عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-29-2011, 05:30 PM
امة الرحمن/فاطمة امة الرحمن/فاطمة غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي


فالذي يجتمع فيه هذين المعنيين، فهذا هو الشخص الذي نُسميه الرَّبَّاني.




قالوا: الربَّاني الذي يجمع بين صغار العلم وكباره، الذين يُربون

الناس بصغار العلم قبل كِباره.




قالوا: الربَّاني الذي يُنسبُ إلى الربِّ معرفةً ومحبةً وتوحيدًا.




هذا هو الكلام المُجمل، لكن ما الذي نريد؟، ولماذا اخترنا هذا الموضوع ؟




أنا أريد أن أجد قلبي .. قلبي موصول بربِّي ..




هذه هي الفكرة .. نحن مفتقدين في هذا الزمان قلوبنا .. زمن مادي، يُحْكَم

بفلسفة مادية .. كل الناس تجري وتلهث حول الدنيا، فتفتقد أثمن ما تملك

وأعظم ما تملك ألا وهو القلب.




نحن أصبحنا للأسف الشديد أصحاب كلام .. فبالتالي حتى

عبادتنا وحتى قروبتنا إلى الله سبحانه وتعالى، تكاد تكون

الإنسان منا يؤديها كالآلة.




معادلة الوصول للربَّانية




لكن أين قلبك؟



هذا هو معنى الإيمان المفقود .. هذه هى الربَّانية التي نُريد أن

نصل إليها ..




كيف نكون ربَّانيين؟ كيف تكون قلوبنا متعلقة بالربِّ تبارك وتعالى؟




ابن القيم يقول أن المعادلة تسير بهذا الشكل الثلاثي: يوجد عمل ويوجد قلب ويوجد ربُّ.




العمل لا يصعد للربِّ مباشرة .. لابد أن يمر على القلب ..




فالعمل صالح .. مثلاً أنا كنت أذكر الله عزَّ وجلَّ .. أو كنت

صائماً .. أو كنت أقيم الليل .. أو كنت أبرُّ والديّ .. أخلاقي


حسنة .. ووو من الأعمال الصالحة .. جيد جدًا ..


لكن يمر على قنطرة القلب .. يمر على هذا الجسر، الذي اسمه: القلب ..

قلبي فاسد مليء بالدنيا، ومليء بالريــــاء، يحب التباهي، يحب أن يثني


الناس عليه، أرى نفسي قليلاً، قلبي به ذرة الكبر، قلبي به مشــاكل ..


فعندما يأتي العمل ليؤثر في القلب، يجد أشياء ترده .. فبالتالي عندما يصعد

الذي يصعد منه على حسب ما في هذا القلب .. أن هذا القلب لو كان طاهر

نقي، يصعد العمل الصالح .. إنما لو مرَّ بهذه المشكلة، الجزء الصالح منه يصعد

والجزء الغير صالح يُردُّ .. هذه هي المعادلة .. إذًا ما الموضوع ؟ ..


الموضوع عندما يقول النبي "ألا إن في الجسد مضغة إذا


صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد"[صحيح مسلم]


الموضوع قلب .. هذا القلب الذي هو مستودع الإيمان، هذا القلب الذي

بداخله أعظم العبادة لله تبارك وتعالى .. من أحسن واحد ؟ أين هو ؟ من

أكرمنا ؟ .. {.. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ..} [الحجرات: 13] ..


التقوى أين ؟ .. "التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا"[صحيح مسلم]


المسلمين عندما يسمعوا هذا الكلام يتجهوا اتجاهين .. اتجاه


يقول: قلبي وفقط لا يعمل شيء المهم هذا – القلب – أبيض ولا

مشكلة أي شيء آخر؛ واتجاه آخر مادي جدًا ولا ينتبه لهذه

المعاني، ومهتم بصورة العمل .. العمل المهم أن يكون شكله ..

شكله أنه ما شاء الله متسنن بسُنَّة النبي ، شكله رجل مصلي

متصدق، رجل يحج كل سنة ويعمل كم عمرة .. شكل فقط ..


حجاب شرعي لا يوجد له مثيل، وأخلاق ظاهرة، لكن بعد ذلك

مشاكل داخل القلب.


والاتجاه الثاني: الاتجاه المتركز يقول أنا مركز على قلبي ولا


يعمل أعمال صالحة .. هذا خطأ وهذا خطأ .. المسألة أنه حتى

نحقق الإيمان، الذي يقول عنه العلماء:



قولٌ وعمل، قولٌ بالقلب وقولٌ باللسان؛ وعملٌ بالقلب وعملٌ بالجوارح.



هذه الأشياء كلها تحتاج منك أن تنتبه أن نصف الموضوع قلب ..


أنا أريد اليوم أن نفهم – هذا أول شيء – لماذا اخترنا الموضوع

ولماذا نتكلم عن الربانية وما معنى الربانية ؟ .. أنا أريد أن

نفهم معنى مهم جدًا العلماء يقولون: مدار أحوال الإنسان أو


أمور الإنسان على ثلاثة أشياء ..



كل ما تفعله يأخذ حكم من ثلاثة: إما قول، وإما عمل، وإما حال.


إنتظرونا في التكملة المرة القادمة بإذن الله
رد مع اقتباس