عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 07-09-2011, 01:52 AM
أبو الحارث الشافعي أبو الحارث الشافعي غير متواجد حالياً
.:: عفا الله عنه ::.
 




افتراضي

الحمد لله أما بعد ..
فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل ، وأحبك الله الذي أحببتني فيه
وما أجمل أن نرى في زماننا من يشتهي الأدب ويطلبه ، كما كان الشافعي رحمه الله يشتهيه ويطلبه
فيما نقله عنه ابن جماعة رحمه الله في فاتحة كتابه الماتع[تذكرة السامع والمتكلم]

قال : قيل للشافعي : كيف شهوتك للأدب ؟
فقال : أسمع بالحرف منه مما لم أسمعه ، فتود أعضائي أن لها أسماعا فتنعم به
قيل له : وكيف طلبك له ؟
قال : طلب المرأة المضلة ولدَها وليس لها غيره !

ولذا قال ابن القيم رحمه الله في [مدارج السالكين 2/391] مقررا لهذا المعنى التربوي العظيم :

[
وأدب المرء : عنوان سعادته وفلاحه ، وقلة أدبه : عنوان شقاوته وبواره
فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب ، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب
فانظر إلى الأدب مع الوالدين
كيف نجى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة
والإخلال به مع الأم تأويلا وإقبالا على الصلاة
كيف امتحن صاحبه بهدم صومعته وضرب الناس له ورميه بالفاحشة!]

ومن أجمل مظاهر حرص السلف رحمهم الله ورضي عنهم على الأدب
ما أورده الإمام الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء [11/316-317] :

عن الحسين بن إسماعيل عن أبيه قال:
كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون
نحو خمس مئة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت.

ابن بطة : سمع النجاد يقول : سمعت أبا بكر بن المُطَّوِعي يقول :
اختلفت إلى أبي عبد الله ثنتي عشرة سنة، وهو يقرأ " المسند " على أولاده
فما كتبت عنه حديثا واحدا، إنما كنت أنظر إلى هديه وأخلاقه.

قال حميد بن عبدالرحمن الرؤاسي:
يقال:لم يكن أحد من الصحابة أشبه هديا وسمتا ودلا من ابن مسعود بالنبي صلى الله عليه وسلم
وكان أشبه الناس به علقمة، وكان أشبه الناس بعلقمة إبراهيم
وكان أشبههم بإبراهيم منصور بن المعتمر، وأشبه الناس به سفيان الثوري، وأشبه الناس به وكيع
وأشبه الناس بوكيع فيما قاله محمد بن يونس الجمال أحمد بن حنبل.]اهـ

فانظر رحمك الله إلى هذا الإسناد المتصل إلى خير البرية ، المسلسل في طريقه بحسن السمت والآداب الشرعية

فالله أسأل أن يجعلنا من أهل هذا الإسناد ، وأن يزيننا بزينة خير العباد
فإنه ولي ذلك والقادر عليه ، ولا منجا منه إلا إليه
وهو الموفق لما يحب ويرضى سبحانه.
رد مع اقتباس