عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-04-2019, 09:26 PM
كامل محمد محمد محمد عامر كامل محمد محمد محمد عامر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى، ثم أما بعد:
لقد وقفتُ كثيراً عند قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} ، وقرأتُ قول ربى سبحانه وتعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ }؛ فتيقنتُ أن بيان الرسول عليه السلام موجود لمن طلبة؛ ليبين لنا الذى اختلفنا فيه؛ فهل يمكننا البحث عن هذا البيان؛ لنعلم القولَ الحقَ فيما اختلف فيه العلماء ؟
قلتُ فى نفسى: هذا مطلبٌ بعيد المنال فى هذا العصر؛ وتأكد ذلك عندى عندما قال لى قائل: نحن لم نُرزق من العقل والفهم ما يمكننا من فهم آيات القرآن وأحاديث الرسول عليه السلام......!!
ولكن تذكرتُ قول رسولنا عليه السلام "..... فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ...." [ البخاري :كِتَاب الْحَجِّ؛بَاب الْخُطْبَةِ أَيَّامَ مِنًى]
وقوله عليه السلام: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ"[سنن أبي داود: كِتَاب الْعِلْمِ؛ بَاب فَضْلِ نَشْرِ الْعِلْمِ][ صحيح وضعيف سنن أبي داود (8/ 160) تحقيق الألباني : صحيح ابن ماجة ( 230 )]
وقوله عليه السلام: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا" [ سنن أبي داود: كِتَاب الْمَلَاحِمِ؛ بَاب مَا يُذْكَرُ فِي قَرْنِ الْمِائَةِ][ صحيح وضعيف سنن أبي داود (9/ 291): تحقيق الألباني: صحيح] فعاد إلى الأمل فى البحث عن بيان الرسول عليه السلام؛ فجلستُ سنوات طوال، أُقلب فى صفحات كتب الأحاديث، وكتب الأصول، وأجلس فى مدرجات كلية الشريعة بجامعة الأزهر ومدرجات المعهد العالى للدراسات الإسلامية بالزمالك بالقاهرة؛ أستمع إلى عالم أو أُسَائِل أستاذاً.......!
نعم؛ علمتُ أن الأمر ليس يسيراً ولكن وعد ربى جل وعلا بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} وقوله تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} أقول إن وعد ربى سبحانه جعلنى أُشَمِّر عن ساعد الجد للبحث عن هذا البيان.
وتذكرتُ قول ربى عزَّ وجلَّ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وقوله سبحانه: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا } وقوله سبحانه {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}؛ فقلتُ لقائلى: لولا أن في وسعنا الفهم لأحكام القرآن؛ ما أمرنا ربى سبحان بتدبره، ولولا أن في وسعنا الفهم لأقوال النبي عليه السلام؛ ما أمره ربى بالبيان، ولا أمرنا بطاعته، فهل يعقل أن تضيق عقولنا عن فهم ما افترض الله تعالى علينا تدبره والأخذ به؛ وتتسع عقولنا لفهم مختصرات المذاهب، وما ضمن لنا الله سبحانه وتعالى العون على فهم تلك المختصرات، كما ضمن لنا فهم كلامه أنه سبحانه لا يكلفنا إلا وسعنا.
إن الله عزوجل لا يأمرنا بشئ إلا وقد سبب لنا طرق الوصول إليه وسهلها وبينها، {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
إن معرفة أحكام الآيات والأحاديث التي أمرنا بقبولها بَيِّنَة لمن طلبها؛ وأما ما لم نؤمر باتباعه من أصحاب المختصرات والمتون ـ رحمهم الله سبحانه وتعالى ـ فلا سبيل إلى القطع بأن فهمه ممكن لنا.
إننا إن بحثنا فى سنن الرسول عليه السلام؛ فسنجد المنهاج الذى وعدنا الله به؛ لقوله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} وقوله تعالى : {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} فلا يعقل أن نرد الخلاف لله والرسول ثم نختلف مرة أخرى !
ترى لو كنا هنالك خلف أسوار المدينة، أو خارج الحرم المكى؛ وقد استجاب الصحابة للرسول عليه السلام؛ وبَلَّغُوا إلَيْنَا جميع الأحاديث؛ أقول: تُرى ماذا كنا فاعلين؟
فلنعِش تلك الأيام، ونجمع الآيات وسنن الرسول عليه السلام، ونتبع بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لنا فى قراءة وفهم النصوص حتى لا نختلف!!
وليضع كل طالب علم منهاجاً لاستقاء الأحكام من تلك النصوص؛ مستلهماً هدى الرسول عليه السلام، وبحيث تكون بنود هذا المنهاج مطردة وصادقة ولا تتخلف أبداً مهما كان المستخدم لها !!!
هذا ما أردتُ الدعوة إليه، والسعى إلى السير فيه، وقد عاهدتُ نفسى، وأعاهد من يُقَدِّرُ له ربى بالإطلاع عليه:أن لا أستشهدُ إلا بآية محكمة، أو حديثٌ صحيح، وبالبيان الذى بينه رسولنا عليه السلام.
ربى
اللهم إن هذا جهدى، وما أردتُ إلا الخير .... اللهم إن أصبتُ فبرحمتك وفضلك .... وإن أخطأتُ فإنك غفورٌ رحيم.
القاهرة
20 جمادى الأولى 1440
20 يناير 2019
التوقيع


يقول إلهنا رُدُّوا إِلَىّ إذا اختلفتم
وقائلُهم يقولُ:أنا أختارُ إن كثر المقــول
فأىُّ الفريقين أشــــــــــــــــــــــــدُّ قرباً
من البيضـــــــــــــــــاءِ يترُكهـــا الرســـــــولُ
دكتور كامل محمد
رد مع اقتباس