الموضوع: عالمية الرسالة
عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 12-25-2015, 11:32 AM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة

الوعد الحق



يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ - 5 إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ -6 الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ -7 فاطر

يقول الله تعالى : ﴿
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ ﴾ بالبعث والجزاء على الأعمال، ﴿ حَقٌّ ﴾ أي : لا شك فيه، ولا مرية، ولا تردد، قد دلت على ذلك الأدلة السمعية والبراهين العقلية،

فإذا كان وعده حقا، فتهيئوا له، وبادروا أوقاتكم الشريفة بالأعمال الصالحة، ولا يقطعكم عن ذلك قاطع،

﴿
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ بلذاتها وشهواتها ومطالبها النفسية، فتلهيكم عما خلقتم له،

﴿
وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ الذي هو ﴿ الشَّيْطَانُ ﴾ الذي هو عدوكم في الحقيقة ﴿ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ أي : لتكن منكم عداوته على بال، ولا تهملوا محاربته كل وقت، فإنه يراكم وأنتم لا ترونه، وهو دائما لكم بالمرصاد.

فيكون حشدكم ضد عدوكم الحقيقي الذي يريد هلاككم في الدنيا والأخرة..

﴿
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ هذا غايته ومقصوده ممن تبعه، أن يهان غاية الإهانة بالعذاب الشديد.

فالشيطان يشيع الحقد والبغضاء بين البشر والتقاتل على أمور زائلة ..

ثم ذكر الله تعالى أن الناس انقسموا بحسب طاعة الشيطان وعدمها إلى قسمين، وذكر جزاء كل منهما،

فقال تعالى : ﴿
الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ أي : جحدوا ما جاءت به الرسل، ودلت عليه الكتب ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾ في نار جهنم، شديد في ذاته ووصفه، وأنهم خالدون فيها أبدا.

وقال تعالى : ﴿
وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾ بقلوبهم، بما دعا اللّه إلى الإيمان به ﴿ وَعَمِلُوا ﴾ بمقتضى ذلك الإيمان، بجوارحهم، الأعمال ﴿ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ﴾ لذنوبهم، يزول بها عنهم الشر والمكروه ﴿ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ يحصل به السعادة في الدارين .
ففي الدنيا حياة طيبة مطمئنة..
وفي الأخرة الخلود الأبدي في جنات النعيم ..(تفسير السعدي)

******

وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه.


رد مع اقتباس