عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-31-2007, 02:07 AM
أم البراء أم البراء غير متواجد حالياً
.:: لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ::.
 




افتراضي صهيب الرومى رضى الله عنه

 

قصه صهيب الرومى
من كتاب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمود المصرى


نشأ صهيب فى بيئه مترفه يخيم عليها النعيم والسعاده فقد كان أبوه حاكم ((الأبله)) وعاملا عليها لكسرى.وكان يعيش معه ابنه صهيب فى القصر الذى يطل على شاطىء الفرات مما يلى الجزيره و الموصل .وكان ابوه من بنى نمير وامه من بنى تميم ولكنه سمى بصهيب الرومى لانه عاش زمانا طويلا فى بلاد الروم

من النعيم الى الأسر

وبينما صهيب يعيش فى تلك السعاده ويرفل فى ذلك النعيم واذا بأمه تخرج به للنزهه ومعها الحشم والخدم الى قريه((الثنى)) من أرض العراق واذا بالبلاء تتعرض لهجوم الروم فقتلت الحراس ونهبت الاموال وأسرت الذرارى وكان من جمله من أسرتهم(صهيب).
ويباع صهيب فى أسواق الرقيق وظل ينتقل من مكان الى مكان ومن خدمه سيد الى خدمه سيد آخر الى ان انتهى به التطواف الى مكه المكرمه.
قيل اشتراه عبد الله بن جدعان وأعتقه..وقيل :بل هرب صهيب من رق أسياده الى مكه المكرمه وحالف عبد الله بن جدعان وظل يعمل معه فى التجاره الى ان اصبح عنده ثروه كبيره.
حنينه الى الاسلام

وظل صهيب يترقب ظهور النبى صلى الله عليه وسلم وبخاصه بعد ان سمع كاهنا من كهنه النصارى وهو يقول لسيد من اسياده:لقد أطل زمان يخرج فيه من مكه فى جزيره العرب نبى يصدق رساله عيسى بن مريم ويخرج الناس من الظلمات الى النور.
فلما وصل صهيب الى مكه واشتغل بالتجاره وامتلك ثروه كبيره ظل قلبه يتطلع لأعظم ثروه الا وهى نعمه الاسلام ولم يلبث الا قليلاحتى سمع بمبعث النبى صلى الله عليه وسلم فكان من المسارعين الى الاسلام

قصه اسلامه

وذات يوم سرى همس فى مكه ان محمد بن عبد الله يدعو الى دين جديد دين يدعو الى عباده اله واحد ونبذ جميع الاصنام حتى اللات والعزى وهبل ومضت أيام أخر فاذا بالهمس يتعالى أكثر وتتضح الرؤيا وتظهر معالم الدعوه الى الاسلام جليه وأخذ الحق طريقه الى نفس صهيب فراح يتساءل:الام يدعو محمد ؟ويأتيه الجواب من الواقع :انه يدعو الى التحررمن عبوديه الاصنام يدعو الى التراحم والمساواه الى العدل الى الخروج من الظلمات الى النور
*وذات صباح قبل ان تدب الحياه فى مكه وقبل ان يخرج الناس من دورهم كان صهيب قد يمم وجهه الى دار(الأرقم بن ابى الأرقم).
مضى صهيب الى دار الارقم حذرا يتلفت فلما بلغها وجد عند الباب عمار بن ياسر وكان يعرفه من قبل فتردد لحظه ثم دنا منه وقال:ما تريد يا عمار؟فقال عمار:بل ماتريد انت؟فقال صهب:أردت ان ادخل على هذا الرجل فأسمع منه ما يقول فقال عمار:وانا اريد ذلك ايضا فقال :صهيب اذا ندخل معا على بركه الله.
دخل صهيب بن سنان الرومى وعمار بن ياسر على رسولا الله صلى الله عليه وسلم واستمعا الى ما يقول فأشرق نور الايمان فى صدريهما وتسابقا فى مد ايديهما اليه وشهدا أن لا اله الا الله وأن محمد عبده ورسوله وأمضيا سحابه يومهما عنده ينهلان من هديه وينعمان بصحبته.
ولما أقبل الليل وهدأت الحركه خرجا من عنده تحت جنح الظلام وقد حمل كل منهما من النور فى صدره ما يكفى لاضاءه الدنيا بأسرها

تحمل الاذى فى سبيل الله

بدأت الحياه عند صهيب من جديد فقد شعر انه ولد يوم دخل بيت الارقم وشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله احس انه وصل الى هدفه المنشود وسرعان ما تلاشت صور حياته الماضيه وتفاهتها من ذاكرته فقد اضحت حياته ذات عمق ومغزى وأخذ نور الايمان يسطع من وجهه وكلمه التوحيد تنير له الدرب وعندما اخذ صوت الاسلام يعلوويرتفع قرر المشركون محاربه الاسلام وايذاء جميع الداخلين به واشتد غضب قريش حينما رأت هؤلاء المستضعفين يدخلون فى دين الله افواجا فلم يجدوا متنفسا لغيظهم الا ان يثوروا بالضعفاء الذين اسلموا واتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم.
عن ابن مسعود-رضى الله عنه-قال:اول من أظهر الاسلام سبعه:رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمار وأمه سميه وصهيب وبلال والمقداد-رضى الله عنهم-فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه واما ابو بكر منعه الله بقومه وأما سائرهم فاخذوهم المشركون فالبسوهم ادرع الحديد وصهروهم فى الشمس فما منهم من احد الا وقد أتاهم على ما ارادو الا بلالا فانه هانت عليه نفسه فى الله وهان على قومه فاخذوه فاعطوه الوالدان فجعلوا يطوفون به فى شعاب مكه وهو يقول( أحد أحد)
فصبر صهيب على هذا الاذى راضيا بقضاء الله تعالى راغبا فيما عند الله مستعذبا هذا العذاب فى سبيل الله فهو يعلم ان طريق الجنه محفوف بالمكاره

ربح البيع ابا يحيى

وتأتى الهجره الى المباركه ويهاجر النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه وتتوق نفس صهيب الى الهجره فاعترضته قريش فضحى بماله كله من اجل ان يتركوه ليلحق بالنبى صلى الله عليه وسلم وابى بكر ففاز بأعظم جائزه فقد انزل الله فيه قرآنا يتلى الى يوم القيامه وقال له الحبيب صلى الله عليه وسلم: ربح البيع أبا يحيى.
وها هى قصته التى تثلج الصدر:لما خرج صهيب مهاجرا تبعه اهل مكه فنثل كنانته فاخرج منها اربعين سهما فقال:لا تصلون الى حتى اضع فى كل رجل منكم سهما ثم أصير بعد الى السيف فتعلمون انى رجل وقد خلفت بمكه قينتين فهما لكم.
ونزلت على النبى صلى الله عليه وسلم(ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) فلما رآه النبى صلى الله عليه وسلم قال:((أبا يحيى ربح البيع)) قال :وتلا عليه الآيه.
وعن ابى عثمان: أن صهيبا حين اراد الهجره قال له اهل مكه:أتيتنا صعلوكا حقيرا فتغير حالك!قال:أرأيتم ان تركت مالى أمخلون انتم سبيلى؟ قالو:نعم فخلع لهم ماله فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فقال:ربح صهيب!ربح صهيب!.
وعن صهيب قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أريت دار هجرتكم سبخه بين ظهرانى حرة!فاما ان تكون هجر او يثرب.قال:وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينه وقد كنت هممت بالخروج معه فصدنى فتيان من قريش فجعلت ليلتى تلك أقوم لا أقعد فقالو:قد شغله الله عنكم ببطنه-ولم اكن شاكيا- فنامو فذهبت فلحقنى ناس منهم على بريد فقلت لهم:أعطيكم أواقى من ذهب وتخلونى؟ففعلوا فقلت:احفروا تحت أسكفه الباب تجدوها وخذوا من فلانه الحلتين.وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء فلما رآنى قال((يا ابا يحيى ربح البيع)) ثلاثا فقلت:ما أخبرك الا جبريل.
وتالله ان الدنيا بكل ما فيها من زخرف وزينه ومتاع لا تساوى أبدا قول النبى صلى الله عليه وسلم لصهيب:ربح البيع ابا يحيى..ربح البيع ابا يحيى

يتبع
رد مع اقتباس