عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-25-2010, 07:32 PM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهل سمعت عن الوهابيين ؟

إنه مصطلح لا وجود له في كتب الأئمة الربانيين أصحاب أمهات الكتب.

ولبحث هذا المصطلح لابد أن ترقَى ثلاث درجات بالإجابة عن ثلاث أسئلة رئيسة:

من الذين أحدثوا هذا الاصطلاح؟
ومن يقصدون به؟
وماذا قصدوا من إشاعته؟

ابحث عن الكلمة، ثم تأمل في كتب من ستجدها؟، وعلى لسان من تسمعها؟
إنها تجري على ألسنة (الصوفية) الذين يسألون المدد من غير الله تعالى، إنها مسطورة في كتب قوم
ستشهد عليهم أيديهم (إن لم يتوبوا) أنهم استلموا بها الأنصاب،
ومسحوا بها الأعتاب، وملؤوا بها صناديق النذور..
إنهم جهَّال المسلمين الذين وقعوا في الشرك الأكبر أدام الله علينا العافية منه،
ورزقنا وإياهم قبل الموت توبة.

وكذا تجد الكلمة (كلمة الوهابيين) على ألسنة (الشيعة) الروافض الذين يعبدون بعض آل البيت
ويلعنون بعض آل البيت (رضي الله عن جميع آل البيت).. فيتوسلون بالحسنين وفاطمة رضي الله
عنهم، ويلعنون عائشة وحفصة رضي الله عنهما !

وتجد الكلمة في شبهات (الأشاعرة والماتريدية)، المؤولة المعطلة الذين تاهوا في الإيمان بصفات الله
جل جلاله، ولم ينضبطوا في فهم القرآن والسنة بفهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
حسناً.. قد عرفنا من هم الذين أحدثوا اصطلاح (الوهابية)

فمن قصدوا به؟


إنهم يقصدون بهذه الكلمة كل من وحَّد الله تعالى في القصد والطلب !

جرب أن تنهى أحدهم عن التوسل بغير الله تعالى، أو تنهى أحدهم عن الصلاة في مسجد به قبر،
أو تنهى حالفاً عن الحلف بغير الله تعالى، أو تنهى متبركاً بغير ما شرَّع الله..

فإنه إن كان من جهلة المسلمين (ذوي الجهل البسيط الذين لم يتعلموا التوحيد بحق) ،
فإنه سيستغرب كلامك، وإما أن يشرح الله صدره، وإما أن يحتاج لمزيد وعظ وبيان..
أما إن كان جهله مركباً لا بسيطاً، فإنه سيجادلك بشبهات واهية، وينطق بأدلة جلّها غير ثابت،
حتى الثابت منها تجده قد اعتمد في الاستدلال به على فهمٍ غير معصوم ، وسيقول لك بين شبهاته:
أنت وهابي.. يا وهابي.. ،أو يخاطبك أنت وحدك بصيغة الجمع: يا وهابيين.. أنتم وهابيون.. إلخ !!
سبحان الله ! إلى من يَنسبون الموحّد الذي ينهاهم عن الشرك الأكبر؟

ماذا تعني كلمة (وهابي)؟

والجواب: أنهم ينسبونه إلى الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى !
فمعنى كلمة (وهابي) عندهم: أنك من أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب.
وهنا يجدر السؤال: هل نقول: لا .. إننا لسنا وهابيين ؟! أم نقول نعم إننا وهابيون؟!

والجواب أنهم إن قصدوا التوحيد فكل المسلمين وهابيون


إن كان كل من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً يُنسب لهذا الإمام ،الذي أطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأخرج الأنصاب من المساجد، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور
أنبيائهم وصالحيهم مساجد. ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك . [مسلم]،

فأقام أمة على التوحيد، فمَن مِن المسلمين لا يتمنى شرف هذه النسبة؟

وإن كان كل من يتأدب مع صفات الله، فلم يُعطل قولاً قاله الله جل جلاله،
ولم يُحرِّف نصاً ولا فهماً من شرع الله:
فيؤمن أن الله مستوٍ على عرشه لأنه قال: { ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [طه: 5]، ويؤمن بيد الله لأنه قال:
{ ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } [الفتح: 10]، وأنه سبحانه فوق خلقه في السماء كما قال عن نفسه: { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } [تبارك: 16]، ولقوله تعالى عن الملائكة: { ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ } [النحل: 50]..
إلى آخر الاعتقاد السلفي الصحيح ،ويلتزم مع كل هذا بألا يُكيِّف ولا يُشبِّه ولا يُمثِّل،
بل يثبت ما أثبت الله لنفسه،وما أثبته له رسوله غير مشبه ولا ممثل ولا مكيف،
فيعتقد في كل ذلك أن الله لا يشبه ولا يماثل شيئا من خلقه،وأنه لا يعلم أحدٌ كيفية صفاته تبارك وتعالى، فاستواؤه استواءٌ حقيقي يليق بكماله وجلاله ليس كاستواء أحد، ويده يدٌ حقيقية تليق بكماله وجلاله ليست كيد أحد، وهكذا كل أوصافه التي قالها هو سبحانه عن نفسه أو أنطق بها رسوله صلى الله عليه وسلم: أوصافٌ على نحوٍ يليق بكماله وجلاله لا كأوصاف أحد من خلقه
{ ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }. [الشورى: 11]

وكثيرا ما قلنا:

إن سألني الله تعالى: يا عبدي لماذا قلت إنني أنزل كل ليلة، ولم تقل إن رحمتي هي التي تنزل؟
فقلت: يا رب رسولك قال هذا. هل يُحتمل هنا أن آثم بهذا بين يدي الله تعالى؟!
بالطبع لا ؛ قال سبحانه: {﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }

أما إن سألني سبحانه: يا عبدي لِمَ قلت إني لا أنزل كما قال رسولي عني، وإنما تنزل الرحمة؟
فقلت مثلاً: يا رب أردت تنزيهك.. فماذا أقول لو سألني:
أتنزهني عن أوصاف وصفت بها نفسي ووصفني بها رسولي؟ أأنت أعلم بي مني ومن رسولي؟؟
بالله عليك؛ مَن ها هنا أفوَز؟

قال الله جل جلاله: {﴿ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ } [البقرة: 140]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن أتقاكم وأعلمكم بالله: أنا" [البخاري]
فإن كان كل من يتأدب بهذا الأدب مع أوصاف الله تعالى، و ينضبط في فهم نصوص الشرع كلها من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. يسمى وهابياً، فأي شرف أسمى من هذا؟

يتبع إن شاء الله
التوقيع



اللهم جاز معلمتنا الخير عنا خيرا واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب

رد مع اقتباس