عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 12-31-2011, 08:48 PM
(أم عبد الرحمن) (أم عبد الرحمن) غير متواجد حالياً
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
 




افتراضي

**تغليق التعليق .. وإخراج الطفل من سجن التدقيق**

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ...

التسلط
...
لفظ يوحي بالقهر والاستبداد
يستعمله الناس غالبا في سياق الذل والاستعباد
ولا يستعمله الآباء غالبا إلا في سياق حديثهم عن عدم طاعة الأبناء

آباء يريدون أن يستبدوا بآرائهم .. لا أقول على الأولاد البالغين .. بل على الأطفال المساكين
يمارسون عليهم أشكالا وصنوفا من الضغط والتثريب .. ويلقون بهم في سجن التدقيق والتصحيح والتأنيب

وهذا –في وجهة نظري القاصرة- له سببان :

الأول : يتعلق باضطراب في الشخصية .. وهذا يتواجد غالبا في الآباء
والثاني : يتعلق بسوء الفهم لطبائع الأطفال الغريزية .. وهذا يتواجد غالبا في الأمهات

** السبب الأول : اضطراب الشخصية **

قبل أن أتكلم عن هذا السبب لابد من تنبيه مهم
الشخصية التي سأتعرض لها فيما يأتي إن شاء الله
عبارة عن شخصية مركبة من مجموعة صفات
وعليه فالكلام عنها لا يتعلق بمفرداتها أو الاستثناءات فيها .. بل بمجموع سماتها ومجمل علاماتها


تأملوا معي رعاكم الله في هذه السمات الشخصية

* الدقة الشديدة
* النظر العميق في كل التفاصيل
* الإغراق في التنظيم والترتيب والجدولة
* التفاني في العمل والإنتاجية لدرجة التخلي عن الأصدقاء وأوقات الراحة
* العملية الشديدة وعدم إدخال العواطف في السياقات الجادة
* الضمير الحي اليقظ والتشدد فيما يتعلق بالمثل والقيم والأخلاق

ما رأيكم في هذا التركيب ؟
قبل الجواب
فلنلق نظرة على هذا التركيب من جانب آخر

* التأنيب الشديد على المخالفة اليسيرة
* التقصير في انجاز الأهداف الرئيسية
* إطالة مدة الأعمال التي من الممكن انجازها في وقت أقصر
* تقديم العمل على المسؤوليات المعنوية الأسرية والاجتماعية
* فقر المشاعر وضعف القدرة على التعبير عنها إن وجدت
* عدم المرونة في المعاملات الإنسانية لدرجة التعنت والإصرار على اتباع الآخرين لطريقته في تنفيذ الأعمال

ما رأيكم الآن ؟

يظن كثير من الناس أن تركيب الشخصية بصورته الأولى تركيب مثالي
ولا يرون أي علاقة بين هذا التركيب والتركيب الذي يليه
ولكن العلاقة بينهما عند علماء النفس وثيقة
وتظهر هذه العلاقة بجلاء بوضع تركيب ثالث مكون من التركيبين الفائتين


تأملوا رعاكم الله في التركيب الآتي .. وحاولوا ربط كل سمة بما يقابلها

الدقة الشديدة == التأنيب الشديد على المخالفة اليسيرة
النظر العميق في كل التفاصيل == التقصير في انجاز الأهداف الرئيسية
الإغراق في التنظيم والترتيب والجدولة == إطالة مدة الأعمال التي من الممكن انجازها في وقت أقصر
التفاني في العمل والإنتاجية لدرجة التخلي عن الأصدقاء وأوقات الراحة == تقديم العمل على المسؤوليات المعنوية الأسرية والاجتماعية
العملية الشديدة وعدم إدخال العواطف في السياقات الجادة == فقر المشاعر وضعف القدرة على التعبير عنها إن وجدت
الضمير الحي اليقظ والتشدد فيما يتعلق بالمثل والقيم والأخلاق == عدم المرونة في المعاملات الإنسانية لدرجة التعنت
والإصرار على اتباع الآخرين لطريقته في تنفيذ الأعمال

ما رأيكم الآن ؟

نستطيع أن نخلص من هذه التراكيب بالآتي :

هذه الشخصية لها ظاهر وباطن
ظاهر إيجابي .. وباطن سلبي
والمحصلة النهائية من الظاهر والباطن = شخصية مضطربة عند علماء النفس قاطبة
اضطراب الشخصية الوسواسية .. التي تسعي للكمال بتعنت بلا مرونة ولا توسط ولا حيادية

تخيلوا
ما الذي ينتج عن هذا التركيب المخيف .. عند التعامل مع الطفل الصغير الضعيف
الجواب :
أب متسلط


أب يعلق على كل حركة .. ويدقق في كل كلمة
أب يتعامل مع أطفاله بالقواعد الحسابية ..ويستعبدهم تحت مسمى القواعد واللوائح الهوائية
أب يقيم شخصية طفله بمدى انضباطه ودقته .. من غير نظر إلى قلبه وعواطفه وإتزانه وطفولته
أب متسلط
لا يربط بينه وبين طفله إلا الأوامر والنواهي .. ولا يحب أن يراه على هيئة لاعب أو لاهي
فيخرج بتربيته إنسانا آليا بهدف محدد .. ينفذ ما تلقاه من الأوامر بلا تأخر ولا تردد
وكثيرا ما تنقلب هذه الآلة المبرمجة .. على قواعد الأب ولوائحه وأفكاره المومنتجة
فيتسلط على تسلط أبيه .. ويسعى في البحث عن من يفهمه ويحتويه
التوقيع

[C

رد مع اقتباس