عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-27-2008, 06:05 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي في رثاءِ طفلتي تالا !

 

بعدَ أنْ ملأتِ الفراغَ بصوتها الدافئ ، أنهكتها عمليتانِ جراحيتانِ في قلبها الصغير، الذي لم يعرف من الدنيا إلا ابتسامةَ الطفولة .


فارقت طفلتي البكر ( تالا ) الحياة ، ولم تبلغ بعدُ شهرها السابع ، فأورثت في القلبِ أنّـة...








الحزنُ يعصِفُ بالمُنـى وينـاديْ .... خِيَمُ السَّعـادةِ هَشَّـةُ الأوتـادِ





لنْ أنظمَ الآلامَ فهْـي طويلـةٌ .... وعقيمُ زائرِهَـا ، كثيـرُ تِـلادِ





ضمَّدتُ ألفَ مصيبةٍ في خافقيْ .... لكنَّ هذيْ.. أثَّـرتْ بفـؤادي





ونسَجتُ ألفَ قصيدةٍ وقصيدةٍ .... لكنْ بهذيْ.. مِن دمايَ مِـداديْ





لكِ يا ليالـيْ سَطـوةٌ وحمولـةٌ .... كحمولـةِ العُّـذالِ والحُسَّـادِ





(ياراحلينَ وهم نزولٌ بالحشـا) .... وبلادُهُـمْ لا تنتمـيْ لبـلادي





(تركوا المنازلَ والدُّموعُ تحدَّرتْ .... وتبدّلـتْ أنوارهُـم بسـوادِ)





لا تنطفي من خاطريْ ضَحِكاتُهمْ .... فلهيبُ شوقي دائـمُ الإيقـادِ





(تالا) الحبيبةُ، والضَّما زادَ الضَّنى .... وتمكَّنتْ بالقلبِ لهفـةُ صـادي





قوليْ لطيفِكِ أنْ يـزورَ بقيَّتـي .... يأتـي إلـيَّ، بحجَّـةِ الـعـوَّادِ





قطَّعتِ فيَّ جلادَتِـي وتَصَبُّـريْ .... ونزعْتِ منِّيْ عُدَّتِـيْ وعَتـادِي





آثرتِ أنْ تلِجِي الحيـاةَ عليلـةً .... حتى تُريحِي الهمَّ في الأجسـادِ!





ونَما بقلبِكِ- قبلَ أيـامِ الصِّبَـا .... مرضٌ تلبَّدَ مثلَ حُكُمٍ سَـادي





عانيْتِ مُعترَكَ الحيـاةِ صغيـرةً .... لقَّنـتِ درسَ الصَّبـرِ للعُبَّـادِ





طيريْ بروضٍ في الجنانِ، ونادِنيْ .... فأنـا- بفقـدكِ- أولُّ الـرُّوَّادِ





ناديْ لأمِّكِ، ما تـزالُ بحرقـةٍ .... وبحسرةٍ مـن قسـوةِ الإبعـادِ





اللهَ .. يا دُنيـا قطفْـتِ ثمارَنـا .... وغرستِ سيفَ القهرِ في الأكبادِ





سأريكِ يا دنيا جـلادةَ صابـرٍ .... وأريكِ يا دنيا عـداوةَ عـادي
رد مع اقتباس