عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 04-07-2012, 01:34 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

طريقة التوجيهالصحيحة"

السؤال:

السلام عليكم، لدي سؤال: ما طريقة التوجيه الصحيحةللأم لابنتها؛ لكي تحفظ القرآن؟

وهل لو اكتفَتِ البنتُ بالقراءة فقط دونالحفظ، هل عليها ذنب؟ أو اكتفت فقط بالاستماع دون القراءة، هل عليها ذنب؟

هل قراءة القرآن دون الالتزام بالعمل به، هل نأخذ عليها ثوابًا؟

هلعندما توجِّه الأم توجيهًا إلى الابنة في أسلوب من النقد، وليس بتحبيب في القرآن،هل هذا صحيح؟ أو لا بد أن يكون حب القراءة نابعًا من الفتاة نفسها، وليس لأن أمهاوجَّهتْها؟

هل إذا لم تَجِدِ الأمُّ أيَّ تغيير من الابنة في الحفظ، تلجأإلى أسلوب النقد؛ أي: أنتِ لا تعملين أيَّ شيء للدِّين، على سبيل المثال، هل هذاالأسلوب صحيح، أو مهما لم تَجد الأمُّ أيَّ نتيجة، فلابد أن يكون التوجيه بتحبيبالقراءة، وبالهدوء، وبالحسنى؟

لأني من وجهة نظري - وأرجو الرد إذا كانتصحيحة أم لا؟ - التوجيه في الناحية الدينية بالذات - حتى لو لم تستمع الابنة إلىهذا التوجيه - أن يكون بالحسنى والتحبيب؛ لأن الفتاة لو فعلتْ وحفظت لأن أمَّهاتنقدها مثلاًً، أعتقد أن النية ليستْ صحيحةً في هذا الوقت؛ لأن حفظ القرآن لا بد أنيكون خالصًا لله - تعالى - لكن عندما تتَّبع الأمُّ أسلوبَ الخلاف والنقد، وليسبأسلوب يحبب القراءة، تكون نية الحفظ لأن الأم تتبع هذا الأسلوبَ، ولذلك أعتقد أنالتوجيه - حتى ولو لم يصل إلى نتيجة - لابد أن يكون بهدوءوتحبيب؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
فنسأل اللهَ أن يرزقكِ حفظَ كتابه وسُنة نبيِّه - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- وأن يوفِّقك للعملبهما في حياتك كلها.

لتعلمي أولاً - أختَنا السائلة - ولْتعلَم كلُّ أم ووليأمر: أن حفظ القرآن ليس بواجبٍ في ذاته، كما نص على ذلك علماؤنا - رحمهم الله - وإنما يكون حفظه شرطًا لمن أراد طلب العلم الشرعي، الذي لا يمكن فهمه إلا به؛ قالابن عبدالبر في "جامع بيان العلم": "أول العلم حفظُ كتاب الله - عز وجل - وتفهُّمه،وكل ما يُعين على فهمه فواجبٌ طلبُه معه، ولا أقول: إن حفظه كله فرض؛ ولكني أقول إنذلك شرط لازم على مَن أحبَّ أن يكون عالمًا فقيهًا، ناصبًا نفسَه للعلم، ليس من بابالفرض". اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى": "وأما طلبُ حفظ القرآن، فهو مقدَّمٌ على كثير مما تسميه الناسُ علمًا، وهو إماباطل، أو قليل النفع، وهو أيضًا مقدَّم في التعلم في حق مَن يريد أن يتعلَّم علمالدين من الأصول والفروع، فإن المشروع في حق مِثلِ هذا في هذه الأوقاتِ أن يبدأبحفظ القرآن؛ فإنه أصل علوم الدين". اهـ.

وعلى أولياء الأمور أن يحفِّزواأبناءهم على حفظِه وفهمِه، وتدبُّره والعمل به، بكل الوسائل، وشتى الطرق، محافظينفي ذلك على الأسلوب الأمثل في الدعوة إلى المعروف؛ من خلال قوله تعالى: {ادْعُإِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْبِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِوَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].

وهذا ينطبق على دعوتنالأبنائنا وغيرهم من الناس؛ فهو أمر عام يشمل الجميع من المدعوين.

ولا شك أنالشرع قد أعطى للوالدين من أساليبِ التربية ما يمكِّنهما من تأنيب الأبناء وزجرهم،بالطرُق التي تؤدِّي إلى صلاحهم؛ فهذا رسول الله - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- يرى الْحَسَن بن عَلِىٍّ، وقدأَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا في فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُاللَّهِ - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: ((كِخْ كِخْ! ارْمِ بِهَا؛ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لاَ نَأْكُلُالصَّدَقَةَ؟!))؛ متفق عليه.

لكن ينبغي أن يكون ذلك بقدر الحاجة إليه؛ لأنالشدة في التربية كالدواء، لا يُستعمل إلا عند الحاجة، فمَن أفرط فيها دون حاجة،عاد ذلك بالضرر، كما أن التفريط فيها قد يؤدِّي إلى نفس النتيجة، كما يُراعى في ذلكالسنَّ الذي بلغه الصبي؛ فلكل مرحلة ما يناسبها، قال الشاعر:


فَقَسَالِيَزْدَجِرُوا وَمَنْ يَكُ رَاحِمًا فَلْيَقْسُ أَحْيَانًا عَلَى مَنْ يَرْحَمُ


وقال أبو عبدالله محمد بن مفلح المقدسي الحنبلي – رحمه الله – في "الآداب الشرعية": "فَصْلٌ فِيمَا يَجُوزُ مِنْ ضَرْبِ الْأَوْلَادِ بِشَرْطِهِ: قَالَ إسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْت أَحْمَدَ عَمَّا يَجُوزُ فِيهِ ضَرْبُالْوَلَدِ، قَالَ: الْوَلَدُ يُضْرَبُ عَلَى الْأَدَبِ، قَالَ: وَسَأَلْت أَحْمَدَ: هَلْ يُضْرَبُ الصَّبِيُّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: إذَا بَلَغَ عَشْرًا، وَقَالَحَنْبَلٌ: إنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْيَتِيمُ يُؤَدَّبُ وَيُضْرَبُضَرْبًا خَفِيفًا، وَقَالَ الْأَثْرَمُ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ضَرْبِالْمُعَلِّمِ الصِّبْيَانَ، فَقَالَ: عَلَى قَدْرِ ذُنُوبِهِمْ، وَيَتَوَقَّىبِجَهْدِهِ الضَّرْبَ، وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا لَا يَعْقِلُ، فَلَا يَضْرِبُهُ". اهـ.

وبهذا يُعلَم أن المعاملة بين الأبوين في تعليم أبنائهم تختلف من شخصلآخرَ؛ فواحدٌ تُصلحه الشدة، وآخرُ لا يصلحه ذلك، ويكون التقدير في هذه الحالة لمنباشَرَ الأمرَ بنفسه من المعلمين والآباء وأولياء الأمور.

وراجعي في موقعنافتوى: "حكم ضرب الطلاب والطالبات للتأديب"، ومقالة: (ضرب الأطفال وسيلة بناء أوهدم).

واللهَ نسأل أن يهدي الجميع لما فيه الصلاح والهدى، والسداد والرشاد
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس