الموضوع: السلام عليكم
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-28-2007, 02:57 PM
أبو سيف أبو سيف غير متواجد حالياً
اللهم يامُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
 




افتراضي

لبعض الشعراء قال بعض الشعراء:
ألا يا ليل إن خيّرت فـينـا

بعيشك فانظري أين الخيار
فلا تستنكحي قدما غـبـيا

له ثارٌ وليس علـيه ثـار

وقال آخر لامرأته:
فإما هلكت فلا تنكحـي

ظلوم العشيرة حسّادهـا
يرى مجده ثلب أعراضها

لديه ويبغض من سادها

وقال آخر:
فلا تنكحي إن فرّق الدهر بيننا

أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعـا
من القوم ذا لونين وسّع بطنـه

ولكن أذيّا حلمه ما توسّـعـا
ضروباً بلحييه على عظم زوره

إذا لقوم هشّوا للفعالتقنـعـا

لإبراهيم بن النعمان وقد زوّج ابنته لمولى عثمان بن عفان زوّج إبراهيم بن النعمان بن بشير يحيى بن "أبي" حفصة مولى عثمان بن عفان ابنته على عشرين ألف درهم، فعيّر فقال:
فما تركت عشرون ألفـاً لـقـائل

مقالاً فلا تحـفـل مـقـالة لائم
فإن أك قد زوّجت مولى فقد مضت

به سنةٌ قبلـي وحـبّالـدراهـم

ويحيى هذا جدّ مروان الشاعر، وكان يهودياً فأسلم على يد عثمان. وتزوج أيضاً خولة بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم سيّد أهل الوبر. فقال القلاخ:
نبئت خولة قالت حين أنـكـحـهـا

لظالماً كنت منك العار أنـتـظـر
أنكحت عبدين ترجو فضل مالهمـا

في فيك مما رجوت الترب والحجر
للّـه درّ جـيادٍ أنـت سـائسـهـا

برذنتها وبها التحجـيلوالـغـرر

بين ابن عباس ورجل خطب يتيمة له خطب رجلٌ إلى ابن عباس يتيمةً له؛ فقال ابن عباس: لا أرضاها لك. قال: ولم، وفي حجرك نشأت? قال: لأنها تتشرف وتنظر. قال: وما هذا! فقال ابن عباس: الآن لا أرضاك لها.
زياد وسعيد بن العاص كتب زيادٌ إلى سعيد بن العاص يخطب إليه أمّ عثمان بنت سعيد وبعث إليه بمالٍ كثير؛ فلما قرأ الكتاب أمر حاجبه بقبض المال والهدايا، فلم قبضه أمره بقسمه بين جلسائه. فقال الحاجب: إنه أكثر من ذلك. فقال: أنا أكثر منها. ففعل؛ ثم كتب إلى زيدٍ: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد، فإنّ الإنسان ليطغى ن رآه استغنى.
بين لقيط بن زرارة وقيس بن خالد خطب لقيط بن زرارة إلى قيس بن خالد ذي الجدّين الشّيبانيّ؛ فقال له قيس: ومن أنت? قال: لقيط بن زرارة. قال: وما حملك أن تخطب إليّ علانيةً? فقال: لأنّي عرفت أنّي إن عالنتك لم أفضحك وإن ساررتك لم أخدعك. فقل: كفء كريم، لا تبيت واللّه عندي عزباً ولا غريباً.
فزوّجه ابنته وساق عنه.
للحسن في الزوج قال رجل للحسن: إن لي بنيّة وإنها تخطب، فممّن أزوّجه? فقال: زوّجها ممن يتقي اللّه، فإن أحبّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.
أمّ أبان وخطّابها قال أبو اليقظان: خطب عمر بن الخطّاب أمّ أبان بنت عتبة بن ربيعة بعد أن مات عنها يزيد بن أبي سفيان، فقالت: لا يدخل إلا عابساً ولا يخرج إلا عابساً، يغلق أبوابه ويقلّ خيره. ثم خطبها الزّبير، فقالت: يدٌ له على قروني ويدٌ له في السّوط. وخطبها عليّ، فقالت: ليس للنساء منه حظّ إلا أن يقعد بين شعبهن الأربع لا يصبن منه غيره. وخطبها طلحة فأجابت فتزوّجها؛ فدخل عليها عليّ بن أبي طالب فقال لها: رددت من رددت منّا وتزوّجت ابن بنت الحضرميّ! فقالت: القضاء والقدر. فقال: أما إنك تزوّجت أجملنا مرآةً وأجودنا كفّاً وأكثرنا خيراً على أهله.

الحضّ على النكاح وذمّ التبتّل
للنبي صلى اللّه عليه وسلم في الحض على النكاح عن عكّاف بن وداعة الهلاليّ: أنّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال له: "يا عكّاف ألك امرأة?" قال: لا. قال: "فأنت إذاً من إخوان الشياطين إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم وإن كنت منّا فمن سنّتنا النكاح".
عن طاوس أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا زمام ولا خزام ولا رهبانيّة في الإسلام ولا تبّتل ولا سياحة في الإسلام".
طاوس لإبراهيم بن ميسرة عن إبراهيم بن ميسرة قال: قال لي طاوس: لتنكحنّ أو لأقولنّ لك ما قال عمر لأبي الزوائد. ما يمنعك من النكاح إلا عجزٌ أو فجور.
علقمة لامرأته عن إبراهيم قال: قال علقمة لامرأته: خذي أحسن زينتك ثم اجلسي عند رأسي، لعلّ اللّه أن يرزقك من بعض عوّادي خيراً.
وفي بعض الأخبار: أربعٌ من سنن المرسلين: التّعطّر، والنّكاح، والسّواك، والختان.

باب الحسن والجمال
بين الرسول صلى اللّه عليه وسلم وعائشة رضي اللّه عنها عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم امرأة من كلبٍ، فبعثني أنظر إليها؛ فقال لي: "كيف رأيت"? فقلت: ما رأيت طائلاً؛ فقال: "لقد رأيت خالاً بخدّها اقشعرّ كل شعرةٍ منك على حدةٍ". فقالت: ما دونك سرّ.
بين أبي الأسود الدؤلي وعبيد اللّه بن زياد القحذميّ:ّ قال: دخل أبو الأسود على عبيد اللّه بن زياد فقال: أصبحت جميلاً، فلو تعلّقت معاذةً فظنّ أنه يهزأ به فقال:

أفني الشباب الذي أبليت جدّته

مرّ الجديدين من آتٍ ونطلق
لم يبقيا لي في طول اختلافهما

شيئاً يخاف عليه لذعةالحدق

قتادة بن ملحان وحيان بن عمير عن حيّان بن عمير قال: دخلت على قتادة بن ملحان، فمرّ رجل في أقصى الدار فرأيته في وجه قتادة، فقال: إنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم مسح وجهه.
لعون بن عبد اللّه عن عون بن عبد للّه قال: كان يقال: من كان في صورةٍ حسنةٍ ونصب لا يشينه ووسّع عليه في الرزق، كان من خالصة اللّه.
أبيات في الحسن والجمال وقال الحكم بن قنبر:

