عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-03-2008, 10:32 PM
عاشقة دين الله عاشقة دين الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

الأنيس:
امتلا البيت بالناس....وما بين باك ومتالم وحزين...ومذهول من سرعة موتى...ثم حملت الى حيث يوجد قبرى...وضعونى بداخل القبر ثم ولوا مدبرين سراعا...وتركونى وحيدا
نظرت حولى...لم أبصر شيئا... انخلع قلبى من الخوف ... ظلمة شديدة ...ووحدة رهيبة وغربة ليس بعدها....الان انا وحدى ...فى كل شى سأكون لوحدى...هل هذا بيتى هل هذا قبرى ...الهى وسيدى ومولاى...انا كنت فى الدنيا عبدا طائعا رحمتك يا ارحم الراحمين...وفجاءة ظهر لى ملكان...يالهول مشهدهما...عيونهما مثل البرق...وصوتهما مثل الرعد...انتهرانى بشدة وسألانى من ربك وما دينك وماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيكم ولم أدر الا و أنا أجيب بسرعة وثبات عجيب واطمئنان راسخ...ربى الله ...ودينى الاسلام... ومحمد رسول الله..ياللفرحة التى كانت فى قلبى ساعتها ...ياللسرور الذى ملا كل كيانى فى تلك اللحظة وتذكرت هنا الاية التى كنت أقراها فى الدنيا (يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)
صدقت يا ربنا انت الذى ثبتنى...انت الذى انطقت لسانى فلك الحمد كله . وهبت على نسمة من الهواء لم اشعر بمثلها قط تغلغلت فى كل كيانى ...وفجاءة لاحت لى أحزمة من النور والضياء أخذت تقترب شيئا فشيئا حتى وجدتها أمامى...وجوها من أحسن الوجوه...وضاءة وملاحة فسالتهم وقلبى يرقص فرحا من أنتم؟ فوجوهكم كلها الخير ...فابتسموا وقالوا لى ...الا تعرفنا ...كيف لا تعرفنا ونحن صنع يديك ثم عرفنى كل منهم بنفسه فقال النور الاول أنا صلاتك وقال الثانى وأنا زكاتك ...وانا غضك لبصرك...وانا برك لوالديك...ونصرتك للمسلمين...وانا صيامك...وانا كفالتك لليتيم...ثم وجدت نور شديد فقلت من أنت؟؟قال أنا القران الذى حرمك النوم بالليل أنا وردك القرانى الذى كنت تقراه بالليل...انا الان حجتك وشفيعك امام ربك عزوجل ...ثم ابتسموا جميعا واقتربوا من بعضهم البعض حتى صاروا نورا واحدا لم ارى مثله قط أضاء قبرى وقالوا بصوت واحد أنا عملك الصالح ...وأنا جليسك فى وحدتك ومؤنسك فى غربتك الى يوم القيامة.
رقص قلبى فرحا وطار فى نواحى القبر...ماهذا...ان القبر يتسع ويتسع حتى صار على امتداد بصرى ....اللهم لك الحمد يارب العالمين ...كل هذا من أجلى أنا...أنا العبد الضعيف..الذليل ...المحتاج...جاءنى صوت يقول بل انت العب الطائع...بل انت حبيبى ...ياالهى يا ارحم الراحمين...انا حبيبك انا العبد المسكين حبيب رب العالمين...يالها من كرامة يالها من جائزة.
تذكرت لحظتها الدنيا بكل متعها وزخرفها وزينتها ...كم تساوى فى مقابل تلك اللحظة...فاى شى يساوى رضاء رب العالمين..يا اصحاب الجوائز والميداليات...هل هناك جائزة اعظم من تلك الجوائز.
وهنا كان الشوق لربى قد بلغ مبلغه فلم اتمالك نفسى فناديت بكل قوتى رب اقم الساعة ....رب اقم الساعة....رب اقم الساعة...وسمعت صوت الحق ...ليس الان فان الله عزوجل فقد قال فى كتابه الكريم (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى)
وهنا نمت كما ينام العروس فى يوم زفافه ونعيم الجنة حولى وكل مكان فى قبرى يصدق حديث النبى الكريم (القبر اما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار )وها انا احيا فى روضة من رياض الجنة انتظر وعد رب العالمين يوم الفصل بين الخلائق اجمعين انا اشتاق لروية النبى والصحبة الكرام واذوب تحرقا للقائه على الحوض.

وماذا بعد:
اخى الحبيب ...هاقد عرفت الام صرت بعد الحياة ....وكيف اكرمنى ربى وثبتنى وكيف عاملنى ملك الموت وملكا القبر...وها انا ذا انتظر لقائى بحبيبى محمد (صلى الله عليه وسلم)
وانى سائلك؟ترى ماذا انت فاعل بعد ما عرفت ما عرفت ...الان:
1_اجعل الدنيا فى يدك وليست فى قلبك واوجز فى الطلب فانما كل شى بقدر
2_اذكر الموت دائما
3_اكثر من زيارة القبور لتعتبر وتتعظ وتعرف اين سيكون مصيرك؟؟

*وهنا يكون قد انتهى اليوم الاول والى اللقاء فى اليوم التانى(لقاء على الحوض)

يتبع....

رد مع اقتباس