عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 12-12-2007, 07:43 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الثامن والعشرون : مراعاة المشاعر والأحاسيس (1)
ويصل التعامل في الإسلام مع النفس البشرية إلى قمته من الرعاية والاهتمام، فلا يكدر الخواطر ولا يسمح بالتعالي على الآخرين، ولا يدع الناس يتظالمون ولا يجرح أحد شعور غيره بسب أو شتم أو غمز أو إشارة أو سوء ظن. فكل ذلك مما يهدم الأواصر ويسيء العلاقة ويقطع دواعي المحبة والألفية.
ومن هذه الصور التي دعا إليها الإسلام والتي تراعي النفس البشرية وتراعي نفسية الآخرين :
1- إظهار المحبة ومعاملة الآخرين بها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )). ولكي تكون المحبة متبادلة بين الطرفين لا بد من الإعلان عنها جاء في الحديث الصحيح (( إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه )) صحيح الجامع الصغير للألباني .
2- البعد عن ظلم الناس واحتقارهم. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره )).
3- اجتناب الأذى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (( كل مسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )).
4- إظهار التواضع واجتناب الكبر لقول الله تعالى: ( وَلاَ تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمشِ في الأَرضِ مَرَحاً، إِنَّ اللًَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍٍ "18" ) وفي الحديث الذي رواه مسلم: (( وأن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد )).
5- ومن التواضع وحسن الأدب أن لا تقيم الرجل من مكانه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: (( لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا )).
6- ومن حسن الأدب في التعامل أن لا تسخر من فرد أو تعيبه أو تحتقر الآخرين قال الله تعالى : ( يَآأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ يَسخَر قَومٌ مِّن قَومٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيراً مِّنهُم وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيراً مَّنهُنَّ، وَ لاَ تَلمِزُوا أَنفُسَكُم وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلقَابِ، بِئسَ الاِسمُ الفُسُوقُ بَعدَ الإِيمَانِ ).
7- البعد عن الحسد المفضي إلى البغضاء، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: (( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخواناً )).
8- ومما يخدش المشاعر – والذي نهى عنه الإسلام – الهمز باللسان، والغمز بالعين، وذكر عيوب الناس، والإشارة إليها لغرض الطعن. قال الله تعالى: ( وَيلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ "1" ).
9- البعد عن النجوى والمسارة بالأحاديث المفضية إلى الأذى وسوء الظن، وخاصة بين اثنين وترك الثالث. لقول الله تعالى: ( يَآأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا تَنَاجَيتُم فَلاَتَتَنَاجَوا بِالإِثمِ وَالعُدوَانِ وَمَعصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوا بِالبِرِّ وَالتَّقوَى ).وفي الحديث رواه البخاري (( لا يتناج اثنان دون الثالث )).
10- البعد عن الألفاظ المفضية إلى جرح المشاعر والإساءة. قال الله تعالى آمراً المؤمنين بمخالفة اليهود: ( يَآأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرنَا وَاسمَعُوا، وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ "104" ) فكلمة راعنا، كان يقصد بها اليهود الاستهزاء، وكلمة انظرنا تعني فهّمنا وبيّن لنا.
11- البعد عن الإسراف في المديح، لكيلا تأخذ الممدوح نشوة الاختيال والإعجاب بالنفس. أخرج الشيخان وأبو داود عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: (( أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( ويلك! قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبكَ )) ثلاثاً ثم قال: (( من كان منكم مادحاً أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلاناً (( الله حسيبه ولا يزكي على الله أحداً أحسب كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه )).
12- البعد عن رجم الناس بالغيب، وإبهاتهم. يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه (( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث )).
رد مع اقتباس