عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-25-2010, 07:36 PM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإن قصدوا الشطط في الغلو أوالجفاء فإن الإمام محمدا بن عبد الوهاب نفسه ليس وهابياً !!


إن كانوا يقصدون أن أهل السنة والجماعة يقلدون الإمام محمدا بن عبد الوهاب رحمه الله تقليداً أعمى
معتقدين فيه العصمة، فيلقبونهم بالوهابيين لأنهم يفعلون ما يفعل، ويعتقدون ما يعتقد من غير نظر في الأدلة فإنه اتهام باطل لا ينطبق على الإمام محمد بن عبد الوهاب نفسه؛ وأهل السنة والجماعة أبعد الناس عن منهج التقليد الأعمى الفاسد وهم أكثر من يذم التقليد، يقول علماؤهم:
"كلٌ يؤخذ منه ويُرَد إلا النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم"، ويقولون: "إذا صح الحديث فهو مذهبيويقولون: "إذا جاءكم من كلامي ما يخالف الكتاب أوالسنة فاضربوا به عرض الحائط
وليس عندهم مذهب اسمه (الوهابية
بل ها هو الإمام محمد بن عبد الوهاب يقول رحمه الله
[في الرسائل الشخصية، الرسالة السابعة والثلاثين (1/252)]:
"ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم..
بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم، وأرجو أني لا أردُّ الحق إذا أتاني، بل أُشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق" اهـ.

فإن قصدوا بالوهابية تقليد إمام واحد، فإن الإمام محمدا بن عبد الوهاب
نفسه ليس وهابياً

وإن كانوا يقصدون أنهم قوم متشددون لا يعذرون بالجهل، ويتسرعون في تكفير جُهَّال المسلمين،
أو تكفير من لا يواليهم
فهذا من أبطل الباطل، فإن دعاتهم دعاة لا قضاة، يُعلمون الناس ما هي شروط التوحيد،
ويحذرونهم مزالق الشرك، أما من مكَّنه الله من الحكم أو القضاء فإنه يلتزم في الحكم بالتكفير
بثبوت شروط وانتفاء موانع،

ومن ضوابطهم: العذر بالجهل المعتبر

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [في كتاب الاستغاثة 629/2]:

"بعد معرفة ما جاء به الرسول، نعلم بالضرورة أنه صلى الله عليه وسلم
لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم، لا بلفظ الاستغاثة ولابغيرها،ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها ،كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك، بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور،وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله، لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه"


ويقول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله [الرسائل الشخصية 3/25]:

"وأما ما ذكر الأعداء عني أني أُكفر بالظن وبالموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن الله ورسوله"

وقال الشيخ عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب [الدرر السنية 10/274]

"إن سؤال الميت والاستغاثة به في قضاء الحاجات وتفريج الكربات من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله ،واتفقت الكتب الإلهية والدعوات النبوية على تحريمه وتكفير فاعله والبراءَة منه ومعاداته، ولكن في أزمنة الفترات وغلبة الجهل لا يكفر الشخص المعين بذلك حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة ويبين له، ويعرف أن هذا هو الشرك الأكبرالذي حرمه الله ورسوله . فإذا بلغته الحجة وتليت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ثم أصر على شركه فهو كافر،بخلاف من فعل ذلك جهالة منه ولم ينبه على ذلك ،فالجاهل فعله كفر، ولكن لا يحكم بكفره إلا بعد بلوغه الحجة"

فإن قصدوا بالوهابية المجازفة في تكفير المسلمين، فإن الإمام محمدا بن عبد الوهاب نفسه ليس وهابياً وإن قصدوا أنهم قوم يناصبون أهل البيت رضي الله عنهم العداء، ويهضمونهم حقهم، ولا يوالونهم، لاسيما عليا رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها والحسنين رضي الله عنهما..
فهذا بهتان عظيم، وزور لا ينطبق على الإمام محمد بن عبد الوهاب نفسه، فهم أهل الوسط في حب آل البيت الأطهار رضي الله عنهم وأرضاهم؛ لا إفراط ولا تفريط:

يتبع إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس