عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 02-27-2011, 04:19 AM
سهير الجوهري سهير الجوهري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Islam

[QUOTE=أبو مصعب السلفي;432791]

لا مجال بارك الله فيكم بأن أقدم بكثير كلام .. فلعلكم رأيتم في الأيام الماضية أكثر مما رأيتُ
من هوانٍ وذلٍّ من قِبَلِ كثير من المسلمين تجاه النصارى.. مبررين كل ذلك بالحادث الذي وقع في الاسكندرية; ويكأن هناك أحد -من المعتبرين عقلًا وفهمًا- قال بأن هذا الأمر مشروعًا !
وأخذ هؤلاء المسلمون يتكلفون.. ويبذلون كل ما في وسعهم -حتى ولو كان محرمًا- حتى يتوددون إلى هؤلاء النصارى !
حتى رأينا هذا البرنامج "المصريون" الذي كان بثّ موحد على القنوات المحلية والفضائية !.. ومن رفع الصلبان والهتاف بأشياءٍ لو سمعها أيٌّ من صحابة النبي -عليه الصلاة والسلام- لحكموا بأن هذه ديار كفرٍ لا ديار إسلام !
بل وصل الأمر أن رأينا "منقبة" تجلس في الصف الأول في القدّاس -الكفري- في إحدى الكنائس !
فياليت شعري أهؤلاء عقلاء..؟!
إنا لله وإنا إليه راجعون !

الحاصل.. أن كل مسلمٍ يسعى بأن يقدم أي شيء يقدر عليه حسب استطاعته في محاول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هؤلاء المسلمين الذين ينجرّون حول "رويبضات" الإعلام تارة, وسفهاء الأقوال تارة !
فهذا الطرح أقدمه شيء عملي ننقله لهؤلاء الناس وغيرهم.. وهو نماذج عملية في: البراءة من الكفر وأهله ولو كانوا أولي قربى !
وحبذا لو شارك كل من يستطيع فيه بذكر نماذج, ولكن على شرطي الذي أقوم به; من ذكر المصادر المنقول عنها .


عقيدة الولاء والبراء هي من أوثق عرى الإيمان, فمن حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- الذي أخرجه أحمد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال " إن أوثق عُرى الإيمان: أن تُحِبَّ في الله, وتُبْغِضَ في الله"
وقد أصبحنا في زمنٍ في أحوج مانكون فيه هو تبين هذه العقيدة التي هي عَصَبِها.. نظراً لأن كثيراً ضيّعها, ليس هذا فحسب; بل عمل بضدها!! وإنا لله وإنا إليه راجعون !

وسوف أقتصر في هذا الموضوع لذكر النماذج المشرقة في باب "البراءة" من أهل الكفر ولو كانوا ذو قربى حتى نستبصر طريقنا الصحيح الذي لاعوجاج فيه...
وعندما تكن الأمور عملية تكن أكثر مدعاة للفَهْمِ والتفاعل وترسيخ المعنى.. حيث أن الدروس النظرية في العقيدةِ غير مجدية على الحقيقةِ.. ويُنظر هاهنا للفائدة.


وعليه فلنبدأ الموضوع على بركة الله
النموذج الأول:
نبيّ الله نوح -عليه السلام- مع ابنه!

فقد قصّ الله علينا نبأ نوحٍ -عليه السلام- مع قومه في أكثر من موضعٍ في كتابه العزيز..
ومن ضمن هذه الآيات المُبْهِرات النَيِّرات الآيات التي في سورة هود -عليه السلام-..
حيث حكى ربُّنا ما دار بين نوح -عليه السلام- وبين ابنه, فقال سبحانه =جلّ شأنه-
" وقالَ ارْكَبوا فيها بسمِ الله مَجْراها ومُرْساها, إنّ ربي لغفورٌ رَّحيم (41) وهي تجري بهم في موجٍ كالجبالِ ونادى نوحٌ ابْنَهُ وكان في مَعْزِلٍ يابُنَىَّ اركب مَّعنا ولا تَكُنْ معَ الكافرين (42) قال سآوى إلى جبلٍ يَعْصمُنِي مِنَ المآء, قال لا عاصِمَ اليَوْمَ من أمرِ الله إلا من رَّحِمَ, وحال بينهما الموجُ فكانَ مِنَ المُغْرَقين(43)" إلى أن قال ربّنا " ونادى نوحٌ ربَّهُ فقال ربِّ إنّ ابني من أهلي وإنّ وَعْدَكَ الحقُّ وأنتَ أحْكَمُ الحاكمين (45) قال يانوحُ إنَّهُ ليسَ من أهلِكَ إنّه عملٌ غير صالح, فلا تسألنِ ما ليسَ لَكَ به علم, إنِّي أَعِظُكَ أن تكونَ من الجاهلين(46) قال ربِّ إنِّي أعوذُ بِكَ أن أن أسألكَ ما ليس لي به علم, وإلا تغفِر لي وترحمني أكُن مِّنَ الخاسرين (47)"

فهذا سياق -والله- تدمع منه العين.. وتخشع له القلوب.. ففوائده كثيرة غزيرة.. ولولا أن المقصود من الموضوع شيء واحد لتعرضنا لها والله المستعان.

الشاهد من هذا السياق في قوله تعالى " قال يانوحُ إنّه ليس من أهلكَ " قال صاحب تفسير المنار -رحمه الله-: " قال يانوحُ إنّه ليس من أهلكَ " الذين أمرتُكَ أن تسلكهم في السفينة لإنجائهم من الغرق, والسبب " إنَّهُ عَمَلٌ غيرُ صالح " ... ومن المعلوم أن الكفر يقطع الولاية بين المؤمنين والكافرين من الأقربين, ويوجب براءة بعضهم من بعض. اهـ
فكأن ابن نوح لم يعد من أهله لكفره(1)
ثمّ أعلنَ توبته مما قاله, وذلك بقوله " وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين "(2)

فائدة: قال الرازي: وهذه الآية "إنّه ليس من أهلك" تدل على أنّ العبرة بقرابة الدين لا بقرابة النسب, فإنّ في هذه الصورة كانت قرابة النسب حاصلة من أقوى الوجوه, ولكن لما انتفت قرابة الدين لا جرم نفاه الله بأبلغ الألفاظ وهو قوله "إنّه ليس من أهلك"...(3)

إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون
فاعتبروا يا أولي الأبصار!


-----
(1) المستفاد من قصص القرآن (1/150) لـ عبد الكريم زيدان طـ مؤسسة الرسالة.
(2) تفسير الرازي (18/5) عنه (151).

(3) تفسير الرازي (18/3:2) عنه (150).

رسالة إلى الابن ( أبو مصعب )
أشكر لك غيرتك على عقيدتنا ولقد اقشعر بدني حينما كنت أطالع أخبار الثورة فرأيت شيخا أزهريا يقبض على يد تمسك بالصليب نحن لا ننكر حق المسيحي على أرض إسلامية إطلاقا بل علينا وفي ذمتنا العدل والقسط وحسن المعاملة وهذا من صميم الدين بل إن المسيحيين لم يأمنوا أبدا على مر العصور إلا في ظل الحكم الإسلامي ، ولعل المسلمين أرادوا أن ينفوا ما اتهم به الإسلام من ممارسات أسموها تارة بالطائفية وتارة بالإرهاب والإسلام براء من كل ذلك فلعل العالم كله قد فهم الرسالة وأيقنوا أن المسلمين لا يلبسون عباءة الإرهاب ولا الطائفية . وإن ثرنا نثور بقانون إلهي . نثور إذا اعتدي على إسلامنا ، نثور إذا أهين قرآننا , نثور إذا دنست مقدساتنا ونثور إذا أخرجنا من ديارنا . دستورنا في معاملة غير المسلمين قول الله عز وجل :( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين *إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون)سورة الممتحنة (9،8)
فهناك أسس للتعامل وأيضا شروط لمحاربتهم فإذا لم تتوفر الشروط فعلينا حسن المعاملة والبر ( بغير موالاة ) فهذا شيء خطير حتى لا نقع تحت : ( ومن يتولهم يومئذ فهو منهم - أو - فمن يتولهم فأولئك هم الظالمون )
رد مع اقتباس