عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-06-2010, 07:50 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي




بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله وكفى..
وصلاة وسلام على من اصطفى..
تنبيه : ورد في الدرس السابق عند ضرب المثال على شرط
الانقياد أن ( انقياد القلب شرط في أصل الإيمان وانقياد الجوارح
شرط في كمال الإيمان)
وهذا خاص بالمثال المضروب حتى لايلتبس على أحد حيث اني
ذكرت ذلك لبيان لماذا كانت معصية إبليس كفر ومعصية آدم ليست
كفرا فإن إبليس لم يكن لديه انقياد قلب (مما هوشرط في أصل
الإيمان) ولاانقياد جوارح وهو الإباء (مما هوشرط اصل أيضا) لذا
كفر
أما آدم فكان لديه انقياد قلب وإن لم يكن لديه انقياد جوارح مما هو
شرط كمال في الإيمان (وهو أكله من الشجرة التي حرم الله أن
يأكل منها) لذا لم يكفر بمعصيته هذه
فالحاصل: أن ماقلته خاص بالمثال لكن عند الكلام مطلقا فانقياد
القلب شرط في أصل الإيمان ، أما انقياد الجوارح شرط في كمال
الإيمان إلا مادل عليه دليل أنه شرط صحة
وسيأتي بيان ذلك تفصيليا إن شاء الله ، وأرجوأن يكون وضح
الأمر...
*******

الدرس الخامس
=========
تحدثنا عن لاإله إلا الله وعرفنا أن معناها لا معبود بحق الا الله
واليوم نتحدث بحول الله وقوته عن العبودية.
*******
العبودية لغة :
======== هي اصلها من العبد وهوالإنسان حراً كان أم رقيقاً
وأنه مربوب لباريه عزوجل ويطلق العبدعلى * المعبد المذلل
المسخر وعلى هذا المعنى يشمل جميع المخلوقات ،فالكل مربوب
لله مسخر بتسخيره ،مدبر بتدبيره ،ويطلق كذلك على * العابد
المتذلل المحب وعلى هذا المعنى خص به المؤمنين الذين هم عباد
الله المكرمون ،وأولياؤه المتقون . ومعني العبادة في اللغة أي
الطاعة مع الخضوع ،والتعبد :التذلل ،والتعبيد :التذليل،وقيل :
العابد هوالخاضع لربه المستسلم له المنقاد لأمره
والعبودية شرعا :
========== هي حقيقة الدين
قال ابن تيمية :والغاية المقصودة هي حقيقة الدين وهي عبادة الله
وحده لا شريك له وهي حقيقة دين الإسلام وهوأن يستسلم العبد
لله رب العالمين لايستسلم لغيره ومن استسلم له ولغيره كان
مشركا.ولذلك عرفها بأنها اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من
الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
أمثلةعلى الأعمال الظاهرة:
=============== إقام الصلاة، الصوم ،الحج،الجهاد
،إغاثةالملهوف، الدعوة إلى الله ، برالوالدين......الخ وهي لاتقبل
مالم يساندها عمل القلب فانتبه.
أمثلةعلى الأعمال الباطنة:
=============== الإيمان بالله ،وملائكته ،وكتبه
،ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره ، وخشية الله وخوفه
ورجائه ،الموالاة والمعاداة في الله...الخ
والعبودية نوعان
========= قال في مفردات ألفاظ القرآن والعبادة ضربان:
*عبادة بالتسخير :وهو للأنسان والحيوان والنبات وعلى ذلك قوله
تعالى : ( ولله يسجد من في السموات والأرض طوعاً
وكرهاً)الرعد 15
*عبادة بالإختيار وليس هذا إلا للإنسان وبه يستحق الثواب قال
تعالى : (فاسجدوا لله واعبدوا)النجم 62أي تذللوا له
الدليل علىوجوب العبودية لله وحده
=================== الأدلة عل ذلك كثيرة مثل قوله
تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات56
وقوله تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) الإسراء23
فالرب سبحانه غني بنفسه ،وما يستحقه من صفات الكمال ثابت له
بنفسه ،واجب له من لوازم نفسه ،لايفتقر في شئ من ذلك إلى
عيره ،وهوالفعال لما يريد، وماله من المخلوقين ظهير، ولايحتاج
في شئ من أموره إلى معين.
شروط العبادة:
======== قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وللعبادة
شرطان لاتصح ولاتقبل إلا بهما
أحدهما :الإخلاص لله عزوجل
================
بأن لايريد سوى وجه الله والوصول لدار كرامته وهذا من تحقيق
شهادة أن لا إله إلا الله.
والثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
==========================
بألا يتعبد لله تعالى بغيرماشرعه وهذا من تحقيق شهادة أن محمداً
رسول الله
فالمشرك في العبادة لاتقبل عبادته ولاتصح لفقد الشرط الأول ،
والمبتدع فيها لاتقبل ولاتصح لفقد الشرط الثاني
ومن أدلة اشتراط الإخلاص ٌ:
=============== من القرآن : قوله تعالى: ( فاعبد الله
مخلصاً له الدين)الزمر 2
وقوله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين
حنفاء) البينة 5
من السنة: ما أخرجه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يأيها
الناس إنماالأعمال بالنيات)
ومن أدلةاشتراط المتابعة:
============== من القرآن : قوله تعالى (ومن يبتغ غير
الإسلام ديناً فلن يقبل منه) آل عمران85 وقوله تعالى :( وأن هذا
صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل)الأنعام153
ومن السنة: ما أخرجهالبخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من عمل عملا ليس عليه
إمرنا فهو رد).
معنى الطاغوت وحقيقةالكفربه شرعا
======================
الطاغوت لغة أي مجاوزة الحد فيقال طغى البحر: هاجت أمواجه ،
،وطغى السيل : جاء بماء كثير، والطاغوت هوكل معتد ، وهوكل
مجاوزحده في العصيان قال تعالى : (إن الإنسان ليطغى)العلق6
وقال تعالى: ( اذهب إلى فرعون إنه طغى)النازعات 17
وقوله تعالى :(إنا لما طغا الماء)الحاقة 11
والطاغوت يستخدم في الواحد والجمع قال الجوهري :والطاغوت
الكاهن والشيطان وكل رأس في الضلال
والطاغوت شرعا :عرفه العلماء منذ زمن الصحابة بتعريفات عدة
منهم من قال : كل ماعبد من دون الله،وقيل :كل رأس في الضلال
،وقيل: الأصنام ،وقيل :الشيطان ،وقيل:الكهنة وقيل:مردة أهل
الكتاب ،وعرفه الطبري بتعريف يقرب حقيقته فقال : أنه كل ذي
طغيان على الله فعبد من دونه إما بقهر منه لمن عبده ،وإما بطاعة
من عبده له،وإنساناً كان هذا المعبود أو شيطاناً أو وثناً أوصنماً
أوكائناً ماكان من شئ .ا.هـ (عند بيان آية البقرة 256)
وبيان ذلك أن هناك طريقين بتنصيب الطاغوت
الأول : بقهر منه وارهاب مثل فرعون الذي قال (أنا ربكم
الأعلى)النازعات24
الثاني : برضا وطاعة ممن عبده مثل الذين قالوا (مانعبدهم إلا
ليقربونا إلى الله زلفى)الزمر 3
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب (والطاغوت عام في كل ما عبد
من دون الله ورضى بالعبادة من معبود أومتبوع أو مطاع في غير
طاعة الله ورسوله)مؤلفات محمد بن عبد الوهاب القسم الأول في
العقيدة ص377
وهنا شرط جلي ليكون الطاغوت طاغوتاً وهو (الرضا بالعبادة )
مثال ذلك :عقيدة النصارى في عيسى عليه السلام بأنه الله أوابن
الله فذلك طاغوت لكن ليس عيسى عليه السلام هوالطاغوت لانه
لم يرض بذلك ولم يطلبه إنما الطغوت في نفس من عبده
(النصارى) وليس ذات عيسى عليه السلام طاغوت فتنبهوا لهذه
النقطة فهي هامة جدا يرحمكم الله
حقيقةالكفر بالطاغوت :
بين الله تعالى الموقف من الطاغوت بقوله :(فمن يكفر بالطاغوت)
البقرة256 وقوله: ( والذين اجتنبوا الطاغوت) الزمر 17
وهذا يعني أن حقيقة الكفر بالطاغوت لاتتحقق إلا بتحقيق الكفر
والاجتناب وبينهما ترابط وكل منهما يحقق الآخر يقول د.علي بن
نفيع العلياني (في كتاب حقيقة الكفر بالطاغوت ص65بتصرف)
فإذا أراد العبد أن يكفر بالطاغوت فلابد من أن يجحد وينكر
الخصائص والصفات التي طغي بها الطاغوت وهولايستحقها
كإدعاء الغيب ، أو الضر والنفع، وما شابهها من خصائص
الرحمن فلكي يتحقق الإيمان لابد من انكار هذه الخصائص لذلك
الطاغوت وجحدها والتبرأ منها ويكون ذلك بالقلب واللسان والعمل
فإذا أنقطعت السبل فلايصح دين عبد بغير البراءة القلبية والعداوة
القلبية للطاغوت .
نسأل الله العافية والسلامة في ديننا ودنيانا
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك..


لاتنسونا من دعواتكم

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 04-18-2010 الساعة 05:23 PM