عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-25-2011, 11:15 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

القاعدة السادسة :
أن يلتزم الآداب ظاهرًا وباطنًا ، لأن العلم ليس بالحفظ وكثرته ولن ينجيه عند الله أن يقول يارب حفظت كذا وكذا وكذا ، وأنما ينجيه عند الله أن يقول عملت كذا وعملت كذا ، وهذه قاعدة لا بد منها لطالب العلم وإلا كان علمه وبالا عليه وخسارة في الدنيا وفي الآخرة كذلك .
قال الناظم رحمه الله تعالى :
وحاصل العلم ما أُملي الصّفات له فأصغ سمعك واستنصت إلى كلم
وذلك لا حفظُكالفتيا بأحرفها ولا بتسويدك الأوراق بالُحمم
ولا تصدر صدر الجمع محتبياتُمليه لا تفقه المعنيّ بالكلم
ولا العمامة إذ ترخي ذؤابتها تصنعا وخضاب ُالشيب بالكتم
ولا بقولك يعني دائبا ونعم كلا ولا حملك الأسفار كالبهم
ولا بحملشهادات مبهرجة بزخرف القول من نثر ومُنتظم
بَلْ خَشْيَةُ اللَّهِ فِي سِرٍّ وَفِي عَلَنٍ فاعلم هي العلم ُ كلالعلم فالتزم .
القاعدة السابعة :
أن يلتزم المرء الآداب في ثلاث جهات :
1- الأدب مع نفسه
2- الأدب مع شيخه
3- الأدب مع أقرانه أي مع زملائه
وهذه الآداب الثلاثة أحيل إليها الأخوات لكتاب حلية طالب العلم لشيخ بكر بن عبد الله بن زيد رحمه الله تعالى .
وهذه كانت بعض القواعد التي هي بمثابة الأسس التي يجب على طالب العلم أن يلتزم بها ، والقواعد في طلب العلم كثيرة جدًا ويجب أن نسعى لتعلمها لأن هذا الجزء من العلم هو باب العلم فمن لم يتعلمها لن ينال من العلم شيئا.
** وقد كنا بصدد اختيار كتاب يدرس في هذه الدار المباركة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيما يقومون عليها ومن يسعى إليها ومن يُدرس فيها وألا يحرم أحدًا الأجر والثواب وأن يجعل ذلك من باب قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
وكنا قد اخترنا قبل أن نحدد الكتاب الذي معنا كتاب آخر وهو أن نبدأ بالتدرج في كتب المذاهب سواء كان في المذهب الشافعي أو المذهب الحنبلي ، ولكن وجدت أن الحاجة ماسة إلى أن نتعلم الأحكام التي تخص النساء وقلنا إن هذا من العلم الأهم بالنسبة لنا الآن ، لأن كثيرًا من الأحكام تفوت أخوتنا حفظهنَّ الله تعالى وجلا وعلا .
وهذا الكتاب قد درسته من قبل في دولة قطر وفي بعض دورات في دول أخرى ، وهو كتاب ( أحكام النساء ) لابن الجوزي رحمه الله تعالى ، وهذا الكتاب صاحبه حنبلي المذهب فيغلب عليه في تأليفه صورة المذهبية ، فصار الكتاب مناسبًا لطالبات العلم ومناسبًا أيضًا لمن يريد تعلم الأحكام الشرعية للتطبيق ، فهو مناسب لهذا ولهذا ، والذي نطلبه هو تعلم وتعبد فالكتاب إن شاء الله لا ينافي منهجية طلب العلم لأنه كتاب قديم وهو كتاب فقه ولكنه يشتمل على الأحكام التي تخص النساء والتي يشترك فيها النساء مع الرجال . والعادة أن نُّعرف بصاحب الكتاب وأن نعرف بأهمية الكتاب ، وأن ننسب صحة هذا الكتاب إلى الإمام الجليل رحمة الله عليه ، خاصة إذا كان يدور حول الإمام بعض الكلام؛ لأن بعض العلماء تكلم في ابن الجوزي رحمه الله ، وشاهدت ذلك بنفسي حينما كنا نحقق له كتابًا في الرد على أحد معاصريه وهو عبد المغيث الحربي رحمه الله تعالى وهو كان يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر رضي الله عنه قبل موته وهذا قول جمهور العلم لكن ابن الجوزي رحمه الله يرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصلي خلف أبي بكر قط لا في مرض موته ولا في غيره .
وألف في هذا كتابًا يرد به على عبد المغيث الحربي رحمه الله ورحم جميع الأئمة وعنونه بقول (آفة أصحاب الحديث والرد على عبد المغيث) ، وجعل في أول الكتاب يحط من قدر كثير من أهل الحديث على أنهم يحفظون الحديث ولا يفهمون معناه فجعل يطعن من هذه الجهة وقد سرد أحاديث كلها ضعيفة أو موضوعة رحمة الله تعالى عليه . وقد تبينَّ هذا في التحقيق وقد عملت في هذا الكتاب طويلًا ، وكأنه يتمثل قول الإمام السيوطي رحمه الله حينما قال : وحافظ الحديث باقتصار عن فهمه كمثل الحِمارِ
أي أنه يحفظ ولا يفهم .
ووجدنا في هذا الكتاب الكثير من المخالفات لقواعد العلم وهذا لا يعني أن هذا الرجل ليس بعالم بل إنه من أئمة الحنابلة ، لكن أحيانًا يكتب في مسألة يميل فيها إلى رأي فيجمع لها من هنا ومن هنا ويريد أن ينصر رأيه ويخالف بعض القواعد أحيانًا ، ولأن الإمام ابن الجوزي كان لا ينظر إلى ما ألفه كثيرًا أي يكتب الكتاب ولا يراجعه ، حتى أن له كتاب في الحديث الموضوع اسمه ( موضوعات ابن الجوزي ) رحمه الله ، فذكر فيه حديث هو في صحيح مسلم الذي هو أصح كتابين بعد كتاب الله " البخاري ومسلم " وقال هذا حديث موضوع .



ولذلك قال السيوطي رحمه الله تعالى :
وَفِي كِتَابِ وَلَدِ الْجَوْزِيِّ مَا لَيْسَ مِنَ الْمَوْضُوعِ حَتَّىوُهِّمَا
مِنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ وَالْحَسَنْ ضَمَّنْتُهُ كِتَابِيَالْقَوْلَ الْحَسَنْ
وَمِنْ غَرِيبِ مَا تَرَاهُ فَاعْلَمِ فِيهِ حَدِيثٌ مِنْ صَحِيحِ مُسْلِمِ
وكذلك خوضه في التأويل لأسماء الله تعالى وصفاته .
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس