عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 04-07-2012, 01:36 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

تعيش قصَّة حبٍّ مع قريبلها!"

السؤال:

أنا طالبة جامعية أكمل دراستي هذه السنة، أعيش قصَّةحبٍّ معقريب لي، وهو في الوقت الحالي عاطل عن العمل وبانتِظار تعْيِينه، كما أنَّهفي نفس عمري ولا نَعيش في نفس المنطقة.

منذ بداية تعارُفِنا وأنا دائمةالاتِّصال به، لا يمرُّ يوم دون أن أكلِّمه، نحن نحبُّ بعضنا جدًّا، ولكن مايُقلقني هو أنَّه نادرًا ما يتَّصل بي، في بعض الأحيان أقوم بتجاهُله لعله يتَّصلولكنَّه لا يفعل، وحين أكلِّمه يسألُني أين اختفيت، ويقول: إنه اشتاق لي جدًّا،صارحته بما يُقلقني فقال لي: أنت تعرفين أنِّي أحبك أكثر من نفسي، ولكن عليك أنتقدري ظروفي.

لا أعرف ماذا أفعل؟ هل أقلل من اتِّصالاتي؟ هل أتجاهلُهولكنِّي أخاف أن أظلِمه وأخسر حبَّ حياتي، أنا لا أشكُّ في حبِّه لي، ولكن أُريدهأن يظهره لي، ماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني.


الجواب:

الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ابنتنا "الحائرة":

اعلمي - ابنتي - أنَّ الإسلام لا يعرِف علاقةً بين ذكر وأُنثى أجنبيَّين إلا بالزَّواج المستكمِللجميع شروطِه وأركانه، وما يسبق هذا الزَّواجَ من خِطبة ونحوها، ولكل مرحلة من هذهالمراحل المشروعة ضوابطُها وحدودُها، وقد بيَّنَّا ذلك في فتوى: "حكم مكالمة الخاطبعبر الهاتف"، وفتوى: "حكم علاقة الشاب بفتاة بقصد الزواج".

أمَّا الحب الذيوقع في نفسِك لقريبِك هذا، فلا يجوز التَّعبير عنْه بالصُّورة التي ذكرتِها؛ بليُمكنُك أن تُخبري بذلك من تثِقين به من أهلك أو الحميمات من صديقاتِك، أقارب هذاالشَّاب، بحيث يعرضون عليْه الأمر لاتِّخاذ خطوات إيجابيَّة نحو التقدُّم لخِطبتكمن أهلك.

هذا الذي نعرِفه في ديننا، أمَّا ما يحصُل منك الآن، فأوهام فيأوهام، لا يعلم حقيقةَ نهايتها إلا الله وحده.

وقد علِمْنا من الواقع أنَّمثل هذه القصص لا تنتهي غالبًا بالزَّواج، وإنَّما يكون مصيرها الفشل أو المشاكلالتي لا تُحمَد عقباها، فالسَّائر فيها إذًا على خطر عظيم.

أشعر أنَّ كلاميقد نزل عليْك كالصَّاعقة الحارقة، فقد كنت تأمُلين أن أسوِّغ لك الاتِّصال به، أوأجد لك حلاًّ لا يُبْعدك عنه، لكن كل ذلك لم يكُن.

وما ذاك مني بقصْدالتَّضييق عليْك، أو إدخال الألَم على نفسك التي شُغِفَت بِهذا الشَّاب حبًّا، رغمإعراضِه عنْك وانشغاله عن مبادرتِك بالاتِّصال، مع أنَّه لا عمل له كما ذكَرت، فكيفلو كان لديْه عمل يشغله؟!

ربَّما لم ينشغِل عنك، ولكنَّه يعلم أنَّ المحادثةمع الأجنبيَّة لا تجوز إلا بحدود الحاجة أو الضَّرورة، وإذا كان الأمر كذلكفلتعضِّي على مثل هذا بالنَّواجذ، فإنَّه في زمانِنا عزيز نادر، ولتتَّخذي الخطواتِالتي نصحْناك بها آنفًا.

أمَّا إن كان إعراضُه عنك ليس من خشية الله وطاعته،فاعلمي أنَّه فيك زاهد، وليس لك بِمُحبٍّ، وهذا دافع يقوِّي عزيمتك على ترْكمحادثته، بعد دافع الخوْف من الله - سبحانه وتعالى.

ابنتَنا "الحائرة":
لا داعي للحَيْرة؛ فقد انكشف لك الغطاء، واتَّضح الأمر، بحسب ماتقتضيه قواعد الشَّرع والعُرْف والعقل، ولا خيار لنا بعد ذلك إلا أن نقول: سمعناوأطعْنا غفرانك ربَّنا وإليك المصير.

ندعوك - ابنتَنا "الحائرة" - إلىالتَّوبة ممَّا مضى بتَرْكِه في الحال، والنَّدم عليْه فيما مضى من الزَّمان،والعزم على عدم العوْدة إليه في المستقبل؛ فإنَّ التَّائب من الذَّنب كمَن لا ذنبله، وسيجعل اللهُ لك - إن أطعْتِ أمره – مخرجًا؛ قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَيَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3].

واللهَ نسأل أن يقسم لك من ذلك الخير، وأن يهديَ قلبك، ويشرح صدرَك،ويلهمك رشدَك.
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس