عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 02-27-2009, 02:58 PM
مسلمة مسلمة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


الجزء السادس
علمتني الحياة في ظل العقيدة
أن لا أيئس وأن لاأقنط

وأن أعمل وأدعو إلى الله ولا أستعجل النتائج وأن أبذرالحب.. فلا ييئس من روح اله إلا القوم الكافرون.
(قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّاالضَّالُّونَ) (الحجر:56)

لو تأملت أختي الحبيبة قصة نوح عليهالسلام الذي طالما دعا بالليل والنهار، بالسر والإعلان، ولم يزدهم دعائه إلا فرارا، جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا،والدعوة لمدة تسع مائة وخمسين عاما، ومع ذلك ما آمن معه إلا قليل:

قيل اثنا عشر وغاية ما قيل أنهم ثمانون ..بمعنى أنه في كل خمس وثمانين سنة يؤمن واحد أو في كل اثنتي عشرة سنة يؤمن واحد، ولم ييئس صلوات الله وسلامه عليه وما كان له أن ييئس.

يقول (صلى الله عليه وسلم) كما في الصحيح:

(يأتي النبي ومعه الرجل، ويأتي النبي ومعه الرجلان، ويأتي النبي ومعه الرهط، ويأتي النبي وليس معه أحد)
ولم ييئسوا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.


وهاهم أصحاب قرية إنطاكية يرسل الله لهم رسولين فكذبوهما فعززنا بثالث فكذبوه، ثالثة رسل إلى قرية واحدة ثم يقوم داعية من بينهم قدآمن بالله الذي لا إله إلا هو، فما كان منهم إلا أن قتلوه، فماالنتيجة:


(قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) يّـس:26

أيها الأحبة: النملة تلكم الحشرة الصغيرة تعمل وتجمع الحب في الصيف لتأكله في الشتاء، ينزل المطر فتخرجه من جحورها ومخازنهالتعرضه للشمس، ثم تعيده مرة أخرى، وتحاول صعود الجدار مرة فتسقط، ثم تحاول أخرىفتسقط، ثم تحاول مرتين وثلاثا وأربعا حتى تصعد الجدار.
أفيعجز أحدنا أن يكون ولو كهذه الحشرة؟!!
أيها الأحبة(بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين)


إن الله جل وعلا يقول: (أَفَلايَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ،وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) (الغاشية:20)
ثم ماذا قال بعدها ؟(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَمُذَكِّرٌ) (الغاشية:21)

وكأن الله عز وجل يريد من الذين يدعون إلى الله:
أن يأخذوا صبر الأبل، وسمو السماء، وثبات الجبال، وذلة الأرض للمؤمنين، ثم بعد ذلك:
(فَذَكِّرْإِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ)
ليس لليأس مكان عند المؤمن، وليس للقنوط مكان عند المؤمن.

هاهو رجل يركب البحر وتنكسر به سفينته، فيسبح إلى جزيرة في وسط البحر ويمكث ثلاثة أيام لم يذق طعاما ولا شرابا، ويأس من الحياة فقام ينشد:
إذا شاب الغراب أتيت أهلي............وصارالقار كاللبن الحليب
لا يمكن أن يكون القار كاللبن، ولا يمكن أنيشيب الغراب، ومعنى ذلك أنه يئس وأيقن بالموت.
وإذا بهاتف يهتف ويقول:
عسى الكرب الذي أمسيتفيه...............يكون ورائه فرج قريب
وبينما هو يسمع هذا النداء وإذ بسفينة تمرفيلوح لها فتأتي وتحمله وإذ على ظهر السفينة أحدهم يرددمنشدا:
عسى فرج يأتي به الله إنه.............له كل يوم في خليقته أمر
إذا لاح عسر فأرجو يسؤ فإنه.........قضى الله أن العسر يتبعه اليسر
ولن يغلب عسر يسرين، فأعمل أخي لا تيئسوأبذر الحب.
فعليك بذر الحب لا قطف الجنى..........والله للساعين خير معين
ستسير فلك الحق تحم لجنده.............وستنتهي للشاطئ المأمون
بالله مجراها ومرساهافهل.................تخشى الرد والله خير ضمين
ولنا بيوسف أسوة في صبره..............وقدارتمى في السجن بضع سنين
لا يأس يسكننا فإن كبرالأسى...........وطغى فإن يقين قلبي أكبر

في منهج الرحمان أمن مخاوفي............. وإليه في ليل الشدائد نجأر
التوقيع

(( لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ))
أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً رسول الله
رد مع اقتباس