عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-03-2011, 02:05 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

فضل علوم القرآن الكريم

فضل الشيء بفضل ما فيه فشرف العلم بشرف المعلوم والمعلوم في علوم القرآن هو القرآن والقرآن كما تعلمون فضله لا ينكره أحد من المسلمين، بل إن القرآن هو كلام الله - سبحانه وتعالى - وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه - سبحانه وتعالى - فينبغي أن يُعلم أن فضل علوم القرآن متعلق بفضل القرآن الكريم فمن أراد أن يتعلم علوم القرآن فليستشعر أنه إنما يريد بذلك تعلم القرآن الكريم.

اسم علوم القرآن الكريم - ماذا يسمى هذا العلم؟

هذا العلم يسمى علوم القرآن الكريم، ويسمى أيضا اسما آخر موجوداً عند أهل العلم وهو أصول التفسير أو قواعد التفسير وقد ألف بعض العلماء - رحمهم الله تعالى -كتباً في علوم القرآن الكريم سموها بهذا الاسم مثل كتاب الطوفي الإكسير في علوم التفسير ويقصدون بذلك علوم القرآن الكريم يسمونها علوم التفسير.

إذن له اسماه معروفان عند أهل العلم علوم القرآن وعلوم التفسير.

ممَ يستمد هذا العلم ؟

يستمد هذا العلم من القرآن، ويستمد أيضاً من السنة ويستمد من أقوال الصحابة - رضوان الله عليهم- فهذه هي المجالات التي نستمد منها علوم القرآن الكريم .

حكم تعلم القرآن الكريم.

علوم القرآن الكريم من فروض الكفايات والمقصود بفروض الكفايات يعني إذا قام من المسلمين من يكفي بتعلم هذا العلم سقط الإثم عن الباقي فلا يلزم كل المسلمين أن يتعلموا علوم القرآن الكريم بل إذا قام به من يكفي من المسلمين سقط الإثم عن الباقي وهكذا يقال في سائر العلوم التي ليست من الضروريات فتعلم مثلا ما تقوم به صلاة الإنسان هذا فرض عين على كل مسلم؛ لأن كل مسلم مطالب بالصلاة في اليوم والليلة خمس مرات فيقال فيها: فرض عين أي فرض متعين على كل فرد من أفراد المسلمين أما إذا كان العلم واجباً على جماعات من المسلمين دون آخرين فيقال في حقه: فرض كفاية.

نشأة علوم القرآن الكريم

هذا العلم موجود منذ عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- فبدايته مع نزول القرآن الكريم؛ لأن المقصود من هذا العلم معرفة كيف نزل القرآن كيف أوحى الله سبحانه إلى جبريل؟ وكيف أنزله الله - سبحانه وتعالى - من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا؟ وكيف نزل به جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم؟ وكيف جمع الصحابة هذا القرآن ؟ وكيف كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يأمر الصحابة بكتابة القرآن ؟ من هنا بدأت علوم القرآن لكنها لم تكن في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- مدونةً؛ لأنها كانت جزءاً من تاريخ هذا القرآن وتنزله ولم يكن تدوين العلوم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- بل إن النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن كتابة شيء سوى القرآن الكريم قال ( من كتب عني شيئاً سوى القرآن فليمحه ) وذلك احتياطاً للقرآن لئلا يختلط بغيره وليضبط المسلمون كتاب الله - جل وعلا- دون أن يلتبس بغيره من كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم- أو مما يكون تفسيراً لهذا القرآن الكريم ثم استمر الأمر على ذلك في عهد الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم- لأن الصحابة لم يدونوا شيئاً من علوم القرآن الكريم؛ أولاً لأمية أكثرهم وثانياً لقلة توافر أدوات الكتابة فقد كانوا يكتبون القرآن الذي هو المقصود الأعظم على النخاب وعلى أوراق الشجر وعلى الجلود وعلى العظام والأكتاف وهذه الأدوات يصعب توفرها لكتابة ما سوى القرآن الكريم ثم أيضا انشغالهم بنشر الإسلام فلأجل ذلك كان الصحابة - رضوان الله عليهم- لم يكتبوا شيئاً من علوم القرآن الكريم لكنهم كانوا معنين بعلوم القرآن وكانوا حريصين أشد الحرص على ضبط علوم القرآن أشد الضبط ، استمع لابن مسعود - رضي الله عنه- وهو يقول: في الحديث الذي رواه البخاري عنه: " والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما أنزلت ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه " .

تصور هذه الدقة في معرفة ابن مسعود- رضي الله عنه - لعلوم القرآن يعرف الآية النازلة أين نزلت، ويعرف في أي شيء نزلت، ويعرف فيمن نزلت، ولو أنه يعلم أحداً أعلم منه بكتاب الله - سبحانه وتعالى - تبلغه الإبل لذهب إليه وهاجر في طلب العلم مما يدل على أنهم كانوا حريصين أشد الحرص على تعلم علوم القرآن وحفظ هذه العلوم بكل دقائقها فقد استوعبوها في صدورهم وحفظوها في قلوبهم ونقولها لهذه الأمة نقلاً تاماً لا يخلو منه شيء. وهذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- الذي كان يثني عليه عمر بن الخطاب بقوله قضية ولا أبا حسن لها، يقول علي - رضي الله عنه - وهو على المنبر: "سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم واسألوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل" تصوروا - أيها الإخوة- كيف أن الصحابة- رضوان الله تعالى عليهم- كانوا شديدي العناية بمعرفة حتى أماكن نزول القرآن على السهل والجبل في الليل والنهار في الصيف والشتاء في الحرب أو السلم أو غير ذلك فما بالكم ببقية علوم القرآن الكريم من الناسخ والمنسوخ والقصص والأخبار والأحكام والأمثال وغيرها ومما يؤكد ذلك أن الصحابة - رضي الله تعالى عنهم- اشتهر منهم بالتفسير جماعة ونقل عنهم هذا التفسير فممن نقل عنهم هذا التفسير: أبو بكر - رضي الله عنه- وعمر وعثمان وعلي وابن عباس وهو أشهر من نقل عنه التفسير حتى يكاد تفسيره أن يكون شاملاً للقرآن كله ومنهم أيضا ابن مسعود وأبيُّ بن كعب وأبو موسى الأشعري وزيد بن ثابت وعائشة - رضي الله تعالى عنها- وعبد الله بن الزبير هؤلاء كلهم ممن نقل عنهم في التفسير واشتهر عنهم الرواية في تفسير القرآن مما يدل على أنهم كانوا معنين أشد العناية بفهم القرآن والعناية به ولم يكن تفسيرهم تفسيراً مجرداً للمعاني بل كان يتضمن ذكر الغيب ويتضمن مكان النزول وسبب النزول وموضوع الآية والأمثال والقصص وغير ذلك.
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس