوروبا في مجلس بإحدى تلكالعواصمقائلا: لماذا تبقى نساء الشرق محتجبات في بيوتهن مدى حياتهن من غير أن يخالطن الرجال ويغشين مجامعهن؟. فأجابه في الحالقائلا: لأنّهن لا يرغبن أن يلدن من غير أزواجهن. وكان هذا الجواب كصب ماء بارد على رأس هذا السائل، فسكت على مضض كأنّه ألقم الحجر.

ولما وقعت فتنة الاختلاط بالجامعةالمصرية؛ كان ما كان من حوادث يندى لها الجبين، ولما سئل طه حسين عن رأيه في هذاقال: "لابد من ضحايا"! ولكنّه لم يبين بماذا تكون التضحية؟ وفي سبيل ماذا؟.. لا بد من ضحايا..!!!

وأي ثمرة يمكن أن تكون أغلى من وأعز وأثمن من أعراض المسلمين؟!

فتبا لهؤلاء المستغربين وسحقا سحقا لعبيد المدنية الزائفةالذين أطلقوا لبناتهم ونسائهم العنان يسافرون دون محرم، ويخلون بالرجالالأجانب، مدعين أنّ الظروف قد تغيرت وأنّ ما اكتسبته المرأة من التعليموما أخذته من الحرية؛ يجعلها موضع ثقة أبيها وزوجها؛ فما هذا إلاّ فكرخبيث دلف إلينا ليفسد حياتنا، وما هي إلاّ حجج واهية ينطق بها الشيطان علىألسنة هؤلاء الذين انعدمت عندهم غيرة الرجولة والشهامة فضلا عن كرامةالمسلم ونخوته.

ومثل الذين يتهاونون في الخلوة والاختلاط الآثم بدعوىأنّهم ربوا على الاستجابة لنداء الفضيلة ورعاية الخلق؛ مثل قوم وضعوا كميةمن البارود بجانب نار متوقدة ثم ادعوا أنّ الانفجار لا يكون لأنّ علىالبارود تحذيرا من الإشتعال والإحتراق...!! إنّ هذا خيال بعيد عن الواقعومغالطة للنفس وطبيعة الحياة وأحداثها.

والآن نستطيع بكل قوة أن نجزم بحقيقة لا مراء فيها، وهيأنّك إذا وقفت على جريمة فيها نهش العرض وذبح فيها العفاف وأهدر فيهاالشرف؛ ثم فتشت عن الخيوط الأولى التي نسجت هذه الجريمة وسهلت سبيلها،فإنّك حتما ستجد أنّ هناك ثغرة حصلت في الأسلاك الشائكة التي وضعتهاالشريعة الإسلامية بين الرجال والنساء، ومن خلال هذه الثغرة دخلالشيطان...!

وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَاللَّهُيُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَالشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْيُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا} [47].
تمت الرسالة والحمد لله رب العالمين.
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس