عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-27-2011, 01:28 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

هذا تفريغ للمحاضرة
أسأل الله أن ننتفع بها جميعًا ونسأل اللهَ تعالى أن يعيننا و يعينَكم وأن يُسَدِّدَكم وأن يرزقَنا وإياكم خشيتَه في السِّرِّ والعلن وأن يختمَ لنا ولكم بالصالحاتِ وبشهادةِ التوحيدِ

ونسألكم ألا تنسونا مِن صالحِ دعائِكم بظهر الغيبِ، وإن قابلَكم فيما بين أيديكم من هذه الموادِّ المُفرَّغةِ أخطاءٌ فالتمسوا لنا المعاذيرَ واعلموا أننا لسنا بمعصومين، فادعوا اللهَ لنا بالثباتِ والتوفيقِ والسَّدادِ .
أختكم في الله / راجية عفو الله



تفريغ المحاضرة


المحاضرة الثانية



شرح مقدمة المؤلف

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
إن أصدق الحديث كتاب الله سبحانه وتعالى ، وأن أحسن الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وما قل وكثر خير مما كثر وألهى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين ،
أما بعـــد .......
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل جمعنا هذا مرحومًا وأن يجعل تفرقنا من بعده معصومًا ، وألا يجعل فينا ولا منا شقيًا ولا محرومًا إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير .
وقفنا في المرة السابقة في هذا الكتاب المبارك عند الكلام على مؤلفه أبي الفرج بن الجوزي رحمه الله تعالى ولا بد من قراءة مقدمة الكتاب بل لا بد من قراءة مقدمة أي كتاب إذ المقدمة بمثابة المفتاح الذي يفتح به المرء الباب ، فمقدمة كل كتاب كأنها باب للكتاب كله يعرف به شرط المؤلف ، ويعرف بها سبب التأليف ، ويعرف بها مكانة هذا الكتاب بين الكتب المؤلفة في هذا الفن ، وقد قلنا في المرة السابقة: إن هذا الكتاب يعد من أهم الكتب بالنسبة للنساء أن تدرسه وأن تتعلم ما فيه، فهو يشتمل على أبواب كثيرة تزيد عن المائة بكثير، وكل باب منها مسطر في كتب الفقه ، لأن الشيخ ابن الجوزي رحمه الله تعالى أجتهد في جمع كل ما يخص النساء من أحكام وهذا النوع من العلم فرض عين على كل امرأة أن تتعلمه ، ولذلك قدمناه على غيره ، والذي يدرس مثل هذا الكتاب كأنه يسير في طريقة منهجية في الفقه الموروث عن سيد البرية عليه ألف صلاة وتحية صلى الله عليه وسلم .
المقدمة
قال الشيخ رحمه الله تعالى :

الحمدُلله جابرِ الوهن والكسر، ورازق النمل والنَّسر، المغني بوابل القطر القفر،


أحمدُهحمداً يدوم بدوام الدهر، وأشهد له بالوحدانية في السر والجهر .

بدأ رحمه الله بالحمد لله لعدة أمور:
الأمر الأول: اقتداء بالكتاب العزيز وهو أن الله سبحانه وتعالى بدأ كتابه بالحمد:
وثانيًا: لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن داود وابن ماجة وغيرهما : " كل كلام لم يبدأ فيه بالحمد فهو أجذم " ، وأجذم أي أقطع وأبتر ، وقد وضع هذا في مقدمة الكتاب اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم أيضًا فقد كان في الأمور المهمة يخطب خطبة تعرف بخطبة الحاجة ، وكان يبدأها صلى الله عليه وسلم بقوله : " ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه ... " إلى آخر الحديث ، والحمد معناه وصف المحبوب بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم له ، و تنزيهه عن صفات النقص ، وقد عرُف بهذا التعريف الطويل لعدة أمور :
الأمر الأول: أن مدح الإنسان يكون مع عدم التعظيم فقد يكون مع الخوف ، أو قد يكون مع النفاق أو الرياء ، أما الحمد فلا يكون إلا مع كمال المحبة وكمال التعظيم لله سبحانه وتعالى . وقد ورد الحمد في كتاب الله عز وجل في مواضع كثيرة ، منها قوله سبحانه وتعالى : { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ } ، فحمد نفسه سبحانه الله وتعالى { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } ، { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ } ، { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، إلى آخره من الآيات التي ذُكر فيها حمد الله سبحانه وتعالى نفسه في هذه الآيات . فعرفنا الآن أن الحمد شيء زائد عن المدح ، فالمدح قد يكون بحق وقد يكون بغير حق ، وقد يكون بسبب الخوف ، وقد يكون الرياء والنفاق ونحو ذلك . والعلماء يخالفون بين الشكر والحمد ، فيقولون الشكر أعم من جهة وأخص من جهة ، والحمد أيضًا أعم من جهة وأخص من جهة ، فأما جهة عموم الحمد فمن جهة السبب بمعنى أن الحمد وصف دائم لكل كمال وتنزيه عن كل نقص فهو يحمد على كل حال ، فالحمد عام في السراء والضراء ، وأما الشكر فلا يكون إلا في السراء ، إذن الحمد عام من جهة السبب ، وهو أن سبب الحمد وجود السراء أو وجود الضراء ، والشكر خاص من ناحية السبب ، وسبب الشكر لا يكون إلا في السراء ، كما قال سبحانه : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ْ} ، وكذلك جاء الشكر في كتابه الكريم : { اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا } ، لأن الله وتعالى أعطى لداود وسليمان ملكًا عظيمًا فأمرهما الله سبحانه وتعالى أن يشكروا الله عز وجل ، وأمر نبيه أن يشكر أيضًا فقال : { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَالْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَوَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَالأَبْتَرُ } ، وقوله فَصَلِّ لِرَبِّكَ فالصلاة شكر، فأمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يشكره على هذه النعمة العظيمة ألا وهي إعطاء الكوثر له صلى الله عليه وسلم . ثم قال المصنف رحمه الله تعالى :

وأصلي على رسولهالمشروح الصدر، الذي نسبة فضله إلى الأنبياء كالنجوم والبدر، وعلى آله وأصحابهوأزواجه وأتباعه إلى يوم الحشر، وسلّم تسليماً كثيراً.

بعد أن حمد الله وأثنى عليه وشهد له بالوحدانية أتبعه بالصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الحشر ، وهذا من السنة إذ لا يذكر اسم الله إلا ومعه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في المؤذن حينما يؤذن ، يقول أشهد أن لا إله إلا الله ثم يتبعها بأشهد أن محمد رسول الله ، وهكذا كانت خطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهكذا في التشهد الأخير بعد أن نقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله نتبعه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الشاعر :
وضَمَّ الإله اسم النبى إلى اسمه إذ قال فى الخمس المؤذنُ أشهدُ . وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم طلب الثناء أي طلب الثناء للنبي صلى الله عليه وسلم ، فحينما نقول صلى الله على محمد فإننا ندعو الله بأن يثني على نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، والصلاة من الله على النبي في الملأ الأعلى إذ قال: " إن الله وملائكته يصلون على النبي" ، فهذا يعني أن الله يثني عليه في الملأ الأعلى وهم الملائكة .
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks


التعديل الأخير تم بواسطة أم كريم ; 01-27-2011 الساعة 01:31 PM
رد مع اقتباس