عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-06-2011, 07:46 PM
الارنب الابيض الارنب الابيض غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Icon37

ذكرت يا ابا مالك ان الخروج لا يكون الا بالسيف فما الدليل؟!!
واسمع الى هذه الكلمات بعين البصيرة لا البصر _اكرمك الله_
وعلى كل حال فإن مجرَّد التحريض على السلطان المسلم ـ وإن كان
فاسقا ـ صنعة الخوارج، قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج:
" والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك "
([1])، وقالعبد الله بن محمد الضعيف: " قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج "(
[2]).
قلت: فأيّ الخطباء اليوم سَلِم من هذه اللوثة؟! ولاسيما منهم الذين يخطبون من الناس جمهرتهم والشهرة عندهم! فاللهم سلِّم!!
ولذلك قال الشيخ صالح السدلان فيهم: " .. فالبعض من الإخوان قد يفعل هذا بحسن نية معتقدا أن الخروج إنما يكون بالسلاح فقط، والحقيقة أن الخروج لا يقتصر على الخروج بقوة السلاح، أو التمرد بالأساليب المعروفة فقط، بل إن الخروج بالكلمة أشد من الخروج بالسلاح؛ لأن الخروج بالسلاح والعنف لا يُرَبِّيه إلا الكلمة فنقول للأخوة الذين يأخذهم الحماس، ونظن منهم الصلاح إن شاء الله تعالى عليهم أن يتريثوا، وأن نقول لهم رويدا فإن صلفكم وشدتكم تربي شيئا في القلوب، تربي القلوب الطرية التي لا تعرف إلا الاندفاع، كما أنها تفتح أمام أصحاب الأغراض أبوابا ليتكلموا وليقولوا ما في أنفسهم إن حقا وإن باطلا.
ولا شك أن الخروج بالكلمة واستغلال الأقلام بأي أسلوب كان أو استغلال الشريط أو المحاضرات والندوات في تحميس الناس على غير وجه شرعي أعتقد أن هذا أساس الخروج بالسلاح، وأحذر من ذلك أشد التحذير، وأقول لهؤلاء: عليكم بالنظر إلى النتائج وإلى من سبقهم في هذا المجال، لينظروا إلى الفتن التي تعيشها بعض المجتمعات الإسلامية ما سببها وما الخطوة التي أوصلتهم إلى ما هم فيه، فإذا عرفنا ذلك ندرك أن الخروج بالكلمة واستغلال وسائل الإعلام والاتصال للتنفير والتحميس والتشديد يُرَبِّي الفتنة في
القلوب "
([3]).

قال عمر بن يزيد: سمعتُ الحسن ـ أي البصري ـ أيّام يزيد بن المهلب قال: وأتاه رهطٌ فأمَرَهم أن يَلزَموا بيوتَهم ويُغلِقوا عليهم أبوابَهم، ثم قال: " والله! لو أنّ الناس إذا ابتُلُوا مِن قِبَل سلطانهم صبروا، ما لبِثوا أن يرفع اللهُ ذلك عنهم؛ وذلك أنهم يَفزَعون إلى السيف فيوكَلُوا إليه! ووالله! ما جاؤوا بيوم خير قطّ!"، ثم تلا:{وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَني إسْرَائِيلَ بِما صَبَرُوا ودَمَّرْنا مَا كان يَصْنَعُ فِرعَوْنُ وقومُه وما كانوا يَعْرِشُون} "([4]).

([1]) هدي الساري ص (483)وانظر (( الإصابة ))عند ترجمة عمران بن حطّان، و(( غراس الأساس )) ص (372)، ثلاثتها لابن حجر؛ فإنك واجد في كل منها فائدة زائدة.

([2]) رواه أبو داود في (( مسائل أحمد )) ص (271) بسند صحيح، قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: " رجلان نبيلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضالّ؛ وإنما ضلَّ في طريق مكة، وعبد الله بن محمد؛ وإنما كان ضعيفاً في جسمه لا في حديثه "، كما في (( تهذيب الكمال )) للمزِّي (16/99)، وقال النسائي: " شيخ صالح ثقة، والضعيف لقب لكثرة عبادته ".

([3]) مراجعات في فقه الواقع السياسي د/ عبد الله الرفاعي ص (88 ـ89).

([4]) رواه ابن سعد (7/164) وابن أبي حاتم في تفسيره (3/ق 178ـ أ ـ المحمودية ) والآجري في الشريعة (65ـ بترقيمي ) وبيّنتُ هناك وجه تحسينه بما لا يتّسع له المقام هنا.