عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 04-07-2012, 01:36 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

محتارة في أمرها بالوعد من شاببالزواج"

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤاليباختصارٍ شديد:
أنا أعرف شابًّا منذ فترةٍ ليستْ طويلة، قَرَّر أن يَتَقَدَّملِخِطْبتي في الفترة الأخيرة؛ لكن حاليًّا لا أعلم ما المشكلة بالضبط؟
علمتُمِن إحدى أخواته أنهم سوف يتقدمون لي، المشكلة أنني لا أعرف ماذا أفعل؟ لأنَّه فيالفترة الأخيرة لم يحدثني عن هذا الموضوع نهائيًّا، وأنا خائفة أن تكبرَ القصة،ويزول ما بيننا، وكلي أمل أن يكونَ ما قاله حقيقة.

أرجو إفادتي، ولكم جزيلالشُّكْر.


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعدُ:
ابنتي الصغيرة، حياكِ الله، ومرحبًا بكِ في موقعنا "الألوكة"، وأسألاللهَ أن يشرحَ صدركِ، وييسرَ لكِ الخير حيث كان، ويهيئ لكِ مِن أمركِرشدًا.

إنكِ - يا ابنتي - لا تزالينَ في مُقتبل عمركِ، ولا تزال فُرَصالنَّجاح في حياتكِ كثيرةً ووفيرةً؛ سواء كانتْ فُرصة الزَّواج أم غيرها، والمرءُمنَّا مُكَلَّفٌ بالسَّعي، بحسب ضوابط الشرع؛ ليحصلَ على ما يريد، فالآجالُ مضروبة،والأرزاق مقسومة، والآثار محصية ومعدودة؛ فعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قالتْ أم حبيبة - رضيَ الله عنها - زَوْجُ النبي - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: "اللهم أمتعني بزوجيرسولِ الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية"، فقال: ((سألتِ الله لآجال مضروبة،وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجِّل شيئًا منها قبل أجله، ولا يؤخِّر، ولو كنتِسألتِ الله أن يعيذكِ منَ النار وعذاب القبر، كان خيرًا وأفضل))؛ رواهمسلم.

وفي الحديث: ((إنَّ رُوح القدس نَفَث في روعي: أنَّ نفسًا لن تموتَحتى تستكملَ رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطَّلَب))؛ قال الألباني في تخريج "مشكلة الفقر": صحيح، أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث"، والقضاعي في "مسند الشهاب" بسند صحيح، وأخرجه الحاكم، وورد بلفظ: ((لا تستبطئوا الرِّزق، فإنَّه لن يموتَالعبد حتى يبلغه آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب، أخذ الحلال وترك الحرام))؛ أخرجهابن حبان، والحاكم، وأبو عبدالرزاق، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافَقَهالذَّهَبي.

فلا تشغلي نفسكِ بما قضى الله وقَدَّر، وجدِّي سعيًا فيما طلبمنكِ وأمر، واجتنبي ما نهاكِ عنه وزَجَر، وسأُلَخِّص لكِ ذلك فيأمور:

الأول: أنَّ من أهم أسباب تحصيل الزَّواج حَمْل النَّفس على العِفَّةوالاستقامة، والإكثار منَ الدُّعاء في أوقات الإجابة؛ قال الله - تعالى -: {وَإِذَاسَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَادَعَانِ} [البقرة: 186]، وفي الحديث: ((ليسألَ أحدكم ربَّه حاجته كلها، حتى يسألهشِسْعَ نعليه))؛ رواه أبو يعْلى، وقال مُحَقِّقه حسين أسد: إسنادُه صحيح على شرطمسلم، وحَسَّنَهُ الألباني في "المشكاة".

الثاني: أنَّ ما حصل بينكِ وبينهذا الشابِّ من علاقة أمْرٌ مستَقْبَح طبعًا، ومُحَرَّم شرعًا، فإنه يُفْضي - فيالغالب - إلى ما لا تُحمَد عقباه.

وراجعي لمعرفة هذا على موقعنا فتوى: "الحديث مع الفتيات بكلام غير فاحش"، واستشارة: "إحساس بِوَعْد".

ولعلَّتأخُّر هذا الشابِّ في التقدُّم لخطبتكِ؛ بسبب الذَّنب الذي أصبتماه قبل ذلك؛ فإنَّالقرآن الكريم والسنَّة النبويَّة قد دلاَّ على أنَّ الذُّنوب سبب من أسباب نزولالمصائب بالعبد، وحرمانه منَ الرِّزق؛ قال الله - تعالى -: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْمُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]،وروى ابن ماجَهْ، وصَحَّحه السيوطي: أنه - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- قال: ((إنَّ العبد ليُحرَمَ منَالرِّزْق؛ بالذنب يصيبُه)).

فتوبي إلى الله، وأنيبي إليه، وثِقِي بعاجلفَرَجِه؛ فالتائبُ منَ الذَّنب كَمَنْ لا ذنب له؛ قال الله - تعالى -: {فَقُلْتُاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْمِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍوَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 11، 12].

الثالث: نوصيكِ بأن تصبري علىتأخُّر خطبتكِ؛ فإنَّ الله - عز وجل - يبتلي العبدَ ليرى صبره، وربما كان الابتلاءُبالإصابة بمكروه، وربما كان بفواتِ محبوب؛ ولقد قال النبي - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: ((وما أعطي أحد عطاءخيرًا له وأوسع منَ الصَّبر))؛ رواه البخاري.

الرابع: لا نرى مانعًا مِن أنتندبي مَن تثقين به مِن محارمكِ للحديث مع هذا الشاب بأمر الزواج، أوِ اطلبي ذلك منأختِه؛ ليَتَبَيَّنَ لكِ ما هو عازم عليه، ولا مانع من هذا شرعًا؛ فقد عرض عمرابْنَتَه حفصة على أبي بكر وعثمان، وقد عرض بعض الصحابيات أنفسهنَّ على النبي - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG].

هذا إذا كان الشابُّ المذكور ممن يُرْتضى دينه وخلقه، أمَّا إذاكان بخلاف ذلك، فنصيحتُنا لكِ أن تُعْرِضي عنه، وسيبدلكِ الله خيرًامنه.

الخامس: إذا أعرض هذا الشابُّ عن خِطْبتكِ، فقد يكون إعراضُه خيرًالكِ؛ ففي الحديث، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: ((عجبتُ للمؤمن لايقضي الله له شيئًا إلاَّ كان خيرًا له))؛ رواه ابن حبَّان في صحيحه، قال الشيخالألباني: صحيح؛ انظر: "صحيح الجامع" (3985).

والصَّالحون غير هذا الرجلكثيرٌ، فلا تُعَلِّقي نفسكِ به، وقد نَبَّه الله على ذلك المعنى؛ فقال: {وَعَسَىأَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].

السادس: لقد ذكرتِ لنا في استشارتكِ خوفكِ منَالتمادي في هذه العلاقة دون فائدة، وهذا الخوف في محلِّه، فإنَّ هذا الشابَّ قديطيل العلاقة معكِ، ثم في النِّهاية يتزوج بغيركِ، ونحن وأنتِ لا شأن لنا بذلك؛ بلالواجبُ عليكِ الأَخْذ بزمام نفسكِ، وكبح جماحها بلجام الدِّين والعقل، وذلكبالمسارَعة بما نصحناكِ به في (الرابع).

نسأل اللهَ أن ييسرَ لكِ أمركِ، وأنيمنَّ عليكِ بالزوجِ الصالح، والحياة السعيدة المليئة بطاعة الله.


التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس