الموضوع: أصول المعاصي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-12-2010, 07:25 PM
قلب ينبض قلب ينبض غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Tamayoz أصول المعاصي

 

أصول المعاصي
أصول المعاصي كلها كبارها و صغارها ثلاثة : تعلق القلب بغيرالله و طاعة القوة الغضبية و القوة الشهوانية .
وهي الشرك و الظلم و الفواحش . فغاية التعلق بغير الله شرك , و أن يدعى معه الها آخر . و غاية طاعة القوة الغضبية القتل . و غاية طاعة القوة الشهوانية الزنا .
و لهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله " و الذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق و لا يزنون " الفرقان:68 .
و هذه الثلاثة يدعو بعضها الى بعض ,فالشرك يدعو الى الظلم و الفواحش كما أن الاخلاص و التوحيد يصرفهما عن صاحبه , قال تعالى " كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء انه من عبادنا المخلصين " يوسف :24 فالسوء: العشق , والفحشاء : الزنا . وكذلك الظلم يدعو الى الشرك و الفاحشة , فان الشرك أظلم الظلم , كما أن أعدل العدل التوحيد , فالعدل قرين التوحيد و الظلم قرين الشرك , ولهذا يجمع سبحانه بينهما :
أما الأول ففي قوله : "شهد الله أنه لا اله الا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط "
و أما الثاني , فكقوله تعالى : " ان الشرك لظلم عظيم "
و الفاحشة تدعو الى الشرك و الظلم , ولا سيما اذا قويت ارادتها و لم تحصل الا بنوع من الظلم و الاستعانة بالسحر و الشيطان , و قد جمع سبحانه بين الزنا و الشرك في قوله :" الزاني لا ينكح الا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكها الا زان أو مشرك و حرم ذلك على المؤمنين "
فهذه الثلاثة يجر بعضها الى بعض , و يأمر بعضها ببعض , و لهذا كلما كان القلب أضعف توحيدا و أعظم شركا كان أكثر فاحشة و أعظم شركا كان أكثر فاحشة و أعظم تعلقا بالصور و عشقا لها .
و نظير هذا قوله تعالى " فما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا و ما عند الله خير و أبقى للذين آمنوا و على ربهم يتوكلون و الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش و اذا ما غضبوا هم يغفرون " فأخبر أن ما عنده خير لمن آمن به و توكل عليه , و هذا هو التوحيد , ثم قال "و الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش " فهذا اجتناب داعي القوة الشهوانية , ثم قال " و اذا ما غضبوا هم يغفرون " فهذا مخالفة القوة الغضبية , فجمع بين التوحيد و العفة و العدل التي هي جماع الخير كله.
رد مع اقتباس