الموضوع: الهجر الشرعي
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 05-06-2009, 09:11 AM
أم سُهَيْل أم سُهَيْل غير متواجد حالياً
" منْ أراد واعظاً فالموت يكفيه "
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصبتِ الهدف يا أمى الحبيبة

فهجر الذنوب هو أصل الإيمان بالله

والا فالنبارز ربنا بالمعاصى ولا نبالى ولا بد لنا أن نعلم أنه


قد يتعلق القلب بالذنب فلا يستطيع مرتكب الذنب الاقلاع عنه ويلقى الله وقد

نال سخطه وغضبه

فمثلا قد نجد هذا المخذول يتعلق قلبه.. بإمرأة .. بسيجارة.. بمال.. بحب النفس.. أو

عبادة اللذات.. يتعلق بأى شئ من الذنوب والمعاصي..

والقلب إذا تعلق بشيء عز اقتلاعه منه.

اذن فكيف نعالج تعلق القلب بالذنب ؟

دققوا جيدا واستشعروها بقلوبكم


1- نسيان الذنب:

أن تنسى ذنبك.. ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب بين

يدي الله إذا رأى العبد من نفسه عجبا أو كبرا.. فإذا تذكر ذنبه ذل لله..

ولكن ينتبه .. أنه إذا رأى من نفسه أنها إذا تذكرت سابق ذنبها تهيج

خواطرها للعودة للمعصية فلينس ذنبه.. فلكل نفس ما يصلحها.. وقد يكون

فيما يصلح غيرها ما يفسدها هي.. وكلّ أعلم بنفسه وأحوالها وإن غلبه

الشيطان فأنساه..

نعم نقول ينسى ذنبه إذا رأى من نفسه توقا إليه..

وفي هذا يقول بعض السلف :

" إنّك حال المعصية كنت في حالة جفاء مع الله سبحانه وتعالى.. اما بعد التوبة فقد أصبحت في حالة صفاء مع الله عز وجل.. وإنّ ذكر الجفاء في وقت الصفاء جفاء"

لذا.. انس ذنبك.. ولا تفكر فيه.. حتى لا تهيج في قلبك لواعج المعصية..


أو تتذكر حلاوة مواقعة الذنب.

2- هجر أماكن المعصية:

أن تهجر مكان المعصية تماما.. لا تعد إليه.. انظر الى قيس المجنون وهو يقول:

أمر بالديار ديار ليلى فألثم ذا الجدار وذا الجدار

وما حب الديار شغفني ولكن حب من سكن الديار

إنّ البكاء على الأطلال سمة من تعلقت قلوبهم بغير الله.. فمن كان يعرف


امرأة وتاب الله عليه.. إذا مشى في الطريق يتذكرها ويستعيد في مخيلته

أيام المعاصي.. فقل له: ستعود يا مخذول..


لذا إذا أردت المحافظة على توبتك فاهجر المكان.. لا تعد إليه مرة أخرى.. لا

تمر به.. وإذا مررت به فاذكر نعمة الله عليك وقل الحمد لله الذي عافاني..

فغيرك ما زال يسير في طريق الهوى.. لا يستطيع منه فكاكا.. وابكى..

وابكى على معاصيك.. وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم:

" لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا ان تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم.. لا
يصيبكم ما أصابهم" أخرجه البخاري( 433) كتاب الصلاة، (3380) كتاب أحاديث الأنبياء، (4419) كتاب المغازي).

فالذي يريد النجاة لا يسكن في أرض موبوءة فإن ميكروب المرض لا بد أن


يصيبه.. فكيف لتائب من الربا أن تحسن توبته وهو لا يكف عن تتبع أخبار

الفائدة ومصادقة المرابين وزيارتهم في أعمالهم..

وكيف لتائب من التدخين أن يستمر على التوبة وهو لا يجالس إلا

المدخنين.. فلا ينهاهم ولا يفارق مجالسهم..

لا بد من هجر أماكن المعصية.. وهذا ما قاله صلى الله عليه وسلم عندما

مروا بديار ثمود..

3- تغيير الرفقة:

وذلك بالالتصاق بالصالحين.. ومن تذكرك رؤيتهم بـ الله تعالى.. وتعينك

صحبتهم على طاعة الله.

4- استشعار لذة الطاعة: اللهم أذقنا برد عفوك.. ولذة عبادتك.. وحلاوة الايمان بك..

استشعار لذة العبادة.. لماذا؟.. لأنك إذا استشعرت لذة العبادة فإنك تستعيض

بها عن لذة المعصية.. إن للمعصية ولا شك للغافل لذة ولسقيم القلب

متعة.. ولكن إذا استشعر لذة العبادة.. إذا سجد فتمتّع واستشعر لذة القرب

من الله وعرف حب الله.. وعلم لطف الله تعالى بعباده.. علم كرمه وجوده..

