عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-17-2012, 01:23 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

ننتقل الآن إلى التلميذ النجيب لجمال الدين المتأفغن، ألا و هو المدعو محمد عبده،كان صديقاً حميماً لكرومر، وصرح كرومر بأن الشيخ عبده سيبقى مفتياً لمصر مادامت بريطانيا فيها، وكان ماسونياً ومن رواد صالون الأميرة نازلي فاضل، ومن تلاميذه: أحمد لطفي السيد العلماني الذي أعلن كفره البواح في صحيفته (الجريدة)، وسعد زغلول. وقاسم أمين صاحب دعوة (تحرير المرأة) وهؤلاء كان لهم أثر عميق في مجرى الأحداث في مصر
المصدر:(
كتاب الاسلام والحضارة الغربية فصل الأفغاني ومحمد عبده وكتاب الفكر الإسلامي المعاصر للتوبة)
يقول محمد عبده :"و إنا لنرى التـوراة والإنجيل والقرآن ستصبح كتبـاً متوافقة، وصحفاً متصادقة يدرسها أبناء الملتين ويوقرها أصحاب الدينين فيتم نور الله في أرضه، ويظهر دينه الحق على الدين كله"
المصدر :الأعمال الكاملة لمحمد عبده جمع وتحقيق محمد عمارة
( 2/363 ) المدرسة العقلية (ص:138 ) محمد عمارة معاصر و له كتاب اسمه (ماركسية الإسلام)!
إن من يحاول الجمع بين اليهودية والنصرانية الحالية وبين الإسلام كمن يحاول الجمع بين الظلمات والنور،وبين الظل والحرور،وليته توقف عند هذا الحد،بل هو ومن معه قاموا بتأسيس الدعوة إلى تقارب أهل السنة والجماعة مع الطوائف الضالة من الروافض وغيرهم،ونكتفي بأن نذكر أن محمد عبده قام باختصار كتاب نهج البلاغة المنسوب كذباً إلى علي رضي الله عنه وأرضاه،وهو لم يثبت لعلي رضي الله عنه لا سنداً ولا رواية كما هو معروف عند أهل التحقيق حتى أن أحد العلماء سماه بنهج الحماقة،لكن يجب أن أشير إلى أن الرافضة قد اتخذوا من دعاة التقريب مطية لنشر مذهبهم الذي لم تعد رائحته النتنة تخفى على أحد منا،حيث أن العديد من البلدان الإسلامية فتحت المراكز التي تدعو إلى التقريب ،وقاموا بتكميم أفواه وأقلام المصلحين المخلصين الذين حرصوا على فضح هذا المنهج الإجرامي الإرهابي الهدام،وفي الوقت ذاته لم يسمح المجوس في إيران و إلى يومنا هذا بمركز واحد للتقريب بين السنة والرافضة،بل ولا حتى بأذان أهل السنة في طهران وغيرها من المدن الكبرى في إيران،بل ولا حتى بتعليم وتجويد القرآن،واندفع الرافضة بكل قوتهم لنشر سب الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين ،وهذا هو سر تحول بلاد الرافدين من أغلبية سنية إلى أغلبية مجوسية،ومن هنا ندرك بأن هؤلاء هم أول من رسخ مفهوم توحيل الإسلام مع اليهودية والنصرانية تحت مسمى التوحيد،وتخريب مذهب أهل السنة والجماعة تحت مسمى التقريب .
نعود إلى الحديث عن هذه السلالة المستنيرة أصحاب العقول الناضجة المنفتحة المتحضرة المتمدنة المتحررة .
سعد زغلول: وسلمه كرومر وزارة المعارف لينادي بالاتجاه الوطني الاقليمي الفرعوني على الصعيدين السياسي والاجتماعي، ويقول كرومر:"بأني سلمته وزارة المعارف لأنه من تلاميذ الشيخ عبده".
المصدر يقظة العرب لجورج أنطونيوس ص 172)
و من يجهل كرومر فليقرأ هذه الأبيات لأحمد شوقي رحمه الله و هو يرثي ضحايا مجزرة دنشواي التي ارتكبها الإنكليز بحق المصريين:
يا دنشواي على رباك سلام ... ذهبت بأنس ربوعك الأيام
شهداء حكمك في البلاد تفرقوا ... هيهات للشمل الشتيت نظام
كيف الأرامل فيك بعد رجالها ... و بأي حال أصبح الأيتام
يا ليت شعري في البروج حمائم ... أم في البروج مَنِيَّةٌ و حِمَام
نيرون لو أدركت عهد كرومر ... لعرفت كيف تنفذ الأحكام
نوحي حمائم دنشواي و روعي ... شعباً بوادي النيل ليس ينام
و قاسم أمين: ليوضح العموميات ويفصل مجمل ما كان يدعو إليه الشيخ عبده وينادي بخلع الحجاب ونزع الحياء من حياة المرأة حتى أن كتاب (تحرير المرأة) نال إعجاب الشيخ عبده وقد اطلع على مسودته هو وتلميذه لطفي السيد في جنيف سنة 1897 كما ذكر ذلك لطفي السيد وقاسم أمين
المصدر: العلمانية ص 628
و أما عبدالرحمن الكواكبي:أصدقاؤه وتلاميذه من المسلمين واليهود والنصارى. كانت دروسه في مقهى (سبلنددبار)، نادى بمبايعة خليفة عربي في كتابه (أم القرى) وله كتاب آخر اسمه (طبائع الاستبداد) يقول فيه:{يا قومُ: وأعني بكم الناطقين بالضاد من غير المسلمين، أدعوكم إلى تناسي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباء والأجداد، فقد كفى ما فُعل ذلك على أيدي المثيرين، وأجلُّكم من أن لا تهتدوا لوسائل الاتِّحاد وأنتم المهتدون السابقون. فهذه أمم أوستريا وأمريكا قد هداها العلم لطرائق شتّى وأصول راسخة للاتِّحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي(يقصد القومي العرقي) دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري. فما بالنا نحن لا نفتكر في أن نتبع إحدى تلك الطرائق أو شبهها. فيقول عقلاؤنا لمثيري الشَّحناء من الأعاجم والأجانب: دعونا يا هؤلاء نحن ندبِّر شأننا، نتفاهم بالفصحاء، ونتراحم بالإخاء، ونتواسى في الضرّاء، ونتساوى في السَّراء.
دعونا ندبِّر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم في الأخرى فقط. دعونا نجتمع على كلماتٍ سواء، ألا وهي: فلتحي الأمة، فليحي الوطن، فلنحي طلقاء أعزّاء}هكذا يدعي الإسلام و يريد أن يلغيه من الحياة بجرة قلم ،سبحان الله، طيب آين سنذهب بالآية الكريمة التي يخاطبنا ربنا تبارك و تعالى فيها بقوله:{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون * وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم و احذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}
ثم إنه ظل يردد عبارة الاستبداد و الاستبداد و كان يقصد بها السلطان عبد الحميد رحمه الله، و لقد رأينا في مبحث سابق حقيقة ما جرى في وقتها،و كانت نتيجتها سقوط الخلافة الإسلامية و ما جرت وراءها من مصائب على أمتنا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و قلم الكواكبي أبى إلا أن بفضحه و يكشف تقيته و باطنيته الخبيثة،فلو سلمنا جدلاً بأن عبد الحميد و حاشاه كان مستبداً بالفعل،أقرأوا معي ما كتبه بخط يده في كتابه"طبائع الاستبداد أيضاً:"إنَّ الحكومة من أيّ نوع كانت لا تخرج عن وصف الاستبداد؛ ما لم تكن تحت المراقبة الشَّديدة والاحتساب الّذي لا تسامح فيه، كما جرى في صدر الإسلام في ما نُقِم على عثمان، ثمَّ على عليّ رضي الله عنهما، وكما جرى في عهد هذه الجمهورية الحاضرة في فرنسا في مسائل النّياشين وبناما ودريفوس" لم يكتفِ بإدخال عثمان و علي رضي الله عنهما في إطار الاستبداد ،بل و ساواهما بفرنسا!و كل من قرأ تاريخ تلك الفترة يعلم يقيناً أن ما حدث من انقلاب على علي و عثمان رضي الله عنهما كان من تدبير يهودي ادعى الإسلام و هو الخنزير عبد الله بن سبأ .
و ليت الأمر توقف عند هذا الحد ، المعروف عن عبد الرحمن الكواكبي أنه اقتبس في كتابه "طبائع الاستبداد" الكثير من فقرات كتاب «في الاستبداد» للكاتب الإيطالي «فيتوريو ألفيري» (1749 ـ 1803م)، و كلاهما يعتبران الثورة الفرنسية مثلهما الأعلى، فما هي الثورة الفرنسية؟
المصدر التشريعي الأول لليهود هو العهد القديم من الكتاب المقدس، حيث يؤمن النصارى بالعهدين القديم و الجديد، و يؤمن اليهود بالعهد القديم دون الجديد، و المصدر الثاني لليهود هو التلمود ، و الثالث هو "بروتوكولات حكماء صهيون" جاء في البروتوكول الثالث :" تذكروا الثورة الفرنسية التي نسميها "الكبرى" ان أسرار تنظيمها التمهيدي معروفة لنا جيداً لأنها من صنع أيدينا . ونحن من ذلك الحين نقود الأمم قدماً من خيبة إلى خيبة، حتى أنهم سوف يتبرأون منا، لأجل الملك الطاغية من دم صهيون، وهو المالك الذي نعده لحكم العالم"
و جاء في البروتوكول التاسع ما نصه:" ان الكلمات التحررية لشعارنا الماسوني هي "الحرية والمساواة والاخاء"
و جاء في البروتوكول الرابع عشر:" حينما نمكن لأنفسنا فنكون سادة الأرض ـ لن نبيح قيام أي دين غير ديننا، أي الدين المعترف بوحدانية الله الذي ارتبط حظنا باختياره إيانا كما ارتبط به مصير العالم.
ولهذا السبب يجب علينا أن نحطم كل عقائد الإيمان، واذ تكون النتيجة المؤقتة لهذا هي ثمار ملحدين فلن يدخل هذا في موضوعنا"
و ممن عانى و ما زال يعاني من عقدة المظلومية و الشعور بالاضطهاد حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا ، و سنسلط الضوء على عقيدته و مبادئه بعون الله و توفيقه ...
شعار الحزب:"أمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة"
و أهدافه كما يعلنها:" وحدة – حرية – اشتراكية " فالوحدة التي ينادي بها هي الوحدة العربية تجسيداً للفكرة القومية العربية العنصرية الجاهلية كما تبين لنا في مبحث سابق، كما أن مبدأ الوحدة الوطنية الكاذبة التي تجمع المسلم و الوثني و اليهودي و النصراني و النصيري و الدرزي من صميم عقيدة الحزب و مبادئه أيضاً و هي هي نفسها الموجودة ضمن أدبيات الثورة الفرنسية(إخاء - مساواة) و هي هي نفسها عند بني علمان و الليبراليين سواءاً كانوا موالين لبشار أو معارضين،و حرية حزب البعث هي هي نفسها الموجودة في مبادئ الثورة الفرنسية و هي هي نفسها ضمن حرية أوباما و ساركوزي ، و الاشتراكية من مبادئ الشيوعية الملحدة كما تكلمنا في المبحث السابق ، سنتحدث الآن عن جذور و نشأة حزب البعث العربي الشركي ...
تكون حزب البعث العربي الاشتراكي من حزبين:
1- حزب البعث العربي: وقد أسسه الأرسوزي وعفلق.
2 - الحـزب العـربي الاشتراكـي: الذي أسسه سنة 1938 عثمان الحوراني ثم آلت قيادته إلى أكرم الحوراني. وقد انضم أكرم الحوراني سنة 1936 إلى الحزب السوري القومي وانسحب منه سنة 1938 لينضم إلى حزب الشباب العربي الاشتراكي.
وفي 26/1/1952 انضم الحزبان الأول والثاني فكونا حزب البعث العربي الاشتراكي.
حزب البعث العربي: اختلف في المؤسس فمنهم من قال ميشيل عفلق(نصراني) وصلاح البيطار(محسوب على أهل السنة) و ميشيل عفلق و صلاح بيطار درسا في فرنسا الثورة، ومنهم من قال بأن المؤسس هو زكي الأرسوزي، إلا أن حركة 32 شباط التي عملها صلاح جديد النصيري سنة 1966 في سوريا أحلت الأرسوزي أباً روحياً للحزب.
والبعث هو وارث (عصبة العمل القومي) وهي عبارة عن نواة تنظيمي كل من عفلق والأرسوزي، وقد بقيت هذه العصبة من 1932-1939.
سنة 1939 انسحب الأرسوزي منها وشكل الحزب (القومي العربي).
زكي الأرسوزي: رجل نصيري، ملحد، لا يتكلم العربية متأثر بمباديء الثورة الفرنسية وبالنازية خاصة كتاب نيتشه (هكذا تكلم زرداشت عن موت الإله ونشوء الانسان السوبرمان)، بدأ يتعلم العربية بعد سنة 1940، وكان الأرسوزي يرى الجاهلية العربية مثله الأعلى ويعتبرها المرحلة العربيةالذهبية.
يقول سامي الجندي ( ناقشته سنة 1946 بالقرآن فعاب علي نزعتي الدينية)
المصدر : ( البعث لسامي الجندي ص 28)
مباديء حزب البعث المنقولة عن مبادئ الحزب القومي الذي شكله الأرسوزي سنة 1939 رمزه النمر: 1- العرب أمة واحدة. 2 - للعرب زعيم واحد يتجلى من إمكانات الأمة العربية يمثلها ويعبر عنها. 3 - العروبة وجداننا القومي. مصدر المقدسات، عنه تنبثق المثل العليا، وبالنسبة إليه تقدر قيم الأشياء. 4- العربي سيد القدر، وفسرها الارسوزي مستشهدا بالانجيل (لا تسقط شعرة من رؤوسكم إلا بأمر أبيكم الذي في السموات). يقول الجندي (44): ( وفي 92/11/1940 كنا في غرفة، فقال الأرسوزي: أرى أن نؤسس حزبا نسميه حزب البعث العربي). أصبحت مبادئ الحزب القومي هي مبادئ حزب البعث العربي هي هي
المصدر : البعث لسامي الجندي ص 28
ويقول سامي الجندي: (كنا عصاة تمردنا على كل القيم القديمة، أعداء لكل ماتعارف عليه البشر، الحدنا بكل الطقوس والعلاقات والأديان)
المصدر : البعث ص 34
أما مشيل عفلق: فكان متأثرا بنتشه واندريه جيد، أعطاه الأول الثورة والثاني الأسلوب، وغذيا فيه القلق الذي وسم حياته السياسية بالتأرجح والتردد.
كان عفلق كسولا في مظهره، كان الحزب تعبيرا عن انسانيته فتجلت في الحزب منذ الأيام الأولى مواهبه وضعفه، وفي عفلق طيب الفنان وعصبيته وقرفه وسوء ظنه، إن تناقض عفلق قتل الفنان ولم ينقذ السياسي
المصدر: السابق نفسه
في آذار سنة 1949 جاء حسني الزعيم فأيده البعث، ثم اختلفوا، فالقى بمشيل عفلق في السجن، فكتب مذكرة استعطاف له فخرج، ثم جاء الحناوي بعد حسني الزعيم فاختار ميشيل عفلق وزيرا للمعارف فاغتنمها فرصة ليرسل البعثيين في بعثات دراسية الى فرنسا، فعادوا واستلموا الجامعات والادارات.
كان الصراع على أشده بين قادة الحزب حتى أنه في انتخابات سنة 1955 للمؤتمر القطري كانوا يقولون: (عفلق جاسوس انجليزي والحوراني فرنسي والبيطار عميل لأكثر من دولة )
المصدر : البعث ص 71
وأهم سمات فلسفة نيتشة تتلخص في ثلاث نقاط:
1- الالحاد.
2- ان فكرة القيامة هي التي جعلت من النصرانية (أخلاق عبيد) إذ أن حقد الضعفاء تجاه الأقوياء جعلهم يوحون لهم بفكرة الآخرة فاستسلم الأقوياء للأساطير وعم ظلام النصرانية العالم.
3 - اليأس والقلق: اللذان هما شرطان دائمان للعظمة الانسانية
4 – منه جاءت فكرة :" عبادة الفرد " .
المذاهب الوجودية جوليفيس ص 63
نعود إلى كشف الشخصيات التي تسمى بالفكرية، محمد توفيق صدقي:نشر هذا مقالة في مجلة المنار التي يرأسها المدعو محمد رشيد رضا تلميذ محمد عبده مقالة بعنوان :
" الإسلام هو القرآن وحده"
المنار ( 9/515)




لاحظوا كيف يقتربون من الرافضة و منكري السنة على حد سواء !!!
لا بأس من تفنيد شبهته السخيفة مثله ...
لقد سبقه إلى هذه الشبهة محمد توفيق صدقي في مقالته السابقة التي هي بعنوان :"الإسلام هو القرآن وحده" و قال عن هذه الجزئية: "من كان من الصحابة كثير الحديث ملوا منه ونهوه وزجروه كما فعل عمر بأبي هريرة، وشكوا فيه وقالوا إنه يضع الشيء في غير موضعه، ونسبوه للجنون كما في كتبهم".
الجواب:وعماد أدلتهم على بهتانهم السابق هو رواية ذكرها أبو رية بأن أبا هريرة رضي الله عنه كثرت أحاديثه فقال( وقد أفزعت كثرة رواية أبي هريرة عمر بن الخطاب فضربه بالدرة وقال له: "أكثرت يا أبا هريرة من الرواية وأَحْرِ بك أن تكون كاذباً")و نرد على بهتانهم بقول أهل العلم حفظهم الله عن الرواية السابقة ...
لقد عزاها أبو رية إلى كتاب "شرح النهج"لابن أبي حديد حكايةً عن أبي معروف الإسكافي،و النهج هو نهج البلاغة المنسوب كذباً إلى علي رضي الله عنه و أرضاه،حتى أن أحد العلماء سماه "نهج الحماقة" ،وابن أبي حديد من دعاة الاعتزال والرفض وهو من أصحاب ابن العلقمي وما أدراك ما ابن العلقمي ،وأبو معروف الإسكافي أيضاً من دعاة الاعتزال والرفض!!!والمضحك في الأمر هو أن ابن أبي حديد نفسه ذكر في كتابه النهج(1/360) طعوناً لأبي معروف الإسكافي في أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه ،ثم يأتي ليلفق هذه الرواية عن الفاروق رضي الله عنه و أرضاه تباكياً على أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه ،كما تعودنا منهم ،يقتلون القتيل ثم يشيعون جنازته،مثلما قتلوا الحسين رضي الله عنه و أرضاه عد ما وعدوه ورغبوه بالمجيء إلى الكوفة ،ثم غدروا به، ثم جاءوا إلينا مطالبين بثأره!!!
طبعاً لاحظوا أن كاتب المقالة الأول يسمي نفسه "درة عمر"كأنه حزين على سلفه الذين كانوا يجلسون في المسجد في غير وقت الصلاة ليدعوا الله أن يرزقهم فيضربهم عمر رضي الله عنه و أرضاه الدرة و يقول لهم:"السماء لا تمطر ذهباً و لا فضة"

ننتقل الآن إلى شخصية فكرية أخرى ألا و هو الكاتب محمد الغزالي،هذا الرجل للإنصاف لم يدخل والله أعلم في عداوة السنة وأهلها إلا عن جهل وتعصب مقيت وليس عن إصرار على عداء السنة والإسلام بالكلية،ونتناول فقرات موثقة من كتبه ونعلق عليها مستعينين بالله وحده لا شريك له .
يقول محمد الغزالي :{إن نفراً من العمال والحمالين والفلاحين فرطوا في أعمالهم الحرفية والفنية مكتفين في إثبات تدينهم بثوب قصير ولحية مشوشة} .
سر تأخر المسلمين ص 54
ولن نرد على هذه الشتائم والاستهزاء الواضح بشعائر الدين ولا على غيرها،وسنعتبر جدلاً بأنها من قبيل الخلاف المذهبي ، وسنتابع الكلام من زاوية حيادية على أقوال أخرى سطرها قلمه المنير.
يقول الكاتب الإسلامي المبجل:
" إن الغفلة عن القرآن الكريم والقصور في إدراك معانيه القريبة أو الدقيقة عاهة نفسية وعقلية لا يداويها إدمان القراءة في كتب السنة، فإن السنة تجيء بعد القرآن "
هموم داعية ص 25
نأخذ على مفكرنا البحر العلامة الحبر الفهامة أمران،الأول وصفه للقرآن بالإبهام والغموض مع أن الله تعالى يقول
:" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"
وأما الأمر الثاني،فهو وصفه للنظر في كتب السنة بما فيها الصحيحين بالإدمان،ومصطلح الإدمان يُشعر القارئ بعادة سيئة يتوجب على الإنسان أن يتخلص منها وإلا فهو يتجه إلى الهلاك،وما هو الأمر الذي تريد أن تشعرنا بالخجل من النظر إليه في كتب السنة يا غزالي ،وماذا فيها سوى سيرة رسول الله وأقواله وأفعاله وخصاله وشمائله وأخلاقه؟!
وأما الأمر الثالث، بالنسبة لما أُشكل من ألفاظ القرآن ،وتراكيبه ومعانيه فيقول تعالى كما أسلفنا مخاطباً رسول الله صلى الله عليه و سلم:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون"،
وسؤالنا لمفكرنا العظيم ومن سار على نهجه المستنير،إذا كان القرآن يخاطبنا بأن تبيانه عند رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى،فمن أين سنأخذ هذا التبيان إذا لم تكن كتب السنة المعتبرة تضمها؟!
وثمة لفتة في عبارة الغزالي لا أستطيع تجاوزها دون التعليق عليها،ألا وهي وصفه لأتباع السلف الصالح بالبوابين والبقالين من باب الازدراء والحط من شأنهم،فهل جاء الإسلام للأطباء و المهندسين و أساتذة الجامعات و المحامين و رؤساء الجمهورية و الوزراء فقط! لا تعليق .
أين يذهب الغزالي و أمثاله عندما يحتاجون إلى الخضار أو الفاكهة أو المواد الغذائية،هل يذهبون إلى أستاذ جامعي يحمل الدكتوراه؟!هل يذهبون إلى طبيب؟!إلى مهندس أو مساعد مهندس؟! إلى صيدلاني أو حتى ممرض؟!
وأما عن موقفه من تاريخ أمتنا المجيدة يقول:
" لم تستفد الدعوة الإسلامية شيئا يذكر خلال الحكم العباس بل إن سوء التطبيق لتعاليم الإسلامي نال من قدرتها على الانطلاق البعيد، حكام يتهاوشون على الدنيا، ويتقاتلون على المناصب ، أجهزة الشورى صفر. العدالة الاجتماعية مضطربة . .."
سر تأخر العرب والمسلمين : ص 66
أليس بنو العباس هم الذين نشروا الإسلام شرقاً وغرباً ،شمالاً وجنوباً؟!،
ألم ينظر هارون الرشيد رحمه الله إلى الغيمة التي لم تمطر ولم يأبه لها لأن فيئها سيعود إليه مهما ابتعدت رمزاً لعزة أمتنا وقتها؟!
من أين أخذت أوربا وأمريكا حضارتها المعاصرة التي أخذت عقولهم وقلوبهم وسحرت أبصارهم وطمست بصائرهم؟!ولماذا اسودت مياه نهر دجلة عند دخول التتار إلى بغداد؟!
كل هذا ،وما خفي كان أعظم،لا يساوي الغزالي شيئاً يُذكَر؟!
يقول الغزالي :" إن الوحدة الوطنية الرائعة بين مسلمي مصر وأقباطها يجب أن تبقى وأن تصان ، وهي مفخرة تاريخية ودليل جيد على ما تسديه السماحة من بر وقسط " قذائف الحق : (ص 66).
وقال " وقد كنت أريد أن أتجاهل ما يصنع الأخ العزيز شنودة ، الرئيس الديني لإخواننا الأقباط غير أني وجدت عددا من توجيهاته قد أخذ طريقه إلى الحياة العملية" قذائف الحق : (ص 67)
لاحظوا تلطفه مع النصارى ورفقه بهم لدرجة أنه جعل شنودة بمنزلة الأخ (و ما أدراكم ما شنودا)،وفي الوقت ذاته يصف أتباع السلف الصالح الذين دفعهم حبهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين إلى التمسك بسنته ظاهراً وباطناً على قدر استطاعة كل إنسان والله لا يكلف نفساً إلا وسعها .
لكننا نتساءل هنا،كيف يفسر الغزالي ومن تبعه هذه الآية الكريمة:
"لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه"
بل ويشنع علينا أمراً آخر وهو النقاب للمرأة بكلام سأترك الحكم عليه للقارئ الكريم :
" إن الإسلام لا يؤخذ من أصحاب العقد النفسية سواء كانت غيرتهم عن ضعف جنسي أو شبق جنسي"
هموم داعية: ص 143.
ولا بد من توضيح بسيط ومختصر لمسألة النقاب،فلم يختلف علماءنا على الحجاب الذي يغطي الشعر،ولم يختلفوا على أن لباس المرأة لا يجوز أن يَصِفَ ولا يشُفَّ ولا يكون فتنة بحد ذاته،ولا تتطيب المرأة ولا تتزين إلا لزوجها ومحارمها،لكنهم اختلفوا على النقاب الذي يغطي الوجه والكفين فيما إذا كان واجباً أو سنة،وكما أن علماءنا الأجلاء من أمثال ابن عثيمين وابن باز رحمهما الله أوجبوا النقاب،فإن شيخنا المحدث الفاضل الألباني رحمه الله جعله سنة ومستحبة،لكنه تأدب بأدب الحوار والخلاف مع خصومه ولم يشنع عليهم بمثل هذا الكلام القبيح ولا أقل منه في حياته كلها،وكل ما فعله هو أنه جاء ب 19 دليلاً على فتواه التي لامه عليها الكثير من الناس حتى اتهموه بالإرجاء
وكم صُعقت عندما رأيته هو الآخر يدعو للتقريب مع الرافضة ،يقول:" وأعترف بأن لي أصدقاء من الشيعة أعزهم وأحبهم ومن أجل ذلك أعرض هذه المباديء لدفع الأمور إلى طريق التصالح والإخاء" دستور الوحدة : ص 13 .
يتبع إن شاء الله ...

التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس