عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 05-19-2008, 12:45 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

السؤال : قال الله تعالى "ولم أك بغيا" ، وقال "ولم تك شيئا" ، وقال أيضا "ولم يك شيئا" ، وقال سبحانه "لم يكن شيئا مذكورا" ، وقال "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب..." ؛ والسؤال هو : ما سبب حذف النون في الآيات الثلاث الأولى وهي من سورة مريم ؟ ولماذا لم تحذف في الآيتين الرابعة والخامسة ؟


الجواب : مما هو مقرر في دواوين النحو أن ( كان ) يجوز حذف النون فيها لغرض التخفيف ، وذلك لكثرة دورانها على الألسنة ، وهذا الحذف من خصائص ( كان ) دون أخواتها ، إذ هي أم الباب . (راجع خصائص أمهات الأبواب النحوية 161 للدكتور فائزة بنت عمر المؤيد ، بحث منشور في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود عدد 35/سنة1422 هـ)
وحذف النون من ( كان ) مقيد بشروط هي :
1- أن تأتي ( كان ) بلفظ المضارع ، نحو "أكون ، يكون ، نكون"
2- أن تكون في حال مضارعتها مجزومة ، وعلامة هذا الجزم السكون فحسب ، نحو "لم يكنْ"
3- أن لا يكون بعدها حرف ساكن ولا ضمير متصل .

فإذا اجتمعت هذه الشروط جاز حذف النون ، وليس هذا الحذف واجبا ، وإلى هذا الجواز أشار ابن مالك بقوله:
ومن مضارع لـ"كان" مُنْجَزمْ **** تحذف نونٌُ وهو حذف ما التُزِمْ
(انظر التصريح مضمون التوضيح لخالد الأزهري 6/ 195)
ومثال ما حذفت منه النون بعد اجتماع الشروط ، الآيات الثلاث الأولى الواردة في السؤال ، ومثال ما بقيت فيه النون والشروط مجتمعة الآيتان الأخريان.
وأزيدك بيانا بما لا يجوز حذف النون منه ، وهو ما جاء في قوله تعالى : "من تكون له عاقبة الدار" (سورة الأنعام 135) لأن كان هنا غير مجزومة.
وكذا قوله تعالى "لم يكن الله ليغفر لهم" (النساء 137) لم تحذف النون ، لأن الحرف الذي ولي "كان" ساكن لا متحرك.
وقوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب في الدجال "إن يَكنْهُ فلن تسلط عليه" (البخاري 1289، ومسلم 2930،2931 من حديث ابن عمر رضي الله عنه)
لا تحذف النون من "كان" لاتصالها بضمير نصب .

رد مع اقتباس