عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 03-04-2009, 08:20 PM
مع الله مع الله غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




افتراضي


(قالت الثالثة): زوجي العَشَنّق (1) ، إن أنْطِقْ أُطلَّق، وإن أسكت أُعَلَّق (2).
(قالت الرابعة): زوجي كَلَيْلِ تهامةَ(3) ، لا حَرَّ ولا قَرَّ، ولا مخافة ولا سآمة (4).
(قالت الخامسة): زوجي إن دخل فَهِدَ (5) ، وإن خرج أسَدَ (6) ، ولا يسأل عما عَهِدَ (7).


__________________
(1) العَشَنَّق : هو الطويل المذموم الطول , وقيل : هو السئ الخُلق , وقيل : هو النجيب الذي يملك أمر نفسه ولا تتحكم فيه النساء , وقيل عكس ذلك أنه الأهوج الذي لا يستقر على حال.
(2) أما قولها : إن أنطق أُطلَّق وإن أسكت أعلَّق فمعناه -والله أعلم- : إذا تكلمت عنده وراجعته في أمر طلقني وإن سَكتُّ على حالي لم يتلفت إلىَّ وتركني كالمعلقة التي لا زوج لها ولا هي أيم , فلا زوج عندها ينتفع به ولا هي أيم تبحث عن زوج لها , والله أعلم.
(3) قولها : كليل تهامة : أما تهامة فبلاد تهامة المعروفة , والليل في هذه البلاد معتدل والجو فيها طيب لطيف , فهي تصف زوجها بأنه لين الجانب هادئ الطبع رجل لطيف.
(4) مخافة : من الخوف والسآمة من قوله : سأم الرجل أي ملَّ وتعب , والمعنى : أنني أعيش مع زوجي آمنة مطمئنة مرتاحة البال لست خائفة ولا أملُّ من معيشته معي , وحالي عنده كحال أهل تهامة وهم يستمتعون بلذة ليلهم المعتدل وجو بلادهم اللطيف.
فَهِد بفتح الفاء وكسر الهاء وفتح الدال منا لفهد المعروف , أي فيه خصال الفهد.
(6) أسد بفتح الألف وكسر السين وفتح الدال من الأيد , أي فيه من خصال الأسد
(7) عَهِد : هذا الوصف الذي وصفت به المرأة زوجها يحتمل احتمالين : إما مدح وإما ذم
* أما المدح : فله وجوه أحدهما : أنها تصف زوجها بأنه فهد لكثرة وثوبه عليها وجماعه لها , فهي محبوبه عنده لا يصبر إذا رآها , أما هو في الناس إذا خرج فشجاع كالأسد.
وقولها : لا يسأل عما عهد أي : أنه يأتيها بأشياء من طعام وشراب ولباس ولا يسأل أين ذهبت هذه أو تلك.
والوجه الثاني للمدح : أنه إذا دخل البيت كان كالفهد في غفلته عما في البيت من خلل وعدم مؤاخذته لها على القصور الذي في بيتها , وإذا خرج في الناس فهو شجاع مغوار كالأسد , ولا يسأل عما عهد , أي أنه يسامحها في المعاشرة على ما يبدو منها من تقصير.
* أما الذم : فهي تصف زوجها بانه إذا دخل كان كالفهد في عدم مداعبته لها قبل المواقعة , وأيضاً سئ الخلق يبطش بها ويضربها ولا يسأل عنها , فإذا خرج من عندها وهي مريضة ثم رجع لا يسأل عنها ولا عن أحوالها ولا عن أولاده , والله أعلم.


يُتبع

رد مع اقتباس