الموضوع: رحلت ...
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-28-2012, 11:51 AM
دمعه فراق دمعه فراق غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

عندما تنتظر المساء
عندما تنتظر ظلمه السماء ..وأن يعم المساء ..
عندما تنتظر سكون الاصوات..عندما تترقب.. خفوت الاضواء ..وزرقه السماء ..
صمت النجوم.. وصفاء الكون ..حينها تنتظر خلوه المساء ..
عندما تحب الليل .. تعشق صمته .. تحب صحبته ..
تطيل أنتظاره .. لا ترهب ظلمته .. تتمنى رفقته ..
وكلما أمتد .. وزاد .. وتوغل .. وادلهم .. أزدادت روعته .. وراقتنى أكثر صحبته ..
عندما تعشق الظلمه .. وتري فيها أكثر مما تراه في ضوء النهار ..
يأثرنى الليل بصمته .. استشعر هدوئه .. أتحسس فيه السكينه ..
وصفاء الكون بلا ضغينه ..أتلمس عمقه وخلوه عبد بربه ..
عندما تنتظر المساء ..تشعر بتفاهه الاشياء .. وحقاره الأمور ..
وسفاهه التفكير .. وظلمه كظلمه .. لقد أزف الرحيل ..
عندما تنتظر المساء .. وحدى .. وقد لفتنى عبائته السوداء ..
تنتظره .. فتسيل دموع .. تدعو .. تقوم ..وعندها تنساب صورتها العطره الى مخيلتى ..
وكأنما يصرخ بداخلى صوت .. أمى ..أختى ..صديقتى..
خارقا صمت ليلي الغارق في السكوت .. وتغمرنى دموع الاسي .. وألم الفقد .. وأجد نفسي أذوب ..
تطفو .. تطفو .. وتغلب على ذاكرتى صورتها مبتسمه .. صامته .. وكأنما صمته يسود ..
ترقق الدمع في عينى ..وغلب شوقي .. وتمنيت لو أن صحبتها تعود ..
أظنها سعيده .. أكثر مما كانت بيننا .. فلا ألم ولا موت بل خلود ..
ظنى ..رجائى بربي .. وهل يعلم الغيب سوى علام الغيوب !
أمسح دموعي .. وتعلو بسمتى .. وسعادتها فوق سعادتى .. فالى خلود ..
ألملم شتات نفسي .. أتتبع صورتها من مخيلتى .. وأعرفه خيالى بلا حدود ..
ولا يعرف ذل القيود ..
وكأنما أجلس فوق غيمتى .. وتصعد لاعلى ..وأغرق في وسط الغيوم .. وسعاده تدوم ..
وكأنما صورتها معي .. مطلقه العنان .. لذكرياتى .. وكأن في أذنى حلاوه صوتها .. وعذوبه منطقها ..
تقنعنى .. وأجادل كطفله هوجاء .. ثم نتجاذب حديثا .. وكأنما يصلنى صوت ضحكاتنا ..في خفوت ..نضحك وسعادتنا سواء .. تمضي وقد اطمأنت على حالى .. من ام لابنتها ..
لا انسي دعوتها ..لا حقد لا شر .. وروعه صفاء عذب تدور ...
تشتد زرقه المساء .. في قلب عبائته السوداء ..تتلاشي صورتها .. تهتز غيمتى .. وأحاطتنى الشجون ..
مطلقه للهموم ..وفرح لا يدوم .. تتصبر .. تقع .. تقوم ..
وتمطر غيمتى .. وتغلب دمعتى .. وان جف مائها .. فدمى يقطر .. يدوم ..
واعود ادراجى .. في قلب غرفتى .. وحدى .. اتصبر بالدعاء ..
ألجأ لرحمته ..وهل لى سواه .. رب عفو غفور ..
أتلفت حولى .. لا أري .. فقد تسلل الى عينى .. أول تباشير الصباح ..
وأنتشرت أنفاس الضياء ..
ولكن .. أين ذهب ليلي ..بظلمته ..وقوته .. من خرق عبائته السوداء ..
أين أنيابه اللتى أقتلعت أشعه الشمس .. وقت الغروب .. عندما حل المساء ..
ووجدته .. ولى .. يلملم سواده .. بصمته .. بسكونه .. ودونما وداع ..
وهكذا .. فهمته ..ليل .. نهار .. موت .. حياه .. سنه تدوم .. فسبحان من قدر فأحكم ..
ولا غيره .. سبحان مقلب الأمور ..
طلع الصباح .. وفجر يوم .. نتحرك .. نعمل .. ولكن بداخلى .. بقعه ..
صامته ساكنه .. قابعه في خفوت .. تنتظر عودته .. وتعشق خلوته .. تشتهى ضمته ..
سيعود ..
وسأنتظر .. سأنتظر المساء .
رد مع اقتباس