عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 04-07-2012, 01:37 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

محتاج أطمئن"

السؤال:

السلام عليكمورحمه الله وبركاته، جزاكم الله خيرًا بما تفتوننا به، وجعله في ميزان حسناتكم،سؤالي كالتالي:
أنا اليوم أعمل بدولة الكويت، حالي كحال أي شاب مصري بدولةٍ مندول الخليج: أعملُ ليلَ نهارَ؛ لكي أحاول أن أكون مهيَّئًا للزواج، وأنا شاب خاطب،وينتظر أهلُ خطيبتي أن أقدِّم لها الشقة، التي هي ليست موجودة، ومع ظاهرة ارتفاعالأسعار، كلَّما أحاول أن أحتفظ بمبلغ، وأبحث عن شقة بمقدَّم يناسب إمكانياتي،أكتشف أن الأسعار ارتفعت، والمبلغ الذي أحتفظ به غير كافٍ، علمًا أن معاشي يعتبرمعقولاً، ولكني أرسل إلي أمي شهريًّا مبلغًا من المال، وبعدَ مصاريفي الشخصيةِ يكونالمبلغ المتبقي غيرَ كافٍ، والآن أنا تمر بي السنون والأيام وأنا حالي كحال أيمغترب: غير مضمون عمله؛ فأنا أعمل في مشاريعَ مؤقتةٍ، ومن الممكن أن صاحب العمل فيأي وقت يقول لي: غير محتاج إليك.

وأنا الآن لدي شقة تعتبر مناسِبة وفرصة،وتحتاج هذه الشقة - لأكمل مقدَّمها - قرضًا من البنك، أو إعارة مبلغ عن طريق الفيزاأو كروت الائتمان، علمًا بأن هذا المبلغ سيكون بالربا.

لا أعلم كيف أتصرف: هل أصبر سنة على سبيل المثال؛ لكي أكمل مقدَّم الشقة، وبعد سنة، عند وصولي لمبلغمعين، يكون هذا المبلغ غيرَ مناسب؛ لارتفاع الأسعار.

هذه هي مشكلتي، الآنأسعار العقار تزيد في مصر بسرعة، ولكن دَخْل الموظفين لا يزيد، وإن زاد، فحركتُهبطيئة لا تواكب حركة الزيادة.

أرجو الإفادة على هذا الإميل للأهمية وبسرعة،جزاكم الله خيرًا، وزوَّدكم بالبركة والرضا، والسلام عليكم ورحمة اللهوبركاته.


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
فلا يجوز شراء منزل - شقة أو غيرها - عن طريق قرض رِبَوِيٍّ، ما دمتَتستطيع الاستغناء عن ذلك بالسكن في منزل بالأجرة.

وليس من حق الزوجة، ولاأوليائها، أن يشترطوا عليكَ شراءَ شقة للسُّكنى؛ فإن هذا ليس في كتاب الله، ولا فيسُنة رسوله – [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "جاءتْني بَرِيرَةُ فقالت: كاتبتُ أهلي على تسعِ أواقٍ، في كل عام أوقيةٌ،فأعينيني، فقلتُ: إنْ أحبَّ أهلُك أن أعُدَّها لهم، ويكون ولاؤك لي، فعلتُ، فذهبتْبريرة إلى أهلها، فقالت لهم، فأبَوْا عليها، فجاءتْ من عندهم، ورسولُ الله - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- جالس، فقالت: إني قد عرضتُ ذلك عليهم فأبَوْا إلا أن يكون الولاءُ لهم، فسمع النبي - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- فأخبرتْ عائشةُ النبيَّ - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- فقال: ((خذيها، واشترطي لهم الولاء؛فإنما الولاء لمن أعتق))، ففعلتْ عائشة، ثم قام رسول الله - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- في الناس، فحمِد اللهوأثنى عليه، ثم قال: ((أما بعد، ما بالُ رجالٍ يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله،ما كان من شرطٍ ليس في كتاب الله، فهو باطل، وإن كان مائة شرط، قضاءُ الله أحق،وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق))؛ متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.

وقدحرَّم الله الاقتراض بالربا، وتوعَّد على فعله بالحرب؛ فقال - تعالى -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّباإِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاتَظْلِمُونَ وَلاتُظْلَمُونَ} [البقرة: 278 - 279].

ولعن النبيُّ - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- آكلَالربا، ومُوكِله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: ((هم سواء))؛ رواه مسلم.

فلا يجوزالاقتراض بفائدة؛ لشراء منزل، أو لغيره من الأسباب، ما لم تكن هناك ضرورة ملجئة؛فإن المحرَّمات لا تُستباح حالَ السَّعة والاختيار، وإنما تستباح حال الشدةوالاضطرار؛ إذ من القواعد المقررة عند أهل العلم: أن المحرَّم لا يستباح إلالضرورة؛ لقوله - تعالى -: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّمَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119]، وليس من الضرورة عدمُ قدرتك علىالشراء النقدي، ما دمت تستطيع الاستئجار.

أما البديل الشرعي لمن يريد تملُّكمنزل وليس معه مال يكفيه، فيتحقق - إن شاء الله - بأحد أمور ثلاثة:
الأول: الدخول في عقد مرابحة لشراء منزل، أو عقد استصناع لبنائه مع مصرف إسلامي، أو شركةاستثمار إسلامية، يعمل كل منهما وَفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية في هذه المعاملاتوغيرها.

الثاني: أن تبحث من بين إخوانك وأصدقائك على مَن يقرضك قرضًا حسنًابلا ربا، ولعلَّ الله - تعالى - ييسر لك ذلك؛ بصحة قصدك، وصدقتوجُّهك.

الثالث: البناء بالتقسيط، وهو أمر ممكن ومتوفر في زماننا، وصورةهذا العقد: أنك تتعاقد مع جهة على أن تبنيَ لك منزلاً، تتفق معها على جميع الصفاتالتي تريد أن يكون عليها، وتحدِّدان ثمنَه وأجَله، ومقدار كل قسط، وعلى ألاَّ تكونهناك أيُّ زيادة عما اتفقتما عليه من الثمن، في حال ما إذا تأخرتَ في سداد بعضالأقساط عن أجَلها.

فإذا تمَّ العقد بهذه الصورة، كان بيعًا صحيحًا نافذًا،ولا وجه حينئذ لمقارنته بالاقتراض من البنك بفائدة؛ لأن الاقتراض بالفائدة رباصريح، وهذا بيع صحيح، وقد قال الله - تعالى -: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَوَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275].

وأما إذا كان البائع بالتقسيط يشترطعليك أن الأقساط إذا تأخَّر بعضُها عن موعده، كان عليك أن تجعل له زيادةً مقابل ذلكالتأخير، فذاك هو ربا الجاهلية المعروف، الذي كان يقول الواحد منهم فيه لمَدِينه: إما أن تقضي، وإما أن تُرْبِيَ،

وحينئذٍ يكون مثل القرض بالفائدة تمامًا،ولا يباح أي منهما؛ لبناء منزل، ولا لغيره.

فإذا تيسر لك الأمر على ماذكرنا، فالحمد لله، وإذا كانت الأخرى،

فاصبر حتى يسهل الله لك أمر بناءالمنزل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْحَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3].

واجعل طريقَك لتحقيق مأمولك الحرصَعلى الطاعات، وتركَ المحرَّمات والمنكرات، وأكثِرْ من الأدعية النبوية النافعة فيهذا الموطن؛ مثل قوله - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- فيما رواه الإمام أحمد، عن أبي هريرة: أن النبي - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- كان يقول إذا أوى إلى فراشه: ((اللهمَّ ربَّ السموات السبع، ورب الأرض،ورب كل شيء، فالقَ الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كلذي شر أنت آخذٌ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنتالظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عني الدَّين، وأغنني منالفقر)).

ومثل دعائه - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- فيما رواه النسائي، عن عبدالله بن عمروبن العاص: أن رسول الله - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- كان يدعو بهؤلاء الكلمات: ((اللهم إنيأعوذ بك من غَلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء)).

واللهَ نسأل أنيوفقك لما يحب ويرضى.
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس