عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-25-2014, 05:56 PM
super_alnawras super_alnawras غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Ramadhan05 تفسير قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين)

 

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله

تفسير قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) (الفاتحة: الآية 2)

إعراب الآية:

• الحمد: مبتدأ مرفوع.

• (لله): جار ومجرور، متعلق بمحذوف، خبر المبتدأ، تقديره: ثابت أو واجب.

• (رب): نعت للفظ الجلالة، تبعه في الجر، وعلامة الجر الكسرة.

• (العالمين): مضاف إليه مجرور، وعلامة الجر الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وجملة: (الحمد لله..) لا محل لها ابتدائية.

روائع البيان والتفسير:

قال القرطبي:

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ أجمع المسلمون على أن الله محمودٌ على سائر نِعَمه، وأن مما أنعم الله به الايمان، فدلَّ على أن الايمان فعله وخلقه، والدليل على ذلك قوله: ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، والعالمون جملة المخلوقات، ومن جملتها الإيمان، لا كما قال القدرية: إنه خَلْق لهم، على ما يأتي بيانه.

الرابعة: الحمد في كلام العرب معناه: الثناء الكامل، والألف واللام لاستغراق الجنس من المحامد؛ فهو - سبحانه - يستحق الحمد بأجمعه؛ إذ له الأسماء الحسنى والصفات العلا.

ثم قال: فالحمد نقيض الذم، تقول: حمدتُ الرجل أحمده حمدًا، فهو حميد ومحمود، والتحميد أبلغ من الحمد، والحمد أعم من الشكر، والمُحمَّد: الذي كثرت خصالُه المحمودة.

وقال الشوكاني في فتح القدير:

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري، وبقيد الاختيار فارقَ المدحَ، فإنه يكون على الجميل، وإن لم يكن الممدوح مختارًا؛ كمدح الرجل على جماله، وقوته، وشجاعته.

وقال صاحب الكشاف:

إنهما أخوان، والحمد أخصُّ من الشكر موردًا، وأعم منه متعلقًا؛ فمورد الحمد اللسان فقط، ومتعلقه النعمة وغيرها، ومورد الشكر اللسان، والجنان، والأركان، ومتعلقه النعمة.

وقال ابن تيمية:

"والحمد ضد الذم، والحمد خبر بمحاسن المحمود مقرون بمحبته، والذم خبر بمساوئ المذموم مقرون ببغضه، فلا يكون حمد لمحمود إلا مع محبته، ولا يكون ذم لمذموم إلا مع بُغضه، وهو - سبحانه - له الحمد في الأولى والآخرة.

وأول ما نطق به آدم: الحمد لله رب العالمين، وأول ما سمع من ربه: يرحمك ربك، وآخر دعوى أهل الجنة أن: الحمد لله رب العالمين، وأول مَن يدعى إلى الجنة الحمادون، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- صاحب لواء الحمد، آدم فمن دونه تحت لوائه، وهو صاحب المقام المحمود الذي يَغبِطه به الأولون والآخرون؛ فلا تكون عبادة إلا بحب المعبود، ولا يكون حمد إلا بحب المحمود، وهو - سبحانه - المعبود المحمود".

وقال ابن العثيمين:

﴿ الْحَمْدُ ﴾ وصفُ المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم؛ الكمال الذاتي والوصفي والفعلي؛ فهو كامل في ذاته وصفاته وأفعاله؛ ولا بد من قَيْد، وهو "المحبة والتعظيم"؛ قال أهل العلم: "لأن مجرَّد وصفه بالكمال بدون محبة ولا تعظيم، لا يسمَّى حمدًا؛ وإنما يسمى مدحًا".

وقال ابن كثير

﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ والرب هو: المالك المتصرف، ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرِّف للإصلاح، وكل ذلك صحيح في حق الله - تعالى.

ولا يستعمل الرب لغير الله، بل بالإضافة تقول: رب الدار، رب كذا، وأما الرب،
فلا يقال إلا لله - عز وجل - وقد قيل: إنه الاسم الأعظم، والعالمين: جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله - عز وجل، والعالَم جمع لا واحد له من لفظه، والعوالِم أصناف المخلوقات في السموات والأرض، في البر والبحر، وكل قرن منها وجيل يسمى عالمًا أيضًا.
رد مع اقتباس