عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 09-30-2010, 03:55 PM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

يصون بها نفسه .وسفيان الثوري- رحمه الله- أغلق هذا الباب على نفسه بما يتعلق بالخليفة ويمكن أنا ذكرت طرفًا من قصة سفيان وهروبه من الخليفة ، لأنه كان خائف من مجاورة الخليفة ويذهب معه ويذهب ويجيء ويعطيه صرة مال وصرة مال قلبه يضعف عن الإنكار ، لذلك كان سفيان يقول: والله ما أخشي اهانتهم ولكن أخشي معروفهم فلا أرى منكرهم منكرًا ، وكان يقول إذا رأيت العالم عند الوالي فاعلم أنه لص ، وهذا رأي سفيان .
رَأْيَ الْعُلَمَاءُ فِيْ الْتَّقَرُّبِ مِنْ الْمُلُوْكِ وَالْأُمَرَاءِ:وطبعًا أهل العلم لهم مذهبان في المسألة:-المذهب الأول: مذهب يري جواز الاقتراب إذا كان المرء عنده القدرة ألا يفتتن ، لأن قرب أهل العلم من الحاكم خير للحاكم وللدنيا ، لأنه لن يصدر إلا عن رأيهم ، وإذا ترك أهل العلم الوالي فسيقترب منه أهل النفاق وأهل الفسق وهم أهل مشورته ، فلا يضرون الحاكم وحده أنما يضرون الخلق فاقتراب أهل العلم فيه منفعة كبيرة ، لذلك كان مالك والشافعي والأوزاعي سفيان بن عيينة وكثير من علماء الأمصار لا يرون بأسًا بذلك الاقتراب .المذهب الثاني: بعض أهل العلم كانوا لا يرون ذلك مثل بن جريج في مكة وعبد الله بن المبارك في خراسان ، وسفيان الثوري في الكوفة ، كانوا لا يرون الاقتراب ,المسألة مسألة شخصية إذا الإنسان قدر أنه إذا اقترب لا بأس بذلك وأنه سيصدع بالحق ، فمثلاً بن جريج عبد الملك بن عبد العزيز إمام أهل مكة يقول أحمد بن حنبل: بن جريج أقول بالحق من مالك ، دخل علي أبي جعفر المنصور فقال له: إن أولاد المهاجرين والأنصار يموتون ببابك ، الإمام أحمد يعلق ويقول: وأبو جعفر أبو جعفر ، لا أحد يستطيع أن يقول له شيء ولا أحد يستطيع أن يتنفس في حضرة أبي جعفر لأنه كان شديدًا ,ومع ذلك بن جريج يقول له هذا الكلام القوي العالي ، لذلك الإنسان إذا كان يضمن إن اقترب يقول الحق ولا يضره إن استبعد فله أن يقترب ، وإذا خاف على نفسه كما كان سفيان يخاف وكما كان بن المبارك يخاف ,بن المبارك كان يقول وكان يشتد في هذا أيضًا ، وكان يقول:فهذه طائفتان وكل امرئ يعرف نفسه .سفيان الثوري يقول: بقاء المال في يد العالم فيه صيانة للعلم حتى لا يستذل .(وكَان بن مَهدِي يَستَغِل كل سَنة ألفى دينار .)أي عشري ألف درهمًا ، وبن مهدي هو عبد الرحمن بن مهدي وهو من مشايخ الإمام أحمد بن حنبل وهو من أهل الفقه والحديث ، وهو من أثبت الناس ، ولعبد الرحمن بن مهدي جميل في أعناقنا جميعًا ، قلَّ من يلتفت إليه فإنه كان السبب المباشر في أن يصنف الشافعي كتاب الرسالة ، أ,ل كتاب في أصول الفقه ، فإن عبد الرحمن بن مهدي أرسل إلى الشافعي رسالة أن يكتب شيئًا في ضبط مسائل التأويل والمعاني ، فاستجاب الشافعي رحمه الله- وكتب كتاب الرسالة بأسلوبه الرشيق ، وأنا أريدكم أن تشتروا هذا الكتاب كتاب الرسالة لكي تستمتع بلغة الشافعي وليس بفهمه ، وكان الشافعي من أنحى الناس ، يقول بن هشام: لو صنف الشافعي الكتب بلغته ما فهمها أحد ، إنما كان يتبسط في العبارة حتى يوصل العلم لإلى الناس ,فلما كتب الشافعي- رحمه الله- هذا الكتاب الفرد وأرسله إلى بن مهدي وقرأه بن مهدي ذهل منه ، وقال: فعلمت أن الشافعي رجل عاقل ولا أزال أدعوا له والكتاب اسمه الرسالة لأن الشافعي أرسلها إلى بن مهدي على خلاف المتعارف عليه الآن ، أي جزء صغير نسميه رسالة ، يقول لك : هذه رسالة صغيرة ، لا ، الرسالة مأخوذة من الإرسال ، إنما الكتاب لما يكون صغير هذا اسمه جزء ، لذلك لا تجد في أي كتاب من الكتب صغيرة الحجم أحد ممكن يكتب رسالة ، إنما يكتب الجزء فيه كذا وكذا ، ولفظ الجزء هو الذي فيه ثلاثين أو أربعين ورقة وغير ذلك ,فأي جزء فيه ثلاثين ، أربعين ورقة أو هذا الكلام هذا يسمى جزء ولا يسمى رسالة ، لأن بعض طلبة العلم يخطأ ويقول أنا عملت رسالة صغيرة في كذا لا الرسالة إنما تكون من الإرسال وليست من صغر الجزء .بن الجوزي سينقل نقلة ولن ينفع أننا نقولها لكم ونترككم معلقين لأنه سيتكلم عن الزواج ، والكلام لابد أن يكون وراء بعضه ، حتى لا نقول كلمتين وتجلس تنتظر حتى نأتي لك اليوم التالي .
انتهي ا لدرس الرابع عشر
المحاضرة الخامسة عشر
لا زال حديثنا موصولاً في شرح هذا الصيد الثمين الذي سطره بن الجوزي-رحمه الله تعالي- في كتاب صيد الخاطر ، وكلامه في الرد على الذين يعبدون الله- عز وجل- بالجهل أو بالهوى ، ولا زال بن الجوزي يصحح لهؤلاء معنى الدنيا ، وأن كل شيءِ في الدنيا لا يُذم بإطلاق ، بل ما خلقه الله- تبارك وتعالي- للناس لتستقيم معايشهم ينبغي أن يمدح ولا يذم ، إلا أن يستعمله المرء في معاصي الله تبارك وتعالي ، ثم ضرب لنا الأمثلة بالمخبتين وأصحاب العدالة من أمة نبينا- صلي الله عليه وسلم- فبدأ بذكر المال فقال: ( فَإِنَّه إذا اقتَنَى المالَ المُباحَ و أدَى زكَاتهُ لم يُلَم .)ثم ضرب لنا المثل ببعض الصحابة كالزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وبن مسعود رضي الله عنهم- ، ثم ذكر بعد ذلك طائفة من العلماء الربانيين كأمثال الليث بن سعد وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي رحمة الله عليهم أجمعين .ولما كنت أتكلم عن سفيان أمس ذكرت أن سفيان رحمه الله قال: (لولا هذه الدراهم لتمندل بنا الملوك) ، وأنه ينبغي أن يعفّ العالم نفسه حتى لا يريق ماء وجهه ، لأن هذا مذلة للعلم كم ذكرت .وذكرت لكم أن بن الجوزي رحمه الله ذكر هذا في خاطرة مستقلة ، وظفرت بهذه الخاطرة فرأيت أن أقرأها عيكم لأنها مهمة ، وهي أن العالم ينبغي أن يكون عفيفاً وأن يصون ماء وجهه ، كما قال على بن عبد العزيز الجرجاني صاحب كتاب الوساطة بين المتنبي والخصوم ، وليس هو علي بن عبد العزيز الذي هو شيخ الطبراني الذي يروي عن أبي عبيدة الخاتم بن سلام كتبه .يقول: (ولو أنَّ أهلَ العِلمِ صَانُوهُ صَانَهَم ولو عَظَمُوهُ فِي النُّفوسِ لَعُظِمَ) أي: العلم فما يَمتهن يعني العلم عالم إلا ذلَّ حتى عند أرباب الدنيا .يقول بن الجوزي-رحمه الله-: (حَضَرنَا بَعضَ أِغذِيَةَ أَربَابِ الأَموَالِ .) وأنت تعرف أرباب الأموال يريدون وجاهات ، عندما يكون واحد غني مليونير أو ملياردير ويصلي يذهب إلي الجامع عندما يجد شيخاً مشهورًا يحب يتعرف عليه لماذا ؟ ، لأن هذا سينفعه ، سوف يعطي له وجاهة مع قطع النظر نحن لا نشق علي قلوب الناس ، يسمعوا عنه فقط يستغربوا عن الأريحية التي بينهم لا فيه جسور ولا أي شيء آخر ، فيقوم هذا الرجل يعظُم في نفوس أقرانه من أرباب الأموال ، لاسيما كما قلت لكم إذا كان هذا الرجل يتقي الله- عز وجل- ويريد أن يأكل بالحلال ، فلا غني له عن مفتي ، إذا كان يريد أن يأكل بالحلال ,فيكون هذا المفتي عكازه كل فترة يتصل به ، فأيضًا بعض أرباب الأموال يفعل ولائم وأشياء مثل ذلك ، فينبغي للعالم البصير أن يقدِّر المسألة حق قدرها ، ليس كل واحد من أرباب الأموال يعمل وليمة ويدعوه يذهب ، لا لابد أن يكون من أصحاب البصر ولا يبذل نفسه أنظر إلي بن الجوزي وكما قلت رجل مجرب ، وكان بن الجوزي أشهر واعظي الإسلام في ذلك القرن مثل ما قلت لكم في مرة سابقة ، وكان الخليفة يصلي خلفه ، وكان يصلي خلفه ألوف مؤلفة من البشر .فيقول بن الجوزي- رحمه الله-: (حَضَرنَا بَعضَ أِغذِيَةَ أَربَابِ الأَموَالِ فَرأيتُ العُلمَاءَ أَذَلََّ النَّاسِ عِندَهُم ، فَالعُلمَاءُ يَتَوَاضَعُونَ لَهُم ، ويَذِلُونَ لِمَوضِعَ طَمَعِهِم فِيهِم ، وهُم لا يَحفَلُونَ بِهِم لِمَا يَعلَمًونَهُ مِن احتِيَاجِه إِلَيهِم .) قد يتواضع العالم لأن مطلوب أنه يتواضع ويكون رفيق جيد الخلق لكي يدعو الناس بأخلاقه إلي الإسلام ، وفي نفس الوقت أرباب الأموال إذا أعطي له نقود أو غير ذلك يكون عرف هذا صاحب المال أن هذا العالم كلما يأتي يسلم عليه أو يثني ماذا يريد ؟ يريد نقود ، فهذا يُطَمع أرباب الأموال في العلماء .قال: (فَرَأَيتَ هَذَا عَيبًا فِي الفَرِيقَينِ . )في طائفة العلماء ، وفي أرباب الأموال .قال: ( أمَّا في أهلِ الدُّنيَا فَوجهِ العَيبَ أنَّهم كانوا يَنبَغِي لَهُم تَعظِيمِ العِلمَ ولَكِن لِجَهلِهِم بِقَدرهِ فَاتَهُم وَآثَرُوا عَلَيهِ كَسبَ الأَموَالِ فَلا يَنبغِي أن يُطلَبُ مِنهُم تَعظِيمِ مَالَا يَعرِفُونَ ولَا يَعلَمُونَ قَدرَه). واليوم عندما يكون أي رجل تاجر حقاً يفهم معني التجارة ، عندما يعرض عليه أن يتاجر مع الله ، أو أن يتاجر بالدينار والدرهم ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾(الصف:11:10) فهذه تجارة ، فمعني أنه يعرض عن العلم ويرميه ويذهب لكي يحصل الأموال فهذا لا يعرف قدر العلم ، فلم يعد ينفع أن أنت تذهب كعالم لكي تعلمه قدر العلم ، إذ لو كان يعرف قدر العلم ما أهمله ليكتسب الأموال ، فيكون هذا رجل غير معظِّم للعلم ,قال: ( وَإنَّمَا أعُودُ بِاللَّوم عَلي العُلماءِ وأقُول: يَنبغِي لَكُم أن تَصُونُوا أنفُسَكُم التي شُرِِِِِِفت بِالعلمِ عن الذُّلِ لِلأَنذَالِ وإنما كنتُم في غِنَيً عَنهُم وإن كنتُم في غِني عنهُم كَان الذلُ لَهم والطَّلبُ منهم حَرَامٌ عليكُم وإن كُنتم في كَفَافِ فَلِمَا لَم تُؤثِرُوا التَّنزُهَ عَن الذُّلِ بِالعِفَةِ عن الحُطَامِ الفَانِي الحَاصِلُ بِالذِلَة ، إلا أنَّه يَتَخَيلُ لِي مِنَ الأمرِ أنِّي عَلِمتُ قِلَة صَبرِ النَّفسِ علي الكَفَافِ والعُزُوفِ عن الفُضُول فَإن وجِدَ ذَلِكَ مِنهَا في وقتٍ لم يُوجَد عَلَي الدًَوامِ ، فَالأَوليَ لِلعَالِمِ أن يَجتَهدَ في طَلبِ الغِنَي ويُبَالغَ في الكَسبِ وإِن ضَاعَ بذَلِكَ عَليهِ كَثيرٌ من زَمانِ طَلبِ العِلم فَإنَّه يَصُونُ بِعَرَضِهِ عِرضَهُ ، العرض: هو المال .(وقد كان سعيد بن المُسيب يُتَّجِرُ في الزيتِ وَخَلَفَ مَالًا .)وكان سعيد بن المسيب- رحمه الله- ممَن يحتكر الزيت ، أنه روي عن معمر بن عبد الله أحد الصحابة أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم قال -: " لا يحتكر إلا خاطئ" ، والحديث هذا في مسلم وكان معمر يحتكر الزيت وكان سعيد يحتكر الزيت ، فهذا يدل علي أن الزيت لم يكن مما ينهي عن احتكاره إنما ينهي عن احتكار ما يمس قوت الناس الضروري ، فكان سعيد بن المسيب رحمه الله يحتكر الزيت أيضًا .وقد حدثت حكاية أذكرها علي الهامش ، أن سعيدًا وأنتم تعلمون قدر سعيد أنه كان سيد التابعين ، أو من أكبر سادة التابعين- رحمه الله عليهم أجمعين قال: وقد أصابته مصيبة ، وهذه المصيبة تتمثل في موت فأرة في برميل زيت كان عنده زيت بأربعين ألفًا ، ثم في يوم من الأيام دخل المخزن فوجد فأرة ميتة في الزيت ، أخرج الفأرة ورماها ثم نسي أين البرميل ، أنتم تعرفون أن الفأرة إذا ماتت كما سئل النبي- صلي الله عليه وسلم -: " ألقوها وما حولها وكلوا سمنكم " حديث البخاري ، وفي حديث أبي هريرة فيه تفصيل" إن كان جامدًا ألقوه وما حولها وكلوا سمنكم وإن كان مائعًا فألقوه " ، فهذا مائع ,فلما تاه هذا البرميل عن سعيد ، لم يري من الأمانة أن يبيع زيتاً للمسلمين وقع فيه فار ، فأراق الزيت كله ، ما أبقي شيئًا من الزيت ، أي أراق زيتاً بأربعين ألفاً ، فوقع عليه دين كبير ، وهذه هي المصيبة التي وقعت علي سعيد وكان مديناً بمبلغ كبير ، ثم عقبَّ علي هذا بقوله: عَيرتُ رجلاً من أربعين سنة فقلت له: يا فقير ، فهذه عقوبة الكلم من أربعين سنة . بن الجوزي رحمه الله تعالي : له تعليق جميل علي كلام سعيد قال: ( قَلت ذنوب القوم فعرفوا من أين أوتوا )فالذي ذنوبه كثيرة لا يعرف أي ذنب أصابه ، كما يقول المتنبي:كفي المرء نبلًا أن تعد معايبه ، لماذا ؟ لأن أي شيء يدخل تحت العد فهو قليل ، حتى وإن كان كثيرًا لأن له نهاية واحد ، اثنين ، ثلاثة أربعة ، ألف ووقفت فيكون قليل ، إنما الكثير الذي لا يعد ، لذلك قال: كفي المرء نبلًا أن تعد معايبه ,قلت ذنوب القوم فعرف من أين أوتي من أربعين سنة وهو منتظر هذه العقوبة ، أنه زلف لسانه فقال: يا فقير . فأفتقر لكنه علي أي حال خلَّف مالاً وفيرًا يقول بن الجوزي:(وخَلَّفَ سفيان الثَّوري مَالاً وقَالَ: لَولَاك لَتَمَندلواَ بِي .) وهذا الكلام الذي كنت أقوله . (وقد سَبقَ في كِتابِي هَذَا في بَعضِ الفصولِ شَرَفَ المَالِ ومن كَان مِن الصَّحابةِ وَالعلمَاءِ يَقتَنِيهِ )الخاطرة التي نتكلم فيها ، لأن هذه الخاطرة متأخرة ، رقم مائة وخمسين إنما هذه التي نشرحها في أول الكتاب .قال: (ومن كَان مِن الصَّحابةِ وَالعلمَاءِ يَقتَنِيهِ والسِّرُ فِي فِعلِهِم ذَلِك وحَثِ طَالِبِ العِلمِ عَلي ذَلك ما بَينتَه مِن أنَّ النَّفسَ لا تَثبُتُ علي التَّعَففِ وَلا تَصبرُ عَلي دَوامِ التَّزَهُدِ وكم قَد رَأينَا مِن شَخصٍ قَويَت عَزيمَتهُ عَلي طَلبِ الآَخِرةِ فأخرَجَ ما في يَدهِ ثُّم ضَعُفَت فَعَادَ يِكتَسِبُ مِن أَقبحِ وِجه .)لما سمع الآيات والأحاديث التي تحث علي التقليل والتزهد فأخرج كل النقود التي عنده ، ثم لم يصبر علي هذا التقلل ،لأنه طيلة حياته صاحب ترفه فعندما يحب أن يتزهد لا يعرف ، في بعض البيوت التي انهارت بسبب ماذا ؟ بسبب أن مثلًا الأخت من وسط راقي ، وتريد أن تكون مثل فاطمة- رضي الله عنها- ، لا تريد غرفة نوم إنما تريد مرتبة تلقيها علي الأرض ، وشماعة تعلق عليها ملابسها , وباقي ملابسها في شنط ومصره إصرارًا علي ذلك حديثة العهد بالالتزام ، قرأت ورغبت في أنها تقلد فحدث ذلك ، لم تتحمل .طبعاً هذه كانت الغنيمة الباردة لزوجها ، أنه لم يخسر شيء ، لا يأتي بغرفة نوم ، ولا سيأتي بشيء سوف ننام علي الأرض ، هذا جميل ، وافق علي ذلك وهو أيضًا لم تكن القصة عنده أنه يريد أن يوفر فلوس ، لا ، أيضًا لاقت عنده مسألة التزهد فبعد أيام كانت تأتي رفيقات الأخت التي هي من الأوساط الراقية يريدون أن يزوروها لكي يعطوها المال ، فتفترش لهم حصيرة بلاستك في الصالون ، الذين يأتون ويجلسون علي الأرض لا يعرفون ، لأنهم ليسوا متعودين علي الجلوس علي الأرض ، هم متعودين علي الجلوس علي الكراسي والأنتريهات وغير ذلك .والأخت تكلمهم عن الزهد وغير ذلك ، فالجماعة هؤلاء هجروها لم يستمروا في زيارتها ، ولم يستمروا في ودها ، فوجدت نفسها في معزل فحدث عندها نوع من الانفلات ، وبدأت تطالب زوجها بالجهاز المحترم ، مارسنا الزهد وامتلأنا منه ، نريد أن نمارس الترف ، فقال لها: أنا ليس لدي ، قالت كيف ليس عندك ؟ ، أنا أصحابي يأتوا عندي يزوروني أصبحت أخجل منهم ، إن أنا أجلسهم علي الحصيرة البلاستك ، شد جذب شد جذب قال لها: أنت طالق ، وانتهت الحكاية .فلا يصح أن الفرد إذا كان مُرفهاً أصلاً أن يشد علي نفسه أن ينزل من السماء للقاع ,خذها ببساطة حتى لا ينفسخ عظمك ، ففيه ناس ممكن أن يتصدق بكل ماله وبعد ذلك يجد نفسه لا يقدر علي الزهد ، ماذا يفعل ؟ يبدأ في أن يذهب إلي أرباب الأموال ويطمع في الذي لديهم ، ويتزلف لهم وغير ذلك ، فهذا من الخطأ هذا بن الجوزي الذي يقول هذا الكلام وهذه تجربة عالم .يقول: ( فَالأولَي ادِخَارِ المالِ وَالاستِغنَاءِ عَن النَّاسِ)وطبعًا الادخار لا شيء فيه ، لأن لا أحد يتصور أن الادخار ضد التوكل " لو توكلتم علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تذهب خماصاً وتعود بطانًا " ، لا ، الرسول- عليه الصلاة والسلام - كما في صحيح البخاري كان يدخر لنسائه قوت سنة أما حديث " لو توكلتم علي الله حق توكله " لو توكلتم ، نحن نخاطب ناس لم يتمرنوا علي التوكل ، لأن حديث النبي- صلي الله عليه وسلم- صحيح ، وصدق رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم فمن توكل علي الله حق التوكل يعلم أن رزقه مضمون ، لكن الذي لم يتدرب من أمثالنا قلَّ ما يصبر علي مثل هذا .يقول: ( فَالأولَي ادِخَارِ المالِ وَالاستِغنَاءِ عَن النَّاسِ .)وقد رأوا بعض العلماء الكبار ممن ذهب عني اسمه الآن يجمع من السوق قوتاً كثيرًا ، يعمل خزين ، فعابوا عليه ذلك فقال لهم: إن النفس إذا أوتيت رزقها أطمأنت ، فيتفرغ عنده القوت الضروري بحيث لو أنه لم يجد إداماً ممكن أن يأكل أرز فقط ، مثلاً أخزن الأرز ، أخزن السكر ، أخزن الأشياء التي لا أستغني عنها بحيث أن المرأة لا تطاردني والأولاد لا يطاردوني لأن إذا عزت السلعة وصرت تبحث علي البقالين والمحلات والشوارع وغير ذلك ولا تجد فهذا هم ,فهو يقول: أنا أريد أن أفرغ قلبي ، فلا بأس ، مسألة الادخار هذه لا شيء فيها وهي لا تنافي التوكل يقول: ( فَالأولَي ادِخَارِ المالِ وَالاستِغنَاءِ عَن النَّاسِ فَيَخرُجُ الطَّمعُ مِن القَلبِ وَيَصفُو نَشرُ العِلم مِن شَائبةِ مَيل ، ومَن تَأملَ أخبَار الأَخيَارِ مِن الأَحبَار وَجَدهُم عَلى هذِه الطَّرِيقةِ ، وإنَّما سَلكَ طَريقَ التَّرَفِهِ عن الكسبِ من لم يُؤَثِرُ عندَه بَذلِ الدِّينِ والوَّجهِ ، فِطلبَ الرَّاحةَ ونَسىَ أنَّها في المَعنَى عَنَاء ، كمَا فَعَل جماعَةً مِن جُهَالِ المُتصَوفَةِ في إِخراجِ مَا في أَيديِهِم وَادِعَاءِ التَّوَكل ، ومَا عَلِمُوا أن الكسبِ لا ينُافِي التَّوكُلَ ، وَإنَّما طَلبُوا طَريقَ الرَّاحةَ ، وجَعلُوا التَّعَرُض لِلنَّاسِ كَسبًا ، وهذهِ طَرِيقَةً مُرَكَبَةٍ مِن شَيئَينِ: أَحدُهمَا: قِلَةَ الأَنَفَة عَلىَ العِرضِ ، والثَّانِي: قِلَة َالعِلمِ .وهذا هو الذي كنت أريد أن أذكره لكم في المرة الماضية من كلام بن الجوزي- رحمه الله تعالي- .بن الجوزي يأخذ شرائح من المعاني ، الأول أخذ المال ، ثانيًا: أخذ التزوج النكاح ثالثًا سيأخذ المطعم ، كل واحدة من هؤلاء يحاول لأن كل هذه من الدنيا ، فيحاول أنه يبين لك الطريق الأمثل ، وأنك لو طلبت هذا من وجهه فهذا لا يعيبك ولا يشينك يقول بن الجوزي- رحمه الله-: ( وإنَّ أكثر من النِّكاحِ والسَّرَارِي كان مَمدُوحاً لا مَذمُومًا ، فقد كان للنبي- صلى الله عليه و سلم- زوجات وسَرَارِي وجمهُور الصَّحابةِ كَانُوا على الإِكثَارِ من ذلك وكان لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه - أربَعُ حَرائِرَ وسَبعَ عشرة أَمة الأَمَة:هي السُرِيَة التي يتسرى بها ، والإماء لا يأتين إلا عن طريق الحرب لأن فيه أناس في بعض البلاد العربية تورط مع خادمة سيرلانكية ، أو فليبينية وزعم أنها أَمَه ، الإماء التي هي ملك اليمين لا يأتي إلا عن طريق الجهاد بين المسلمين وبين الكافرين ، وهذا شرط ، لكن لو وقع قتال بين دولتين مسلمتينفلا يحل لإحداهما أن تسبي نساء دولة أخري ، لماذا ؟ لأنهن مسلمات مثلما حدث ما بين إيران والعراق قديمًا ، لا يجوز لأحد أن يسبي نساء من الدولة الأخرى ، إنما يكون مسلم وفي مقابله كافر ، حينئذٍ يفتح سوق النخاسة ، الذي هو بيع الإماء والعبيد ، وطبعًا نريد أن نقول أن المسلمون خسروا كثيرًا ، ودعك مما يقوله أعداؤنا أن هذا رق واسترقاق ، فما الذي يفعله أعداؤنا اليوم ، لما يدخلوا على الدول المسلمة اليوم ويغزوها ، هذا استرقاق دول وليس استرقاق أفراد ، هم يعيبون علينا أننا نسترق أفرادًا في الوقت الذي هم فيه يسترقون الدول ، ليس عندهم أي دم ، وعندهم صفاقة متناهية ، وإنما غرهم في ذلك أنهم يخاطبون موتي ، لمن سيتجملون ؟ واحد ميت لا يستطيع أن يفعل شيء أو مريض لذلك مسألة الرق تحتاج إلى نظرة من المسلمين ، الرق في الإسلام شرف للمستَرق ، قال- صلى الله عليه وسلم-:" عجب ربك من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ، تخيل لما تربط واحد بسلسلة وتجره إلى الجنة وهذه الجنة كل البطالين يزعمون أنهم سيسبقون المؤمنون إليها ، تعالي صلي يقول لك خذني على جناحك ، هو أنت تعتقد أنك ستدخل الجنة ، أنا سأسبقك ، أنا قلبي أبيض مثل اللبن الحليب ، وأنت قلبك أسود ، تصلي نعم لكنك حقود ، إنما أنا قلبي أبيض .
لِمَاذَا حَفَّتْ الْجَنَّةِ بِالْمَكَارِهِ ؟يقول بن القيم: لأنه لو حفت بالشهوات لسبق البطالون المؤمنين إليها فحفت بالمكاره لكي لا يذهب إلى الجنة إلا من أراد الجنة فعلاً ، إنما البطال أول ما يجد أول عقبة يقول الطريق مغلق وأنا سأفتح الباب ، أنا أعتقد أنه سالك إنما أهل الإيمان يظل يطرق الباب ، من أدمن طرق الباب ولج ، طالما تطرق الباب سيفتح لك , الذين يدخلون الجنة في السلاسل هم الذين أسلموا من الكافرين بسلاسل الحرب ، أتوا إلى ديار المسلمين ورأوا أخلاق المسلمين ، وفعل المسلمين أغراهم ذلك أن يدخلوا في الإسلام ، مثل جارية الحسن بن صالح بن حي التي ذكر خبرها الإمام ألعِجلي في كتاب الثقات له في ترجمة الحسن بن صالح والحسن بن صالح هذا من طبقة الثوري وأخوه علي بن صالح بن حي أيضًا من نفس الطبقة وعلي كان أوثق الرجلين .كان الحسن و علي وأمهم وكانت جارية هؤلاء الأربعة ، فالحسن باع الجارية والحسن هذا أحد العباد هو وعلي وأمه ، كانوا يقسمون الليل ثلاثة أثلاث علي يقوم ثلثه ، والحسن يقوم ثلثه ، وأمهما تقوم ثلثه ، فلما ماتت الأم قام الحسن بنصف الليل ، وعلي بالنصف الأخر ، فلما مات علي ، فقام الحسن الليل كله ، والجارية طبعًا في بيت ملتزم فأيضاً تصلي معه .المهم أن الحسن باع هذه الجارية ، في نصف الليل قامت الجارية من النوم و كانت تدق علي الأبواب يا جماعة الصلاة ، الصلاة فقالوا لها: أذن الفجر ؟ قالت: أولا تصلون إلا الفجر ؟ قالوا نعم ، فعندما أصبح الصباح رجعت للحسن ، قالت: ردني فأنك بعتني إلي قوم سوء لا يقومون الليل ، فهذه أمة جاءت عن طريق الجهاد كانت كافرة أسلمت دخلت في بيت مثل بيت الحسن بن صالح بن حي أنظر أخلاقها ، وأنظر إلي عبادتها .فاسترقاق المسلمين للكافرين خير للكافرين لأنهم سيسلموا ، ومع ذلك الإسلام ما حض علي أن يظل المسترق مسترقًا ، هناك كفارات لعتق الرقاب وحتى وإن لم يكن هناك كفارات لعتق الرقاب هناك حض من النبي - صلي الله عليه وسلم - وثواب عظيم إذا أعتقت إنساناً ، الإسلام لم يأتي وقال: يظل عبد طول عمره ، لا ، إنما حض علي أن يكون حرًا ، لكن استرقاق المسلمين كما قلت نعمة ، لماذا ؟ لأنه في الآخر عندما يكون مسلم هو يدخل الجنة بإذن الله تعالي ، إنما يموت علي الكفر جهنم وبئس المصير . فالإيماء لا يأتين إلا عن طريق الحرب ، لكن ليست واحده خادمة حتى وإن كانت أجنبية ، حتى وإن كانت كافرة . ممكن أن تأخذها تشغلها في البيت وتعاملها معاملة الإماء ؟ أما إذا كانت كافرة فلا يحل لك ذلك ، وأما إذا كانت مسلمة فعدم الجواز أوضح ، لماذا ؟ لأنها مسلمة ، أي ما جاءت إلا عاملة و ليست أمة .فعلي بن أبي طالب: مع زهده وورعه وتجافيه عن الدنيا كان عنده أربع حرائر إذ لا يجوز للرجل أن يتزوج فوق الأربع ، وكان سَبعَ عشرة أَمة .( وتَزوجَ وَلدُه الحَسن نَحواً من أربعِمَائة . )الحسن بن علي:الذي وصفه النبي- صلي الله عليه وسلم- كما في حديث أبي بكرة في صحيح البخاري قال " أن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " ، وقد حدث أن الحسن بن علي- رضي الله عنهما- تنازل لمعاوية بن أبي سفيان عن الحكم ، وأصطلح أهل العراق وأهل الشام وسمي هذا العام عام الجماعة ، مثلما قال النبي بالضبط ، قال: " ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " ، وكان الحسن شجاعاً جواداً، عابدًا ، ممدحاً ، مِنكَاحاً ، مطلَاقاً .كان يتزوج أربعة ويطلق أربعة ويأتي بغيرهم ، لكن كما ذكروا في سيرته- رضي الله عنه- أنه ما كان ينفرد بامرأة ، أقل شيء عنده أربعة ، كان ممكن أن يطلق اثنين و، يأتي باثنين غيرهم , ويطلقهم الأربعة ويأتي بأربعة غيرهم حتى أن جعفر الصادق روي عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه - أنه قال: ( لا تزوجوا ابني الحسن فإنه مِطلَاق )فبعض الناس الذين يطمعون في نسب الحسن ، قال لعلي: وإن كان مطلاقاً حتى لو هو طلقها أصبح اسمها طليقة الحسن شرف لها ، وحتى وإن كانت مطلقة المهم تحمل اسم الحسن بن علي سواء كانت زوجة الحسن أو كانت طليقة الحسن- رضي الله عن السيد .قال: (فَإن طَلبَ التَّزُوجَ لِلأَولَادِ فَهو الغَايَة في التَّعَبُدِ ، وإِن أَرَادَ التَّلَذُذَ فَمُبَاح يَندَرج فِيه مِن التَّعَبُد مَا لا يُحصَى مِن إِعفَافِ نَفسِهِ والمرأةَ إِلَى غَيرِ ذَلِك ) وهذه المسألة ربما ظهرت أكثر لمن عنده أكثر من امرأة ، مثلًا عندما يتزوج علي المرأة الأولي يقول لها: أصل أنا أريد أن أقوم سنة ، لأنه إذا لم يقول كذلك سنته سوداء لماذا ؟ ، تريد أن تقيم سنه ، تريد أن تتمتع ، فما المشكلة ؟ وهذا كلام بن الجوزي .يقول: (وإِن أَرَادَ التَّلَذُذَ فَمُبَاح .)لأن الله عز وجل أباح الأمر للرجال قال:﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ﴾(النساء:3)، وكلمة :﴿ طَابَ لَكُمْ ﴾ فيها معني التلذذ الذي ذكره بن الجوزي ، ولغربة هذه المسألة لا يستطيع الرجل أن يتكلم لأنه لو تكلم كما قلنا سوف يخرج من بيته بالكلية , بن الجوزي لا يتكلم على أن الرجل يتزوج امرأة واحدة ، هذا هو الطبيعي ، هو يريد أن يقول لو أنني طلبت أكثر من امرأة فهذا من متاع الدنيا ، وليس عيب في مجتمعنا هذا عيب ، الرجل يلعب وأنه رجل ليس منضبط وتكون المرأة الأخرى خطفت عرق المرأة الأولى ، ويشبهونها بأنها راقصة ، وتخطف الرجال وغير ذلك ، وهذا هو الكلام السائر الآن ، حتى أن الرجل قد يترك الصلاة لا يصلي ولا يزكي ولا يصوم ويسب الدين ، وهذا الكلام يُعرض عليَّ كل يوم ، أول ما تذهب إلى أهلها ، لا يصلي ويسب الدين ، يقولون ربنا سيهديه لماذا تتعجلي على خراب البيت ، عندك أربعة أو خمس أولاد ، وكثير من الناس كانوا غير منضبطين وربنا هداهم ، وكثير كانوا لا يصلون وربنا هداهم وصلوا ، ويجبرونها على أن تعيش مع هذا الرجل الذي يسب دين الله ، أو يسب الله أو يسب دين الله أو يسب الرسول وغير ذلك .فإن تزوج امرأة أخرى على امرأته ، يقولون هل أنت ضعيفة ، ألا يوجد وراءك رجال ، تعالي ونحن سنربيه ، ونعرفه أن الله حق ، ويأخذون الرجل ويغضبوها على الرجل ، وتذهب المرأة عند أهلها حتى يتوب الرجل ويطلق المرأة الأخرى .كيف أجبر الناس المرأة على أن تعاشر رجلاً يفعل كل هذه الكبائر ويصبروها على هذه الكبائر ، وأول ما فعل شيئاً مباح عملوا في المرأة ذلك وأفسدوها على زوجها ، وهذا انقلاب الموازين .مثل بعض المشايخ الثقات حكي لي أن هناك واحدة وواحد كانوا مختصمين في طلاق وغير ذلك ، وكان الرجل تزوج عليها ، المهم جاءوا ، ويا فضيلة الشيخ ، كذا وكذا وأنا صبرت معه وعملت كذا وكذا ، حتى زنا وسامحته ولما تزوج لا تريدي أن تسامحيه ، قال: أخذت أبحث عن الحذاء ولم أجده كيف زنا وسامحتيه ، هل هذا من حقك أن تسامحيه ؟ ، رجل زنا وعمل كبيرة لم تفعلي شيء وخبأت الخبر حتى لا يفضح ، وأول ما يتزوج يكون عمل الطامة الكبرى ، لا .الرجل له أن يتزوج بامرأتين وثلاثة وأربعة ، وهذا سيحل لنا مشاكل كثيرة ، ولعلي قلت وسمعتم الإحصائية التي ذكرتها وأنا أتكلم عن التعدد في بعض القنوات الفضائية ، أن نسبة العنوسة عندنا فيما يتعلق بالعوانس والمطلقات والأرامل تشكل قرابة ثلاثين بالمائة ، وهذا الكلام ليس كلامي ، هذا الكلام من إحصائيات رسمية ، لأننا عندنا لو افترضنا مثلا في بلدنا في مصر تعداد السكان تسعين مليون ، نحن ستة وسبعون أو سبعة وسبعون ،لكن أنا سأفترض أننا تسعين مليون ، طبعًا ليس تسعين مليون امرأة ، ثلاثين مليون رجل ، ثلاثين مليون طفل وطفلة ، ثلاثين مليون امرأة .طبعًا الإحصائيات الرسمية تقول أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال بسبب الفتن والحروب والسيارات ، الذين يموتون على الطرق بحوادث السيارات لأكثر من ضحايا حرب رمضان ، الذين يموتون على الطرقات كل سنة تجاوزوا الخمسة ألاف كل سنة ، وعدد النساء أكثر من عدد الرجال ، فاليوم المرأة لما تكون مطلقة أو أرملة أو عانس ، وعندهم العانس هي التي تجاوزت الثلاثين سنة .والثلاثين سنة عدد كثير جدًا والخمسة وثلاثين والأربعين عدد كبير أيضًا ، أول ما تصل ستة وعشرين أو سبعة وعشرين تعتبر أنها تدخل على طريق العنوسة ، من يحل هذه المشكلة ؟ وهذه قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت ، وتضيع المجتمع بالكامل ، ويمكن هذا أحد أسباب وجود ما يسمى في الجامعات بالزواج العرفي وهو زنا صريح ، لا إشكال فيه هنا يشهدون ولد يأتي باثنين من أصحابه ساقطي العدالة ويجعلهم شهود ، هم الاثنين: لبعض وكلاهما ساقط العدالة ، لا تجوز شهادتهم ، وفي بعض الجرائد الرسمية من حوالي عشر سنين اثني عشر ألف طفل لا يعرفون لهم آباء ، يخرج متشرد في المجتمع ، ما الذي يمكن أن يفعله هذا ؟فلابد للمجتمع من حل شرعي ، إتباع الشرع نعمة ، ولا يوجد فيما فرض الله- عز وجل- علينا فيما أباحه لنا إلا الخير كله ، فمسألة أن الإنسان يعدد فهذه مباحة وقد تكون مستحبة وقد تكون واجبة ، وأيضًا قد تكون حرامًا وقد تكون مكروهة ، أي أن الأحكام الخمسة ممكن تدخل على هذه المسألة ، وهذه المسألة لها ضوابط وليست متروكة هكذا ، لا تتزوج اليوم ثم في اليوم الثاني تطلق المرأة ،مثل المشاكل التي تعرض علينا ، يتزوجها شهرين أو ثلاثة ويقول لها مع السلامة لماذا ؟ يقول لها أصل حدث مشاكل وأنا لم أكن متوقع أن تحدث مشاكل .يذهب إلى هذا البيت طول الليل سهران وهو يجلس على كرسي الاعتراف وذهبت وأتيت وعملت كذا ، ولماذا فعلت ذلك ، وماذا أنا فعلت بك لكي تعمل بي هكذا ؟ ولما يريد أن يذهب إلى المرأة الثانية تقول له كذا ، ويذهب للأخرى تبكي وتقول أنت أتيت متأخر ساعة ، فهنا يسهر وهنا يسهر ويتعب كثيرًا .مثلما أقول ، وفعلاً أنا كنت سأعمل محاضرة منذ سنتين في عيد الأضحى بعنوان الضحية ، وأنا كنت أقصد الضحية الرجل ، لأن فعلاً الضحية الحقيقة في التعدد هو الرجل وليس المرأة ، المرأة عليه مشاكل صحيح وعليها آلام وإحباط وحزينة وغير ذلك ، هذا نعم لا ننكر ، لكن الذي يحاكم هنا ويحاكم هنا ولا ينام هنا ولا ها هنا هو هذا هو الضحية الحقيقية
كما قال الأعرابي:
تزوجت اثنتين لفرط جهلي

بما يشقى به زوج اثنتيــن

فقلت أعيش بينهما خروفًا

أنعم بين أكرم نعجتـــين

رضا هذه يهيج سخط هذه

فلا أخلو من احدي السقطتين

لهذه ليلة ولتلك أخـرى

عتاب دائم في الليلتيـــن

هم غضبانين ، فالرجل متى يرى مصالحة ، والمسألة فيها إشكال ، فيه خطأ وأنا أعترف أن أي عمل مبتدأ عمومًا يكون فيه أخطاء حتى تستقر الدنيا لأن المجتمع حتى الآن يرفض قصة التعدد .المرأة التي طلقت مثلاً أو ترملت لما يذهب الرجل ليتزوجها ، كيف يتزوجها ؟ يعمل جلسة أسرية عشرة ، أو اثني عشر رجل ، أو خمسة عشر أو عشرين واحد يجلسون في البيت ويأتي المأذون ويعقد ثم يأخذها ويذهب إلى بيته ، هذه المطلقة لما تزوجت أول مرة ، عملوا لها فرح وعرس وأنوار ودعوا الناس وهذه الحدوتة وفستان الفرح والزفة وهذا الكلام ، هذه المسكينة لما تقارن بين يوم زفافها الأول وكيف أن المجتمع رحب بهذه الصورة والكل كان فرحان ومبسوط ، والكل يهنيء ، وتراقب هذه الصورة ممن الصورة الأخرى وهو يأخذها وكأنه يخرج من جنازة وهو يأخذها ويذهب للبيت ، أليس في هذا كسر لنفسها .لماذا حدث مثل
رد مع اقتباس