ليس فيها ما يقال لـه

كملت لو أنّ ذا كملا
كلّ جزءٍ من ملاحتها

كائنٌ من حسنها مثلا
لو تمنّت في متاعتها

لم ترد من نفسها بدلا

وقال بعض المحدثين:
فلما رأوك العاذلون حججتهم

بحسنك حتّى كلّهم لي غادر

وقال أيضاً:
تحيّر من حسنه فهمـه

وتاه وحقّ له أن يتيها
رأى غيره ورأى نفسه

فلم ير فيه لشيءٍ شبيها

وقال الأعشي في وصف امرأة:
فأفضيت منها إلى جنّةٍ

تدلّت عليّ بأثمارهـا

لعائشة رضي اللّه عنها فيمن يؤم القوم عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب اللّه، فإن كانوا في القراءة سواءً فأصبحهم وجهاً.
لجميل بن معمر في حسن مصعب وقال جميل بن معمر: ما رأيت مصعباً يختال بالبلاط إلا غرت على بثينة، وبينهما ثلاثة أيّام.
مصعب بن الزبير والشعبي عن الشّعبيّ قال: دخلت المسجد باكراً، وإذا بمصعب بن الزّبير والناس حوله، فلما أردت الإنصراف قال لي: أدن. فدنوت منه حتى وضعت يدي على مرفقته؛ فقال: إذا أنا قمت فاتبعني؛ وجلس قليلاً، ثم نهض فتوجّه نحو دار موسى بن طلحة فتتبّعته؛ فلما أمعن في الدار التفت إليّ وقال: أدخل. فدخلت"معه ومضى نحو حجرته وتبعته، فالتفت إليّ فقال: أدخل، فدخلت معه" فإذا حجلةٌ، فطرحت لي وسادةٌ فجلست عليها، ورفع سجف القبّة، فإذا أجمل وجهٍ رأيته قطّ؛ فقال: يا شعبيّ، هل تعرف هذه? قلت: نعم، هذه سيّدة نساء العالمين عائشة بنت طلحة؛ فقال: هذه ليلى، ثم تمثّل:

وما زلت من ليلى لدن طرّ شاربي

إلى اليوم أخفي إحـنةً وأداجـن
وأحمل في ليلى قـومٍ ضـغـينةً

وتحمل في ليلى عليّالضغـائن

ثم قال: إذا شئت يا شعبيّ "فقم". فخرجت؛ "فلما كن العشيّ رحت" إلى المسجد فإذا مصعبٌ بمكانه؛ فقال لي: ادن. فدنوت؛ فقال لي: هل رأيت مثل ذلك لإنسانٍ "قطّ"? قلت: لا؛ قال: أتدري دخلناك? قلت: لا؛ قال: لتحدّث بما رأيت. ثم التفت إلى "عبد اللّه بن" أبي فروة فقال: أعطه عشرة آلاف درهم وثلاثين ثوباً.فما انصرف "يومئذٍ" أحدٌ بمثل ما انصرفت به: بعشرة آلاف"درهم"، وبمثل كارة القصّار، ونظري إلى عائشة.
لأبي الغصن الأعرابي
أبو الغصن الأعرابيّ قال: خرجت حاجّاً، فلمّا بقباء تداعى أهله وقالوا: الصّقيل الصّقيل! فنظرت وإذا جارية كأنّ وجهها سيفٌ صقيلٌ، فلمّا رميناها بالحدق ألقت البرقع على وجهها، فقلنا: إنّا سفرٌ وفينا أجرٌ، فأمتعينا بوجهك؛ فانصاعت وأنا أعرف الضّحك في وجهها وهي تقول:

وكنت متى أرسلت طرفك رائداً

لقلبك يوماً أتعبتك المنـاظـر
رأيت الذي لا كلّه أنـت قـادرٌ

عليه ولا عن بعضه أنت صابر

بين فتاة حسناء وعمتها ومرّ رجلٌ بناحية البادية فإذا فتاة كأحسن ما تكون؛ فوقف ينظر إليها، فقالت له عجوز من ناحية: ما يقيمك على الغزال النّجدي ولا حظّ لك فيه? فقالت الجارية: يا عمتاه، يظنّ كما قال ذو الرّمّة:
وإن لم يكن إلاّ تعلّل ساعةٍ

قليلاً فإنّي نافع ليقليلها

وقال بعض المحدثين:
الخال يقبح بالفتى فـي خـدّه

والخال في خدّ الفتاة مـلـيح
والشّيب يحسن بالفتى في رأسه

والشيب في رأس الفتاةقبـيح

وقال جعفر بن محمد: الجمال مرحومٌ: بين شريح ورجل رأى رجلٌ شريحاً يجول في بعض الطّرق فقال: ما غدا بك? فقال: عسيت أن أنظر إلى صورة حسنة.
بين خالد بن صفوان وامرأة قالت امرأة خالد بن صفوان له يوماً: ما أجملك! قال: ما تقولين ذاك وما لي عمود الجمال، ولا عليّ رداؤه ولا برنسه. قالت: ما عمود الجمال وما رداؤه وما برنسه? قال: أما عمود الجمال فطول القوام وفي قصرٌ؛ وأمّا رداؤه فالبياض ولست بأبيض؛ وأما برنسه فسواد الشعر وأنا أصلع. ولكن لو قلت: ما أحلاك وما أملحك، كان أولى.
لأبي اليقظان في جيش ابن الأشعب أبو اليقظان قال: كان يسمّي جيش ابن الأشعب جيش الطواويس، لكثرة من كان فيه من الفتيان المنعوتين بالجمال.
عمر بن الخطاب ومعقل بن سنان قال: وقال أبو اليقظان: سمع عمر بن الخطاب قائلاً بالمدينة يقول:

أعوذ بربّ الناس من شرّ معقلٍ

إذا معقلٌ راح البقيعمرجّـلا

يعني معقل بن سنان الأشجعيّ، وكان قدم المدينة؛ فقال له عمر: إلحق بباديتك.
في جمال نصر بن حجاج البهزيّ وسمع امرأةً ذات ليلة تقول:

ألا سبيل إلى خمرٍ فأشـربـهـا

أم هل سبيلٌ إلى نصر بن حجّاج

وهذا نصر بن حجّاج بن علاط البهزيّ، وكان من أجمل الناس، فدعا به عمر فسيره إلى البصرة - فأتى مجاشع بن مسعود السّلميّ فدخل عليه يوماً وعنده امرأته شميلة وكان مجاشع أميّاً، فكتب نصر على الأرض: أحبّك حبّاً لو كان فوقك لأظلك أوتحتك لأقلّك. فكتبت هي وأنا واللّه كذلك. فكبّ مجاشعٌ على الكتابة إناءً ثم أدخل كاتباً فقرأه، فأخرج نصراً وطلّقها - فقال نصر بن حجّاج:
وما لي ذنبٌ غير ظنّ ظننـتـه

وفي بعض تصديق الظنون أثام
لعمري إن سيّرتني أو حرمتني

وما نلت ذنبـاً إنّ ذا لـحـرام
أأن غنّت الذّلفاء ليلاً بـمـنـيةٍ

وبعض أمانيّ النسـاء غـرام
ظننت بي الظنّ الذي ليس بعده

بقاءٌ وما لي في النّـديّ كـلام
فأصبحت منفيّاً على غـير ريبةٍ

وقد كان لي بالمكّتين مـقـام
ويمنعني ممّا تمنّت تكـرّمـي

وآباء صدقً سالـفـون كـرام
ويمنعها ممّا تمنّـت حـياؤهـا

وحالٌ لها مع عـفّةٍ وصـيام
وهاتان حالانا فهل أنت راجعي

وقد خفّ منّي كاهلٌوسـنـام

وأنا أحسب هذا الشعر مصنوعاً: شعر للقيط بن زرارة، ولغيره قال لقيط بن زرارة:
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههـم

دجى الليل حتى نظّم الجزع ثاقبه

قال أبو الطّمحان القيني:
يكاد الغمام الغرّ يرعد أن رأى

وجوه بني لأمٍ وينهلبارقـه

وقال آخر:
وجوهٌ لو أنّ المعتفين اعتشوا بـهـا

صدعن الدّجى حتى ترى الليل ينجلي

لعمر بن الخطاب، ثم لعلي بن أبي طالب قال عمر بن الخطاب "رضي اللّه عنه": إنّا سمعنا بكم شعرنا أحسنكم وجوهاً، وإذا اختبرناكم كانت الخبرة أولى بكم.
قال عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه: خصصنا بخمس: بصباحة، وفصاحة، وسماحة، ورجاحة، وحظوة"يعني"عند" النساء". وسئل عن أميّة فقال: هم أغدر وأفجر وأمكر؛ ونحن أفصح وأصبح وأسمح.
لامرأة في الزبير وعليّ ومصعب رأت امرأة الزبير فقالت: من هذا الذي هو أرقم يتلمّظ? ورأت عليّاً فقالت: من هذا الذي كأنه كسر ثم جبر? ورأت طلحة فقالت: من هذا الذي كأنه دينارٌ هرقلي? لسكينة بنت الحسين في ابنتها ألبست سكينة بنت الحسين ابنةً درّاً كثيراً وقالت: واللّه ما ألبستها أيّاه إلاّ لتفضحه.
لبعض الشعراء وقال بعض الشعراء يذكر نساءً مع جارية:

أقبلن في رأد الضّحاء بـهـا

وسترن وجه الشمس بالشمس

ذكر بعض الأعراب امرأةً قال: خلوت بها والقمر يرينيها، فلمّا غاب أرتينه.
وقال بعض الشعراء:

غلامٌ رماه اللّه بالحـسـن يافـعـاً

له سيمياء لا تشقّ على الـبـصـر
كأنّ الثّريّا علّقـت فـي جـبـينـه

وفي أنفه الشّعري وفي وجهه القمر
ولمّا رأى المجد استعـيرت ثـيابـه

تردّى بثوبٍ واسـع الـذّيل وأتـزر
إذا قيلت العوراء أغضـى كـأنـه

ذليل بلاً ذلّ ولو شاءلانـتـصـر

بين أعرابي وأمه قال غلامٌ من الأعراب لأمّه:
نشدتك باللّه هل تعلمين

بأنّي طويلٌ وأنّي حسن

قالت: قبحك اللّه!فكان ماذا! قال:
وأنّي أقمّص بالـدّار عـين

غداة الصّباح وأحمي الظعّن

قال عمّه: فهلاّ كان ذا قبل! قال الشاعر:
بيضاء تسحب من قيام شعرها

وتغيب فيه وهو جثل أسحـمٌ
فكأنّها فيه نهـارٌ سـاطـع

وكأنه ليلٌ عليها مـظـلـم

وقال الطائيّ:
بيضاء تبدو في الظلام فيكتسي

نوراً وتبدو في النهارفيظلـم

أعرابي يصف امرأة وصف أعرابيّ امرأة فقال: كاد الغزال يكونها، لولا ما تمّ منها ونقص منه لابن الأعرابي في الحلاوة والجمال والملاحة قال ابن الأعرابيّ: الحلاوة في العينين، والجمال في الأنف، والملاحة في الفم.
قال أعرابيّ يصف امرأةً:

خزاعّية الأطراف مرّية الحشا

فزاريّة العينين طائّيةالـفـم

المقنع الكندي كان المقّنع الكندي من أجمل الناس وكان يتقنع لأنه كان متى سفر لقع" أي أصيب بعينٍ" ، وهو القائل:
وفي الظّعائن والأحداج أملح من

حلّ العراق وحلّ الشام واليمنا
جنيّةٌ من نساء الإنس أحسن من

شمس النهار وبدر الليل لو قرنا

الحكم بن صخر وجارية الحكم بن صخر الثّقفيّ قال: خرجت حاجّاً مختفياً، فلمّا كنت ببعض الطريق أتتني جاريتان من بني عقيل لم أر أحسن منهما وجوهاً، ولا أظرف ألسنةً ولا أكثر علماً وأدباً، فقصّرت بهما يومي فكسوتهما. ثم حججت من قابلٍ ومعي أهلي، وقد أصابتني علّةٌ فنصل لها خضابي، فلمّا صرت إلى ذلك الموضع فإذا أنا بإحداهما، فدخلت عليّ، فسألت مسألة منكر فقلت: فلانة! قالت: فدىً لك أبي وأمي! تعرفني وأنكرك?! قلت: أنا الحكم بن صخر. قالت: إني رأيتك عاماً أوّل شابّاً سوقةً وأراك العام ماكاً شيخاً، وفي دون هذا ينكر المرء صاحبه. قلت: ما فعلت أختك? قالت: تزوجها ابن عمٍّ لها وخرج بها إلى نجد فذلك حيث يقول:
إذا ما قفلنا نحو نجـدً وأهـلـه

فحسبي من الدّنيا قفولٌ إلى نجد

فقلت: لو أدركتها لتزوّجتها. فقالت: ما يمنعك من شقيقتها في حسبها، ونظيرتها في جمالها? - تعني نفسها - قلت: يمنعني من ذلك ما قال كثيّر:
إذا وصلتنا خلّةٌ كي تزيلنا

أبينا وقلنا الحاجبيّةأوّل

فقالت: فكثيّر بيني وبينك، أليس هو القائل:
هل وصل عزّة إلا وصل غانـيةٍ

في وصل غانيةٍ من وصلها خلف

فسكت عيّاً عن جوابها.
أبو حازم المدني وامرأة حسناء التقاها في موسم الحج قل أبو حازم المدنيّ: بينا أنا أرمي الجمار رأيت امرأة سافرةً من أحسن الناس وجهاً ترمي الجمار، فقلت: يا أمة اللّه، أما تتقين اللّه! تسفرين في هذا الموضع فتفتنين الناس! قالت: أنا واللّه يا شيخ من اللواتي قل فيهنّ الشاعر:

من اللاّء لم يحججن يبغين حسبة

ولكن ليقتلن لبريء المغـفّـلا

قلت: فإنّي أسأل اللّه ألاّ يعذّب هذا الوجه بالنار.
شعر لأعرابي، ولآخرين قال أعرابيّ:

يا زين من ولدت حوّاء من ولدٍ

لولاك لم تحسن الدنيا ولم تطب
أنت التي من أراه اللّه صورتها

نال الخلود فلم يهرم ولميشب

وقال أعرابيّ:
إذا هنّ أبدين الخدود وحسّرت

ثغورٌ عن الأفواه كي تتبسّما
أجاد القضاة العادلون قضاءهم

لهنّ بلا وهمٍ وإن كنّأظلما

"وقال عروة بن أذينة":
إنّ التي زعمت فؤادك مـلّـهـا

خلقت هواك كما خلقت هوىً لها
فإذا وجدت لها وساوس سـلـوةٍ

شفع الفؤاد إلى الضمير فسلّهـا
بيضاء باكرها النعيم فصاغـهـا

بلبـاقةٍ فـأدقّـهـا وأجـلّـهـا
وقال أعرابيّ يرقص ابناً لـه:


يا ربّ ربّ مالكٍ بارك فيه

بارك لـمـن يحـبّـه ويدينـه
ذكرني لمّا نـظـرت فـي فـيه

أجزع نـورٍ غـربـت أواخـيه
والوجه لما أشرقـت نـواحـيه

دينـار عـينٍ بـيدٍتـبـــريه

لابن شبرمة وقال ابن شبرمة: ما رأيت لباساً على رجل أزين من فصاحةٍ، ولا رأيت لباساً على امرأةٍ أزين من شحمٍ.
لأعرابي حسن الكدنة قيل لأعرابيّ: إنك لحسن الكدنة فقال: ذلك عنوان نعمة اللّه عندي.
للحجاج قال الحجّاج: لا يحسن نحر المرأة حتى يعظم ثدياها.
شعر للمرار العدوي وقال المرّار العدويّ:

صلته الخدذ طويلٌ جيدها

ضخمة الثّدي ولمّا ينكسر

لعلي بن أبي طالب وقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: لا تحسن المرأة حتى تروي الرضيع، وتدفىء الضّجيع.
بين أسدي وامرأة عن رجل من بني أسدٍ قال: أضللت إبلاً لي، فخرجت في طلبهنّ، فهبطت وادياً وإذا أنا بفتاةٍ أعشى نور وجهها نور بصري؛ فقالت لي: يا فتى، ما لي أراك مدلّها? فقلت: أضللت إبلاً لي فأنا في طلبها. قالت: أفأدلّك على من هي عنده وإن شاء أعطاكها? قلت: نعم ولك أفضلهنّ. قالت: الذي أعطاكهنّ أخذهنّ وإن شاء ردهنّ، فسله من طريق اليقين لا من طريق الإختبار. فأعجبني ما رأيت من جمالها وحسن كلامها، فقلت: ألك بعلٌ? قالت: قد كان، ودعي فأجاب فأعيد إلى ما خلق منه. قلت: فما قولك في بعل تؤمن بوائقه، ولا تذمّ خلائقه? فرفعت رأسها وتنفّست وقالت:

كنّا كغصنين في أصلٍ غذاؤهما

ماء الجداول في روضات جنّات
فاجتثّ خيرهما من جنب صاحبه

دهرٌ يكرّ بترحاتٍ وفـرحـات
وكان عاهدني إن خانني زمـنٌ

ألاّ يضاجع أنثى بعد مثـواتـي
وكنت عاهدته إن خانـه زمـنٌ

ألاّ أبوء ببعل طول محـياتـي
فلم نزل هكذا والوصل شيمتنـا

حتى توفّي قريباً مذ سـنـيّات
فاقبض عنانك عمّن ليس يردعه

عن الوفاء خلافٌبالتـحـيّات

بين متمّم بن نويرة وعمر بن الخطاب قال أبو اليقظان: دخل متمّم بن نويرة على عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فقال له عمر: ما أرى في أصحابك مثلك! قال: يا أمير المؤمنين، أما واللّه إنّي مع ذلك لأركب الجمل الثّفال، وأعتقل الرّمحٍ الشّطون، وألبس الشّملة الفلوت. ولقد أسرني بنو تغلب في حديث، فأطلقوني له بغير فداءٍ.
كان يقال: المنظر محتاجٌ إلى القبول، والحسب محتاجٌ إلى الأدب، والسّرور محتاجٌ إلى الأمن، والقرابة محتاجة إلى المودّة، والمعرفة محتاجة إلى التّجارب، والشرف محتاج إلى التّواضع، والنجدة محتاجةٌ إلى الجدّ.
قال الحسن بن وهب:

ما لمن تمّت محـاسـنـه

أن يعادي طرف من نظرا
لك أن تبدي لنا حـسـنـاً

ولنا أن نعمل البـصـرا

باب القبح والدّمامة
لأمير من أمراء العراق في امرأة قبيحة أخبرنا بعض أشياخ البصرة أنّ رجلاً وامرأته اختصما إلى أمير من أمراء العراق، وكانت المرأة حسنة المنتقب قبيحة المسفر، وكان لها لسانٌ، فكأن العامل مال معها، فقال: يعمد أحدكم إلى المرأة الكريمة فيتزوّجها ثم يسيء إليها. فأهوى الزوج فألقى النّقاب عن وجهها، فقال العامل: عليك اللعنة، كلام مظلوم ووجه ظالم.
لرجل من البصرة تزوج ومنع من الخروج
أبو زيد الكلابيّ: قدم رجلٌ منّا البصرة فتزوّج امرأةً، فلمّا دخل بها وأرخيت السّتور وأغلقت الأبواب عليه، ضجر الأعرابيّ وطالت ليلته، حتى إذا أصبح وأراد الخروج منع من ذلك وقيل له: لا ينبغي لك أن تخرج إلا بعد سبعة أيام؛ فقال:

