الموضوع: مشكلتى
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-20-2012, 12:45 AM
ناقل الإجابات ناقل الإجابات غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

وهذا رد آخر لنفس السؤال لفضيلة الشيخ الدكتور / أحمد الفرجابي
المستشار الشرعي بإسلام ويب

فقد قرأت ما كتبه الدكتور محمد لبنتنا الفاضلة التي يدل سؤالها على وعي وخير،
وسعادتي لا توصف بهذه الاستشارة؛ وذلك لأن السائلة تسأل من البداية وقبل الدخول
في النفق المظلم للعواطف العواصف، وإنما شفاء العيّ السؤال،
وقد أحسنت من انتهت إلى ما سمعت ووقفت عند حدود الشرع وضوابطه.

وأرجو أن أؤكد للجميع أنه لا يوجد على وجه هذه الأرض إنسان أسعد من الذين يضبطون
عواطفهم ويجعلون قيادتها للشرع الواضح ويقدمون العقل على العاطفة،
خاصة في المراحل الأولى لتأسيس الحياة الزوجية.

وأنا موافق لكلام الدكتور من أوله إلى آخره، وأريد أن أقول لشبابنا وفتياتنا:
إن إطلاق العنان للعواطف لا يجلب السعادة
ولكنه يولد الحسرات والآهات وقد أحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
ولذلك لا يوجد أتقى من قلب ينطلق في كل الميادين من منطلق الشرع،
والتمادي مع العواطف يسبب الفشل في الحياة الزوجية،
لأن الشكوك والظنون تطارد صاحبها،
كما أنه يصاب ببرود وفتور فيها -أي العواطف- وهو ما نسميه الشيخوخة المبكرة
لمشاعر الحب، وقد ثبت ذلك في دراسات غربية وعربية حيث وجد أن نسبة الطلاق
ترتفع جداً بين الذين عاشوا رومانسية قبل الزواج، وأنا أقترح على كل شاب وفتاة ما يلي:

1. اللجوء إلى الله وسؤاله التوفيق لحسن الاختيار.

2. عدم التفكير في موضوع الزواج إلا في الوقت المناسب.

3. إذا وجد أو وجدت في نفسها إعجاباً أو ميلاً فلابد من التأكد من الآتي:
ا. امكانية الارتباط وكمال المشوار.
ب. موافقة الطرفين والأهل.
ج. وجود التوافق وتبادل المشاعر.
د. التهيئة النفسية والمادية لتأسيس علاقة شرعية.
هـ. عدم إظهار هذا الميل إلى العلن، أو الدخول في نفق العلاقات قبل الارتباط.

أما إذا لم تتوفر هذه الشروط فعليه وعليها صرف النظر عن الموضوع،
لتفادي ما يثير المشاكل، والبعد عن أماكن وجود المحبوب
وكتمان تلك المشاعر عن كل الناس، والتوجه إلى رب الناس بأن يقدر ما فيه الخير،
ثم نقول لمن وجدت هذه المشاعر إذا كان الميل لأهل الدين والصلاح والتفوق والنجاح
فهذا دليل على أن الميزان والمعيار صحيح،
وتلك نعمة من الله تستوجب الشكر، والإعجاب بأهل الخير خير.

4. البعد عن المناظر المثيرة والقصص الرومانسية، لأن اشتغال الذهن يفجر سبل الشهوة،
وهذا خطير على مستقبل الشاب أو الفتاة العملي والديني والنفسي،
وهي أشياء لا توصل إلى الإشباع ولكنها توصل إلى السعار.

5. علينا أن ندخر العواطف لنضعها في موضعها الصحيح، لأن من الخطورة منحها
لمن لا يستحقها من الذئاب، والفتاة تستطيع أن تصرف شيئاً من عواطفها لإخوانها الصغار
أو بنات إخوانها، وذلك لون من التدريب على التربية،
ولها أن تؤسس علاقات حب في الله، أكرر في الله ولله على مراد الله مع الصالحات،
وعليها أن تبذل جزءاً كبيراً من حبها وعاطفتها
لوالديها بعد حبها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

ولا يخفى على أمثالك أن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي،
وعند ذلك تحس الفتاة بمقدار ما تبذل لزوجها من حب وعواطف
ويحس الزوج أيضاً بمقدار ما يبذله لأهله من حب وعواطف،
أما الذين كانوا يعبثون فإنهم لا يملكون قلوبهم
ولا يصلون إلى شيء ولو تزوج أحدهم نساء الدنيا.

والله الموفق.