08-03-2008, 01:21 AM
|
|
|
قبور الياسمين ( 11 )
لم تكن كلمة القتل هي الكلمة التي أخاف منها .. فما أتيت إلا من أجلها .. ولكن كنت أخاف من أمور أخرى .. إن القتل يا أخي شامة وعلامة .. تاج يتوج به الغريب عند نهاية الطريق .. وسام شرف يناله دليلاً على ثباته في الطريق .
استمر طريقنا مؤلماً .. بين قمم جبال لا تعرف الرحمة .. وبين قلوب سكان أشد صلابةً من تلك الصخور .. كان الكل يطمع في القافلة الصغيرة مع أنهم لم يكونوا يعلمون بوجودي بينهم فكيف لو علموا . كنت أرى القسوة في النظرات الصخرية التي يرسلها لنا حتى الأطفال .
اضطررنا لتغيير السيارة .. اتفقنا مع سيارة أخرى على أن تقلنا لمنطقة أخرى .. وتحركت السيارة ..
- سألت الرجل متى نصل ؟
- باقي القليل .. هدفنا هي تلك القمم .
مرت ثلاثة أيام على سؤالي هذا .. وسألته ثانية متى نصل ؟
- لماذا أنت متعجل على الوصول ؟
لم أرد عليه ، وسارت القافلة .. صعدنا مرتفعاً يسمونه طريق .. ليس إلا ممر بين صخور كان شاقاً مرتفعاً وفي القمة حدث خلل في السيارة عادت إلى الوراء بسرعة لم نتمكن من فعل شي قفز الرجل من السيارة ولم نشعر بشيء .
بدأت أحس بما حولي .. كانت الدنيا مظلمة .. استوعبت ما حدث ، لقد انقلبت السيارة .. حاولت أن أجمع أفكاري وأتصرف بهدوء .. كنت أشعر بثقل فوق ساقي .. حاولت تحريكها فتحركت .. أدركت أن الثقل ليس إلا أحد الاخوة الجرحى .. لم أكن أشعر بألم .. سحبت ساقي وخرجت من تحت السيارة .. بدأت في البحث عن الإخوة .. كان البعض مصاباً .. نظر إلى مرافقي وقال : هل أصبت ؟
- لا .. هيا نرى الشباب .
كان البعض مصاباً ينزف .. كنا في قمة جبل في مكان معزول وبعضنا يئن من ألمه . أخرجت أغراضنا من السيارة كنت أفضل حالاً من الكثير . قال لنا الأمير سنستمر .. سنتابع الطريق مشياً .. حملت بعض أغراض الجرحى .. شعرت بألم ، لم أتكلم .. جاءني المرافق سحبني من يدي ..
- ماذا تفعل ؟
- سأساعد الآخرين .
- أنت مصاب ؟
|