أقول وقد شدّوا عليها حجابـهـا

ألا حبّذا الأرواح والبلد القـفـر
ألا حبّذا سيفي ورحلي ونمرقـي

ولا حبّذا منها الوشاحان والشّذر
أتوني بها قبل المحـاق بـلـيلةٍ

فكان محاقاً كلّه ذلك السـهـر
وما غرّني إلاّ خضابٌ بكفّـهـا

وكحلٌ بعينيها وأثوابها الصّفـر
تسائلني عن نفسها هل أحبّـهـا

فقلت ألا لا والذي أمره الأمـر
تفوح رياح المسك والعطر عندها

وأشهد عند اللّه ما ينفعالعطـر

لبعض الشعراء يصف امرأة قبيحة وقال آخر:
أعوذ باللّه مـن زلاّء فـاحـشةٍ

كأنما نيط ثوباها عـلـى عـود
لا يمسك الحبل حقواها إذا انتطقت

وفي الذّنابي وفي العرقوب تحديد
أعوذ باللّه من ساقٍ لهـا حـنـبٌ

كأنها من حديد القـينسـفّـود

وقال أخر:
موتّرة العـلـبـاء الـقـفـا

لها ندبٌ من حكّها غير دارس
إذا ضحكت حالت غضونٌ كأنها

غباب حرباءٍ تحوّز شـامـس
كأن وريديها رشـاء مـحـالةٍ

مغاران من جلدٍ من القدّيابس

وقال آخر:
يا عجبا والدّهـر ذو تـعـاجـيب

هل يصلح الخلخال في رجل الذّيب
اليابس الكعب الحديدالعـرقـوب



لأخر في عجوز تزوّجها وقال آخر:
لهـا جـسـم بـرغـوثٍ وسـاقـا بـعـــوضةٍ

ووجـهٌ كـوجـه الـقـرد بـل هـو أقـبــح
وتـبـرق عـينـاهـا إذا مــا رأيتـــهـــا

وتعـبـس فـي وجـه الـضّـجـيع وتـكـلـح
وتفتحلا كانت فماً لو رأيتهتوهّمته باباً من النار يفتح


فما ضحكت في الناس إلا ظننتها

أمـامـهـم كـلـبـاً يهـــرّ وينـــبـــح
إذا عـاين الـشـيطـان صـورة وجـهـهـــا

تعـوّذ مـنـهـا حـين يمـسـي ويصـبـــح
وقد أعجـبـتـهـا نـفـسـهـافـتـمـلّـحـت

بأيّ جـمـال لـيت شـعـريتـمـــلـــحّ

لأعرابي في امرأة كالغول رأى أعرابيّ امرأة في شارةٍ وهيئة، فظّن بها جمالاً، فلما سفرت فإذا هي غولٌ؛ فقال:
فأظهرها ربيّ بـمـنّ وقـدرةٍ

عليّ ولولا ذاك متّ من الكرب
فلمّا بدت سبّحت من قبح وجههـا

قلت لها السّاجور خيرٌ من الكلب

بين سعيد بن بيان والأخطل كان سعيد بن بيانٍ التغّلبيّ سيدّ بني تغلب، وكانت تحته برّة وكانت من أجمل النساء، فقدم الأخطل الكوفة على بشر بن مروان، فدعاه سعيد بن بيانٍ واحتفل ونجّد بيوته واستجاد طعامه وشرابه، فلما شرب الأخطل جعل ينظر إلى وجه برّة وجمالها، وإلى وجه سعيد وقبحه، فقال له سعيد: يا أبا مالك، أنت رجل تدخل على الخلفاء والملوك فأين ترى هيئتنا من هيئتهم! فقال الأخطل: ما لبيتك عيبٌ غيرك. فقال سعيد: أنا واللّه أحمق منك يا نصرانيّ حين أدخلك منزلي. وطرده فخرج الأخطل وهو يقول:
وكيف يداويني الطبيب من الجوى

وبرّة عند الأعـور ابـن بـيان
فهلاّ زجرت الطّير إذ جاء خاطباً

بضيقة بين النّجـموالـدّبـران

عبد بني الحساس يذكر قبحه قال عبد بني الحسحاس يذكر قبحه:
أتيت نساء الحارثيّين غدوةً

بوجهٍ براه اللّه غير جميل
فشبّهنني كلباً ولست بفوقه

ولا دونه إن كان غير قليل

بين الأحنف ورجل عابه بقبحه قال رجل للأحنف: "تسمع بالمعتديّ لا أن تراه"؛ فقال: ما ذممت منّي يابن أخي? قال: الدّمامة وقصر القامة. قال: لقد عبت عليّ ما لم أؤامر فيه.
قبح الأحنف قال عبد الملك بن عمير: قدم علينا الأحنف الكوفة مع مصعب بن الزّبير، فما رأيت خصلةً تذمّ إلا وقد رأيتها في الأحنف: كان صعل الرأس، متراكب الأسنان، أشدق، مائل الذّقن، ناتىء الوجه، غائر العين، خفيف العارض، أحنف الرّجل، ولكنه إذا تكلّم جلا عن نفسه.
شعر لهبنّقة في قبح محارش أبو اليقظان قال: كان المحارش قبيحاً فقال فيه هبنّقة:

لو كان وجهي مثل وجه محارشٍ

إذاً ما قربت الدّهر بابأمـير

قال:وأخذ محارش قذاةً عن عبيد اللّه بن زياد؛ فقال: صرف عنك السّوء؛ فقال جلساؤه: إذاً يصرف عنه وجهه.


رد مع اقتباس