فإذا استشعر كل هذا فاض قلبه بالإيمان وزاد.. وكلما خطر له خاطر

المعصية هرع الى الصلاة.. وإذا استشعر لذة تلاوة القرآن.. لذة مخاطبة الله

له.. مخاطبة ملك الملوك له.. رب الأرباب.. القاهر المهيمن.. حين

تستشعر لذة العبادة تحتقر لذة المعصية تستقذرها..

5- الانشغال الدائم:

إن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة

اعمل فإنك إن لم تشغل قلبك بالحق شغلك بالباطل.. ابدأ بحفظ القرآن..

احفظ السنّة.. تعلم الفقه.. تعلم العقيدة.. اقرأ سيرة المصطفى صلى الله

عليه وسلم.. انظر في سير السلف الأوائل.. ابدأ العمل في الدعوة.. تحرّك

لنصرة دين الله.. ساعد الفقراء.. إرع المساكين.. علّم الأطفال.. انشغل

فهذا الانشغال يقطع تعلق قلبك بالذنب.

6- صدق الندم واستقباح الذنب:

أن تصدق في الندم على ما فات.. فيعافيك الله مما هو آت.. أصدق الله

يصدقك.. أصدق في الندم.. واستقباح الذنب.. بأن تعتقد قذارة المعصية..

فلا تعود اليها.. ويعينك الله على الثبات بعيدا عنها.

7- تأمل أحوال الصالحين:

قيل لبعض السلف:
هل يستشعر العاصي لذة العبادة..؟؟ قال لا والله ولا منّ وهمّ..

حين تتأمل أحوال الصالحين وتتأمل ـ مثلا ـ حال معاذ بن جبل عندما أصابه


الطاعون فقال لغلامه:

أنظر هل أصبحنا..؟.. قال: لا.. بعد.. فقال: أعوذ بـ الله من ليلة صاحبها الى النار..؟؟

انظر من القائل..؟؟ إنه معاذ بن جبل..!! إنه يخشى النار..!! فماذا تقول أنت..؟؟

وعجبا لخوف عمر مع عمله وعدله.. ولأمنك مع معصيتك وظلمك..

8- قصر الأمل ودوام ذكر الموت:

إنّ الذي يذكر الموت بصفة دائمة يخشى أن يفاجأه الموت.. فيلقى الله على


معصيته... فيلقيه الله في النار ولا يبالي..

قال الحسن:

" أخشى ان يكون قد اطلع على بعض ذنوبي فقال: اذهب فلا غفرت لك"

و قال ايضا:


" اخشى والله أن يلقيني في النار ولا يبالي "

أول ما يجب عليك فعله هو أن تخلص قلبك من الذنب كما قال إبن الجوزي:


" دبّر لنفسك أنّك إذا اشتبك ثوبك في مسمار.. رجعت الى الخلف لتخلصه.. وهذا مسمار الذنب قد علق في قلبك أفلا تنزعه.. انزعه ولا تدعه في قلبك يغدو عليك الشيطان ويروح.. اقلع الذنب من قلبك..

اللهم طهّر قلوبنا..

9- تعويد النفس على فعل الحسنات والإكثار منها:

عوّد نفسك على الإكثار من الحسنات إنّ الحسنات يذهبن السيئات.. والماء


الطاهر إذا ورد على الماء النجس يطهره قال صلى الله عليه وسلم:


" وأتبع الحسنة السيئة تمحها" أخرجه الترمذي (1987) كتاب البر

والصلة، والامام أحمد في مسنده ( 20847)، و(20894).

لذا فكما قالت أمى حماها الله وزدها علما ويقينا ورفعة

أن سبيل النجاة هو الهجر الشرعى لمواطن الذنوب فلا نهجر من أجل عرض

أو غرض دنيوى

وقد قامت أمى الحبيبة بتوضيح شرط الهجر الشرعى

لذا هيا نقرأ قلوبنا ونراقب أعمالنا ونسأل أنفسنا دوما ونحاسبها قبل أن

نسألوا ونحاسبوا

جزيتِ الفردوس الأعلى أمى الحبيبة وزادكِ الله من فضله ورضاه وحبه وعفوه

اللهم ارزقنا الإيمان وثبته فى قلوبنا

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

اللهم اختم بالصالحات أعمالنا

اللهم ارزقنا التوبة وحسن العمل

اللهم بارك فى أمى هجرة ووفقها دائما الى ما تحبه وترضاه

اللهم ارزقها من خير ما رزقت به عبادك الصالحين

اللهم اجعلها من خير وأعظم نساء الجنة بأن تقر عينها برؤية وصحبة امهاتنا أمهات المسلمين

اللهم آمين

امى : حقا اننى أحبكِ فى الله وارجوه دوما ان يبارك لنا فيكِ


رد مع اقتباس