الموضوع: الأستهزاء
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 07-30-2008, 03:40 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



بعض فتاوى أهل العلم في المسألة


من محمد بن إبراهيم إلى حضرة الأَخ المكرم الشيخ محمد عمر بن عبد القادر اسكندر - سلمه الله -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد:

فبالاشارة إلى كتابكم المؤرخ [25/6/1375هـ] المتضمن استفتاءَكم عن من يستهزىء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

نفيدكم أَن الاستهزاءَ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصريحة الصحيحة؛ كفر بلا ريب.

لقول الله عزَّ وجل: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}.

فإن سبب نزول هذه الآية - وبه يعرف تفسيرها - ؛

أنه قال رجل في غزوة تبوك: (ما رأَينا مثل قرائنا هؤلاء؛ ارغب بطونًا، ولا أَكذب أَلسنًا، ولا أَجبن عند اللقاء) - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَصحابه القرء - فقال له عوف بن مالك: (كذبت ولكنك منافق، لأَخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاءَ ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: (يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به الطريق)، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ}، ما يلتفت إليه وما يزيده عليه.

لكن الشخص المعين الذي يصدر منه شيء من هذا؛ لا يحكم بكفره عينًا إلا بشروط معروفة، فإن الحكم على الشخص المعين بالكفر شيء، والحكم على القول أَو العمل أَنه كفر شيء آخر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


[15/7/1375هـ | فتاوي ومسائل الإمام محمد بن إبراهيم ال الشيخ / الجزء الاول]


سليمان بن عبد الله آل الشيخ

.poem {font-size:14pt;font-family:'Simplified Arabic';color:rgb(0, 0, 0);}سُئل الشيخ عن معنى قوله تبارك وتعالى: {إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله).

* * *
الجواب:

أن معنى الآية على ظاهرها، وهو؛ أن الرجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، فجلس عند الكافرين المستهزئين، من غير إكراه ولا إنكار، ولا قيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره؛ فهو كافر مثلهم، وإن لم يفعل فعلهم، لأن ذلك يتضمن الرضاء بالكفر، والرضاء بالكفر كفر.

وبهذه الآية ونحوها؛ استدل العلماء على أن الراضي بالذنب كفاعله.

فإن ادعى أنه يكره ذلك بقلبه؛ لم يقبل منه لأن الحكم على الظاهر، وهو قد أظهر الكفر، فيكون كافراً.

ولهذا لما وقعت الردة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وادعى أناس أنهم كرهوا ذلك؛ لم يقبل منهم الصحابة ذلك، بل جعلوهم كلهم مرتدين، إلا من أنكر بلسانه وقلبه.

وكذلك قوله في الحديث: (من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله)؛ على ظاهره، وهو أن الذي يدعي الإسلام، ويكون مع المشركين في الاجتماع والنصرة والمنزل معهم، بحيث يعده المشركون منهم؛ فهو كافر مثلهم، وإن ادعى الإسلام، إلا إن كان يظهر دينه، ولا يوالي المشركين.

ولهذا لما ادعى بعض الناس الذين أقاموا بمكة بعد ما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، فادعوا الإسلام إلا أنهم أقاموا في مكة، يعدهم المشركون منهم، وخرجوا معهم يوم بدر كارهين للخروج، فقُتلوا، وظن بعض الصحابة أنهم مسلمون، وقالوا: "قتلنا إخواننا"، فأنزل الله تعالى فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ... الآية}.

قال السدي وغيره من المفسرين: (إنهم كانوا كفاراً، ولم يعذر الله منهم إلا المستضعفين).


[الدرر السنية: ج8/ ص 164 - 165]


أبو بصير الطرطوسي
.poem {font-size:14pt;font-family:'Simplified Arabic';color:rgb(0, 0, 0);}بخصوص قاعدة " الرضى بالكفر كفر " فلا يخفى عليكم شيخنا بعض المسلسلات التلفزيونية الهابطة التي تروج للفاحشة والرذيلة، بل وتستهزئ بشرائع هذا الدين وبمن يطبقونه ..
والسؤال: هل المشاهد الذي يتفرج على مسلسل " كوميدي " يتناول بعض شرائع الإسلام ويجعلها مادة للضحك .. هل المشاهد هنا إن ضحك وواصل المشاهدة من دون أن يستنكر ما يرى أو يغلق التلفاز .. هل تُحمل عليه هذه القاعدة فيكفرن لقوله تعالى: { إنكم إذاً مثلهم } .. وشكر الله لكم؟


الجواب :

الحمد لله رب العالمين.

الأفلام والمسلسلات التي تتضمن الطعن والاستهزاء بدين الله وشرائع الإسلام .. كفر أكبر ..

ومشاهدتها على سبيل الترفيه والضحك والتسلية من غير إنكار ولا إغلاق للجهاز أو قيام من المجلس .. هو كفر أكبر كذلك ، وجميع أدلة القاعدة الشرعية " الرضى بالكفر كفر " تُحمل عليه ..

فعلى العباد الذين يعز عليهم دينهم أن يحتاطوا لأنفسهم وأهليهم من هذا الشر الذي يُسمى بالتلفاز، ونحوه من وسائل الإعلام الأخرى التي غزت بيوت المسلمين ..

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

رد مع اقتباس