عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 11-06-2010, 12:18 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

هذا الكتاب ما أُنْزِل ليُعلَّق ، ولا أنزل ليُتَبَرَّكْ فيه فقط ، ولا أنزل ليصبح في المكتبات و السيارات وعند الوسادات ..
ولم ينزل ليتخذ تميمة وغيره
وإنما أُنْزِل ليُقرأ ويتعبد به ويُتدبر ويُتأملمافيه من الآيات ويُعمل به
هذا الكتاب نحتاج ونحن نقرأه ، أن نقرأه قراءة المتدبر ، أعرض نفسي عليه عند كل آية تمر بي

أين أنا من هذه الآية ؟
لو - يا أحبة - آخذ آية واحدة فقط وأبدأ أطبقها على نفسي ، قراءة المتدبر الذي يكرر القرآن ويعرض نفسه عليه

أين أنا من هذا ؟
ولذلك أبو الدرداء رضي الله عنه كيف كان ينظر للقرآن ؟
قال : والله ما من آيةٍ في كتاب الله إلا وسائلتي يوم القيامة
الآمِرة : هل ائتمرت ؟ ، والنَّاهِية : هل انتهيت ؟
هذا شخص عنده يقين ، وأبو الدرداء رضي الله عنه كان من أهل القرآن وكان يقوم على حَلَق الذِّكر
ماذا كان يقول ؟
يقول : والله الذي لا إله إلا هو ما من آية إلا وسائلتي
إذا هو أعدّ للسؤال جواباً ، يعلم أن كل آية ستسأله يوم القيامة . ستسأله عن ماذا ؟ الآمرة هل ائتمرت ؟ والناهية هل انتهيت ؟

هذه رقابة أم لا ؟ .. هذه رقابة
من أين تأتي الرقابة ؟ بأنني أعرض نفسيعلى القرآن ثم أنظر هل تمثلت أمره ونهيه في هذا الموضع؟!
لا تظنون أن الآيات هذه كلها نزلت لجيل الصحابة فقط ، إنما كل هذا الخطاب لنا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ .. } ، ماذا كان يقول عبد الله بن مسعود عنها ؟؟
يقول : إذا قال الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ .. }فأرعِ لها سمعك ، فإنماهو أمر تؤمر به ، أو نهي تُنهى عنه .

أين نحن من هذا ؟!

ما في القرآن هو خطاب لنا نحن ، ما فيه من مواعظ الرب عز وجل هو وعد لنا نحن ، ما فيه من وعيد توعد الله عز وجل لمن خالف ، ما فيه من وعد .. وعد لأهل الإيمان الذين صبروا ، ما فيه من أوامر هي لنا نحن ، ما فيه من نواهي هو نهي لنا ، ما فيه - - من عظات ومن حض ومن حث كله لنا نحن ليس لأشخاص آخرين .

ولذلك لو استشعرنا مثل هذا الأمر لقامت رقابة الله في قلوبنا

نحن نحتاج حقبقة ليس إلى تلاوة القرآن فقط ، بل نحن نحتاج إلى أن نتدبر كلام الله عز وجل
وهذا لا يأتي مرة واحدة يحتاج إلى دربة ومران

لو تقفين عندآية واحدة وتمررينها على قلبك ستجدين الأثر ولابد!، وهكذا كانوا يعرضون القرآن على قلوبهم
يعني يكرره قراءةً مرة واثنين وثلاث . لماذا ؟ حتى يقف على الآية كأنه أول مرة يقرأها
يعرضها على قلبه حتى تداوي الأمراض التي في قلبه ، فتُحدِث أثراً على بدنه وعلى جلده وعلى قلبه وعلى عينه وعلى سلوكه وعلى حياته .
فكانوا يتون القرآن والإيمان معاً ، يؤتون العلم والإيمان معاً
لكن نحن فقط نهذه هذ الشِعْر ، نقيم حروفه ولا نقيم حدوده ..
أين ستكون الرقابة إذا لم نعرض أنفسنا على القرآن ؟
هذا أمر ..


الأمر الآخر يا أحبة ممّا يعين على الوصول إلى مراقبة الله عز وجل:
الـتَّـعَـبُّـد لله عز وجل بأسـمـائـه وصـفـاتـه والتعبد بمقتضاها:
كيف نتعبد لله عز وجل بأسمائه وصفاته ؟
نحن لو أردنا أن نستعرض أسماء الله التي نحتاجها في إيجاد أو تحريك أو في شحن القلب بمعنى الرقابة.نجدها كثيرة
من هذه الأسماء التي تعرض لنا على سبيل المثال، وتدل على مراقبة الله عز وجل وتحيي هذا المعنى في أنفسنا ..
العليم – الخبير – السميع – الرقيب – المحيط – البصير – الحفيظ – الشهيد ..
هذه كلها من الأسماء التي نحتاج إلى أن تعبد الله عز وجل بها

التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس