عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-13-2008, 12:08 AM
مريم= مريم= غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon35 ندوة الحوار الإسلامى المسيحى بالفاتيكان ... ؟؟ !!

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاتيكان وندوة الحوار الإسلامى المسيحى ... ؟!

بقلم الدكتورة / زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية ... (جامعة القاهرة)
..
..
..

..
بابا الفاتيكان يستقبل مفتي البوسنا (أحد المشاركين في الحوار)
..
إنعقدت ندوة الحوار المسيحى الإسلامى فى الفاتيكان من4 الى 6 نوفمبر الحالى(2008). ولفهم حقيقة ما يدور فى المؤسسة الفاتيكانية لا بد من نظرة سريعة لما سبقها من أحداث.. ففي السابع والعشرين من شهر أكتوبر 2008 نشرت مواقع الفاتيكان بيانا ، بعناوين مختلفة حتى لا يبدو انه مقصود النشر، حول اللقاء المغلق الذي سيدور في الفاتيكان تحت عنوان "ندوة الحوار الإسلامي-المسيحي" ، موضحا أن برنامج ذلك اللقاء قد تم وضعه في شهر مارس الماضي، أثناء أحد اللقاءات التي تتم دوريا. والمعروف إنها تتم بين مجموعة من المسلمين الموالين للفاتيكان، فهو الذي ينتقيهم، وأخرى من العاملين به.. كما أعلن ذلك البيان أن اللقاء المحدد له من 4 إلى 6 نوفمبر 2008 قد سبقته عدة لقاءات مسيحية إسلامية في أماكن مختلفة من العالم.. وهو ما يكشف عن كيفية قيادة الفاتيكان وإعداده لهذه اللقاءات التي يرمى من خلالها إلى الحصول على مزيد من التنازلات.. فالحوار في نصوص الفاتيكان المنشورة يعنى " كسب الوقت حتى تتم عملية التنصير" ..
وكان آخر هذه الاجتماعات ما تم انعقاده يومي 24 و 25 أكتوبر الماضي ، في تركيا، بين المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية وجامعة مرمرة، تحت عنوان "العلاقات بين العقل والإيمان في الإسلام والمسيحية". واجتماع آخر في مطلع الإسبوع، في مدينة بروكسل، بمبادرة من مجمع الكنائس الأوروبي ومجلس المجامع الأسقفية الأوروبية، وكان بين الحاضرين الكاردينال جان-بيير ريكار (J.P.Ricard) الذي راح يكرر مطلب بنديكت 16 بعد تلقيه خطاب ال138 مسلما، من أنه يتعيّن على المسلمين أن يسلكوا نفس الطريق الذي سلكه الفاتيكان في القرنين الماضيين وتطبيق مطالب عصر التنوير، وخاصة ما يتعلق منها بحقوق الإنسان وحرية العقيدة وممارستها علناً!..
والمعروف أن خروج الفاتيكان عن تعاليم دينه وتبرئة اليهود من دم المسيح واستبعاد المسلمين من نسل سيدنا إبراهيم وفرض تنصير العالم بل والاعتراف بأن الكتاب المقدس من صياغة بشر وليس من عند الله، هي من أهم قرارات مجمع الفاتيكان الثاني الذي كان من توابع عصر التنوير، وكل ذلك مكتوب ومنشور في وثيقة "في زماننا هذا" منذ عام 1965 والتي كرر الكاردينال جان لوي توران أكثر من مرة قائلا: "أنها ستكون حجر الأساس للحوار بين الفاتيكان والمسلمين"، وهو القائل قبل ذلك " انه لا يمكن إيجاد حوار مع المسلمين طالما يعتقدون أن القرآن منزّل من عند الله! " ، والتعليق تم نشره آنذاك في كل الصحف.. فهل سيقوم المسلمون بالخروج عن دينهم وتبديل آيات القرآن الكريم واستبعاد بعضها مرضاة للفاتيكان أو تمشيا مع سياسته الرامية إلى اقتلاع الإسلام بأيدي المسلمين ؟؟. إن الخطاب الذي وقّعوا عليه يقولون فيه: "قل هو الله أحد الله الصمد" مستبعدين بقية السورة القائلة "لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" ، وهى إدانة صريحة من الله عز وجل لفرية تأليه السيد المسيح وبدعة الثالوث إدانة بلا مواربة.
كما أوضح ريكار أن "حرية العقيدة تعنى حرية الانتقال من ديانة إلى أخرى أو ترك الديانة دون أن يترتب على ذلك أية ردود أفعال"، والمقصود بها حد الردة، وهو كما قال: "موضوع حساس بالنسبة لكثير من المسلمين، لكنني أعتقد أن الاندماج الكامل في المجتمعات الأوروبية يتضمن هذه الحرية، كما أن مبدأ الحرية الدينية يجب إن تكون له قيمة متبادلة، أي أن توجد في أوروبا وفى البلدان الإسلامية " ! وهو ما يكشف حقيقة ما يحاك للوجود الإسلامي في الغرب وكيف أن الاندماج في تلك المجتمعات يعنى، في نظر الفاتيكان، إلا يتشرب المسلمون عادات المسيحيين وتقاليدهم فحسب وإنما أن يتشرّبوا عقيدتهم أيضا؛ كما يتضمن الإصرار على بناء كنائس في ارض المملكة السعودية وهو ما يحاول الفاتيكان فرضه عن طريق الدهاليز الدبلوماسية.
ومن اللقاءات السابقة والممهدة لندوة 4-6 نوفمبر، المحاضرة التي ألقاها القس كريستيان ترول (Ch. Troll) في لندن بعنوان "نحو التزام مسيحي-إسلامي" ، بحضور كل من أسقف كانتربرى ، روان ويليامز، الذي يلعب دورا واضحا في تلك اللقاءات التابعة للبابا، إضافة إلى عبد الحكيم مراد وينتر وعارف على النايض ، ويعتبران من أهم شخصيات لقاء 4-6 نوفمبر الممالئة للفاتيكان على حد ما يُفهم من المقالات التي يمليها على وسائل إعلامه.
وعلى الرغم من الإعلان عن أن كل وفد سيتكون من 29 فردا من بينهم بعض السيدات، إلا أن الفاتيكان لم يعلن إلا عن أسماء خمسة فقط من كل جانب. وأوضح أن أسماء المسلمين المشاركون في ذلك الحوار المغلق هي: عبد الحكيم مراد وينتر البريطاني، وعارف على النايض الليبي، وكلاهما أستاذ في جامعة كمبردج، وإبراهيم كالين التركي، ويقوم بالتدريس في كلية يسوع بجامعة جورج تاون بواشنطن، وسهيل نخّودة الأردني، مدير مجلة "إسلاميكا مجازين" التابعة للفاتيكان، والإيطالي يحيى بللافتشينى وكان من فرق الهيبيز السابقين .. وإن خرجنا بشيء من هذه الأسماء ، إضافة إلى ما نشر عن حضور طارق رمضان أو محمود عزب ، لأدركنا بوضوح كيف أن الفاتيكان يستعين بقدرات كل من يمكنه تمرير طلباته المخادعة والهادمة للإسلام سواء عن عمد أو عن جهل..
وفيما بين الثاني والثالث من نوفمبر وقبل بداية ذلك الحوار المغلق نشرت الصحف والإذاعات الفرنسية العامة والمسيحية حوارات وموضوعات تشترك جميعها في عرض الموضوع وكيف أنه بدأ بالخطاب الذي ألقاه البابا في راتسبون وفُهم منه "خطأ" انه سب الإسلام والمسلمين ، فأُصيب المسلمون بالهلع، فتقدم 138 من كبار العلماء بخطاب يناشدون فيه البابا قائلين "تعالى إلى كلمة سواء ، ولنبحث عن المشترك بيننا" – فيبدو الأمر وكأن المسلمون قد خافوا من أن يتمادى البابا في كشف "مساوئ" الإسلام فقرروا لمّ الموضوع وترك الخلافات، التي أوضحها الله عز وجل في كتابه الكريم، ليبحثوا مع الفاتيكان عن المشترك بين الديانتين – ويا للعار !..
ومن المؤسف أن يكون هذا موقف تلك المؤسسة الدينية وتعاملها بوجهين، إن لم يكن بعدة أوجه، فالحقيقة التي تكشفت آنذاك في مواقعها ونصوصها هي: أن البابا قد قلق من رد فعل المسلمين وطالب الكاردينال جان لوي توران أن يتصرف لمحاصرة الموقف!.. فبدأ باللجوء إلى من يراهم من الموالين له من المسلمين وتمخضت اللعبة عن ذلك الخطاب الفضيحة الذي يقول فيه المسلمون أنهم يعبدون نفس الإله مع المسيحيين ، متناسين أننا نعبد الله الذي ليس كمثله شيء ، خالق الكون بكل ما به، بينما يعبد المسيحيون "ربنا يسوع المسيح الذي تجسد بشرا وعُذب وصُلب وقُبر ونزل في الجحيم ثلاثة أيام ثم صعد وجلس عن يمين الآب الذي هو نفسه" !. وهو ما يقوله بنديكت 16 في كافة خطبه وأحاديثه، مؤكدا انه لا خلاص لكافة البشر إلا بيسوع المسيح، بل وذلك ما قاله احد أعضاء الفاتيكان في أول جلسة افتتاحية لذلك الحوار المنعقد من 4 إلى 6 نوفمبر، ولا نملك إلا أن نتساءل هل يعبد المسلمون مثل هذه الفريات المختلقة عبر المجامع على مر العصور والتي لا يقبلها عقل ولا منطق ؟!.
وفى الكلمة التي ألقاها البابا بنديكت 16 باللغة الإنجليزية، صباح يوم الخميس 6 نوفمبر الحالي، أمام أعضاء الوفدين في تلك الندوة المغلقة، ونشرتها جريدة "لا كروا" نقلا عن الفاتيكان ، قال بنديكت 16 في تعريفه للإله الذي يعبده هو وأتباعه قائلا:
" يُعلن التراث المسيحي أن الله محبة (يوحنا 4:16) ومن منطلق الحب خلق الكون بأسره، وبحبه أصبح موجوداً في التاريخ الإنساني. ولقد أصبح حب الله مرئيا، متجلّياً كاملا ونهائيا في يسوع المسيح. وهكذا نزل ليقابل الإنسان، وبينما ظل بكونه الله، أتخذ شكل طبيعتنا. وأعطى نفسه لكى يستعيد الكرامة الكاملة لكل شخص ويجلب لنا الخلاص" ، إذ يقول النص بكل وضوح :
"The christian tradition proclaims that God is Love (1 Jn 4:16). It was out of love that he created the whole universe, and by his love becomes present in human history. He thus came down to meet man and, while remaining God, took on our nature. He gave himself in order to restore full dignity to each person and to bring us salvation"
فهل ذلك هو مفهوم الله عند المسلمين حتى يسكت الحاضرون ويبصمون ؟!..
ولا أقول شيئا عن باقي المطالب التي جاهر بها البابا، من قبيل التأكيد على نسيان سوء الفهم واجتياز كل الخلافات و حماية الحقوق الأساسية للإنسان كحرية المعتقد وحرية العقيدة والعنف الذي يلاقيه رجال الدين أو العنف باسم الدين، فهي بحاجة إلى مقال على حدة، فأقل ما كان يجب أن يقال له : إن كان هناك ثمة عنف باسم الدين من جانب المسلمين فهو يقينا كرد فعل ضد عمليات التبشير والتنصير التي تقودها الكنيسة بهيستريا عبر العالم الإسلامي !
أما البيان الختامي الصادر عن اللجنة المجتمعة مساء يوم 6/11، فقد تضمن 12 بندا تدور حول المساواة بين الرجل والمرأة، وحرية المعتقد وحرية العقيدة، وإنشاء نظام إقتصادى أخلاقي، ورفض العنف والإرهاب باسم الدين، وهى وثيقة بحاجة إلى دراسة وردّ تفصيلي، لكننا نتوقف عند أول بند، الذي تأخذ ديباجته نصف صفحة تقريبا، بينما باقي البنود قد صيغ كل منها في سطرين أو ثلاثة.
يتناول البند الأول التعريف بحب الله وحب القريب بالنسبة للمسيحيين وفقا لإنجيل يوحنا، وتحديد أن هذا الحب خاص بالإنسانية جمعاء وبكل البشر" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " (3 : 16) وان هذا الحب قد وُضع في القلب البشرى عن طريق الروح القدس ..
أما بالنسبة للمسلمين فيعتمد حب الله والقريب في هذا البيان على ما ورد بخطاب "كلمة سواء" الذي تمت فيه عملية بتر مغرضة للآيات القرآنية، دون ذكرها في البيان، وإنما تم الاستشهاد بحديثين لمسلم والبخاري، مع إضافة : " أن هذا الحب، كما يحدده القديس المحبوب ماأوميه، هذا الحب أقدم من الحب الإنساني للإله الوحيد الحقيقي" ! ( le Saint et Bien-aimé prophète Mahomet ) والمقصود ب "القديس المحبوب ماأوميه" هو سيدنا محمد صلوات الله عليه، فكلمة "ماأوميه" هو التحريف الذي اشتقه التعصب الكنسي عبر التاريخ لاستبعاد اسم سيدنا محمد عن الذاكرة العامة، على الأقل في الغرب، الذي يعرف تماما كيف يكتب اسم محمد حينما يتعلق بأي شخص آخر إلا رسول الله ! وكان الأكرم لهؤلاء المشاركين، لو كانت لديهم ثمة غيرة على دينهم أو اى احترام لنبيهم أن يحتجوا ويطالبوا الفاتيكان بتعديل كتابة اسم سيدنا محمد بدلا من التوقيع على ذلك التحريف !. أما الإله الوحيد الحقيقي في نظر تلك المؤسسة المجحفة فيقصد به "ربنا يسوع المسيح"، وهو ما لا يكف بنديكت 16 عن ترديده في كافة كتاباته وخطبه، وانه الطريق الوحيد لخلاص كل البشر !. وما أكثر الخلط والتلاعب بالألفاظ في هذه الوثائق ..
ومن مهازل إفراد هؤلاء المسلمين، ان يدلى الدكتور مصطفى شريف، الجزائرى، بحديث لإذاعة الفاتيكان تم نشره يوم 6/11 فى موقع الإذاعة يقول فيه بكل مغالطة: "بكل اسف، يعانى المسيحيون على ارض الواقع فى البلدان الإسلامية وخاصة فى العراق" !. وكان الأكرم له أن يتهم ذلك الإحتلال الغاشم السياسى-الدينى، الذى راح ضحيته اكثر من مليون شهيد ومشرّد عراقى، فقوافل المبشرين التى غزت العراق ضمن العتاد الحربى الأمريكى فضحته الصحافة الغربية والأمريكية قبل ان تتناوله الصحافة العربية والإسلامية.. فإن فرضنا جدلا وكانت هناك أية ردود افعال من المسلمين، سواء فى العراق او فى اى بلد إسلامى، فهى ردود أفعال نتيجة لكل ما يمارس عليها من تنصير استفزازى سواء للمسلمين او لمعالم البلدان الإسلامية. وكان الأكرم له ان يطالب بحماية الفلسطينيين من طغيان الصهاينة الذين عاون الفاتيكان على تأسيس دولة لهم مغتصبة على ارض فلسطين وان يطالب بفك الحصار المميت عن سكان غزة وغيرها، او ان يطالب بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، او أضعف الإيمان ان يذكر ويدين عمليات التنصير الدائرة على ارض الجزائر ذات المليون شهيد !!
..
ولا يسعنى إلا أن اقول لتلك الحفنة المفرّطة فى دينها جهلا أو عن عمد، أن تتقى الله، وأن تقرأ نصوص الفاتيكان الخاصة بالحوار وغيره، لتدرك الهاوية التى يسوقون إليها انفسهم أولا، قبل أن يسوقوا الإسلام والمسلمين، الذين لم ينتخبوهم ولم يوكلوا إليهم عقد اللقاءات باسمهم أو التوقيع على قرارات مجحفة، كل المطلوب منها كسب الوقت والحصول على مزيد من التنازلات، وكان الأكرم لهم أن يطالبوا ذلك البابا ومؤسساته الفاتيكانية بوقف تنصير العالم الذى يقوده بجبروت محموم عن غير وجه حق..
..
وتختنق العبارات فى الحلق حزناً وألماً على عمليات التفريط والتطبيع التى تُفرض على المسلمين، بأيدي قيادات مسلمة فى شتى المجالات، هان عليها دينها وبلدانها فى زحمة وزخم زحفها لمراضاة الغرب المسيحى المتعصب ومطالبه الظالمة، من أجل حفنة وعود زائفة كاذبة زائلة ..
7/11/2008
..
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php
..
يمكن التواصل مع الدكتورة / زينب عبد العزيز على الإيميل التالى :-
..
..

..
{ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } يوسف64} ...
..
رد مع اقتباس