عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-13-2010, 09:45 AM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الأربعون النووية (11)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن تبع هُداه .. أما بعد
اليوم بمشيئة الله تعالى معنا الحديث الثالث عشر :
عن أبي حمزة أنس بن مالك رضى الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " لا يؤمن أحدكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُ لنفسه "
رواه البخاري ومسلم

لا يؤمن أحدكم : النفى هنا للكمال والتمام ، يعني نفى كمال الإيمان الواجب وليس نفياً لأصل الإيمان ، بدليل أن ذلك العمل لا يخرج به الإنسان من الإيمان وبالتالي يكون النفى هنا نفياً لكمال الإيمان .
لا يؤمن أحدكم : الإيمان فى اللغة : التصديق ، وقيل : الإقرار ( إقرار القلب لِما يردُ عليه )
وشرعاً : هو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان ، فإن أقرَّ بدون قبول وإذعان فليس بمؤمن ، وعلى هذا فاليهود والنصارى اليوم ليسوا بمؤمنين لأنهم لم يقبلوا دين الإسلام ولم يُذعنوا ، وكذلك أبو طالب كان مُقراً بنبوة النبى صلى الله عليه وسلم ويُعلن ذلك ، وقد قال شعراً :
ولقد علمتُ بأن دين محمدٍ من خير أديان البرية ديناً
لولا الملامة أو خوفَ مسبةٍ لرأيتنى سمحاً لذاكَ مُبيناً
فهذا إقرار واضح ودفاع عن النبى صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك أبو طالب ليس بمؤمن لأنه فقدَ القبول والإذعان .. ( قاله بن عثيمين – رحمه الله تعالى )

والإيمان محله القلب واللسان والجوارح ، فالإيمان يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح ، بدليل قوله تعالى { وما كان اللهُ ليضيعَ إيمانكم } قال المفسرون : إيمانكم : أى صلاتكم إلى بيت المقدس .. وقول النبى صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضعٌ وسبعون شُعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ""
أعلاها ( قول ) لا إله إلا الله : وهذا قول لسان
وأدناها ( إماطة الأذى عن الطريق ) وهذا فعل جوارح
وأما مَن يقولون أن الإيمان محله القلب فقط فهذا غلط كبير..

لا يؤمن أحدكم :
هذه الكلمة تدل على أن ما بعدها مأمورٌ به فى الشريعة إما ( أمر إيجاب ) أو ( أمر إستحباب)
قال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله فى كتابه الإيمان : النفى هنا نفى لكمال الإيمان الواجب وهذا دليل على وجوب ما نُفى الإيمان بسببه ( يعنى دليل على أن محبة المرء لأخيه ما يحب لنفسه واجبة لأن الإيمان لا يُنفى لنفى شئ مستحب – يعنى من ترك مستحباً لا يُنفى عنه الإيمان )
( لا يؤمن أحدكم ) له نظائر كثيرة فى السُنة :
1)" لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين "
2)" لا يؤمن مَن لا يأمن جاره بوائقه "
3)" لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه "
4)" مَن أحب أن يُزحزح عن النار ويُدخل الجنة فلتأتِ منيتهُ وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأتِ إلى الناس مما يُحب أن يُؤتى إليه "
رد مع اقتباس