عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-19-2010, 09:58 PM
تحب ربها تحب ربها غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




I15 كتاب بن الجوزى فى أحكام النساء ...يرجى التثبيت

 



مقدِّمةُ المؤلِّف

الحمدُ لله جابرِ الوهن والكسر، ورازق النمل والنَّسر، المغني بوابل القطر القفر، أحمدُه حمداً يدوم بدوام الدهر، وأشهد له بالوحدانية في السر والجهر، وأصلي على رسوله المشروح الصدر، الذي نسبة فضله إلى الأنبياء كالنجوم والبدر، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه إلى يوم الحشر، وسلّم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإني تفكرت في سبب إعراض الناس عن ذكر الآخرة، فوجدته من قلة الفهم، ورأيت أحد العوام يشغل ولده حين ينشأ بالمعاش، ولا يعلّمه واجبات العبادة، ولوازم المعاملات، فيتقلّب الولد في طلب الدنيا، ولا يعلم أخبارا لآخرة، ولا يعرف فرضاً من الفرائض، ولا يردّ لجامه عن الهوى ألف رائض، فإن أفلح وحضر مجلساً من مجالس القُصّاص، فربما سمع منهم أحاديث الرخص الباطلة، فخرج مصرّاً على الذنوب، ويقول: ربي كريم.
وربما أسمعوه أخبار الزهاد، كمعروف، وبشر، والجنيد، في زهدهم، وهو بعد لم يعرف الواجبات، ولا تعلق من ذلك بطائل، فإن علق بشيء علق بما الجهل أحسن منه، وهو أنه يفهم من كلامهم أن المقصود ترك الدنيا، ولا يعرّفونه ما المتروك فيها، فينفرد في زاوية، ويخلي معاشه، ويضيّع عائلته، ولا يستفيد في تلك الزاوية، إلا ما تستفيده البهيمة من حبسها في الإصطبل، لأنه خلا بجهله، ولا علم معه.
وربما تهيَّأ لتسليم الناس عليه، والتبرّك به لموضع انفراده، وربما تخشَّع كأنه خرج من معاينة بخبر عن مشاهدة، وربما هام في البوادي سائحاً، فضيَّع الفروض، وترك العيال... فعلمت أن أصل هذه الآفات الجهل بالعلم.

وما أزال أحرّض الناس على العلم، لأنه النور الذي يُهتدى به، إلا أني رأيت النساء أحوج إلى التنبيه من هذه الرفدة من الرجال، لبعدهن عن العلم، وغلبة الهوى عليهن بالطبع، فإنّ الصبية في الغالب تنشأ في مخدعها، لا تُلقَّن القرآن، ولا تعرف الطهارة من الحيض، ولا تُعلَّم أيضاً أركان الصلاة، ولا تُحدَّث قبل التزويج بحقوق الزوج، وربما رأت أمها تؤخر الغسل من الحيض إلى حين غسل الثياب، وتدخل الحمام بغير مئزر، وتقول ما معي إلا أختي وابني، وتأخذ من مال الزوج بغير إذنه، وتسحره، تدّعي جواز ذلك لتُعطفه عليها، وتصلي مع القدرة على القيام قاعدة، وتحتال في إفساد الحمل إذا حبلت، إلى غير ذلك من الآفات التي سنذكر منها ما يدل مذكوره على مغفله، إن شاء الله تعالى.
فإن أفلحت، وحضرت مجلس القصاص كان أردأ لها، وأضرّ عليها من جهة التبرُّج، وافتتان الناس بها، وافتتانها برؤية الأحداث، وتارة من جهة القصاص، فإن القصّاص اليوم يعطون مكان الدرياق سُمّاً، وينشدون أشعار العُشق والغزل، فإذا صادف ذلك قلباً فارغاً تمكَّن منه، وعسر زواله.
ولا يتعرَّضون لتعريف الواجبات، ولا بالزجر عن المنهيات. وربما رأت الرجال يصيحون متواجدين، فصاحت، إلى غير ذلك مما قد نشرحه في كتاب «القُصَّاص الجهلة».
فلما رأيت النساء أحوج إلى العلم من الرجال، شرعت في تصنيف هذا الكتاب؛ الذي يتعلق بأحوالهن، محتسباً الأجر، ولم أر من سبقني إلى تصنيف مثله.
والنساء وإن كنّ معرضات عن العلم، فما يخلو الزمان من صالحة تطلبه، ورب خلق كثير خوطبوا بالصواب، فأجاب منهم شخص، ولقد أنذر موسى ـــ عليه السلام ـــ فرعون وقومه، وهم ألوف، فلم يجب منهم إلا حرسل، وآسية، والله الموفق لما يرضيه، إنه قريب مجيب.
ذكر تراجم الأبواب في هذا الكتاب
وهي مائة باب وعشرة أبواب
ذكر تراجم الأبواب في هذا الكتاب، وهي مائة باب وعشرة أبواب:
* الباب الأول: في ذكر البلوغ وبيان حده.

* الباب الثاني: في ذكر معرفة الله عز وجل.
* الباب الثالث: في وجوب طلب العلم على المرأة.
* الباب الرابع: في بيان أن ذات الدين لا تستحي من السؤال عن دينها.
* الباب الخامس: في تعليم الأولاد الصلاة إذا بلغوا سبع سنين، وضربهم عليها إذا بلغوا عشراً، والتفريق بينهم في المضاجع.
* الباب السادس: في ذكر الختان للنساء.
* الباب السابع: في ذكر دخول الخلاء.
* الباب الثامن: في ذكر الوضوء.
* الباب التاسع: في ذكر المسح على الخُفَّين.
* الباب العاشر: في ذكر نواقض الوضوء.
* الباب الحادي عشر: في ذكر ما يوجب الغسل.
* الباب الثاني عشر: في وجوب الغسل على المرأة إذا احتلمت.
* الباب الثالث عشر: في صفة الغسل.
* الباب الرابع عشر: في ذكر صفة التيمم.
* الباب الخامس عشر: في ذكر الحيض.
* الباب السادس عشر: في ذكر النفاس.
* الباب السابع عشر: في كراهية الحمَّام للنساء.
* الباب الثامن عشر: في ذكر شرائط الصلاة وأركانها، وواجباتها.
* الباب التاسع عشر: في ذكر الصلاة وترتيبها.
* الباب العشرون: في ذكر ما يبطل الصلاة، وما يعفى عنه فيها.
* الباب الحادي والعشرون: في ذكر سجود السهو.
* الباب الثاني والعشرون: في ذكر الأوقات المنهي عن الصلاة فيها.
* الباب الثالث والعشرون: في ذكر صلاة المريض.
* الباب الرابع والعشرون: في ذكر صلاة المرأة في جماعة.
* الباب الخامس والعشرون: في خروج النساء يوم العيد.
* الباب السادس والعشرون: في تحذير النساء من الخروج.
* الباب السابع والعشرون: في فضل البيت للمرأة.
* الباب الثامن والعشرون في بيان أنه إذا خيف من المرأة الفتنة نُهيت عن الخروج.
* الباب التاسع والعشرون: في نهي المرأة إذا تطيّبت أن تخرج.
* الباب الثلاثون: في بيان أن طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه.
* الباب الحادي والثلاثون: في بيان أن أجود ما للمرأة أن لا ترى الرجال.
* الباب الثاني والثلاثون: في ذكر صلاة التطوع.

* الباب الثالث والثلاثون: في التسبيحات والأذكار.
* الباب الرابع والثلاثون: في ذكر صوم رمضان.
* الباب الخامس والثلاثون: في ذكر صوم النذر والقضاء، والتطوع.
* الباب السادس والثلاثون: في ذكر الزكاة.
* الباب السابع والثلاثون: في الحثّ على الصدقة.
* الباب الثامن والثلاثون: في ذكر كراهية إطعام المساكين ما لا يأكله المتصدق.
* الباب التاسع والثلاثون: في صدقة المرأة من بيت زوجها غير مفسدة.
* الباب الأربعون: في إنفاق المرأة من بيت زوجها بغير أمره.
* الباب الحادي والأربعون: في ثواب الخازن إذا أخرج ما أمر به للصدقة.
* الباب الثاني والأربعون: في اغتنام فرحة الفقير بإعطائه الجيِّد.
* الباب الثالث والأربعون: في ذكر الحج.
* الباب الرابع والأربعون: في ذكر برّ الوالدين.
* الباب الخامس والأربعون: في تقديم الأم في البر.
* الباب السادس والأربعون: في البر بعد موت الوالدين.
* الباب السابع والأربعون: في التحذير من الغيبة وفضول الكلام.
* الباب الثامن والأربعون: في التحذير من فضول النظر.
* الباب التاسع والأربعون: (في التحذير من قذف المحصنات).
* الباب الخمسون: في النهي عن السمع لحديث من يكره ذلك.
* الباب الحادي والخمسون: في التحذير من السحر والكهانة والنجوم، وإتيان أهل هذه الصناعات.
* الباب الثاني والخمسون: في ذم الزنى.
* الباب الثالث والخمسون: في بيان ما يصنع بالمرأة إذا زنت.
* الباب الرابع والخمسون: في تحريم السحاق بين النساء.
* الباب الخامس والخمسون: في النهي أن تباشر المرأة المرأة.
* الباب السادس والخمسون: في نهي المرأة أن تصف المرأة لزوجها.
* الباب السابع والخمسون: في تحريم التبرُّج.
* الباب الثامن والخمسون: في أجر المتسربلات من النساء؛ أي المتسرولات.
* الباب التاسع والخمسون: في النهي عن تشبّه المرأة بالرجل.
* الباب الستون: في تخويف النساء من الذنوب، وإعلامهن بأنهنّ أكثر أهل النار.

* الباب الحادي والستون: في التحذير من مجالس القُصّاص، وما يجلب من المحن، ومؤاخاة النساء للرجال.
* الباب الثاني والستون: في الأمر بالنكاح.
* الباب الثالث والستون: في الأمر بتزويج البنت إذا بلغت.
* الباب الرابع والستون: في وجوب طاعة الزوج، وحقه على المرأة.
* الباب الخامس والستون: في ثواب طاعة الزوج.
* الباب السادس والستون: في إثم المخالفة لزوجها.
* الباب السابع والستون: في جواز ضرب الرجل زوجته.
* الباب الثامن والستون: في ذكر سؤال المرأة عن بيت زوجها.
* الباب التاسع والستون: في ذكر ما يحلّ لها تناوله من ماله.
* الباب السبعون: في نهي المرأة أن تتسخَّط نفقة الرجل.
* الباب الحادي والسبعون: في نهي ذكر ما تتصنع به المرأة من قشر الوجه وغيره.
* الباب الثاني والسبعون: في النهي عن وصل الشعر.
* الباب الثالث والسبعون: في استحباب الخضاب بالحناء للنساء.
* الباب الرابع والسبعون: في أدب المرأة عند الجماع.
* الباب الخامس والسبعون: في ستر الفرج عن الزوج.
* الباب السادس والسبعون: في أجر المرأة إذا حملت ووضعت.
* الباب السابع والسبعون: في ثواب من ماتت نفساء.
* الباب الثامن والسبعون: في ثواب تربية الأولاد والأخوات.
* الباب التاسع والسبعون: (في ثواب تربية البنات، والنفقة عليهن وعلى الأخوات).
* الباب الثمانون: في تعليق التمائم وما يظن أنه يدفع.
* الباب الحادي والثمانون: في العدل بين الأولاد.
* الباب الثاني والثمانون: في النهي عن الدعاء على الأولاد.
* الباب الثالث والثمانون: في ثواب خدمة المرأة في بيتها.
* الباب الرابع والثمانون: في مراعاة حق الجار والهدية له.
* الباب الخامس والثمانون: في الابتداء بالهدية بأقرب الجيران.
* الباب السادس والثمانون: في إثم أذى الجار.
* الباب السابع والثمانون: في النهي عن حبس الهرة وغيرها، من غير الافتقار لمطعمها ومشربها.
* الباب الثامن والثمانون: في ثواب من مات له سقط.

* الباب التاسع والثمانون: في ذكر إثم المرأة إذا تعمَّدتْ الإسقاط.
* الباب التسعون: في كفارة الإسقاط.
* الباب الحادي والتسعون: في ذكر أجر من مات له ولد.
* الباب الثاني والتسعون: في ذكر من مات له ولدان.
* الباب الثالث والتسعون: في أجر من مات له ثلاثة من الولد.
* الباب الرابع والتسعون: في أجر من مات له أربعة من الولد.
* الباب الخامس والتسعون: في بيان أن الصبر عند أول صدمة.
* الباب السادس والتسعون: في جواز البكاء على الميت.
* الباب السابع والتسعون: في النهي عن اللطم، وتخريق الثياب.
* الباب الثامن والتسعون: في النهي عن النوح.
* الباب التاسع والتسعون: في كسب النائحة.
* الباب المائة: في عقوبة النائحة والمستمعة لها.
* الباب الحادي بعد المائة: في ذكر تعذيب الميت بالنياحة.
* الباب الثاني بعد المائة: في نهي النساء عن اتباع الجنائز.
* الباب الثالث بعد المائة: في ذكر لعنة زوارات القبور.
* الباب الرابع بعد المائة: في ذكر ثواب من خلف ولداً صالحاً.
* الباب الخامس بعد المائة: في إحداد المرأة المتوفى عنها زوجها.
* الباب السادس بعد المائة: في ثواب المرأة إذا اشتغلت عن الأزواج بعد موت زوجها بتربية الأولاد.
* الباب السابع بعد المائة: في ردّ المرأة إلى زوجها في الجنة.
* الباب الثامن بعد المائة: في الأمر بالجِدّ والاجتهاد، والاستعداد للموت قبل نزوله.
* الباب التاسع بعد المائة: في فضل المرأة الصالحة، وذكر أجرها.
* الباب العاشر بعد المائة: في ذكر أعيان النساء المتقدمات في الفضل، والمجتهدات في التعبُّد


الباب الاول:
في ذِكْر البلوغ وبَيان حَدِّه

يثبت في حقّ الغلام بأحد ثلاثة أشياء:
1 ـــ الاحتلام.
2 ـــ أو كمال خمس عشرة سنة.
3 ـــ أو نبات الشعر الخشن حول القُبُل.
ويثبت في حق المرأة بأحد خمسة أشياء: الثلاثة التي ذكرناها، والحيض، والحبل.

فمتى وجد أحد هذه الأشياء في حقّ المرأة، فلتعلم أنَّ قلم التكليف حينئذٍ قد جرى، وأنَّ العقاب على ترك الواجبات قد توجّه، فلهذه الفائدة بينّا حدَّ البلوغ
.


الباب الثاني في ذِكْر معرفة اللَّهِ عزَّ وجلَّ بالدليل والنَّظر

معرفة الله عز وجل أول واجب، فإذا ثبت وجوبها، وجب على المكلّف النظر والاستدلال المؤديان إلى المعرفة، وهو أنْ يتصفَّح بعقلِه صنع الله عز وجل، فيعلم حينئذ: أنه لا بد للمبنى من بنّاء، ولو أن إنساناً مرّ في برية، ثم عاد فرأى قصراً مبنيّاً، عَلِم أنه لا بد من بانٍ بنى ذلك القصر.
فرؤية هذا المهاد الموضوع، وهذا السقف المرفوع، والمياه الجارية، والنبات المعدّ للأغذية، والمصالح والمعادن في الأرض، لموضع الاحتياج إلى كل شيء منها.
ثم النظر في البدن، ووضعه على قانون الحكمة، ونمائه بفنون الأغذية، ثم وضع الأسنان لتقطع الطعام، والأضراس لتطحنه، وبلّه بالريق، ليمكن البلع، واللسان لتقليب الممضوغ، وتسليط الحوادب للبلع، وإقامة الكبد لتطبخ المطعوم، وتفرّق ما يتخلص منه من الدماء على كل عضو بحسب حاجته، ودفع ما هو كالثفل، وإعداد شيء من خالص ذلك منياً، يكون منه ما تخلَّق هذا الشخص الذي لا شيء مثله.
كل ذلك دليل على حكمة الواضع، وقدرة الصانع، وهذا الخالق سبحانه لا مثل له في ذاته، ولا يشبه شيئاً من مخلوقاته.


الباب الثالث في وجوبِ طلب العلْم على المرأة

المرأة شخص مكلَّف كالرجل، فيجب عليها طلب علم الواجبات عليها؛ لتكون من أدائها على يقين.

فإنْ لم يكن لها أب، أو أخ، أو زوج، أو محرم، يعلِّمها الفرائض، ويعرِّفها كيف تؤدي الواجبات، كفاها ذلك، وإنْ لم تكن سألت وتعلمت، فإن قدرت على امرأة تعلم ذلك، تعرفت منها، وإلا تعلّمت من الأشياخ، وذوي الأسنان من غير خلوة بها، وتقتصر على قدر اللازم، ومتى حدثت حادثة في دينها سألت عنها، ولم تستحِ، فإنَّ الله لا يستحي من الحق.


<<<<<<<<<<<<<يتبع

التوقيع

عوداً حميداً...
الرجوع الي ملتقي الاحباب
وتغير النفوس والقلوب
احبكم في الله... ]

رد مع اقتباس