عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-28-2014, 05:51 PM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي ضع كأس الماء واسترح قليلا ، وفوض الأمر لله واتخذه وكيلا

 




في يوم من الأيام
كان محاضر يلقي محاضرة عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه.

فرفع كأساً من الماء وسأل المستمعين
ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟

وتراوحت الإجابات بين 50 جم إلى 500 جم

فأجاب المحاضر:

لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس، فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكاً فيها هذا الكأس


فلو رفعته لمدة دقيقة
لن يحدث شيء

و لو حملته لمدة ساعة
فسأشعر بألم في يدي

و لكن لو حملته لمدة يوم
فستستدعون سيارة إسعاف.

الكأس له نفس الوزن تماماً، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه.

فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات

فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، فالأعباء سيتزايد ثقلها.

وما يجب علينا فعله هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى.


فيجب علينا أن نضع أعباءنا من وقت إلى آخر لنتمكن من إعادة النشاط و مواصلة حملها مرة أخرى.

فعندما تعود من العمل يجب أن تضع أعباء و مشاكل العمل و لا تأخذها معك إلى البيت، لأنها ستكون بانتظارك غداً و تستطيع حمله.







كلمات أعجبتني فنقلتها لكم، وربما قرأها أغلبكم
لكنـهــا
كلمات تحمل معانٍ كثيرة وهامة
وحقـــــــاً
لو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، والأعباء سيتزايد ثقلها

فالأعباء والهموم والمشاكل التي نتعرض لها في الحياة، إما أن نغوص فيها وتجرنا إلى مالا يحمد عقباه،
أو تدفعنا إلى الأمـام، بتركهـا غير عابئين بها؛ بعد تفويـض الأمر كله لله
فما أجمل أن نملأ قلوبنا بتفويض الأمر كله بما يقضيه الله
وبترك التصرف له وحده جلَّ في عُلاه


بـِمـَا شـَـاء..، وَكَـيْفَمَــا شـَـاء..، وَقْـتَ مـَا شـَـاء
سُبْـحَـانَـهُ هُـوَ الْمَـالِـكُ الْمُتَصَـرِّفُ فِي جَـمِيــعِ الْأَشْـيـَـاء




سُبْحَـانَـهُ الْقـَائـِلُ فِي كِتـَابـِهِ:


{
إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ }


سُبْـحَـانَــهُ
مَشِيئَتُهُ نَافِذَة ، وإرادَتُهُ شَامِلَة ، وحُكْمُهُ لا يُعَقِّبُ عَلَيْهِ مُعَقِّبْ

ففَوِضّ أمرك إلى الله، واعمل بقوله سبحانه:


{ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ }

فَالْجَأ إِلَيْهِ وَأعْتَصِمْ، وَأَلْقِي أُمُورَكَ كُلُّهَا لَدَيْه
يَدْفَعُ عَنْكَ الضَّرَرَ، و
فِي كُلِّ مَصَالِحِكَ تَوَكَّلْ عَلَيْه



سُبْحَانَـهُ مُنَزِّلُ الْقُرْآنَ عَلَى خَيْرِ الْأَنَام، سُبْحَانَـهُ الْقَائِلُ لِنَبيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلَام:

{ رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا }


{ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ }
وهذا اسم جنس يشمل المشارق والمغارب [كلها]، فهو تعالى رب المشارق والمغارب، وما يكون فيها من الأنوار، وما هي مصلحة له من العالم العلوي والسفلي،
فهو رب كل شيء وخالقه ومدبره.
{ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } أي: لا معبود إلا وجهه الأعلى، الذي يستحق أن يخص بالمحبة والتعظيم، والإجلال والتكريم، ولهذا قال: { فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا } أي: حافظا ومدبرا لأمورك كلها.

[تفسير الإمام السعدي رحمه الله]

فلنضع كأس الماء لنسترح قليلا ، ونفوض الأمر لله ونتخذه وكيلا
كلٌّ منا يُفوِّض أمره لله سبحانه، وليتخذه وكيلا
أسوة بسيدنا وإمامنا ومعلم البشرية كلها محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
نفوض أمورنا لله وحده ونتوكل عليه سبحانه هو نعم المولى ونعم الوكليل

هيا بنا ومعاً جميعاً
فَلْنُحَافِظ عَلَى أوْقَاتِنَا ولا تَشْغَلْنَا هُمُومَنَا، ويَتْـرُكُ كُلٌّ مِنَّا أَحْزَانَه
وَلْنَسْتَجِبْ عِبَـادَ اللهِ لَهُ سَبْحَانَـهُ، وَنُفَـوِّضُ الْأَمَـرَ إلْيَـهِ نَرْجُـو رِضْـوَانَه
لِحِكْمَـةٍ ارْتَضَـاهَا لَلْعِبَـادِ، نَالُـوا بِهَا سَعَـادَةً فِي الدُّنّيَـا والآخَـرَةِ وعَظِيـم غُفْرَانه






----------------------------------------------------------------------
أحتاج لدعائكم بارك الله فيكم جميعا، فلا تنسوني
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال


التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس