عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-02-2009, 06:33 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

آمين يارب




بسم الله الرحمن الرحيم



تفريغ الجزء الأول من الجزء الثالث عقيدة 6 للفرقة 3و 4

من الدقيقة 01:00:50 إلى 01:15:43

ثم يقول : ثم إنه ليس من شرط الرضا ألا يحس العبد بالألم والمكاره . بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخط . يعني مثلا ، إنسان فقد ولده . فشعر بالتعب وأثر ذلك على نفسه . هذا لا إشكال فيه.
" إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون لمحزونون " .
وهل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الموضع لم يرض ؟ .. سيد الذين يرضون عن الله عز وجل ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فلا بأس أن يظهر عليه تألم أو ما إلى ذلك ، لكنه يحب قضاء الله عز وجل . فليس المقصود أنه يُبتلى فيضحك . ليس هذا هو المطلوب منك . المطلوب أن ترضى بقضاء الله عز وجل .
أما بالنسبة للصبر ، كما ذكرنا قبل ذلك وما نقل إجماع أهل العلم ـ رحمهم الله ـ أن الصبر واجب بإجماع المسلمين . فمن لم يصبر فهذا آثم عاص . أما الرضا فهذا فضل وزيادة . نسأل الله من فضله .

ج/ صور عدم الصبر مثلا أن يتسخط على قضاء الله عز وجل . يعني تجده يقول مثلا : لماذا يفعل فينا هكذا ؟ ( نسأل الله العافية ) .

بعد ذلك بالنسبة لعبارة يحيى ابن معاذ ، التي هي الأصول الأربعة قال :
إن أعطيتني قبلت . وإن منعتني رضيت . وإن تركتني عبدتك وإن دعوتني أجبتك .
ففي أحلك ظروفك وأنت تُبتلى ولا تجد نصيرا ولا معينا ، هل تترك عبادة الله عز وجل ؟ . فهنا: وإن تركتني عبدتك ... والإنسان دائما لو يستحضر أن الله عز وجل أنزل علي هذا البلاء وأنا أستحق أكثر من ذلك لذنبي وحالي مع الله عز وجل . فمهما يحصل عليك من بلاء " فالحمد لله . من لطف الله تبارك وتعالى لم ينزل علي أكثر من ذلك. فأنا أستحق أكثر من ذلك " .
هذه قمة الرضا . فيقول الحمد لله والشكر لله عز وجل .

وإن دعوتني أجبت .. إن طلب منك أي شيء ما عليك إلا أن تلبي {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
الشاهد من هذا الأمر كله أنك عبد لله عز وجل . يعطيك شيئا . الحمد لله . لا يعطيك . الحمد لله . لا يكون هناك تسخط للإعطاء ولا في المنع .

ويتركك . هذا أيضا يعني أنك لابد أن تبقى على حالك . يتركك مثلا ، وهو في الحقيقة لا يتركك، {ولتُصنع على عيني } .لكن الظاهر لك أنك الآن لا معين ولا ناصر . الظاهر . ينزل عليك البلاء ، هذا الظاهر ، {ولو شاء ربك ما فعلوه } .
لكن الآن أنت تصنع على عين الله عز وجل .

ثم بعد ذلك نستدل ونستشهد بكلام ناصر الدين الدمشقي ـ رحمه الله ـ يقول :
إذا اشتدت البلوى تخفَّف بالرضا عن الله فقد فاز الرَّضِيُّ المراقِبُ
وكم نعمة مقرونة ببلية على الناس تخفى والبلايا مواهب

يعني ، يقول كم من النعم تكون مقرونة بالبلاء . أو كما تكون في عبارات بعض العلماء ـ رحمهم الله ـ يقولون : من المِحن تأتي المِنح .
فدائما بعض النعم تكون مقرونة بالبلية . وإن لم يكن في هذه البلايا إلا أنك تزداد شكرا لله عز وجل {لعلهم يتضرعون } . هذه من أعظم النعم التي يُتقرب بها إلى الله عز وجل .
وكم نعمة .. هذا للتكثير ... مقرونة ببلية على الناس تخفى .. لا تعرف هذه الحكمة . ربما لا تعرفها حتى بعد انقضاء البلاء . ولا تستشعر بها . لكن بعض الناس قد يراها عليك .وأنت لا تشعر بها ولا تعرفها .

ثم بعد ذلك النقطة التي تليها وهي الشكر .
فأنت تتعلم بإيمانك بالقضاء والقدر أنك تشكر الله تعالى على جميع الأحوال التي أنت فيها من الله عز وجل . وكما ذكرت لك ، أنت ابتليت بأمر ، فبلطف الله عز وجل أنه جعل عليك هذا البلاء فقط . وتقول الحمد لله ، لكني أنا أستحق أكثر من ذلك . لكن لا نتمنى البلاء . ليس هذا معناه أننا نتمنى البلاء .

والمؤمن يفرح بقضاء الله تبارك وتعالى . قال الله تعالى : {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58
فبفضل الله ابتليت . وعلى إثر هذا البلاء رُفعت . كما هو الحال في يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام . ابتلي ببلاء شديد . ونتج عن هذا البلاء الرفعة في النهاية . وهذا هو المآل .
{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21

ثم نقول : قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ " والفرح أعلى نعيم القلب ولذته وبهجته .فالفرح والسرور نعيمه . والهم والحزن عذابه ".
سنأتي في النهاية بعبارات لبعض من رأى من يؤمن بالقدر . هؤلاء بعض الناس ممن رأوا الناس
الذين يؤمنون بالقدر من عوام المسلمين . واستفادوا منهم هذا الأمر . فوجدوا أن في إيمانهم بالقدر سعادة وفرح وسرور لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى . وستجد عباراتهم واضحة جلية بإذن الله تعالى .

ثم نقول : قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ " والفرح أعلى نعيم القلب ولذته وبهجته .فالفرح والسرور نعيمه . والهم والحزن عذابه ".

.. قال : والفرح أعلى نعيم القلب .
أنت عندك الآن إنسان عنده صبر . قد لا يرضى بحاله ويتمنى أن يكون في حال أفضل من هذه. ولا ينظر إلى المآل. إنما ينظر إلى حاله . لكنه لا يعترض على قضاء الله عز وجل . هذا صادق .
الذي يرتقي بذلك تجده يرضى بقضاء الله تبارك وتعالى . ويحمد الله عز وجل بحصول هذا البلاء عليه . تجد الأعلى من ذلك وهو الذي يفرح بقضاء الله عز وجل . يعني ، تجد وقوع البلاء عليه ، وهو لم يتمناه طبعا ، لكن بمجرد حصول البلاء عليه تجد سرورا في قلبه وفرحا . كحال شيخ الإسلام ابن تيمية يوم يحكي عن نفسه : ماذا يصنع أعدائي بي .
هذه صورة واضحة جلية سنتكلم عنها بإذن الله تعالى . فإذن الآن هو أعلى نعيم القلب بعد الصبر والرضا ، هو يفرح الآن بقضاء الله عز وجل .

ج/ .. النبي عليه الصلاة والسلام ظهر عليه ذلك . وهو في قرارة نفسه فرح بقضاء الله عز وجل.
.. لا إشكال هذا هو الأمر الطبيعي الجِبِلي . نحن نتكلم الآن عن الحالة التي كان فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ صبر . ومما يدل على أنه راض وفرح بقضاء الله عز وجل أنه في وقت موت إبراهيم حصل كسوف للشمس . فالنبي عليه الصلاة والسلام ، هل توقف عن الدعوة إلى الله عز وجل في هذا الأمر ؟ .. قد يرضى الإنسان وتألمه يعوقه عن أداء وظيفته . لكن الني ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، حتى يشتبه على الناس أن موت إبراهيم كان السبب.
فقال " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله . لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته " . هذه علامة تدل
على رضا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقضاء الله عز وجل وفرحه بقضاء الله تعالى . وأن الألم الجبلي ، الذي ما ظهر إلا في عيني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يعُقْه عن أداء رسالته.

ج/ .. لم نقل أن الفرح هو الضحك .

بقية كلام ابن القيم نسرده سردا . قال : فإن الرضا طمأنينة وسكون وانشراح . والفحر لذة وبهجة وسرور .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته


التعديل الأخير تم بواسطة نسيم الفجر ; 09-02-2009 الساعة 07:32 PM